انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مؤخرًا أخبار مثيرة عن انتشار واسع لإصابات بالفيروس الرئوي البشري في الصين، وذلك على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تنشر أية تحذيرات بشأنه. والفيروس الرئوي البشري أو فيروس التهاب الرئة البشري (HMPV) هو فيروس عادي يسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد الشائعة، وغالباً ما يسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي ولكنه قد يسبب أحياناً التهاب الجهاز التنفسي السفلي مثل ذات الرئة أو نوبات الربو أو تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وتعد عدوى فيروس التهاب الرئة البشري أكثر شيوعاً في الشتاء وأوائل الربيع، ويصاب معظم الأشخاص بهذا الفيروس قبل بلوغهم سن الخامسة، ويمكن أن يصابوا به مرة أخرى فيما بعد لكن الأعراض عادة تكون خفيفة بعد الإصابة الأولى.
ما الذي يسبب عدوى الفيروس الرئوي البشري ؟
يسبب هذا المرض فيروس (كائن صغير يستخدم خلايا الجسم لإنتاج المزيد من الفيروس نفسه) هو الفيروس الرئوي البشري HMPV وهو ينتمي لنفس مجموعة الفيروس التنفسي المخلوي والحصبة والنكاف. تتألف مادته الوراثية من الحمض النووي RNA مثل فيروسات كورونا، ولذلك يسهل تغيره وتنوعه وصنع سلالات جديدة بسرعة، ولكن معظم السلالات الجديدة غير مهمة ولا تصيب الإنسان بالمرض.
كيف ينتقل الفيروس الرئوي البشري ؟
ينتشر هذا الفيروس من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب به، أو من خلال لمس الأشياء الملوثة بالفيروس، على سبيل المثال عن طريق السعال والعطس، المصافحة أو العناق أو التقبيل، أو لمس الأسطح أو الأشياء مثل الهواتف أو مقابض الأبواب أو لوحات المفاتيح أو الألعاب وغيرها من المقتنيات الشخصية للشخص المصاب بالفيروس.
عوامل الخطر للإصابة بالفيروس
يمكن لأي شخص أن يصاب بالفيروس الرئوي البشري، ولكن المريض معرض لخطر الإصابة بالمرض الشديد إذا كان من الحالات التالية:
- عمره أصغر من 5 سنوات (خاصة الأطفال الخدج) أو أكبر من 65 عاماً.
- إذا كان الشخص يعاني من ضعف جهاز المناعة (بسبب حالات سابقة مثل إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية أو السرطان أو اضطرابات المناعة الذاتية أو بسبب تناول الأدوية التي تثبط المناعة).
- إذا كان المريض يعاني من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
أعراض الإصابة بالفيروس الرئوي البشري
أعراض الإصابة بهذا الفيروس شبيهة إلى حد كبير بأعراض نزلات البرد والإنفلونزا وكذلك مرض كوفيد-19 (الكورونا)، وتشمل أعراض فيروس التهاب الرئة البشري ما يلي:
- السعال.
- الحمى.
- سيلان الأنف أو احتقانه.
- التهاب الحلق.
- الصفير أثناء التنفس.
- ضيق التنفس.
- الطفح الجلدي أحياناً.
ما هي مضاعفات الإصابة بهذا الفيروس؟
في بعض الأحيان يسبب فيروس التهاب الرئة البشري بعض المضاعفات، وقد تكون هذه المضاعفات خطيرة وتتطلب دخولك المستشفى. تشمل هذه المضاعفات:
- التهاب القصيبات الهوائية.
- التهاب الشعب الهوائية.
- الالتهاب الرئوي.
- نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- عدوى الأذن (التهاب الأذن الوسطى).
تشخيص الإصابة بالفيروس
يقوم الأطباء ومقدمي الرعاية الطبية عادة بتشخيص فيروس التهاب الرئة البشري بناء على الأعراض والتاريخ الصحي، وقد يقومون بالحصول على عينة (مسحة) من الأنف والحلق، ويقوم المختبر بفحص العينة بحثاً عن الفيروسات ومسببات العدوى الأخرى، ويجب العلم أنه قد لا يخضع المصاب لاختبار فحص وجود الفيروس الرئوي البشري إلا إذا كانت الأعراض شديدة، وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بإجراء تنظير القصبات الهوائية أو تصوير الصدر بالأشعة السينية للبحث عن تغيرات في رئتيك.
علاج فيروس التهاب الرئة البشري
لا توجد أي أدوية مضادة للفيروسات تعالج الفيروس الرئوي البشري بشكل خاص، ويمكن لمعظم الأشخاص محاولة علاج الأعراض في المنزل حتى يشعروا بتحسن، وإذا كنت أنت أو طفلك تشعر بتوعك شديد فقد تحتاج إلى دخول المستشفى وهناك سيقوم فريق الرعاية الطبية بالمساعدة في منع تفاقم الحالة. وقد يتم علاجك بما يلي:
- العلاج بالأكسجين: إذا كنت تعاني في صعوبة بالتنفس فقد يتم تقديم الأكسجين من خلال أنبوب في الأنف أو قناع أكسجين على الوجه.
