تعاني كثير من النساء من القلق أثناء الحمل وقد تنتابها أفكار وخواطر تؤثر على صحتها النفسية، وهذا ما يعود بشكل سلبي على صحتها وصحة جنينها، لذلك لا ينبغي على الحامل إهمال صحتها النفسية، فكما أن صحتها الجسدية مهمة كذا الأمر بالنسبة لوضعها النفسي. من هنا نشدد على كل حامل تعاني من الخوف والقلق أثناء الحمل اتباع الإرشادات المطلوبة للتخلص من هذه الأزمة النفسية، وهذا هو موضوع مقالنا هذا.
أسباب القلق أثناء الحمل
ربما سمعتِ أن اكتئاب ما بعد الولادة يُمثل مصدر قلق كبير للنساء بعد الولادة، ولكن هناك حالات مزاجية أخرى قد تؤثّر على حملكِ، وقد أظهرت الدراسات أن أكثر من واحدة من كل عشر نساء حوامل تعاني من القلق في مرحلة ما، فما أسبابها إذاً؟
تؤثّر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل على المواد الكيميائية في دماغكِ، مما قد يُسبب لكِ القلق.
الحمل أيضًا فترة تغيرات هائلة، بعض هذه المشاعر والأحاسيس مُرحّب بها، بينما يكون بعضها الآخر مُزعجًا ومُخيفًا للغاية. قد تُصابين بمضاعفات أو مشاكل أخرى تُبقيكِ مُستيقظة طوال الليل.
أعراض القلق أثناء الحمل
تتأثر كثير من النساء الحوامل بالعديد من العوامل خلال فترة الحمل كما ذكرنا سابقاً، وربما يكون هذا القلق ناتجاً عن مشكلة ما في الحمل السابق، عموماً تشمل أعراض القلق أثناء الحمل ما يلي:
- الشعور بقلق لا يمكن السيطرة عليه.
- القلق المفرط بشأن الأمور، وخاصةً صحتك أو طفلك.
- عدم القدرة على التركيز.
- الشعور بالانفعال أو التوتر.
- تشنج العضلات.
- قلة النوم.
أحيانًا، قد تؤدي نوبات القلق إلى نوبات هلع، وقد تبدأ هذه النوبات فجأةً بالأعراض المذكورة أعلاه، وقد تتفاقم. خلال نوبة الهلع، قد تكون الأعراض جسدية للغاية، مما قد يزيد من حالة سوءاً. تشمل أعراض نوبة الهلع ما يلي:
- الشعور بعدم القدرة على التنفس.
- الشعور بالجنون.
- الشعور باحتمالية حدوث أمرٍ فظيع.
ما العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالقلق أثناء الحمل؟
مع أن أي شخص معرّض للإصابة بالقلق أثناء الحمل، فهناك عوامل خطر معينة قد تساهم في ذلك، منها:
- تاريخ عائلي للقلق أو نوبات الهلع.
- تاريخ شخصي للقلق أو نوبات الهلع أو الاكتئاب.
- صدمة سابقة.
- تعاطي بعض المخدرات غير المشروعة.
- التوتر الزائد في الحياة اليومية.
كيف يمكن التخلص من القلق أثناء الحمل ؟
في كثير من الأحيان لا يعتبر القلق أثناء الحمل مصدر خطر على صحة الحامل ولا يتطلب ذلك علاجاً بدواء، بينما قد تكون بعض الحالات شديدة الخطورة وتتطلب تدخلاً علاجياً، ولكن بعد أن يقيّم الطبيب حجم المخاطر مقارنة بحجم الفوائد. لكن هناك بعض الخطوات البسيطة التي قد تساعدك على التخلص من القلق خلال فترة الحمل منها:
-
التحدث عن القلق الذي يصيبك
إذا كنتِ تشعرين بقلق شديد أثناء الحمل، فمن المهم إخبار شخص ما، فقد يكون شريككِ أو صديقكِ المُقرّب أو أحد أفراد عائلتكِ قادرًا على تقديم الدعم. قد تكفي مُشاركة أفكاركِ ومشاعركِ لمنعها من السيطرة على حياتكِ اليومية، ويمكنكِ أيضًا الطلب من طبيبكِ إحالتكِ إلى مُعالج مُدرّب على مُساعدتكِ في تخفيف القلق. بعض المُعالجين مُتخصصين في مساعدة النساء الحوامل.
