هل تساعد حقن البوتكس في علاج التشنجات العضلية ؟ من المعروف أن البوتوكس يُستخدم في الإجراءات التجميلية، فعندما نسمع بحقن البوتوكس فإن أول ما يرد إلى خواطرنا هو علاج التجاعيد، لكن البوتوكس يستخدم في إجراءات علاجية أخرى، إذ يمكن استخدام البوتوكس كأداة قوية للذين يعانون من التشنجات العضلية، ويمكن أن تساعد هذه الحقن على استرخاء العضلات المتيبسة والمتشنجة والتي تجعل التحرك خلال الحياة اليومية أكثر صعوبة، وغالباً ما تكون أكثر فعالية في علاج التشنج الذي يؤثر فقط على عدد قليل من العضلات أو مجموعات عضلية محددة. إذاً هل تساعد حقن البوتكس في علاج التشنجات العضلية ؟ دعنا نلقي نظرة فاحصة على ذلك.
هل تساعد حقن البوتكس في علاج التشنجات العضلية ؟
التشنج هو مصطلح يستخدم لوصف العضلات المتيبسة، أو التي تتشنج لا إرادياً بسبب ضرر في الجهاز العصبي، إذ إن هذه العضلات لا تعمل من تلقاء نفسها، بل إنها تتبع التعليمات الصادرة من الدماغ من خلال الأعصاب التي تفرز مادة تسمى الأستيل كولين لنقل الأوامر الدماغية، فإذا كنت تعاني من التشنج فإن تضرر الجهاز العصبي يؤدي إلى سيل من الأوامر الخاطئة التي يتم توصيلها، وتدفع هذه الأعصاب العضلات إلى التشنج في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مسترخية.
ويقوم البوتوكس بعلاج هذه الرسائل الخاطئة عن طريق منع إطلاق الأستيل كولين من العصب إلى العضلة، وهذا الإجراء يسمح للعضلات بالاسترخاء، وعندما يحدث ذلك فإن تصلب العضلات يصبح أقل، ويحدث تحسن في نطاق الحركة. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على ثلاث تركيبات من سم البوتولينوم (أ) لعلاج التشنجات وهي:
- أبوبوتولينوم توكسين أ (Dysport®).
- إنكوبوتيولينومتوكسين أ (Xeomin®).
- أونابوتولينوم توكسين أ (Botox).
حالات التشنجات العضلية التي يعالجها البوتوكس
هل تساعد حقن البوتكس في علاج التشنجات العضلية وما هي أنواع التشنجات التي يمكن أن يعالجها؟ قد يكون البوتوكس فعالاً في علاج التشنجات الشائعة في الأمراض التي تؤثر على الدماغ أو النخاع الشوكي، بما في ذلك:
- التصلب المتعدد (MS).
- السكتة الدماغية.
- الشلل الدماغي.
- إصابة الحبل الشوكي.
- إصابة الدماغ.
أين يتم حقن البوتوكس لعلاج التشنج العضلي؟
يتم إعطاء البوتوكس كحقنة عضلية، أي حقنة موضعية يتم إدخالها في العضلة، ويتم إعطاء الحقن في العيادة الخارجية، وقد يستغرق حقنها من 30 إلى 45 دقيقة، ولضمان حقن الدواء في المكان الصحيح يتم تسجيل الإشارات الكهربائية من العضلة أو إرسالها عبر الإبرة إلى العضلة أثناء الحقن، ويتم استخدام الموجات فوق الصوتية أحياناً لتصوير الإبرة والعضلة بشكل مباشر. ونظراً لأن سم البوتولينيوم لا ينتقل بعيداً عن موقع الحقن؛ فمن المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء عدة حقن أثناء جلسة العلاج الواحدة، وعادة ما تتكرر علاجات الحقن كل ثلاثة أشهر.
ما النتيجة المتوقعة بعد الحقن؟
بعد الحقن قد لا تلاحظ أي فرق لبضعة أيام أو حتى أسبوعين، وهذا أمر طبيعي تماماً، وبمجرد أن يبدأ التأثير يجب أن نرى نتائج تحسن تستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريباً، وفي كثير من الحالات قد يُنصح بالعلاج الطبيعي أو المهني بعد الحقن لتحقيق أقصى استفادة من العلاج، كما ينصح بالتمدد وممارسة الرياضة يومياً في المنزل.
