سرطان الفم هو المصطلح العام للسرطان الذي يصيب الجزء الداخلي من الفم، وقد يبدو سرطان الفم كمشكلة شائعة في الشفاه أو الفم مثل بقع بيضاء أو تقرحات نازفة، ولكن الفرق في حالات السرطان أن هذه الأعراض تستمر ولا تختفي، وإذا ترك سرطان الفم دون علاج فقد ينتشر في أنحاء الفم والحلق وإلى مناطق أخرى من الرأس والرقبة، وحوالي 63% من المصابين بسرطان تجويف الفم يعيشون لمدة خمس سنوات بعد التشخيص.
ما أجزاء الجسم التي تقع في تجويف الفم؟
يشمل تجويف الفم العديد من الأجزاء مثل: الشفتين، واللثة، وبطانة الخدين من الداخل، والثلثين الأولين من اللسان، وقاع الفم (الجزء تحت اللسان)، والجزء الأمامي من سقف الفم، والمنطقة خلف ضرس العقل مباشرة.
أسباب سرطان الفم
يبدأ سرطان الفم في الخلايا الحرشفية في تجويف الفم، وهذه الخلايا مسطحة، وعند فحصها تحت المجهر تبدو كحراشف السمك، وتتحول الخلايا الحرشفية الطبيعية إلى خلايا سرطانية عندما يتغير حمضها النووي وتبدأ بالنمو والتكاثر العشوائي، ومع مرور الوقت قد تنتشر هذه الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الرأس والرقبة، أو إلى مناطق أخرى من الجسم.
هل هناك أنشطة محددة تزيد من خطر الإصابة؟
بعض الأنشطة والممارسات يمكن أن تكون عوامل الخطر للإصابة بسرطان الفم، وقد بينت الدراسات والأبحاث أن حوالي 75% من المصابين بسرطان الفم يتبعون العادات التالية:
- تدخين السجائر أو السيجار أو الغليون.
- استخدام منتجات التبغ غير المدخّن مثل: تبغ المضغ أو الغمس أو الغليون المائي (الشيشة).
- شرب كميات كبيرة من الكحوليات بانتظام.
- قضاء وقت طويل في الشمس دون حماية الشفاه بواقي الشمس.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الفم.
- ومن المهم ملاحظة أن 25% من المصابين بسرطان الفم لا يدخنون أو لديهم عوامل خطر أخرى.
ما علامات سرطان الفم ؟
لسرطان الفم العديد من العلامات والأعراض التي قد تُفهم خطأ على أنها مشاكل أو تغيرات شائعة في الفم. على سبيل المثال؛ قد تلاحظ ظهور بقع داخل الفم لا يمكن إزالتها بالقشط، وقد تكون هذه البقع حالات ما قبل السرطان، وتظهر الحالات التالية على شكل بقع في الفم والحلق ولكن بألوان مختلفة:
- الطلاوة البيضاء (لويحات بيضاء): هي بقع بيضاء أو رمادية مسطحة في الفم والحلق.
- الطلاوة الحمراء (لويحات حمراء): هي بقع حمراء مسطحة أو مرتفعة قليلاً وقد تنزف هذه البقع عند كشطها.
- لويحات حمراء بيضاء: هذه البقع حمراء وبيضاء.
- تشمل العلامات والأعراض الشائعة لسرطان الفم ما يلي:
- تقرحات على الشفتين أو داخل الفم تنزف بسهولة ولا تلتئم في غضون أسبوعين.
- بقع خشنة أو مناطق متقشرة على الشفتين أو اللثة داخل الفم.
- مناطق في الفم تنزف بدون سبب واضح.
- خدر أو ألم أو رقة في الوجه والرقبة أو الفم تحدث بدون سبب واضح.
- صعوبة في المضغ أو البلع أو الكلام أو تحريك الفم أو اللسان.
- فقدان وزن غير مبرر.
- ألم في الأذن.
- رائحة فم كريهة مزمنة.
- وجود كتلة متينة ومتقرحة وغير مؤلمة في اللسان.
