مرض رينود أو متلازمة رينود (بالإنجليزية: Raynaud's disease) هي حالة يقل فيها تدفق الدم إلى أصابع يديك أو أصابع قدميك أو أذنيك أو أنفك، أو ينقطع تدفق الدم بالكامل إلى هذه الأعضاء، ويحدث هذا عندما تنقبض الأوعية الدموية في اليدين أو القدمين. تسمى نوبات الانقباض بالتشنجات الوعائية، ويمكن أن يصاحب مرض رينود حالات طبية أساسية، مثل التهاب المفاصل أو قضمة الصقيع أو أمراض المناعة الذاتية، ويعرف هنا باسم متلازمة رينود الثانوية، ويمكن أن يحدث داء رينود لوحده ويعرف باسم متلازمة رينود الأولية.
ما هي أعراض مرض رينود ؟
تعتمد الأعراض على مُدة وحِدّة ومدى تواتر تشنّجات الأوعية الدموية التي تكمن وراء حدوث هذا الاضطراب، وتؤثّر أعراض مرض رينود على البشرة، وقد تشمل ما يلي:
- الخدر أو برودة أصابع اليد أو أصابع القدم، ويحدث هذا عندما لا يتلقى الإصبع أو أي جزء آخر من الجسم المصاب دماً كافياً غنياً بالأكسجين.
- تغير لون جلدك كرد فعل على البرد أو الضغط النفسي، فمع تدفق الدم ثم عودته قد يتغير لون البشرة من الأبيض إلى الأزرق إلى الأحمر.
- شعور بتنميل أو ألم لاسع في الأصابع عند الدفء أو تخفيف الضغط النفسي.
- تقرحات الجلد والغرغرينا، فقد تؤدي النوبات الأطول أو الأكثر تكراراً إلى ظهور تقرحات مؤلمة على أطراف الأصابع، وقد تستغرق هذه القروح بعض الوقت للشفاء، ونادراً ما يؤدي نقص الأكسجين في الأنسجة إلى موت الأنسجة (الغرغرينا).
خلال نوبة المرض، قد تتحول الأجزاء المُصابة من جلدك إلى اللون الأبيض أولاً، وبعدها تتحول الأجزاء المُصابة في الأغلب إلى اللون الأزرق وتشعر فيها بالبرد والتنميل، ومع تدفئة نفسك وتحسن دورتك الدموية، قد تتحول الأجزاء المُصابة إلى اللون الأحمر مع إحساس بالوخز الخفيف، أو التورم، ولا يتشابه ترتيب تغير اللون بالنسبة للجميع، كما لا تظهر عند كل الأشخاص الألوان الثلاثة كلها.
وبالرغم من أنّ داء رينود يؤثر في الأغلب على أصابع يديك وأصابع قدميك، فإنّه قد يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من جسدك، مثل أنفك، وشفتيك، وأُذنيك وحتى حلمتيك، وبعد تدفئة نفسك، قد يستغرق الأمر 15 دقيقة حتى يعود تدفق الدم الطبيعي إلى الجزء المصاب.
ما هي أنواع متلازمة رينود ؟
هناك نوعان رئيسيان لمتلازمة رينود: متلازمة رينود الأولية وتسمى أيضاً مرض رينود، ومتلازمة رينود الثانوية وتسمى أيضاً ظاهرة رينود، وفي الجدول أدناه سنوضح الفرق بشكل مفصل بين النوعين:
السمة | مرض رينود (الأولي) | ظاهرة رينود (الثانوية) |
السبب | غير معروف، لا يرتبط بمرض كامن. | مرض كامن أو حالة أو دواء أو عامل من نمط الحياة. |
الأعراض | عادة ما تكون خفيفة، مثل تغيرات في لون الجلد، خدر، وخز، لا يسبب تقرحات جلدية أو غرغرينا. | قد تكون خفيفة أو أكثر شدة وقد تسبب تقرحات جلدية أو غرغرينة. |
الانتشار | أكثر شيوعاً | أقل شيوعاً |
العلاج | تغيير نمط الحياة، ارتداء الجوارب والقفازات | علاج السبب الكامن وراء الحالة، وقد يشمل تناول الأدوية وبعض الإجراءات |
ما هو الفرق بين مرض رينود وظاهرة رينود ومتلازمة رينود ؟
يستخدم معظم الناس هذه المصطلحات بالتبادل، ولكن العلماء يستخدمونها للتمييز بين الأشكال الأولية والثانوية للحالة، ويمكن التمييز بينها على النحو التالي:
- مرض رينود: يحدث من تلقاء نفسه دون سبب واضح، ولا يرتبط بمرض ولا حالة أخرى، ويسمى أيضاً متلازمة رينود الأولية.