الآثار الجانبية المحتملة
على الرغم من أن علاج البوتوكس يعتبر خياراً آمناً للأشخاص الذين يعانون من التشنج العضلي؛ فقد تكون هناك بعض الآثار الجانبية، إذ قد يعاني المرضى من بعض الألم أو كدمات لبضعة أيام في موضع الحقن، وفي بعض الحالات قد يشعرون بالتعب أو يعانون من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا لمدة يوم أو يومين بعد العلاج. وتتضمن الآثار الجانبية النادرة -ولكنها مثيرة للقلق أيضاً- انتشار تأثير الحقن إلى ما هو أبعد من العضلات المحقونة، وقد يؤدي هذا إلى ضعف مؤقت أوسع أو حتى صعوبة في البلع أو التنفس، وقد يؤدي العلاج الطويل الأمد إلى ضمور العضلات، وسيؤدي وقف العلاجات عموماً إلى زوال هذا التأثير.
هل أنت مرشح جيد للعلاج بالبوتوكس؟
قد يوصي الطبيب بعلاج البوتوكس إذا كان التشنج العضلي يقتصر على بضع مجموعات عضلية فقط في الذراعين أو الساقين على سبيل المثال، وقد يكون حقن البوتوكس مفيداً أيضاً عندما تكون العديد من العضلات المتشنجة ولكن القليل منها فقط هو الذي يسبب المشاكل. وكما هو الحال مع أي طريقة علاج؛ هناك إيجابيات وسلبيات لاستخدام البوتوكس كجزء من العلاج لتخفيف التشنج العضلي:
الإيجابيات
- عادة ما يكون البوتوكس فعالاً لإرخاء العضلات المحقونة لعدة أشهر.
- عادة ما يكون البوتوكس جيد التحمل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن كميات صغيرة جداً من الدواء تدخل مجرى الدم.
السلبيات
- يكون العلاج على شكل حقن، وهو أمر أقل تقبلاً للمرضى من تناول الأقراص.
- هناك حدود لكمية البوتوكس التي يمكن حقنها خلال جلسة واحدة، ويحب تكرار الحقن كل عدة أشهر.
- قد ينتج الجسم أجساماً مضادة للبوتوكس، وهذه الأجسام المضادة ليست خطيرة، ولكنها تجعل العلاج أقل فعالية.
هل يستحق البوتوكس التفكير به كعلاج؟
لا يحتاج التشنج دائماً إلى هذا العلاج، ولكن من الأفضل التفكير في اتخاذ إجراء إذا كان التشنج يسبب الألم أو عدم الراحة، أو يعطل الحياة اليومية. استشر الطبيب حول ما إذا كان علاج البوتوكس قد يكون خياراً جيداً لحالتك. وعلى الرغم من أن العلاج لا ينجح مع الجميع فإن العديد من الأشخاص يجدون فيه الراحة. وقد وجد بعض الأطباء أن حقن البوتوكس أسلوب مفيد في علاج التشنجات العضلية، وعندما يقترن بإعادة التأهيل والتمارين الرياضية فإن البوتوكس لديه القدرة على تحسين نوعية الحياة.
نصيحة من موقع صحتك
في هذا المقال؛ أجبنا على سؤال هل تساعد حقن البوتكس في علاج التشنجات العضلية ؟ وقد وضحنا أن حقن البوتوكس تقدم خيار علاج قوي للأشخاص الذين يعانون من تشنج العضلات بسبب ظروف مختلفة، وقد أثبت هذا العلاج فعالية كبيرة في إرخاء العضلات وتخفيف الألم وتحسين الحركة. وعلى الرغم من بعض العيوب والمخاطر المرتبطة بعلاج البوتوكس فإنه يعتبر آمناً بشكل عام، والفوائد تفوق الأضرار بالنسبة للعديد من المرضى، ولكن ننصح بالتأكد من إجراء علاج البوتوكس تحت إشراف متخصص طبي معتمد يمكنه إجراء العملية وفقاً لاحتياجات المريض.