يعتبر النوم مع الرضيع عادة قديمة تمارَس منذ زمن بعيد، ورغم اختلاف أشكالها بين الثقافات، فإنها موضوع يثير الجدل بين الأهل، إذ يرى بعضهم النوم مع الرضيع وسيلة تساهم في تطوير العلاقات والروابط بين الأطفال الرضّع وأمهاتهم، أما البعض الآخر فيرى أنها خطر خفيّ على سلامة الطفل، إذ ترتبط بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ. لذا نطرح في هذا المقال فوائد ومخاطر النوم المشترك مع الرضيع، وأبرز التوصيات العلمية التي تتيح للأهل معرفة الطريقة المناسبة للنوم مع طفلهم.
ما مفهوم النوم مع الرضيع ؟
يرغب بعض الآباء في البقاء بالقرب من أطفالهم أثناء نومهم ليلًا حين يعتبرون أنه من المريح وجودهم بالقرب منهم أثناء الرضاعة الليلية وتغيير الحفاضات، كما أن ذلك يمنحهم راحة البال لعلمهم أنهم بأمان. ولكن تأثير هذا القرب الزائد قد لا يكون كما يظن الأهل تماماً. ومن المهم التمييز بين أمرين مختلفين تماماً وهما:
- مشاركة السرير، وهي أن ينام الأطفال وأحد الوالدين أو الراعية في نفس السرير.
- مشاركة الغرفة، وهي ترتيب ينام فيه الطفل في نفس الغرفة، ولكن في مكان نوم آمن خاص به، مثل سرير الأطفال أو مهد الأطفال. وليس في سرير والديه.
كيف يكون النوم مع الرضيع آمناً وضمن المعايير المطلوبة؟
تشجع الأكاديمية الأميركية النوم مع الرضيع في الغرفة نفسها، وقد أفادت أن هذا القرب من الأهل قد يساهم في تخفيف خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ بنسبة تصل إلى 50%، كما أنه يسمح للأهل بمراقبة طفلهم عن كثب وتلبية حاجاته في الليل بشكل أسهل. أما بالنسبة للأطفال الصغار فقد يكون مناسباً لهم النوم بعيداً عن الرضيع الذي يستيقظ كل ساعتين للحصول على وجبته، فما أبرز التوصيات لنوم آمن للرضيع بجانب أهله؟
-
شارِك طفلك الغرفة ولا تشارِكه السرير
شددت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال على أهمية النوم مع الطفل إنما في سرير منفصل عن سرير الأهل، وذلك بسبب خطر متلازمة الموت المفاجئ، ولكن كثيراً من الأهل يميلون لوضع الطفل معهم في السرير نفسه، إما لأسباب ثقافية، أو لأن أطفالهم يرضعون رضاعة طبيعية فقط، لذا تم تقديم مجموعة من النصائح التي تخص فقط الأمهات اللاتي يرضعنَ أطفالهنّ رضاعة طبيعية، وتشمل ما يلي:
- لا تنامي على أريكة أو كرسي أثناء حمل طفلكِ.
- ضعي الطفل دائمًا على ظهره للنوم، خاصةً عند لفه.
- إذا كنتِ تتشاركين مكان النوم، ضعي الطفل بجانبكِ، بدلًا من وضعه بينكِ وبين شريك حياتكِ.
- إذا كان شعركِ طويلًا جدًا، اربطيه عندما يكون الطفل بجانبكِ حتى لا يلتف حول رقبته.
- تأكدي من عدم وجود وسائد أو ملاءات فضفاضة أو بطانيات قد تغطي وجه طفلك أو رأسه أو رقبته.
- لا تنامي في نفس السرير مع طفلكِ إذا كنتِ مدخنة حاليًا.
-
حافظي على سرير طفلكِ خالياً من الألعاب والوسائد
قد تكون ألعاب الطفل الخاصة به ممتعة له، ولكن ذلك لا يعني أنها آمنة. لا يَنصح أطباء الأطفال لأي طفل تحت عمر السنة أن يكون نائماً وحوله العديد من الأشياء، بما في ذلك:
- البطانيات.
- الملاءات الفضفاضة، بما في ذلك الملاءات المسطَّحة.
- الوسائد.
- الألعاب.
-
ضعي الطفل على ظهره أثناء النوم
انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الحملات التي تشدد على فكرة وضع الطفل على ظهره أثناء النوم حتى في فترة القيلولة للحد من خطر متلازمة الموت المفاجئ، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن وقت البطن المهم جداً لتقوية عضلات الظهر والرقبة للرضع.
-
حافظي على درجة حرارة معتدلة في الغرفة
أجسام الأطفال الصغار لا تُنظّم درجة حرارتهم بنفس كفاءة الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، لذلك، قد يشعرون بالحر الشديد أو البرد الشديد بسهولة أكبر. لذا يشدد الأطباء على طريقة واحدة لمعرفة ما يناسب الرضيع، وهي إضافة طبقة واحدة من الأغطية أو الثياب التي ترتدينها أنت. فإذا كانت الأم مثلا ترتدي قطعة واحدة فهذا يعني وضع قطعتين للرضيع. إذا كانت الأم تَستخدم كيس النوم للطفل فهذا يعتبر القطعة الإضافية.
الأسئلة الشائعة
ما مخاطر نوم الرضيع وسط والديه؟
ينصح الأطباء بعدم نوم الطفل وسط أهله للحد من خطر متلازمة الموت المفاجئ، لا سيما إذا كان الأهل من المدخنين أو يعانون من السمنة.
ما العمر المناسب لفصل الطفل عن والديه في النوم؟
يشدد معظم الأطباء على أهمية نوم الرضيع بشكل منفصل عن أهلهم، أي في سرير منفصل، شرط أن يبقوا في الغرفة نفسها بحيث تتم مراقبتهم باستمرار، وذلك حرصاً على سلامتهم ولتلبية حاجاتهم.
نصيحة من موقع صحتك
مشاركة الغرفة، وليس النوم في نفس السرير، هي أسلم طريقة نوم لجميع الأطفال من عمر يوم إلى 12 شهرًا، وذلك لأن مخاطر مشاركة السرير مع طفلك تفوق فوائدها. لذا إذا كنتِ تنامين مع طفلكِ في السرير نفسه سواءً عن قصد أو بغير قصد، فتأكدي من تجنب الأوضاع الخطرة، والتزمي بالإرشادات بدقة. النوم ثمين للجميع في السنة الأولى من عمر الطفل. مع دراسة متأنية واستشارة طبيبكِ، ستجدين طريقة آمنة لنوم عائلتك.
