ترقيع الجلد هو عملية جراحية يقوم الأطباء خلالها بأخذ قطعة رقيقة من جلد سليم في جزء من الجسم، ويقومون بزراعتها لتغطية منطقة الجلد التالف أو المفقود، وخلال أيام قليلة يبدأ الجلد المطعوم (المزروع) بتكوين أوعية دموية والالتئام بالجلد المحيط به. يستخدم أطباء الجراحة عملية ترقيع الجلد لمساعدة الأشخاص الذين أصيبوا بأضرار في الجلد بسبب حروق أو إصابات أو جروح أو مرض أو عدوى، وفي حال خضع المريض لعملية جراحية لإزالة سرطان الجلد أدت إلى فقدان منطقة من الجلد، وعندها يوصي الطبيب بعملية ترقيع لتغطية الجلد المفقود. تختلف مدة الشفاء والتعافي بعد هذه الجراحة حسب الصحة العامة للمريض وحجم الجلد المزروع، والتقنية التي تم استخدامها خلال عملية الترقيع. تنجح معظم عمليات ترقيع الجلد من المرة الأولى، وفي بعض الأحيان لا يلتئم الجلد المزروع جيداً، وإذا حدث ذلك فقد تحتاج إلى طعم جلدي آخر.
من أين يحصل الأطباء على الجلد المستخدَم في الترقيع؟
في أغلب الأحيان يستخدم الأطباء جلدًا سليمًا يؤخذ من جسم المريض نفسه، وتسمى عملية الترقيع بهذه الطريقة باسم "الطعم الذاتي"، وفي بعض الحالات قد لا يتوفر ما يكفي من الجلد السليم في جسم المريض للقيام بهذا الإجراء، ففي هذه الحالة قد يضطر الطبيب إلى أخذ الجلد من جثة ويسمى هنا "الطعم الخيفي"، ويمكن أيضاً استخدام جلد الحيوان ويسمى هنا "طعم أجنبي"، وعادة ما يكون الطعم الأجنبي المزروع طعمًا مؤقتًا، والهدف منه تغطية الجلد التالف ريثما يشفى الجرح، أو ينمو لدى الشخص ما يكفي من الجلد السليم لاستخدامه في طعم الجلد الدائم.
أنواع عملية ترقيع الجلد
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من عملية الترقيع، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:
-
ترقيع الجلد الرقيق (STSG)
أثناء هذا الإجراء يقوم الطبيب بالحصول على الطُّعم بأخذ الطبقة العلوية من الجلد (البشرة) مع جزء فقط من الطبقة الثانية (الأدمة)، ويستخدم عادة الأطباء هذا الإجراء لتغطية مناطق كبيرة من الجلد التالف أو المفقود، وعادة يتم أخذ جلد سليم من الفخذ أو أسفل البطن أو الظهر، وعادة ما تلتئم المنطقة التي تم أخذ الجلد منها من تلقاء نفسها خلال أسبوع أو أسبوعين.
-
ترقيع الجلد ذي السماكة الكاملة (FTSG)
أثناء هذا الإجراء يقوم الطبيب بالحصول على الطعم بأخذ الطبقة العلوية والطبقة الثانية من الجلد بالكامل لزرعها، ويكون وقت الشفاء أطول من ترقيع الجلد ذي السماكة الجزئية، لأن الجلد المزروع يكون أكثر سمكاً. وقد يختار الأطباء ترقيع الجلد ذي السماكة الكاملة لجزء الجسم الذي لا تغطيه الملابس عادة مثل الوجه، ويقوم الأطباء بإزالة الجلد السليم من منطقة الفخذ أو الذراع أو الترقوة، ثم إغلاق الجرح في منطقة التبرع على الفور.
-
الطعم المركب
أثناء هذا الإجراء يقوم الأطباء بزراعة الجلد بالإضافة إلى الغضاريف أو الأنسجة الرخوة الأخرى، ويمكن للطعوم المركبة إصلاح الضرر الذي يلحق بالأنف وأطراف الأصابع والأذنين.
ما هي دواعي عملية ترقيع الجلد ؟
قد يوصي الطبيب بترقيع الجلد إذا كان لدى المريض جلد تالف أو مفقود ولا يمكن أن يلتئم من تلقاء نفسه. تساعد عملية الترقيع الأشخاص الذين يعانون من فقدان الجلد بسبب:
- الحروق.
- العدوى.
- الجراحة لإزالة سرطان الجلد.
- تقرحات الجلد وقروح الفراش.
- الجروح البطيئة الشفاء أو الجروح الكبيرة جداً.
إجراءات تتم قبل عملية الترقيع
قبل جراحة الترقيع قد يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول بعض الأدوية مثل مميعات الدم، ويجب الإقلاع عن التدخين قبل عدة أسابيع من الجراحة، لأن الأشخاص المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات نتيجة هذه العملية، كما أن التدخين يجعل من الصعب على الجلد أن يلتئم بعد الجراحة. عند اختيار الجلد السليم الذي سيتم أخذ الطعم الجلدي منه سيقوم الطبيب بالبحث عن الجلد الذي يطابق لون وملمس وموقع المنطقة التي سيزرع فيها الطعم.
كيف تتم عملية ترقيع الجلد؟
تتم عملية ترقيع الجلد في المستشفى، وعادة ما تتم الجراحة تحت التخدير العام، على الرغم من إمكانية إجراء ترقيع أصغر حجماً باستخدام التخدير الموضعي. يقوم الجراح بعمل شقوق وإزالة الجلد السليم من المتبرع أو من جزء الجلد السليم في المريض نفسه، واعتماداً على التقنية التي يتم استخدامها فقد يتم أخذ الجلد السليم من:
- البطن.
