الخرف الكاذب أو الخرف الاكتئابي هو حالة مزاجية حادة تجعل المصاب بها يفقد القدرة على التركيز، ويصل لمرحلة من النسيان الشديدة التي تجعل من الصعب التمييز ينه وبين الخرف الحقيقي الناتج عن التدهور العصبي لكار السن.
تغييرات مقترنة بالخرف الكاذب ؟
تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وقد تشمل أعراض الخرف الكاذب تغييرات أو صعوبة في:
- الحفاظ على الانتباه.
- التنظيم أو التخطيط.
- تنظيم المشاعر.
- الكلام واللغة.
- الذاكرة.
أعراض الخرف الكاذب
ونظرًا لتشابه الأعراض بين الحالتين، قد لا يتمكن الطبيب من التمييز بين الخرف الحقيقي والخرف الكاذب، وبالتالي قد يعالج المريض على أنه مصاب بالخرف الحقيقي. قد يصاحب الخرف الكاذب أعراض الاكتئاب، وذلك لأن هذين المرضين غالباً ما يرتبطان ببعضهما البعض، ومن هذه الأعراض:
- فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
- أفكار أو سلوكيات انتحارية.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة.
- الانسحاب الاجتماعي.
- الأرق أو فرط النوم.
- مزاج مكتئب مستمر.
- التعب العام.
الخرف الكاذب مقارنةً بالخرف الحقيقي
- يمكن أن تظهر أعراض الخرف الكاذب مشابهة لأعراض الخرف الحقيقي، ولكن الفرق الجوهري يكمن في السبب؛ فالخرف الكاذب لا ينتج عن تلف في خلايا الدماغ العصبية. في المقابل، ينتج الخرف العصبي التنكسي عن وجود تلف لا رجعة فيه لخلايا الدماغ في مناطق محددة.
- في الخرف الحقيقي، قد لا يلاحظ الشخص المصاب وجود مشاكل في الذاكرة، ومع ذلك، قد يُظهر أداءً ضعيفًا في الاختبارات الإدراكية، وهذا يختلف عن الخرف الكاذب، فقد تكون اختبارات البصيرة والإدراك مختلفة.
- الشخص المصاب بالاكتئاب الذي يؤثر على وظائفه الإدراكية قد يشعر بصعوبات في الذاكرة، بينما تظهر نتائج الاختبارات الإدراكية عكس ذلك تمامًا. يختلف أسلوب علاج الخرف الحقيقي عن الخرف الكاذب، ففي حالات الخرف الكاذب الناجم عن الاكتئاب، يمكن أن يؤدي علاج الاكتئاب نفسه إلى تحسن ملحوظ في أعراض المريض.
- في بعض الحالات، يمكن أن يكون الخرف الكاذب نتيجة لمشاكل نفسية مثل القلق أو الفصام، وعلاج هذه المشاكل يمكن أن يخفف من الأعراض بشكل ملحوظ.
- نظرًا لعدم وجود علاج للخرف التنكسي العصبي، يهدف التدخل العلاجي بشكل أساسي إلى السيطرة على الأعراض، ويُصمم العلاج بما يتناسب مع نوع الخرف وشدته لدى كل فرد.
- يمكن اعتبار الخرف الكاذب عامل خطر محتمل للإصابة بالخرف التنكسي العصبي، ففي بعض الأحيان، قد يسبق الخرف الكاذب ظهور أعراض الخرف التنكسي العصبي، مما يشير إلى وجود علاقة بينهما.
ما أسباب الخرف الكاذب؟
قد تكون الاضطرابات المزاجية سببًا للخرف الكاذب، ويُعدّ الاكتئاب الأكثر شيوعًا بينها، وفقًا لدراسة مراجعة عام 2023. وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب التحويل.
- الفصام.
- الهوس.
- القلق.
يُسبب الاكتئاب لدى البالغين ضعفًا ملحوظًا في القدرات الذهنية، وقد يظهر ذلك على شكل أعراض تُشبه الخرف، ويزداد احتمال حدوث ذلك كلما تقدم الشخص في العمر. أظهرت مراجعة عام 2023 أن الاكتئاب والخرف مرتبطان بشكل معقد، ويشتركان في أعراض مثل الاكتئاب وتدهور القدرات الإدراكية. لذا، قد لا يلتفت الأطباء إلى احتمال الإصابة بالخرف الكاذب إلا بعد استبعاد الخرف بشكل قاطع، وفحص الأسباب الأخرى المحتملة لهذه الأعراض.