- ظاهرة رينود: تحدث بسبب حالة كامنة أو دواء، أو بسبب أحد عوامل نمط الحياة، وتسمى متلازمة رينود الثانوية.
- متلازمة رينود: تشير إلى الشكل الأولي أو الثانوي للحالة.
أسباب مرض رينود
لا يوجد سبب أساسي يمكن تحديده لمرض رينود الأولي، لكن ترتبط ظاهرة رينود الثانوية بحالات طبية أو عادات نمط الحياة التي تؤثر على الأوعية الدموية أو الأنسجة الضامة، وهي شائعة لدى المصابين بأمراض النسيج الضام، وتتضمن الأسباب الأخرى:
- قضمة الصقيع.
- تشنج الأوعية الدموية الناتج عن استخدام الأصابع بكثرة أو الضرب المتكرر براحة اليد، وقد يشمل ذلك العزف على البيانو.
- استخدام الأدوية والعقاقير التي تسبب تضيق الشرايين، مثل: .
- الكافيين.
- الكوكايين.
- النيكوتين.
- حاصرات بيتا والأمفيتامينات
- العلاج الكيميائي (بليومايسين، فينبلاستين).
- مزيلات الاحتقان التي تحتوي على فينيليفرين أو سودوإيفيدرين.
- أدوية الصداع النصفي التي تحتوي على الإرغوتامين.
- الأدوية المنشطة (مثل ميثيلفينيديت) التي تعالج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- بعض الأمراض والحالات التي يمكن أن تسبب ظاهرة رينود:
- التهاب المفاصل.
- تصلب الشرايين.
- مرض بورغر.
- متلازمة النفق الرسغي.
- قصور الغدة الدرقية.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- متلازمة مخرج الصدر.
- التهاب الأوعية الدموية.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، تصلب الجلد ومتلازمة كريست، التهاب المفاصل الروماتويدي، أو متلازمة سجوجرن.
- مرض الشرايين الطرفية، خاصة عند الذكور والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
عوامل الخطورة لظاهرة رينود
هناك عدد من العوامل التي قد تساهم في حدوث هذا المرض وتحفزه، وتتضمن العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض رينود ما يلي:
- القلق أو التوتر العاطفي.
- حمل كوب من الماء المثلج أو مشروب بارد آخر.
- الجنس، فقد تؤثر ظاهرة رينود الأولية على النساء أكثر من الرجال.
- الفئة العمرية، ظاهرة رينود الأولية غالبًا ما تبدأ في الظهور بين سني 15 و30 عامًا.
- الظروف المناخية، هذا المرض أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعيشون في الأجواء الباردة.
- سوابق الإصابة بهذا المرض في الأسرة تزيد من خطورة إصابتك بظاهرة رينود الأولية.
- الغرف المكيفة أو الأماكن الباردة الأخرى، مثل ممر الأطعمة المجمدة في محلات البقالة.