كيفية تشخيص سرطان الفم
قد يكتشف طبيب الأسنان إصابتك بسرطان الفم أثناء أحد الفحوصات الدورية، وقد يُجري فحوصات أولية أو يحول المريض إلى جراح فم وفكين أو جراح رأس ورقبة، وتشمل فحوصات تشخيص سرطان الفم ما يلي:
- الفحص البدني: سيقوم الطبيب بفحص كامل الجزء الداخلي من الفم، ويتحسس المنطقة المحيطة به، كما سيفحص الوجه والرأس والرقبة بحثاً عن علامات محتملة لما قبل السرطان أو لوجود السرطان.
- خزعة الفرشاة: أو تسمى أيضاً خزعة الكشط حين يستخدم الطبيب فرشاة صغيرة أو ملعقة صغيرة لكشط المنطقة المصابة برفق للحصول على خلايا للكشف عن السرطان.
- خزعة شقية: سيقوم الطبيب بإزالة قطع صغيرة من الأنسجة للحصول على خلايا لفحصها للكشف عن السرطان.
- تنظير الحنجرة غير المباشر: يستخدم الطبيب مرآة صغيرة على مقبض طويل ورفيع لفحص الحلق وقاعدة اللسان وجزء من الحنجرة.
- تنظير الحنجرة المباشر: قد يُستخدم منظاراً داخلياً لفحص مناطق من الحلق والفم التي لا يمكن رؤيتها بالمرايا والمنظار الداخلي هو أنبوب رفيع ومرن مزود بضوء وعدسة رؤية.
هل هناك مراحل لتطور سرطان الفم؟
تساعد الاختبارات التشخيصية في تحديد مرحلة السرطان، وتصف المرحلة موقع السرطان وما إذا كان قد نما أو اخترق سطح المنطقة التي وجد فيها، كما تظهِر الاختبارات ما إذا كان السرطان قد انتقل إلى مناطق أخرى في الجسم، وتعود أهمية تحديد مرحلة السرطان إلى التوصية بالعلاج المناسب والمساعَدة في توقع فرص الشفاء، ويتم تحديد مرحلة سرطان تجويف الفم باستخدام نظام TNM.
ويشير الحرف T إلى حجم وموقع الورم الأساسي، ويشير الحرف N إلى ما إذا كان الورم قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية، بينما يشير الحرف M إلى ما إذا كان الورم قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. مراحل TNM لسرطان تجويف الفم هي:
- TI: يبلغ حجم الورم في الفم 2 سم أو أقل.
- T2: يبلغ حجم الورم 2 سم أو أقل ولكنه لا يزيد عن 4 سم.
- T3: يزيد حجم الورم عن 4 سم.
علاج سرطان الفم
الخيارات العلاجية الرئيسية الثلاثة لسرطان الفم هي الجراحة، والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، لذا على المريض استشارة الطبيب حول خيارات العلاج المتاحة وآثارها الجانبية وطرق التعامل معها، ويراعي الطبيب عدة عوامل قبل التوصية بالعلاج. تشمل هذه العوامل:
- الصحة العامة.
- العمر.
- نوع سرطان الفم الذي يعاني منه المريض.
- ما إذا كان السرطان قد انتشر من مكانه الأصلي إلى أجزاء أخرى من الفم والحلق أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ما العمليات الجراحية التي تعالِج سرطان الفم؟
أكثر العمليات الجراحية شيوعاً لسرطان الفم هي التالية:
- جراحة الورم الأولي: حين يقوم الطبيب بإزالة الورم بكامله من خلال الفم أو شق في الرقبة.
- استئصال اللسان: هو الإزالة الجزئية أو الكلية للسان.
- استئصال الفك السفلي: هو جراحة لعلاج سرطان الفم في عظم الفك.
- استئصال الفك العلوي: يزيل هذا الإجراء جزءاً من الحنك الصلب أو كله، وهو سقف الفم العظمي.
- خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة: يساعد هذا الاختبار الأطباء على معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد اللمفاوية ما بعد سرطان الفم.
- تشريح الرقبة: تجرى هذه الجراحة لإزالة العقد الليمفاوية من الرقبة في الجهة المصابة.
- الترميم وإعادة البناء: قد تتبع الجراحة التي تزيل مساحات كبيرة من الأنسجة جراحة إعادة بناء لملء الفراغات التي خلّفها استئصال الورم، أو استبدال جزء من الشفتين أو اللسان أو الحنك أو الفك، وفي بعض الحالات تجرى الجراحة الترميمية عن طريق أخذ عظام وأنسجة سليمة من مناطق أخرى من الجسم.
