يشعر المرء بالخفقان في صدره بشكل زيادة في دقات القلب وزيادة في سرعتها، أو بشكل "نخزات" أو دقات قلب قوية مفاجئة ومتكررة، وهذا شعور مزعج ربما ينذر بالخطر، وينشأ عن عدم انتظام دقات القلب، ويُطلق عليه خفقان القلب.
هل خفقان القلب خطير؟
في معظم الحالات لا يدل الشعور بوجود خفقان القلب على وجود خطر يهدد حياة الإنسان، لأن معظم الحالات التي يحدث فيها عدم انتظام دقات القلب تكون سليمة وغير خطيرة. لا يشعر الإنسان بدقات أو بنبضات القلب عندما تكون منتظمة، ولكن إذا حدثت نبضات غير منتظمة فقد يشعر الإنسان بوجود نخزة أو دقة أو نبضة قوية مفاجئة، وتكون هذه النبضات الإضافية أو الخارجة عن نظم القلب الطبيعي في معظم الأحيان طبيعية، ولا تدل بالضرورة على وجود مرض في القلب. إذا كان اضطراب دقات القلب متكرراً أو مستمراً، قد يترافق ببعض الأعراض الأخرى إضافة إلى الشعور بوجود خفقان القلب مثل:
- التوتر والقلق.
- ضيق التنفس.
- التعرق.
- الوهن العام في الجسم.
- الشحوب.
- ألم الصدر.
- الدوار، وربما الإغماء نادراً.
ما أسباب عدم انتظام دقات القلب؟
هناك أسباب عديدة لحدوث عدم الانتظام في دقات القلب الذي قد يثير لدينا الإحساس بوجود خفقان القلب، مثل:
- التوتر النفسي والأرق والقلق والمشاعر القوية، مثل الخوف والغضب والانفعالات.
- الإفراط في تناول منبهات القلب، خاصة المشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي والكولا والشوكولا ومشروبات الطاقة.
- ممارسة الرياضة العنيفة.
- وجود اضطراب في بعض شوارد الدم، مثل نقص البوتاسيوم أو المغنيسيوم، أو وجود فقر الدم، أو اضطرابات في بعض الهرمونات.
- وجود مرض قلب خَلقي منذ الولادة دون أن يسبب للمريض أي أعراض إلا في الكهولة بعد سن الأربعين.
- وجود انسدال في الصمام الميترالي، وهذه حالة خلقية ولادية تعني عدم انغلاق الصمام الميترالي في القلب بشكل تام، ولا تسبب هذه الحالة أي أعراض لدى معظم المصابين، ولكنهم قد يشعروا بالخفقان وعدم انتظام دقات القلب أحياناً.
- وجود مرض في أحد صمامات القلب، مثل تضيق الصمام الأبهري أو الميترالي.
- وجود مرض في عضلة القلب، مثل التهاب فيروسي حاد، أو ضعف في قوتها.
- وجود تضيق في بعض شرايين القلب.
- في بعض حالات الأزمة القلبية الحادة.
- قد تحدث اضطرابات نظم القلب نتيجة تناول بعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيماوي للسرطان. كما قد تحدث هذه الاضطرابات في بعض حالات الإدمان أو التسمم بمواد كيميائية.
هل يسبب خفقان القلب وفاة المريض؟
معظم حالات الشعور بوجود خفقان القلب لا تؤدي إلى وفاة المريض، ولكن إذا كان سبب هذا الشعور وجود اضطرابات شديدة في نظم دقات القلب، مثلما قد يحدث في بعض حالات الأزمة القلبية الحادة، فقد يؤدي اضطراب نظم القلب إلى ضعف الدورة الدموية في الجسم، مما يسبب اضطراباً شديداً في تروية كافة خلايا الجسم، خاصة تروية الدماغ، وقد يسبب ذلك الدوار والإغماء، وربما حالة الصدمة والوفاة المفاجئة إذا كان اضطراب نظم القلب ناتجاً عن مشكلة في عضلة القلب في البطين الأيسر أو الأيمن تؤدي لحدوث تسرع بطيني يضعف الدورة الدموية، أو لحدوث رجفان بطيني يؤدي إلى توقف الدورة الدموية والوفاة خلال دقائق إذا لم يتم إنعاش المريض بالصدمة الكهربائية باستخدام جهاز إزالة الرجفان البطيني.
نصائح موقع صحتك في حالات الشعور بوجود خفقان القلب
إذا كان خفقان القلب متكرراً وترافق مع وجود أعراض مثل ألم الصدر، أو ضيق التنفس والشعور بالتعب والوهن والتعرق، ننصحك باستشارة طبيب أو بالذهاب إلى الطوارئ لتسجيل رسم القلب (تخطيط القلب الكهربائي). ربما يزول الشعور بوجود خفقان القلب قبل أن تتمكن من استشارة الطبيب أو قبل الوصول إلى الطوارئ، فيكون تخطيط القلب طبيعياً. في هذه الحالة سيطلب الطبيب إجراء فحص للدم للكشف عن أي تغيرات في شوارد الدم، مثل نقص البوتاسيوم أو المغنيسيوم، كما سيطلب منك حمل جهاز صغير يسجل تخطيط القلب على مدى 12 أو 24 ساعة أو أكثر (جهاز هولتر) لكي يتمكن من تسجيل اضطرابات نظم القلب التي قد تحدث نادراً أثناء الحياة اليومية العادية. كما قد يطلب إجراء اختبار تخطيط القلب مع الجهد، وكذلك الإيكو القلبي لاكتشاف وجود أي أمراض أخرى وراء حدوث الاضطراب في نظم دقات القلب.
هل يمكن علاج اضطرابات نظم القلب؟
هناك علاجات عديدة لتنظيم دقات القلب، ويعتمد اختيار الطبيب لطريقة العلاج على تحديد نوع اضطراب نظم القلب ومدى شدته وتواتره. ويمكن علاج اضطرابات نظم القلب بما يلي:
- تجنب المشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين.
- تجنب التوتر والأرق والقلق.
- تجنب ممارسة الرياضات العنيفة أو التنافسية.
- تناول أدوية تنظيم القلب، مثل مثبطات بيتا، ومثبطات الكالسيوم.
- تنظيم اضطرابات شوارد الدم، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
- علاج الاضطرابات الهرمونية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- علاج فقر الدم.
- علاج أمراض صمامات القلب، ونقص تروية القلب، وعضلة القلب إن وجِدت.
إذا استمرت أعراض خفقان القلب على الرغم من هذه العلاجات، قد ينصح الطبيب باستشارة طبيب مختص بعلاج أمراض كهربائية القلب، الذي سيقوم بإجراء قسطرة القلب وتسجيل النشاط الكهربائي في القلب لكشف أي بؤرة ذات نشاط كهربائي غير منتظم في القلب. قد يَنصح طبيب كهربائية القلب بإجراء:
- إزالة البؤرة أو البؤر النشيطة في القلب التي تسبب الاضطرابات الموجودة في كهربائية القلب. ويمكن ذلك أثناء قسطرة القلب باستخدام أمواج الراديو، أو بالتبريد.
- قد تحتاج بعض الحالات إلى عملية جراحية يتم فيها علاج أمراض القلب التي تسبب اضطرابات كهربائية القلب، مثل إصلاح صمامات القلب أو عمل مجازات إكليلية لشرايين القلب المتضيقة، أو إجراء عمليات خاصة تساعد على تنظيم دقات القلب.



