الولادة بالتنويم المغناطيسي من تقنيات التحضير للولادة وتخفيف مشاعر الخوف والألم بشكل طبيعي، وهذه التقنية ليست بهذه البساطة، كأن تشعري بالنعاس الشديد في دقيقة واحدة ثم يأتي طفلك بالدقيقة التالية، إنما في هذه الطريقة يتم استخدام التنويم المغناطيسي للمساعدة في التحكم بالتنفس والألم، ولكن قد لا تنجح هذه الطريقة مع الجميع. دعونا نلقي نظرة فاحصة على هذه الطريقة وفوائدها، وكيف تختلف عن طرق الولادة الأخرى التي قد تواجهينها.
ما هي الولادة بالتنويم المغناطيسي ؟
مصطلح التنويم المغناطيسي في حد ذاته هو إجراء يَختبر خلاله الشخص تغيرات في الإحساس أو الإدراك أو الفكر أو السلوك، وهنا يشار إلى نوع خاص من التنويم المغناطيسي أثناء عملية الولادة يطلق عليه اسم الولادة بالتنويم المغناطيسي. تهدف هذه التقنية إلى مساعدة المرأة الحامل على التعامل مع أي خوف أو قلق قد تشعر به أثناء الولادة.
ويتضمن تقنيات مختلفة للاسترخاء والتنويم المغناطيسي الذاتي الذي يساعد في استرخاء الجسم قبل وأثناء المخاض والولادة، والفكرة هنا هي أنه عندما يكون الجسم والعقل في حالة استرخاء تام يمكن أن تحدث الولادة بشكل أسرع وبدون ألم، لأن الجسم لا يقاوم عملية الولادة الطبيعية.
كيفية استخدام التنويم المغناطيسي أثناء الولادة؟
بفضل تقنية الولادة بالتنويم المغناطيسي يمكن إفراغ الذهن والقيام بالتنفس الجيد أثناء الولادة. تسمح هذه التقنية للجسد بالاسترخاء إلى الحد الذي يتلاشى فيه أي ألم، ويشعر الجسد أنه يستجيب لعملية الولادة بطريقة أسهل وأسرع، وهذا الإجراء يشمل العديد من التقنيات التي يمكن تجربتها مثل التحكم بالتنفس.
-
التنفس المتحكم به
تشمل هذه الطريقة تقنيتين للتنفس، في الأولى تتنفس الحامل بعمق من خلال الأنف فتستنشق الهواء حتى العد إلى أربعة، ثم تزفر عند العد إلى سبعة، التقنية الثانية مماثلة وتتبع نفس نمط التنفس العميق، لكن هنا تطيل الحامل زمن الشهيق حتى العد إلى سبعة، وتحافظ على الزفير حتى العد إلى سبعة، ومن المفترض أن التنفس بهذه الطريقة يساعد على تحفيز الجهاز العصبي السمبتاوي مما يمنح الجسم بعض المشاعر المهدئة.
-
التركيز على الأفكار والكلمات الإيجابية
التركيز على الأفكار والكلمات الإيجابية هو تقنية مفيدة جداً، فبدلاً من استخدام كلمة "انقباض" لوصف الانقباضات أثناء المخاض، يمكن استخدام كلمة "اندفاع" أو "موجة" للحصول على شعور أكثر إيجابية.
-
التصور الموجَّه
تتضمن التقنيات الأخرى التصور الموجَّه، إذ يمكن تخيل شيء مثل زهرة تتفتح للمساعدة في استرخاء الجسم، وكذلك استخدام الموسيقى والتأمل للحصول على مزيد من الاسترخاء، ومن خلال استخدام هذه التقنيات فإنكِ قد تلدين في حالة تشبه أحلام اليقظة وقد:
- تكونين على دراية كاملة بما يحدث لك وتكونين قادرة على الخروج من التنويم المغناطيسي كما يحلو لك.
- تصبحين أكثر استرخاء، ويبقى الجسم بعيداً عن وضعية القتال أو الهروب التي يمكن أن تحدث بسبب البيئة غير المألوفة لغرفة الولادة.
- تكونين أكثر قدرة على ضبط هرمونات الألم والتوتر من خلال إطلاق الإندورفينات، وهذا قد يجعل الجسم يستسلم بشكل كامل لعملية الولادة الطبيعية.
فوائد الولادة بالتنويم المغناطيسي
وجَد مصممو هذه التقنية أن الولادة بالتنويم المغناطيسي هي تجربة إيجابية، وتعطي المرأة القدرة على الثقة بجسدها لإخراج الطفل بأقل قدر من الألم، إلى جانب ذلك قد تساعد الولادة بالتنويم المغناطيسي في:
- تقصير المخاض: على وجه التحديد قد يساعد التنويم المغناطيسي أثناء الولادة في تقصير المرحلة الأولى من المخاض، وتتضمن هذه المرحلة المخاض المبكر والنشط، وعندما تصبح الانقباضات أطول وأقوى وأقرب إلى بعضها البعض مع توسع عنق الرحم.
