من المعقول تمامًا الشعور ببعض الألم والانزعاج في الأسابيع التي تلي الولادة، ولكن من الضروري أيضًا أن تكوني على دراية بالوقت الذي تبدأ فيه بعض المشكلات بتجاوز الحد الطبيعي، فبعض اضطرابات فترة النفاس يمكن أن تتداخل مع رحلتك في التعافي إذا تُركِت دون معالجة، بل وقد تسبب مشكلات دائمة.
ما هي أكثر اضطرابات فترة النفاس شيوعاً؟
يحتاج طفلكِ إلى الكثير من الأشياء، ولكن من أهم هذه الأشياء هو أنتِ. خذي الوقت الكافي للاستماع إلى جسدكِ، واعتني بنفسكِ، وتحدثي مع الطبيب حول أي مخاوف. واطَّلعي على القائمة أدناه لمعرفة بعض اضطرابات فترة النفس الأكثر شيوعاً، وما الذي يجب البحث عنه، ومتى يجب طلب المساعدة الطبية.
النزيف الشديد
في حين أن النزيف بعد الولادة أمر طبيعي، ومعظم النساء ينزفن لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، فقد تعاني بعض النساء من نزيف مفرط بعد الولادة. ويبدأ النزيف الطبيعي بعد الولادة عادةً بعد الولادة مباشرةً، سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية. ومن الطبيعي أن يحدث نزيف شديد بعد الولادة مباشرةً ويخرج الكثير من الدم الأحمر والكثيف، ولكن في الأيام التي تلي الولادة، يجب أن يبدأ النزيف في التباطؤ، ومع مرور الوقت، يجب أن تلاحظي انخفاض تدفق الدم الداكن الذي قد يستمر لأسابيع. في حين أنه قد تكون هناك زيادات مؤقتة في التدفق مع زيادة النشاط البدني أو بعد الرضاعة الطبيعية، ويجب أن تلاحظي تدفقاً أخف كل يوم. ويجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا لم يتباطأ تدفق الدم لديك واستمر تدفق الدم في تمرير خثرات كبيرة أو نزيف دم أحمر بعد 3 إلى 4 أيام.
- إذا كان تدفق الدم قد تباطأ ثم بدأ فجأة في أن يصبح أثقل، أو عاد إلى اللون الأحمر الفاتح بعد أن أصبح أغمق أو أفتح.
- إذا كنتِ تعانين من ألم شديد أو تقلصات شديدة مع زيادة في التدفق.
- إذا لاحظت ارتفاعًا في درجة حرارتك.
العدوى
الولادة ليست مزحة، فقد ينتج عنها غرز أو جروح مفتوحة لعدة أسباب. وعلى الرغم من أن التفكير في ذلك أمر مزعج، فإن التمزق المهبلي أثناء الولادة هو حقيقة واقعة، خاصة بالنسبة للأمهات اللاتي يلدن للمرة الأولى، وحتى الأمهات اللاتي يلدن للمرة الثانية والثالثة والرابعة. ويحدث هذا عادةً أثناء مرور الطفل من خلال فتحة المهبل، وغالباً ما يتطلب الأمر إجراء غرز جراحية.
كما أنه إذا كنتِ تلدين عن طريق الولادة القيصرية، فستخضعين لغرز أو دبابيس في مكان الشق الجراحي. إذا كانت لديكِ غرز في منطقة المهبل أو منطقة العجان، يمكنك استخدام زجاجة بخاخة للتنظيف بالماء الدافئ بعد استخدام الحمام، (وتأكدي من المسح دائمًا من الأمام إلى الخلف)، كما يمكنك استخدام وسادة على شكل كعكة لتقليل الشعور بعدم الراحة عند الجلوس.
وفي حين أنه من الطبيعي أن تسبب هذه الخياطة أو التمزق بعض الانزعاج أثناء التعافي، فليس من الطبيعي أن يزداد الألم فجأة كجزء من التعافي الطبيعي، وهذه إحدى العلامات التي تشير إلى احتمال إصابة المنطقة بالعدوى. وتعاني بعض النساء أيضاً من اضطرابات فترة النفاس المتعارف عليها والتهابات أخرى مثل التهابات البول أو الكلى أو المهبل بعد الولادة. ويتوجب عليك مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- ألم متزايد.
- حمى.
- احمرار.
- دفء عند لمس منطقة الجرح.
- إفرازات.
- ألم عند التبول.
