الشحوب هو بهتان أو فقدان لون الجلد المعتاد، وهو عرَض مؤقت لأمراض كثيرة، أو حتى حالات نفسية، وسرعان ما يستعيد الجلد لونه الطبيعي. لكن، قد يمتد الشحوب لفترة أطول في حال كان ناتجًا عن مشكلة صحية أساسية لم تُكتشف بعد. إن معالجة هذه المشكلة الكامنة كفيلة بتخفيف الشحوب.
هل الشحوب هو نفسه المهق أو البهاق؟
شحوب الوجه يختلف عن المهق، فالمهق حالة تنتج عن عجز الجسم عن تكوين الصبغة التي تكسب الجلد والشعر والعيون ألوانها. في المقابل، الشحوب هو ابيضاض مفاجئ للجلد، ولا علاقة له بكمية الصبغة الموجودة أصلًا. وبعد تحديد سبب الشحوب وتلقي العلاج المناسب وتغيير بعض العادات الحياتية، يعود لون البشرة إلى ما كان عليه.
ما أعراض الشحوب؟
تشمل أعراض الشحوب ما يلي:
- شحوب الجلد، أي أن لونه أفتح من لون بشرتك الطبيعي.
- شحوب الأغشية المخاطية في فتحات الجسم، مثل داخل الفم أو على الجفون.
إذا حدث الشحوب بسبب حالة كامنة، فقد تواجه الأعراض التالية بالإضافة إلى شحوب الجلد:
- ألم في الصدر.
- تسارع في نبضات القلب.
- إغماء أو فقدان مؤقت للوعي.
- ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس.
- تعرق أو رطوبة الجلد.
- دوخة أو دوار.
- إرهاق.
وقد يؤثّر الشحوب على جلد الجسم بأكمله أو الأغشية المخاطية، ولكنه يظهر بشكل أكثر وضوحًا في:
- الوجه.
- الأظافر.
- بطانة العينين.
- داخل الفم.
ما هو الشحوب الموضعي؟
يُستخدم مصطلح الشحوب الموضعي للدلالة على حالة اصفرار أو بهَتان لون الجلد في منطقة محددة من الجسم دون غيرها. فعلى سبيل المثال، إذا ظهر لديك شحوب موضعي، فقد تلاحظ أن ذراعك الأيمن وحده هو الشاحب عقب تعرضه لإصابة ما. وجدير بالذكر أن الشحوب المَوضِعي قد ينبئ بوجود مشكلة صحية أساسية، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة هذه العلامة.
ما سبب الشحوب؟
يؤدي انخفاض تدفق الدم والأكسجين إلى بشرتك إلى شحوبها، هناك أسباب عديدة للشحوب، منها:
- استجابة عاطفية كالخوف أو الصدمة.
- أثر جانبي لدواء.
- حالة صحية كامنة.
ما الحالات التي تُسبب الشحوب؟
قد يكون الشحوب عرضًا لحالة مرضية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- فقر الدم.
- مضاعفات الجهاز الدوري، مثل انسداد الشرايين.
- أمراض الجهاز التنفسي.
- سوء التغذية.
- عضة الصقيع أو الإجهاد الحراري.
- إصابة تسبب فقدان الدم.
- انخفاض سكر الدم.
- التهابات مزمنة.
- أنواع معينة من السرطان.
- نقص الفيتامينات.
ما عوامل الخطر للشحوب؟
من الوارد أن يعتري الشحوب أي إنسان، بدءاً من الأطفال ووصولاً إلى البالغين. وهو مشهد متكرر الحضور في سياق اللحظات المشحونة بالدراما والتشويق في الأفلام والمسلسلات. كثيراً ما نرى الشخصية، تحت وطأة الخوف أو الصدمة، يشحب لونها ثم يغشى عليها. ومع أن هذه التمثيلات الدرامية قد لا تخلو من المبالغة، فإنها مع ذلك تبرز العلامات الدالة على الشحوب التي يجدر بنا أن نكون يقظين لها في أنفسنا وفي محيطنا العائلي ومع الأصدقاء.
كيف يُشخَّص الشحوب؟
سيُشخِّص الطبيب السبب بعد الاطلاع على تاريخك الطبي الكامل وإجراء فحص بدني. قد يطرح عليك أسئلة حول أعراضك، مثل:
- متى لاحظتَ أعراضك لأول مرة؟
- هل لديكَ أعراض أخرى إلى جانب الشحوب، مثل ضيق التنفس أو الألم؟
- هل لديكَ أي أحداثٍ عاطفيةٍ قد تكون سببًا لأعراضك، مثل الخوف أو القلق؟
ما الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتشخيص الشحوب؟
قد يُجري الطبيب فحوصاتٍ لتأكيد التشخيص أو تحديد سبب الأعراض، وقد تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- فحص الدم، مثل تعداد الدم الكامل (CBC) أو اختبار الدم التفاضلي، لتحديد عدد خلايا الدم الموجودة في عينة من دمك.
- اختبارات وظائف الأعضاء للقلب والكلى والرئتين.
- اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو تصوير الأوعية الدموية، لتحديد الإصابات الداخلية أو لرؤية الجزء الداخلي من الشرايين.
كيف يتم علاج الشحوب؟
يتنوع أسلوب العلاج تبعًا للعامل المؤدي إلى اصفرار بشرتك. لتحديد العلاج الأفضل لك ولما تشعر به من أعراض، سيجري الطبيب بعض الفحوصات التشخيصية. من بين الخيارات العلاجية المحتملة للشحوب:
- تتضمن علاج الحالات الصحية الكامنة باستخدام العقاقير الطبية أو الخضوع لعلاج تحت إشراف خبير.
- تناول نظام غذائي متوازن.
- تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية لعلاج نقص الفيتامينات.
- تهدئة نفسك إذا كنت متوترًا أو قلقًا أو خائفًا.
في بعض الحالات النادرة والشديدة، قد يستدعي الأمر تدخلاً جراحيًا، أو نقل دم إذا كان سبب الشحوب وجود فقر الدم، ويكون ذلك ضروريًا في حال التعافي من إصابة رضّية، أو المعاناة من انسداد شرياني، أو وجود نزيف داخلي.
كم من الوقت يستمر الشحوب؟
غالبًا ما يكون عارضًا مؤقتًا، لذلك من المحتمل أن تتلاشى أعراضك خلال دقائق معدودة وصولًا إلى ساعات قليلة أو حتى بضعة أيام، وذلك تبعًا للعامل الذي أدى إلى ظهورها. يختفي عادةً شحوب الوجه الناجم عن الانفعالات العاطفية كالخوف أو القلق سريعًا بمجرد انخفاض نبض القلب إلى المعدل المعتاد والشعور بالراحة. في المقابل، تتطلب حالات مثل الأنيميا (فقر الدم) علاجًا أطول أمدًا، ولهذا قد تحتاج البشرة لأشهر لتستعيد لونها الطبيعي.