مضاعفات مرض رينود
إذا كانت ظاهرة رينود شديدة -وهو أمر نادر- فقد تقل الدورة الدموية في أصابع يديك وأصابع قدميك بشكل دائم، مما يتسبب في حدوث تشوهات بها، وإذا انسدَّ شريان دموي في أحد الأجزاء المُصابة بشكل كامل، فقد تُصاب بتقرحات (التقرحات الجلدية)، أو تموّت الأنسجة (الغَنْغرينا)، والتقرحات والغَنْغرينا قد يصعب علاجها. وفي الحالات الشديدة التي لم يتم علاجها قد يُضطر طبيبك لاستئصال الجزء المُصاب من جسمك (البتر الموضعي).
تشخيص مرض رينود
سيسألك طبيبك عن الأعراض التي لديك وعن تاريخك الطبي، وسيجري لك الفحص البدني أيضًا، قد يُجري طبيبك بعض الاختبارات لاستبعاد المشكلات الطبية الأخرى التي قد تتسبب في علامات وأعراض مشابهة، مثل قرصة البرد وانضغاط العصب. وللتمييز بين ظاهرة رينود الأولية والثانوية، قد يُجري طبيبك اختبارًا داخل العيادة يُسمى الفحص المجهري لشعيرات طية الظُفر.
أثناء هذا الاختبار، يفحص الطبيب طيات أظافرك -الجلد الموجود عند قاعدة أظافرك- تحت المجهر، ويؤشر تضخم أو تشوه الأوعية الدموية الدقيقة (الأوعية الشعرية) الموجودة بالقرب من طية الظفر على وجود مرض كامن، ولكن، هناك بعض الأمراض الثانوية لا يمكن الكشف عنها بواسطة هذا الاختبار. وإذا كان طبيبك يشك بوجود حالة مرضية أخرى، مثل أمراض المناعة الذاتية أو مرض النسيج الضام، ربما تكون وراء الإصابة بظاهرة رينود، فقد يطلب إجراء اختبارات الدم، مثل:
- اختبار الأجسام المضادة للنواة.
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
- تعداد الدم الكامل (CBC).
- تسجيل حجم النبض.
- اختبار عامل الروماتويد (RF).
علاج مرض رينود
عادة ما يكون ارتداء عدة طبقات من الملابس في البرد وارتداء القفازات أو الجوارب الثقيلة فعالاً في التعامل مع الأعراض البسيطة لداء رينود، وبناء على سبب الأعراض لديك، قد تساعد بعض الأدوية في العلاج وفي توسيع (تمدد) الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية، قد يصف الطبيب لك الآتي:
-
حاصرات قنوات الكالسيوم
تعمل هذه الأدوية على ارتخاء وفتح الأوعية الدم الصغيرة الموجودة في يديك وقدميك، ما يقلل من تواتر وحِدة النوبات عند معظم المرضى، أيضًا يمكن أن تساعد هذه الأدوية في شفاء التقرحات الجلدية على أصابع يديك أو أصابع قدميك، ومن أمثلة هذه الأدوية: النيفيديبين (أفيديتاب سي آر، وبروكارديا)، والأملوديبين (نورفاسك)، والفيلوديبين (بلينديل).
-
حاصرات ألفا
يجد بعض المرضى الراحة مع أدوية تُسمى حاصرات ألفا، التي تُبطل تأثير النورإبِينِفْرين، وهو الهرمون الذي يُضيّق الأوعية الدموية، ومن أمثلة هذه الأدوية البرازوسين (مينيبريس) والدوكسازوسين (كاردورا).
-
الموسعات الوعائية
يصف بعض الأطباء أدوية تُرخي الأوعية الدموية (مُوسّع وعائي)، مثل كريم النتروجليسرين الذي يُوضع على قاعدة أصابعك للمساعدة في شفاء التقرحات الجلدية، وتعمل بعض الموسّعات الوعائية المستخدَمة عادة لعلاج أمراض أخرى، والتي تشمل دواء ضغط الدم المرتفع لوزارتان (كوزار)، ودواء خلل الانتصاب سيلدينافيل (فياغرا، وريفاتيو)، ومضادات الاكتئاب فلوكستين (بروزاك، وسارافيم، وغيرها)، وفئة من الأدوية تُسمى البروستجلاندينات، على تخفيف أعراض مرض رينود. اعمل مع طبيبك لمعرفة ما هو أفضل دواء بالنسبة لك، وأخبره إذا ما فقد الدواء تأثيره أو تسبب في آثار جانبية مثيرة للقلق.