كيف يقوم الأطباء بتشخيص الخرف الكاذب؟
قد يكون التمييز بين الخرف الحقيقي والخرف الكاذب تحديًا، ولا يرى بعض الأطباء مصطلح الخرف الكاذب مصطلحًا دقيقًا، بل يرون أنه يصف الأعراض فقط، ولا يعتبرونه تشخيصًا قائمًا بذاته. لذلك، سيتوخى الأطباء أقصى درجات الحذر لاستبعاد جميع الاحتمالات الأخرى قبل الوصول إلى التشخيص النهائي. يُعدّ التقدم في السن عاملاً مؤثراً في زيادة احتمالية الإصابة بحالات صحية عديدة، تسبب بدورها تغيرات ملحوظة في القدرات الإدراكية ووظائف الدماغ، وتشمل:
- السكتة الدماغية.
- أمراض القلب.
- السكري.
- أمراض الكبد.
يواجه الأطباء صعوبة في التفرقة بين التغيرات الطبيعية المصاحبة للتقدم في العمر وبين العلامات الدالة على بداية الإصابة بالاكتئاب أو الخرف، ومن بين التحديات التي تواجه تشخيص الخرف الكاذب، تَشابه أعراضه مع أعراض الاكتئاب والعديد من الأمراض العصبية التي تصيب كبار السن. يمكن أن يجتمع لدى الشخص الواحد الخرف العصبي التنكسي والاكتئاب. يستغرق تشخيص الخرف الكاذب وقتًا لأن الأطباء يجب أن يستبعدوا أولًا الخرف التنكسي العصبي والاضطرابات الإدراكية الأخرى، وبعد ذلك فقط يمكنهم النظر في الأسباب المحتملة الأخرى.
الاختبارات التشخيصية
لتشخيص الحالة بشكل كامل، قد يحتاج الطبيب إلى التحدث مع المريض حول الأعراض وإجراء فحوصات مختلفة. تساعد هذه التقييمات الطبيب في فهم قدرات المريض العقلية والجهاز العصبي، وقد يتضمن هذا التقييم اختبارات:
- استخدام اللغة والكلام.
- الإدراك البصري.
- الحركة والتوازن.
- حل المشكلات.
- ردود الفعل.
- التنظيم.
- الانتباه.
- الذاكرة.
تساعد فحوصات الدم الطبيب في تشخيص الحالات المرضية أو نقص العناصر الغذائية الأساسية، مثل نقص حمض الفوليك أو الفيتامين B-12. قد تلعب فحوصات التصوير دورًا حيويًا في تشخيص الخرف الكاذب، ففي حالات الخرف الحقيقي، يمكن أن تكشف هذه الفحوصات عن وجود اضطرابات عصبية محددة أو آثار لتدهور بنية الدماغ، مما يساعد في التمييز بين الخرف الحقيقي والخرف الكاذب.
علاج الخرف الكاذب
قد يستغرق علاج الخرف الكاذب وقتًا، وتختلف استجابة الأفراد لخيارات العلاج المتاحة. عندما يشتبه الطبيب في أن شخصًا ما يعاني من الخرف الكاذب، فإنه يركز على معالجة السبب الرئيسي وراء ذلك، وفي كثير من الحالات، يتضمن هذا علاج الاكتئاب.
يختلف علاج الاكتئاب من شخص لآخر حسب أسبابه وظروفه الفردية. ومع ذلك، يشمل العلاج عادةً مجموعة من الأساليب، مثل العلاج النفسي (بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي)، والأدوية (مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية). قد يساهم علاج بعض الاضطرابات النفسية، مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة والفصام، في تخفيف أعراض الخرف الكاذب لدى بعض الأفراد. يعد التعاون مع أخصائي الصحة العقلية ضروريًا لكل من يعاني من الاكتئاب، وذلك من أجل وضع خطة علاج فعالة ومستدامة.
يمكن تحسين أعراض الخرف الكاذب بشكل ملحوظ من خلال العلاج المناسب، ويتطلب التشخيص الدقيق وقتًا وجهدًا مشتركًا من فريق طبي متكامل يشمل الأطباء والمعالجين المتخصصين. يحتاج المرضى المصابون بالخرف الكاذب إلى الالتزام بالخطة العلاجية وتخصيص الوقت الكافي للتعافي. كما أن الدعم العاطفي والعملي من العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى المتابعة المنتظمة مع الأطباء والمعالجين، يلعب دورًا حيويًا في تحقيق أفضل النتائج.