متلازمة هز الطفل الرضيع (Shaken baby syndrome)، هي إصابة خطيرة في الدماغ تنتج عن هز الطفل بقوة وعنف، وتشمل الأسماء الأخرى لهذه الحالة: رضوض الرأس المسيئة، ومتلازمة الصدمة الاهتزازية، ومتلازمة اهتزاز الرقبة. ومتلازمة هز الرضيع هي شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال التي تسبب تلفًا شديدًا في الدماغ.
مخاطر متلازمة هز الطفل الرضيع
الأطفال لديهم أدمغة رقيقة وعضلات رقبة ضعيفة وأوعية دموية حساسة ورقيقة، وقد يتسبب هز الرضيع أو الطفل الصغير في إصابة الدماغ بشكل متكرر بداخل الجمجمة، وقد يؤدي هذا التأثير إلى حدوث كدمات ونزيف وتورم في الدماغ، وقد تشمل الإصابات الأخرى كسورًا في العظام، وكذلك تلفًا في عيون الطفل والعمود الفقري والرقبة.
وتعتبر متلازمة هز الطفل الرضيع أكثر شيوعًا عند الأطفال دون سن الثانية، وخاصة بين الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 أسابيع، لأنهم يميلون إلى البكاء أكثر من غيرهم. علما أن التفاعل المرح مع الرضيع، مثل ارتداد الطفل في حضن والدته، أو رمي الطفل في الهواء، لن يتسبب في الإصابات المرتبطة بمتلازمة هز الطفل. بدلاً من ذلك، تحدث هذه الإصابات غالبًا عندما يهز أحدهم الطفل بدافع الإحباط أو الغضب، ويجب ألا تهز الطفل تحت أي ظرف من الظروف، لأن هز الطفل هو شكل خطير ومتعمد من أشكال الإساءة، وهذه حالة تهدد الحياة وتتطلب علاجًا طبيًا فوريًا.
أعراض متلازمة هز الرضيع
قد يصاب الطفل أو الرضيع الذي تعرض للرج بإصابة في دماغه، وقد تشمل الأعراض المباشرة الشديدة لمتلازمة هز الرضيع فقدان الوعي والنوبات والصدمة، وقد تشمل أعراض هز الطفل الرضيع الأخرى ما يلي:
- الهياج الشديد.
- صعوبة البقاء مستيقظًا.
- مشكلات في التنفس.
- قلة تناول الطعام.
- الارتجاف.
- القيء.
- شحوب الجلد أو تحوله للزرقة.
- النوبات التشنجية.
- الشلل.
- الغيبوبة.
أما في الحالات الخفيفة من الإصابة بمتلازمة هز الرضيع، فقد يبدو الطفل طبيعيًا بعد تعرضه للهز، لكن بعد مرور الوقت تتطور بعض المشكلات الصحية أو المشكلات في التعلم أو السلوك لديه.
أسباب متلازمة هز الرضيع
عضلات رقبة الطفل الصغير ضعيفة، وغالباً ما يعاني الطفل للوصول إلى دعم مناسب لرأسه الثقيل، وإذا تعرض طفل للهز بقوة فسيتحرك دماغه الهش الضعيف إلى الخلف وإلى الأمام بقوة داخل الجمجمة، وهذا يسبب الكدمات والتورم والنزيف.
تحدث متلازمة هز الطفل الرضيع عندما يهز أحد الوالدين أو جليسة الأطفال رضيعاً أو طفلاً بشدة نتيجة للإحباط أو الغضب؛ وغالباً لأن الطفل لا يتوقف عن البكاء، وعادة لا تنتج متلازمة هز الرضيع عن هَدهَدة الطفل على ركبتك أو السقطات الصغيرة أو اللعب الخشن، وتشتمل العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل بمتلازمة هز الرضيع ما يلي:
- اللعب العنيف مع الطفل، وعدم توقع أن هذا قد يسبب له الأذى، مثلاً رمي الطفل بالهواء والتقاطه.
- صغر سن أحد الوالدين أو انفصال أحدهما عن الآخر.
- الضغط النفسي.
- العنف المنزلي والمشاكل العائلية المتكررة.
- شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات.
- الاكتئاب.
ويمكنك تجنب إيذاء طفلك بعدم هَزّه تحت أي ظرف من الظروف. ومن السهل الشعور بالإحباط عندما لا تتمكنينَ من إقناع طفلك بالتوقف عن البكاء. لكن، البكاء هو سلوك طبيعي عند الرضع، بينما لا يمثل هز الرضيع والعنف الاستجابة الصحيحة على الإطلاق.
ومن المهم إيجاد طرق لتخفيف التوتر عندما يبكي طفلك لفترات طويلة من الوقت. يمكن أن يساعدك الاتصال بأحد أفراد العائلة أو بصديق للحصول على الدعم عندما تشعرينَ بأنك تفقدينَ السيطرة.
هل يمكن أن يسبب هز الطفل متلازمة هز الطفل الرضيع ؟
متلازمة هز الطفل هي نوع من أنواع إساءة معاملة الأطفال، وتحدث عندما يهز شخص ما رضيعاً أو طفلاً صغيراً بعنف، ولا ينتج عن:
- هز الطفل على ركبتك.
- رمي الطفل في الهواء.
- ركوب الدراجة مع طفلك.
- السقوط العرضي من على الأثاث.
- التوقف المفاجئ أو المرور فوق المطبات أثناء القيادة.