-
طرق غير دوائية
في بعض الحالات الخطيرة من داء رينود، قد تتضمن خيارات العلاج طرقًا أخرى غير الأدوية، وتشمل هذه الطرق ما يلي:
- جراحة الأعصاب: هناك أعصاب في يديك وقدميك تُسمى الأعصاب السمبثاوية تتحكم في فتح وتَضَيُّق الأوعية الدموية في جلدك، وإن قطع هذه الأعصاب يؤدي لوقف تشنجها واستجابتها المبالغ فيها، ويقوم الطبيب من خلال عمل شق صغير في اليد أو القدم المصابة، بقطع هذه الأعصاب الصغيرة للغاية المحيطة بالأوعية الدموية. هذه الجراحة (استئصال الأعصاب الودية) قد تقلل من تواتر ومدة النوبات، ولكنها ليست ناجحة دائمًا.
- الحقن الكيميائي: يمكن للأطباء حقن مواد كيميائية مثل المخدّر الموضعي أو دواء أونابوتولينومتوكسين من النوع أ (بوتوكس) لمنع الأعصاب السمبثاوية في اليد أو القدم المُصابة، وقد تُضطر لتكرار هذا الإجراء إذا عادت الأعراض أو استمرت.
-
تغييرات في نمط الحياة
بالنسبة للعديد من الأشخاص وفي الحالات الخفيفة من مرض رينود فإن تغيير نمط الحياة يعتبر كافيًا للسيطرة على الحالة، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:
- تجنب الأماكن الباردة مثل ممر الأطعمة المجمدة أو تكييف الهواء الشديد.
- تجنب لمس الأشياء الباردة مثل أكواب الماء المثلج أو الأسطح المعدنية الباردة.
- السيطرة على التوتر والعواطف القوية التي قد تؤدي إلى نوبة.
- ارتداء ملابس دافئة أثناء الطقس البارد.
الأسئلة الشائعة
مرض رينود هل هو خطير؟
يحدث مرض رينود عادة لسبب غير معروف، ولا يسبب مشكلات خطيرة، ويمكن علاجه من خلال الحفاظ على الدفء، بينما ظاهرة رينود قد تكون علامة على حالة أكثر خطورة ويتم تحديد خطورتها حسب السبب الكامن وراء حدوثها.
هل مرض رينود وراثي؟
يمكن أن يكون مرض رينود حالة وراثية إذا كان يؤثر على أفراد آخرين من العائلة، وهو حالة تشنجية وعائية تؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة بالقرب من سطح الجلد، إذ يمكن أن تعاني هذه الأوعية من تشنجات تحد من تدفق الدم.
هل الأسبرين مفيد لمرض رينود؟
يستخدم الأسبرين الذي يمنع خلايا الدم من التجلط على نطاق واسع لعلاج مرض رينود إذ يساعد في تدفق الدم بشكل جيد إلى الأطراف وزيادة سيولة الدم وتقليل التجلطات.
نصيحة من موقع صحتك
مرض رينود أو متلازمة رينود هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على جودة الحياة، لذا فإن تعلم كيفية رعاية نفسك في المنزل يمكن أن يساعد في تجنب نوبات ظاهرة رينود، أما إذا كانت الأعراض تمنعك من ممارسة حياتك اليومية والقيام بالأشياء التي تحبها بشكل طبيعي فننصحك باستشارة طبيب متخصص للحصول على التشخيص والعلاج المناسب، وغالباً هذه الحالة يتم علاجها من خلال بعض النصائح وتغييرات نمط الحياة، وإذا استمرت الحالة دون علاج فيمكن وصف بعض الأدوية أو اتخاذ بعض الإجراءات الأخرى حسب توجيهات الطبيب.