نمو الجنين خلال فترة الحمل عملية شاقة ومرهقة، لذا من الطبيعي أن تشعري بالتعب الزائد خلال الحمل، وقد تشعرين بالحاجة الزائدة إلى النوم، مما قد يشعرك بالقلق حيال ذلك، وقد يطلب منك الطبيب الحصول على قسط كافٍ من النوم، لكن ما مقداره؟ وهل تشعرين أنك تحصلين على قسط زائد من النوم؟ وهل كثرة نوم الحامل تستدعي القلق؟ وماذا تفعلين إذا لم تشعري براحة كافية؟ في هذا المقال سنجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بالنوم أثناء الحمل.
ما المقصود بمصطلح كثرة نوم الحامل ؟
يعد النوم المفرط أمرًا شخصياً يعتمد على احتياجاتك وعاداتك في النوم، ولكن بشكل عام تختلف كمية النوم التي يحتاجها الجسم باختلاف العمر، وينصح بالنوم ما بين 7-9 ساعات يومياً في سنّ الحمل (قد تؤثّر العوامل الوراثية وكمية النوم على هذه الأرقام)، ولكن يمكن تعريف كثرة نوم الحامل إذا وجَدت نفسها تنام بانتظام لأكثر من 9 أو 10 ساعات يومياً، وقد تكون ساعات النوم الزائدة مبرَّرة في حال كانت تستيقظ مرات عدة خلال الليل، أو كانت تعاني من اضطرابات في النوم، فقد تحتاج حينها إلى المزيد من النوم والراحة.
ما الذي يسبب النعاس الشديد أثناء الحمل؟
من الشائع الشعور بإرهاق أكثر خلال الثلثَين الأول والثالث من الحمل، ففي الثلث الأول يزيد حجم الدم وترتفع مستويات هرمون البروجيسترون، مما قد يسبب الشعور بالنعاس الشديد، وفي الثلث الثالث مع زيادة وزن الطفل واقتراب موعد الولادة فقد تشعر الحامل بالقلق النفسي مما يدفعها لقضاء المزيد من الوقت في السرير، بالإضافة إلى هذه التغيرات الفسيولوجية والهرمونية فقد لا تحصلين على نوم جيد بسبب الانزعاج المرتبط بالحمل، وهذا قد يُشعركِ بتعب أكبر خلال النهار، أو بزيادة الرغبة في القيلولة.
هل كثرة نوم الحامل لها أضرار؟
أكدت إحدى الدراسات أن النوم المفرط قد تكون له مخاطر في الثلث الأخير من الحمل، وفي دراسة؛ تعرضت النساء اللواتي ينمنَ لأكثر من 9 ساعات متواصلة في الشهر الأخير من الحمل لحالات ولادة جنين ميت بشكل أكبر، وعلى الرغم من ذلك طعَن العديد من العلماء في هذه الدراسة، وفسّروا حالات ولادة جنين ميت بانخفاض حركة الجنين وليس النوم لساعات طويلة.
لذا؛ فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم مهم لصحة الحامل، والمعدل العام الطبيعي هو 8 ساعات نوم، وزيادة بعض ساعات النوم قد تكون استجابة لاحتياجات جسمك للراحة، ولا بأس بذلك، خاصة لو كان الإفراط في النوم ليس منتظماً.
فوائد النوم أثناء الحمل
وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي ينمنَ أقل من 6 ساعات يومياً خلال الثلث الأخير من الحمل وقرب موعد الولادة كانت مدة الولادة لديهنّ أطول، وكان خطر خضوعهنّ للولادة القيصرية أعلى ب 4.5 مرات، وكذلك وجدت أن النساء اللواتي يعانينَ من اضطرابات شديدة في النوم كانت ولادتهنّ أيضاً أطول، وخطر خضوعهنّ لولادة قيصرية أعلى ب 5.2 مرات.
لذا من المهم الحصول على قسط كافٍ من النوم وتحسين جودة النوم، فقد أشارت الأبحاث إلى أن اضطرابات التنفس أثناء النوم والذي قد يحدث أثناء الحمل قد تكون مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بتسمم الحمل، وقد تم ربط الشخير كذلك، وهو أكثر شيوعاً بين النساء الحوامل مقارنة بالنساء غير الحوامل، وارتبط أيضاً بتسمم الحمل ومرض سكري الحمل.
المشاكل التي تؤثّر على النوم أثناء الحمل
هناك العديد من الأسباب المساهمة في كثرة نوم الحامل وهناك أسباب أخرى تسبب قلة النوم واضطرابات النوم، ومن بين هذه الأسباب المحتملة ما يلي:
- التغيرات الهرمونية: خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ينخفض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب، كما أن ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون خلال هذه الفترة قد يؤدي الإفراط في النوم.
- متلازمة تململ الساقين: تعاني العديد من النساء الحوامل من أنماط نوم مضطربة بسبب هذه المتلازمة، وقد يكون سببها ارتفاع هرمون الإستروجين أو نقص حمض الفوليك والحديد.
- الارتجاع المَعدي المريئي (GERD): تنفتح حلقة عضلية في أسفل المريء للسماح بدخول الطعام إلى المعدة، وفي حالة الارتجاع المريئي تكون هذه الحلقة مرتخية، مما يسمح بعودة الطعام والسوائل إلى الحلق، وقد يؤدي الحمل إلى الارتجاع المَعدي المريئي بسبب الضغط الزائد على منطقة المعدة مما قد يعوق إغلاق هذه الحلقة بشكل صحيح.