قد تكون هذه الأنشطة خطيرة، ولذلك لا ينصح بها، لكنها لن تسبب الإصابات التي تلاحظ في متلازمة هز الطفل الرضيع.
مضاعفات متلازمة هز الرضيع
قد يسبب هز الطفل لثوان قليلة حدوث تلف في الدماغ غير قابل للعلاج، وقد يموت الكثير من الأطفال متأثرينَ بمتلازمة هز الرضيع. وقد يحتاج الناجون من متلازمة هز الطفل الرضيع لرعاية طبية مدى الحياة لحالات مثل:
- العمى الجزئي أو الكلي.
- فقدان السمع.
- تأخر النمو أو مشكلات في التعلم أو مشكلات سلوكية.
- التأخر العقلي.
- اضطراب النوبات التشنجية.
- شلل الدماغ.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من متلازمة هز الرضيع؟
اعتمادا على الفحص السريري والأعراض والتاريخ المرضي، يشك الطبيب في إصابات الدماغ، وقد يلجأ إلى الفحوص التشخيصية التالية:
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT): لتوفير صور مقطعية لدماغ الطفل، وقد يساعد هذا الاختبار في اكتشاف الإصابات التي تحتاج إلى تدخل طبي سريع.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): نظرًا لصعوبة القيام بالتصوير بالرنين المغناطيسي لطفل صغير كثير التحرك وغير مستقر، فمن المعتاد إجراؤه بعد يومين أو ثلاثة من حدوث الإصابة.
- الأشعة السينية: لمعرفة هل الكسور حدثت عمداً أم عن غير قصد، وللعثور كذلك على أي كسور سابقة.
- اختبار العين: قد يكشف اختبار العين عن نزيف فيها أو إصابة أخرى من إصابات العين.
- اختبارات الدم: قد تؤدي بعض الاضطرابات في الأيض أو الجينات، وكذلك الاضطرابات النزفية واضطرابات التخثر، إلى أعراض قد تشبه متلازمة هزّ الرضيع. وقد تساعد اختبارات الدم في استبعاد بعض هذه الحالات.
علاج متلازمة هز الطفل
إذا ظهرت على طفلك أي أعراض لمتلازمة هز الرضيع فإنه يحتاج إلى علاج طبي فوري، وفي الحالات الخفيفة قد يحتاج طفلك إلى دواء ومراقبة في المستشفى، وفي الحالات الأكثر شدة قد يشمل العلاج إجراءات إنقاذ الحياة، وقد يُدخل فريق الرعاية الطبية أنبوب تنفس في حلق طفلك لتوفير الدعم التنفسي، وقد يضطر الجرّاح إلى إجراء عملية جراحية لوقف النزيف أو تقليل التورم في دماغ الطفل.
الوقاية من متلازمة هز الطفل الرضيع
قد تساعد هذه الخطوات في تقليل خطر الإصابة بمتلازمة هز الرضيع:
- لا تهز رضيعاً أو طفلاً أبداً أثناء اللعب أو الغضب، حتى الهز الخفيف قد يتحول إلى هز عنيف عند الغضب.
- لا تحمل طفلك أثناء دخولك في جدال.
- إذا شعرت بالانزعاج أو الغضب من طفلك فضعه في سريره وغادر الغرفة، وحاول أن تهدأ واتصل بشخص لطلب الدعم.
- اتصل بصديق أو قريب ليأتي ويقيم مع الطفل إذا شعرت بفقدان السيطرة.
- اطلب المساعدة من مستشار واحضر دروساً في تريبة الأطفال.
- لا تتجاهل العلامات إذا كنت تشك في تعرض طفلك للإساءة في منزلك أو في منزل شخص تعرفه.
الأسئلة الشائعة
متى تظهر أعراض متلازمة هز الرضيع؟
قد تظهر أعراض متلازمة هز الرضيع فوراً بعد هز الطفل، وعادة ما تبلغ ذروتها في غضون أربع إلى ست ساعات، وتظهَر بعض الأعراض فوراً، ولكن قد لا تظهر إلا في مراحل لاحقة من الحياة، وقد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في الانتباه والسلوك في مراحل لاحقة من حياتهم نتيجة تعرضهم للاهتزاز في طفولتهم.
هل يمكن أن تَحدث متلازمة هز الرضيع دون ملاحظتها؟
في بعض الأحيان لا توجد علامات خارجية واضحة للعنف الجسدي أو الإصابة، وقد لا يكتشف فريق الرعاية الصحية الذين لا يعلمون عن تعرض الرضيع للهز بعنف وجود إصابات داخلية فوراً، وقد يُرجعون أعراض الرضيع إلى سبب آخر مثل عدوى فيروسية.
نصيحة من موقع صحتك
متلازمة هز الطفل الرضيع هي شكل من أشكال الإيذاء الجسدي الشديد للطفل، ويحدث عندما يهز أحد الوالدين أو جليسة الأطفال رضيعاً أو طفلاً بعنف، وتحدث هذه الحالة غالباً عندما يغضب أحد الوالدينَ أو جليسة الأطفال أو يشعر بالإحباط حين لا يتوقف الطفل عن البكاء، ويمكن الوقاية من متلازمة هز الرضيع تماماً، وإذا لم يتوقف طفلك عن البكاء فجرّبي بعض النصائح للتخفيف من بكاء الطفل أو استشيري طبيب الأطفال لمعرفة سبب بكاء الطفل.