ما طرق العلاج الأخرى؟
في علاج سرطان تجويف الفم قد يَجمع الأطباء بين العمليات الجراحية والخيارات العلاجية الأخرى التي يتم تحديد المناسب منها حسب الحالة. وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
- العلاج الإشعاعي: يَستخدم العلاج الإشعاعي حزماً قوية من الطاقة لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو، وقد يجمع الطبيب بين العلاج الإشعاعي والعلاجات الأخرى.
- العلاج الموجَّه: يَستخدم هذا العلاج للسرطان أدوية أو مواد أخرى لتحديد أنواع معينة من الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدقة دون الإضرار بالخلايا الطبيعية، ومن هذه العلاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي بروتينات الجهاز المناعي التي تُصنع في المختبر وتُستخدم لعلاج السرطان.
- العلاج الكيميائي: قد يَستخدم الطبيب أدوية مضادة للسرطان تقتل الخلايا السرطانية، بما في ذلك العلاجات التي تؤثر على معظم أجزاء الجسم.
- العلاج المناعي: العلاج المناعي هو علاج للسرطان يُشجّع جهاز المناعة على مكافحة المرض، ويسمى هذا العلاج أحياناً العلاج البيولوجي.
هل يمكن الوقاية من سرطان الفم
يمكن الوقاية من سرطان الفم، ويمكن المساهمة بشكل فعال في الوقاية منه، ويمكنك المساعدة في الوقاية منه باتباع النصائح التالية:
- إذا كنت من المدخنين أو تمضغ التبغ أو تَستخدم النرجيلة فحاول الإقلاع أو التقليل منها، واستشر طبيبك بشأن برامج الإقلاع عن التدخين.
- إذا كنت من متعاطي الكحول فتناوله باعتدال (UV-AB).
- تذكر استخدام واقي الشمس واستخدم واقياً مانعاً للأشعة فوق البنفسجية (UV-AB) على الوجه.
- تلقّ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
- اتبع نظاماً غذائياً متوازناً.
- احرص على إجراء فحوصات الأسنان بشكل منتظم، ويجب على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً إجراء فحص سرطان الفم كل ثلاث سنوات، وإجراء فحوصات سنوية بعد سن الأربعين.
شكل سرطان الفم بالصور
الأسئلة الشائعة
هل سرطان الفم يسبب الوفاة؟
يعد سرطان تجويف الفم أحد أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً في الرأس والرقبة، وهو من أنواع السرطان المميتة، إذ يقدّر عدد الوفيات التي يسببها بنحو 7930 حالة في الولايات المتحدة كل سنة.
ما نسبة الشفاء من سرطان الفم؟
تتراوح نسبة الشفاء بين 50 و90% حسب موقع ومدى انتشار السرطان، ويبلغ متوسط معدل البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص نحو خمس سنوات، ويمكن لبعض المرضى أن يعيشوا أطول من ذلك.
ما الفرق بين تقرحات الفم وسرطان الفم؟
عادة ما تستمر قرحة الفم لعدة أسابيع، وغالباً ما تكون مؤلمة خاصة عند تهيجها مع تناول الطعام أو تنظيف الأسنان بالفرشاة. على النقيض من ذلك؛ عادة لا تلتئم القرحة المفتوحة التي تخلفها سرطانات الفم، ولكن مع مرور الوقت قد تتغير وتشعر وكأنها تزداد بروزاً، بل وتبدأ في الشعور بالألم لاحقاً.
نصيحة من موقع صحتك
سرطان الفم مرض خطير، ويمكن علاجه بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً، لذلك من المهم زيارة طبيب الأسنان مرتين سنوياً، وتخصيص وقت لإجراء فحص ذاتي شهري، وهناك طرق للوقاية من سرطان الفم من أهمها تجنب استخدام منتجات التبغ. قد يكون تشخيص السرطان أمراً مخيفاً، مع ذلك، اعلم أنك لست مضطراً لخوض هذه التجربة بمفردك، فيمكنك مشاركة العائلة والأصدقاء واستشارة الطبيب في حال تشخيص إصابتك حول الفحوصات اللازمة والعلاجات المتاحة والآثار الجانبية المحتملة.