- الظهر أو الصدر.
- منطقة الفخذ.
- منطقة الترقوة.
وقبل زرع الجلد السليم قد يقوم الطبيب بعمل ثقوب صغيرة فيه، أو إجراء عدة قطع متقاطعة صغيرة، ويطلق على هذه العملية اسم التشبيك حين يبدو طعم الجلد السليم مثل شبكة صيد السمك، وتسمح هذه التقنية بتمديد الطعم الجلدي لتغطية مساحة أكبر، كما تساعد على تسريع التعافي بعد الجراحة، يتم وضع الجلد السليم فوق الجلد التالف أو المفقود، ويثبت الجلد في مكانه بالغرز أو الدبابيس، وتوضع ضمادة ضاغطة قليلًا فوق المنطقة وسوف يلتئم الجلد بعد الجراحة.
كيفية العناية بعد عملية ترقيع الجلد؟
تتضمن عملية ترقيع الجلد عادة موقعَين (موقع التبرع وموقع وضع الطعم) وسيراقب الطبيب علامات العدوى للتأكد من الشفاء في كلا الموقعَين بشكل صحيح، وبعد الجراحة قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة تصل إلى أسبوعين، وتعتمد مدة الإقامة على نوع الجراحة. اتبع تعليمات الطبيب حتى بعد عودتك إلى المنزل، فقد يطلب منك:
- وضع غطاء أو ضمادة فوق الجروح: عليك أن تسأل الطبيب عن المدة التي يجب أن تبقى فيها الضمادة في مكانها، وإذا كان يمكن تبليلها وكم مرة يجب تغييرها، وقد يوصي الطبيب بكريم الصبار أو كريم المضاد الحيوي.
- الحفاظ على الجرح محمياً: تجنب النشاط البدني الذي قد يتلف الطعم أثناء عملية الشفاء، ولا تمارس تمارين شاقة لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
- تناول الأدوية للسيطرة على الألم: قد يصف لك الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم بعد العملية، وقد تحتاج أيضاً إلى أدوية أخرى لتقليل الالتهاب أو منع العدوى.
- زيارات المتابعة: يجب على الطبيب فحص الجلد ومتابعة عملية الشفاء للتأكد من التعافي بشكل صحيح، وقد يوصي ببرنامج العلاج الطبيعي لتحسين مرونة الجلد ومنع تراكم الأنسجة الندبية في موقع الطعم.
ما مدى خطورة عملية ترقيع الجلد؟
معظم عمليات الترقيع تكون ناجحة، لكن في بعض الحالات قد لا يلتئم الجلد المزروع في المنطقة، وقد يحتاج المريض إلى عملية ترقيع أخرى، وعادة ما تنجم عملية الترقيع غير الناجحة عن:
- العدوى.
- تجمع الدم أو الصديد تحت الجلد المزروع.
- إصابة أو تلف موقع الطعم (مثل تحريك الجلد المزروع كثيرًا أثناء شفائه).
- مشاكل في الدورة الدموية تتسبب في إبطاء التئام الجرح (يحدث غالباً عند الأشخاص المدخنين).
- وتتضمن المضاعفات الأخرى لجراحة الترقيع ما يلي:
- النزيف.
- الانكماش، وذلك عندما ينكمش الجلد المزروع.
- تغير لون الجلد أو ظهور بقع أو عدم تناسق.
- فقدان الإحساس بالجلد أو زيادة حساسيته للألم.
- ألم يستمر بعد شفاء المنطقة (ألم مزمن).
- تشكل أنسجة ندبية حول موقع الطعم.
الأسئلة الشائعة
كم من الوقت يستغرق شفاء ترقيع الجلد؟
في المتوسط تحتاج عملية ترميم الجلد من 28 إلى 42 يوماً عند البالغين حتى يصل المريض إلى الشفاء التام حين يحدث تجديد للجلد في هذه المدة، ويمكن أن تتأثر سرعة تجديد الجلد بعدة عوامل، بما في ذلك العمر والصحة العامة.
ماذا تفعل إذا فشلت عملية ترقيع الجلد؟
يمكن أن يحدث ذلك لأسباب متنوعة، بما في ذلك العدوى أو تراكم الدم والسوائل تحت الجلد المزروع، إذا حدث هذا فقد يقترح الطبيب إجراء عملية ترميم الجلد مرة أخرى، أو قد يتم تضميد الجرح بانتظام وتركه ليشفى ببطء من تلقاء نفسه.
متى يمكنك الاستحمام بعد عملية ترقيع الجلد؟
ينصح بعدم الاستحمام لمدة أسبوعين بعد عملية ترقيع الجلد، وخلال الأسبوعين التاليين يفضل عدم ملامسة الجلد للماء لأكثر من خمس دقائق، ويمكن استخدام صابون لطيف وشطفه جيداً ثم تجفيف المكان برفق باستخدام منشفة ناعمة.
نصيحة من موقع صحتك
يستخدم الأطباء عملية ترقيع الجلد للمساعدة في التئام الجروح الكبيرة واستبدال الجلد المفقود وتحسين مظهر الجلد التالف. معظم جراحات الترقيع ناجحة، ولكن في بعض الأحيان لا يلتئم الجلد المزروع، وإذا حدث ذلك فقد يحتاج المريض إلى عملية ترقيع أخرى، ولتقليل حدوث المضاعفات ننصحك باتباع تعليمات الطبيب للعناية بالجرح، وأخبر الطبيب عن الأدوية التي تتناولها قبل الجراحة، وإذا كنت مدخناً فيجب أن تتحدث إلى الطبيب حول الإقلاع عن التدخين قبل الجراحة.