سلس البول أو البراز
سلس البول بعد الولادة مباشرة أكثر شيوعًا مما تعتقدين. وهو ليس خطيرًا، ولكن هذه المضاعفات يمكن أن تسبب عدم الراحة والإحراج والإزعاج، وفي بعض الأحيان، يمكن لنظام بسيط من التمارين المنزلية مثل تمارين كيجل أن يعالج المشكلة. إذا كنتِ تعانين من حالة أكثر صعوبة، فقد تجدين أنكِ بحاجة إلى تدخل طبي للحصول على الراحة. وقد تعانين أيضاً من سلس البراز، ربما بسبب ضعف عضلات الحوض أو إصابتها بضرر أثناء الولادة. لا تقلقي، فمن المحتمل أن يتحسن هذا أيضًا بمرور الوقت. وفي هذه الأثناء، قد يكون ارتداء الفوط الصحية أو الملابس الداخلية الخاصة بالحيض مفيداً.
ستجد العديد من النساء أن سلس البول أو البراز يقل بشكل ملحوظ في الأيام والأسابيع التالية للولادة، وإذا لم يحدث ذلك، فقد يتمكن طبيبك من اقتراح بعض التمارين لتقوية عضلات منطقة قاع الحوض. في بعض الحالات، قد تحتاجين إلى مزيد من العلاج الطبي أو الجراحي.
ألم الثدي
سواء اخترتِ الرضاعة الطبيعية أم لا، فإن ألم الثدي والشعور بعدم الراحة فيه هو أحد الاضطرابات الشائعة في فترة النفاس. فعندما يدر الحليب -عادةً بعد 3 إلى 5 أيام من الولادة- قد تلاحظين تورمًا كبيرًا في الثدي وعدم الراحة. وإذا كنتِ لا ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية، فقد تجدين أن التخلص من ألم الاحتقان أمر صعب. لكن قد يساعد استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة وتناول الأدوية المسكنة للألم التي لا تستلزم وصفة طبية والاستحمام بماء دافئ في تخفيف الآلام.
أما إذا اخترتِ الرضاعة الطبيعية، فقد تشعرين أيضًا بألم في الحلمة وعدم الراحة عندما تبدئين أنتِ وطفلكِ في تعلم كيفية الإرضاع. ومع ذلك، يجب ألا يستمر الشعور بالألم خلال الرضاعة الطبيعية. إذا بدأت حلمتاكِ في التشقق والنزيف، قومي بزيارة استشاري الرضاعة للحصول على إرشادات حول مساعدة طفلك على الرضاعة بطريقة لا تسبب الألم. وسواءً اخترتِ الرضاعة الطبيعية أم لا، فقد تكونين معرّضة لخطر الإصابة بالتهاب الثدي في الأيام الأولى من إدرار الحليب وما بعدها إذا قررتِ الرضاعة الطبيعية. التهاب الثدي هو عدوى تصيب الثدي، وعلى الرغم من أنها مؤلمة، فيمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية. وعليك زيارة الطبيب إذا لاحظتِ ما يلي:
- احمرار الثدي.
- شعور الثدي بالدفء أو السخونة عند اللمس.
- الحمى.
- أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
اكتئاب ما بعد الولادة
من الطبيعي الشعور ببعض التقلبات أو الشعور بالبكاء أكثر من المعتاد في الأسابيع التي تلي الولادة، ويعد هذا الأمر أحد اضطرابات فترة النفاس الشائعة. وتعاني معظم النساء من شكل من أشكال كآبة النفاس، ولكن عندما تستمر هذه الأعراض لأكثر من بضعة أسابيع أو تتداخل مع رعايتك لطفلك، فقد يعني ذلك أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.
وفي حين أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يمنحك شعورا صعبًا للغاية، فإنه قابل للعلاج، ولا يجب أن يسبب لكِ الشعور بالذنب أو الإحراج. وتبدأ العديد من النساء اللاتي يلتمسن العلاج في الشعور بالتحسن بسرعة كبيرة.
إذا كنتِ أنتِ أو شريككِ تشعرين بالقلق من أنكِ تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، فقومي باستشارة طبيبكِ على الفور. كوني صادقة وصريحة بشأن مشاعركِ حتى تتمكني من الحصول على المساعدة التي تستحقينها.
الأسئلة الأكثر شيوعاً حول اضطرابات فترة النفاس
ما هي الأيام الأكثر صعوبة في فترة النفاس؟
قد تشعرين بألم في المهبل والعجان اعتمادًا على كيفية سير المخاض، وما إذا كنتِ قد تعرضتِ لتمزق أو خضعتِ لشق جراحي في العجان لتسهيل الولادة، وقد تعانين من التقلصات التي تحدث ما بعد الولادة مع انقباض الرحم، وعادةً ما تكون أكثر حدة في اليومين الثاني والثالث بعد الولادة.
ما هي اضطرابات فترة النفاس الأكثر خطورة والتي تتوجب المراجعة الطبية؟
تشمل حالات الطوارئ المهمة بعد الولادة: النزيف والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، والصداع. راجعي الطبيب إذا ظهرت عليك أي أعراض شديدة ومستمرة.