- الأرق: في الثلثين الأول والثالث قد تعاني الحامل من الأرق وعدم الحصول على نوم جيد أو قسط كافٍ من النوم، وقد تكون آلام الحمل هي أحد أسباب هذا الأرق، بالإضافة إلى زيادة القلق والتوتر حول الولادة ورعاية الطفل.
- انقطاع التنفس أثناء النوم: إذا شعرت بصعوبة في التنفس أثناء النوم فعليك استشارة الطبيب فوراً، فبعض النساء يصبنَ بانقطاع التنفس النومي خلال الحمل ربما بسبب وجود تغيرات هرمونية وفسيولوجية، وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تختفي بعد الحمل، فإنها قد تكون مرتبطة بمشاكل صحية أخرى، لذا يجب الخضوع للفحوصات.
- التبول المتكرر: خلال الثلث الثالث من الحمل قد تستيقظ الحامل مرات عدة للتبول خلال الليل، وذلك بسبب نمو حجم الطفل وضغطه على المثانة، لذا يمكن تجربة تقليل شرب السوائل قبل موعد النوم لتقليل عدد مرات التبول الليلية.
نصائح لتحسين النوم أثناء الحمل
إذا كنتِ لا تحصلينَ على قسط كافٍ من النوم خلال اليوم أو تعانينَ من سوء جودة النوم فهناك العديد من الطرق التي يمكنك تجربتها لتحسين النوم ومن أهمها:
- استخدمي وسادة الحمل: إذا كنت في العادة تنامين على ظهرك أو لم تستطيعي الوصول إلى وضعية نوم مريحة بالنسبة لك فيمكن لوسادة النوم مساعدتك على الشعور بالراحة خلال النوم.
- عالجي المشاكل الكامنة: إذا كنتِ تشعرينَ بالتوتر والقلق وهناك أشياء تُشغل بالك تمنعك من النوم فيمكنك معالجة هذه المشاكل التي تشغلك للحصول على نوم أفضل ليلاً.
- مارسي الرياضة يومياً: تعمل الرياضة على تحسين النوم، كما أن ممارسة الرياضة تمنحك المزيد من الطاقة لإكمال أنشطتك اليومية وتساعد الجسم على البقاء قوياً.
- احصلي على التدليك: اللمس مهدئ ومفيد جداً للنوم، كما أنه يخفف بعض الآلام المصاحبة للحمل ويحسن المزاج.
- أسسي عادات نوم جيدة: قد يساعد التحضير للنوم على تهيئة أجواء نوم هادئة ومناسبة.
- جهزي مساحة نوم مثالية: قد ترغبين في إبقاء الأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم، أو شراء مرتبة جديدة، أو ضبط درجة الحرارة على درجة الحرارة المناسبة لك قبل النوم للحصول على نوم هادئ ومريح.
إذا وجدتِ أنك لا تحصلينَ على نوم جيد ليلاً أو على قسط كافٍ من النوم وتشعرين بالإرهاق خلال النهار فقد ترغبين في الحصول على قيلولة قصيرة كلما أمكن ذلك. فقط تأكدي ألا تكون القيلولة طويلة جداً حتى لا تؤثر على نومك الليلي.
الأسئلة الشائعة
كم ساعة يجب على الحامل أن تنام؟
من الطبيعي أن تنام الحامل من 7-9 ساعات كل ليلة كما هو الحال مع عامة الناس، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الاحتياجات الفردية قد تختلف، فقد تحتاج بعض النساء إلى النوم أكثر أو أقل، ومن المهم الحرص على ساعات نوم كافية خلال الليل لدعم صحة الأم والجنين.
ما أفضل وضعية نوم مريحة للحامل؟
أفضل وضعية نوم وأكثرها أماناً أثناء الحمل هي النوم على جانبك، خاصة مع تقدّم الثلثَين الثاني والثالث من الحمل. يساعد النوم على جانبك وخاصة الأيسر في تحسين تدفق الدم إلى الجنين والرحم مما يقلل من حدوث مضاعفات.
متى يبدأ النعاس عند الحامل؟
يبدأ النعاس والشعور بالتعب عند الحامل في بداية الثلث الأول من الحمل، وأحياناً خلال الأسبوع الأول من الحمل، وقد تكون كثرة النعاس من أولى علامات الحمل، وغالباً ما يخف هذا خلال الثلث الثاني من الحمل ليعود للزيادة في الثلث الثالث بسبب اضطرابات النوم وثقل حجم الجنين على جسم الأم. تعتبر كثرة نوم الحامل في الفترة الأولى للحمل طبيعية.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تشعرينَ بالتعب والإرهاق خلال الحمل فلا بأس في ذلك، لأن هذا يعتبر من أعراض الحمل الشائعة، خاصة في بداية الحمل ونهايته، ومع ذلك إذا كنتِ تشعرينَ بقلة النوم أو تحتاجين إلى المزيد من النوم فننصحك باستشارة طبيبك، فهو قادر على التأكد من عدم وجود أي حالة طبية كامنة تسبب هذه الظاهرة، كما أن كثرة نوم الحامل قد لا تدل بالضرورة على وجود مشكلة مرَضية، فقد يكون ذلك استجابة فسيولوجية أو نفسية خلال فترة الحمل، ولا داعي للقلق بشأنها، وإذا شعرت بالحاجة للاطمئنان أكثر يمكنك استشارة الطبيب.