- السوائل الوريدية: ويمكن أن يتم توصيل السوائل مباشرة إلى الوريد بحيث تبقي جسمك رطباً.
- الكورتيكوستيرويدات: يمكن للسترويدات ان تقلل الالتهاب وقد تخفف بعض الأعراض.
- المضادات الحيوية: إذا حدث التهاب بكتيري إضافي مثل ذات الرئة.
هل يمكن الوقاية من فيروس التهاب الرئة البشري؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بفيروس التهاب الرئة البشري والوقاية من الأمراض المعدية بشكل عام من خلال اتباع الإرشادات والنصائح التالية:
- غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون، وإذا لم تتمكن من استخدام الماء والصابون فاستخدم معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
- عند العطس أو السعال قم بتغطية الأنف والفم بمحارم ورقية أو بمرفقك وليس بيدك العارية.
- تجنب التواجد بالقرب من أشخاص آخرين عندما تكون أنت أو هم مريضين بنزلة برد أو أمراض معدية أخرى، خاصة في الأماكن المزدحمة المغلقة.
- فكر في ارتداء قناع الوجه إذا كنت مريضاً ولا يمكنك تجنب التواجد بالقرب من الآخرين.
- تجنب لمس الوجه والعينين والأنف والفم.
- لا تشارك الطعام أو أدوات الأكل (مثل الشوك والملاعق والأكواب) مع الآخرين.
متى يجب التوجه إلى قسم الطوارئ؟
يجب الذهاب إلى قسم الطوارئ أو طلب العناية الطبية الفورية إذا ظهرت عليك أو على طفلك أعراض المرض الشديد بما في ذلك:
- ارتفاع درجة الحرارة بحيث تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
- صعوبة في التنفس.
- زرقة الجلد أو الشفتين أو الأظافر.
- تفاقم الحالات الصحية الأخرى الموجودة سابقاً.
الأسئلة الشائعة
ما هي مدة الإصابة بالفيروس الرئوي البشري؟
عادة ما تستمر الحالات الخفيفة من الإصابة بالفيروس بضعة أيام إلى أسبوع، وإذا كنت مريضاً جداً فربما يستغرق الشفاء وقتاً أطول، وقد تعاني من بعض الأعراض المستمرة مثل السعال والتي تستغرق وقتاً أطول حتى تختفي.
هل تحتاج المضادات الحيوية لعلاج فيروس التهاب الرئة البشري؟
المضادات الحيوية لا تعالج العدوى بالفيروسات ولكنها تعالج العدوى البكتيرية، ولأن التهاب الرئة البشري يسببه فيروس فإن المضادات الحيوية لا تستخدم عادة في علاجه، لكن في بعض الأحيان قد يصاب المصاب بالفيروس بعدوى ثانوية تسببها بكتيريا فيحدث الالتهاب الرئوي وذات الرئة، وعند ذلك ستحتاج العلاج باستخدام المضادات الحيوية.
هل الفيروس الرئوي البشري شائع؟
يقدر الباحثون أن حوالي 10% إلى 12% من أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال ناجمة عن الفيروس الرئوي، ومعظم الحالات تكون خفيفة، ولكن حوالي 5% إلى 16% من الأطفال يصابون بعدوى التهاب الجهاز التنفسي السفلي أيضاً مثل الالتهاب الرئوي.
هل الفيروس الرئوي البشري هو نفسه فيروس الجهاز التنفسي المخلوي؟
ليس نفسه لكن فيروس التهاب الرئة البشري يشبه فيروس الجهاز التنفسي المخلوي فهما ينتميان لنفس المجموعة من الفيروسات، ويمكن أن تسبب الإصابة بهما أعراضا متشابهة. يبلغ سن الذروة للإصابة الشديدة بمرض فيروس الجهاز التنفسي المخلوي ما بين 6 و 12 شهراً، ولكن من المرجح أن يسبب هذا الفيروس مرضا شديدا عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
نصيحة من موقع صحتك
الفيروس الرئوي البشري (HMPV) هو فيروس شائع يسبب أعراضا مشابهة لنزلات البرد، وإذا كان عمر المصاب أكبر من 5 سنوات فمن المرجح أنه قد أصيب به مرة واحدة من قبل على الأقل، وفي معظم الأحيان ستتحسن الحالة في المنزل خلال أيام قليلة ولا تسبب أي مخاطر تذكر ولا تهدد الحياة، لكن يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة لدى بعض المصابين من الأطفال الصغار وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أو الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، فإذا كان لديك مخاوف بشأن الإصابة بهذا الفيروس فننصحك بطلب مشورة الطبيب، ويجب عليك طلب الرعاية الطبية الفورية إذا كنت أنت أو طفلك تعاني من ارتفاع الحرارة المستمر أو لديك صعوبة التنفس أو أي أعراض أخرى تشير إلى شدة الإصابة.