-
ابحثي عن الراحة
ولا نقصد بذلك الاستلقاء على الفراش والتفكير بالمآسي التي تعانيها، بل العكس تماماً، قد يكون الانخراط في أنشطة تساعد على تخفيف التوتر والقلق خيارًا جيدًا لكِ. يساعد النشاط البدني جسمكِ على إفراز الإندورفين، الذي يعمل كمسكنات ألم طبيعية في دماغكِ. يُعد تحريك جسمكِ من أكثر الطرق الموصى بها للسيطرة على التوتر. لذا يمكنك القيام ببعض الأنشطة الرياضية بما في ذلك:
- المشي والتنزه في الطبيعة.
- السباحة.
- قراءة كتب تساعدك على التعامل مع المولود الجديد.
-
ممارسة تمارين التنفس
تعتبر تمارين التنفس حلاً مشتركًا للعديد من الحالات النفسية، ومنها القلق أثناء الحمل. وقد أوصى المعهد الأمريكي للتوتر بالتنفس البطني العميق لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا للمساعدة في تخفيف القلق، وسيساعد ذلك على توفير المزيد من الأكسجين لدماغك وتحفيز جهازك العصبي.
-
الحصول على قسط كافٍ من النوم
احصلي على قسط كافٍ من النوم
من المهم التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم. مع أن النوم قد يبدو صعب المنال أثناء الحمل، فإن جعله أولوية قد يُخفف أعراض القلق لديكِ بشكل كبير. إذا كنت تستيقظين كثيرًا في الليل، حاولي أخذ قيلولة كلما شعرتِ بالحاجة لذلك.
-
تعزيز الحالة النفسية
قد يكون هذا القلق ناتجاً عن رهاب الولادة، أي الخوف من الولادة، فإذا كان قلقكِ مرتبطًا بالولادة نفسها، ففكّري في التسجيل في دورة تدريبية عن الولادة. قد يساعدكِ التعرّف على مراحل المخاض المختلفة، ووظائف جسمكِ، وما يمكن توقعه في كل مرحلة على فهم العملية.
غالبًا ما تقدم هذه الدورات اقتراحات للتعامل مع الألم، كما ستتيح لكِ فرصة التحدث مع أمهات أخريات قد يشعرن بالقلق حيال أمور مماثلة.
الأسئلة الشائعة
ما سبب القلق للحامل؟
تختلف أسباب قلق الحامل كثيراً، بعضها قد يكون بسبب الحمل نفسه والتغيرات الهرمونية التي تعيشها المرأة، فيما قد تكون الأسباب الأخرى ناتجة عن حوادث في حمل سابق أو إجهاض سابق.
ماذا يحدث للجنين عند قلق الأم؟
ربما أخبركِ أصدقاؤكِ الطيبون بضرورة التوقف عن القلق لأنه ليس جيدًا لطفلكِ. ومع أن مشاعرهم نابعة من لطفهم، فإنكِ قد تشعرين أن إيقاف هذه الدوامة أسهل قولًا من فعل. مع ذلك، تُظهر الأبحاث أن هناك أسبابًا وجيهة للسيطرة على قلقكِ.
ترتبط مستويات القلق العالية أثناء الحمل بخطر الإصابة بحالات مثل تسمم الحمل، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة.
نصيحة من موقع صحتك
هل تعانين من القلق أثناء الحمل ولا تعرفين الأسباب؟ هل تحاولين التخلص من هذا القلق الذي يلازمك؟ ربما حان الوقت لتفكري بنفسك قليلاً بعيداً عن ضغوطات الحياة. ابحثي لنفسك عن مساحة هادئة تفرّغين فيها الطاقة السلبية مثل زوج أو أخ أو صديق إلى طبيعة خضراء ونشاطات صحية. لا تحصري القلق بداخلك وتتحمليه وحدك، بل شاركي أحزانك تماماً مثلما تشاركين أفراحك، وستجدين نفسك شيئاً فشيئاً خارج دوامة الحزن والخوف والقلق.