- تقليل الحاجة إلى التدخلات: أظهرت مراجعة للدراسات أجريت عام 2011 أن الولادة بالتنويم المغناطيسي قد تساعد في تشجيع الولادة المهبلية، وأن النساء اللاتي يستخدمن التنويم المغناطيسي لا يحتجن إلى الكثير من تحفيز المخاض بالأوكسيتوسين، ووجَدت دراسة أجريت عام 2015 أن 17% فقط من الأمهات اللاتي يلدنَ تحت التنويم المغناطيسي يحتجن إلى الولادة القيصرية مقارنة بالمعدل العام الذي بلغ في تلك الدراسة 32%.
- تخفيف الألم بشكل طبيعي: إذا كنت تبحثين عن ولادة دون استخدام الأدوية فقد يساعدك التنويم المغناطيسي، وفي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013 لم تَستخدم 46 من أصل 81 مشارِكة (51%) أي مسكنات للألم، وكان أقصى مستوى للألم لديهن 5.8 فقط على مقياس من 10 في شدة الألم.
- يمنح شعوراً بالسيطرة: أفادت النساء في دراسة عام 2013 أيضاً بأنهنّ يشعرنَ بمزيد من الاسترخاء والتحكم، ونتيجة لذلك كان لديهنّ خوف أقل بشأن المخاض والولادة.
- ينتج عنه أطفال أصحاء: درجات مقياس أبغار (Apgar scores) وهو نظام لتقييم الأطفال في الدقائق الأولى التي تلي الولادة، تكون أعلى بين الأطفال الذين يولدون باستخدام تقنيات التنويم المغناطيسي في الولادة.
- يساعد النساء اللاتي تعرضن لصدمة: قد يساعد التنويم المغناطيسي للولادة بشكل خاص النساء اللواتي يعانينَ من صدمة متعلقة بالولادة أو لديهنّ خوف عام من المخاض والولادة.
ما هو الفرق بين تدريبات لاماز والولادة بالتنويم المغناطيسي وطريقة برادلي؟
هناك طرق أخرى للولادة التي يمكن استخدامها أثناء الاستعداد لهذا الحدث، ولاماز هي طريقة تهدف إلى تقليل المخاوف من الولادة والمخاض، وهذه الطريقة تركز على تقنيات تخفيف الألم مثل التنفس والتدليك للمساعدة في تحريك المخاض والعمل على تخفيف الألم بطريقة طبيعية، أما طريقة برادلي فتركز بشكل كبير على المخاض والولادة بشكل طبيعي، وتتعلم النساء الحوامل هذه التقنية للاسترخاء، ويُعتَمد في هذه التقنية بشكل كبير على شخص داعم مثل الشريك أو مدرب المخاض.
تهدف كل من طريقة لاماز وطريقة برادلي والولادة بالتنويم المغناطيسي إلى منح النساء الحوامل طريقة ولادة إيجابية، وفي حين تركز كل منها على التنفس والاسترخاء أثناء المخاض والولادة؛ إلا أنها تختلف من جوانب أخرى، وتكشف دراسة أجريت عام 2015 أن طريقة برادلي قد تكون أكثر شمولاً من الولادة بالتنويم المغناطيسي لأنها تغطي الرعاية أثناء الحمل وأثناء الولادة وحتى بعد الولادة.
الأسئلة الشائعة
متى يتم استخدام التنويم المغناطيسي أثناء الولادة؟
أثناء الولادة قد تستخدم بعض النساء التنويم المغناطيسي بعدة طرق لتعزيز الاسترخاء وتقليل الشعور بالألم، وتغيير تصوراتهن حول الولادة وألم المخاض وصعوبة عملية الولادة.
متى نبدأ بممارسة التنويم المغناطيسي للولادة؟
لا يمكن البدء بتقنية التنويم المغناطيسي في اللحظات الأخيرة عند بدء المخاض، بل يجب التحضير لها قبل الولادة بفترة كافية، لذا ينصح المختصون دائماً أن تبدأ دورة التنويم المغناطيسي للولادة عندما تكون الحامل في الأسبوع 20 إلى 30 من الحمل، ونظراً لأن الدورة تستمر لمدة 4 أسابيع؛ فهذا يعني أن الحامل ستكون في الأسبوع 24 إلى 34 عندما تنتهي الدورة، وهو توقيت مثالي.
هل يمكنك أن تتعلمي الولادة بالتنويم المغناطيسي بنفْسك؟
تعتمد الولادة بالتنويم المغناطيسي على قوة الإيحاء، إذ يتم استخدام التأكيدات الإيجابية والتأمل والتخيلات لإرخاء الجسد وتوجيه الأفكار والتحكم في التنفس، ويمكن القيام بذلك من خلال التنويم المغناطيسي الذاتي، أو من خلال تلقي المساعدة من معالِج التنويم المغناطيسي.
نصيحة من موقع صحتك
على الرغم من تأييد البعض للولادة بالتنويم المغناطيسي فهذا لا يعني أن هذه الطريقة قد تكون مناسبة لك، فإذا كان هذا النوع من طرق الولادة يبدو مثيرًا للاهتمام بالنسبة لك؛ فننصحك باستشارة الطبيبة أو القابلة عما إذا كانت هذه الطريقة مناسبة لك، فإذا كنت قد مررت بتجربة مخاض صعبة سابقة ربما يمكن لطريقة التنويم المغناطيسي أو لاماز أو برادلي أن تساعدك للحصول على تجربة ولادة إيجابية.