صحــــتك

قرحة الإجهاد أو التوتر.. ما أعراضها ولماذا تحدث؟

قرحة الاجهاد
قرحة الإجهاد

تسبب قرحة الإجهاد أو قرحة التوتر (stress ulcer) تقرحات في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وتلحق هذه التقرحات الضرر ببطانة الجهاز الهضمي العلوي، مما قد يسبب ألماً وشعوراً بالحرقان وزيادة خطر الإصابة بالعدوى والنزيف، ويتراوح الضرر بين تهيج بسيط ونزيف حاد، وهذه القرحات شائعة بين الأشخاص الذين يتعرضون لإجهاد بدني شديد مثل أولئك الموجودين في وحدات العناية المركزة، والهدف الرئيسي من العلاج هو تقليل حموضة المعدة وتقليل خطر الإصابة بعدوى خطيرة ونزيف وصدمة.

أسباب قرحة الإجهاد 

قرحة الإجهاد ليست كالقرحة الهضمية العادية، وفي حين أن كلاهما يسبب تقرحات في بطانة المعدة والأمعاء؛ فإن قرحة المعدة العادية تميل إلى الظهور تدريجياً حين تضعِف الأدوية أو العدوى بطانة الجهاز الهضمي، أما قرحة التوتر فتظهر فجأة، وعادة ما تكون نتيجة للإجهاد الفسيولوجي، ويمكن لبعض الأطعمة الحمضية أن تزيد من تفاقم القرحة الهضمية، وكذلك الإجهاد البدني مثل الإجهاد الناتج عن إصابة خطيرة، وقد يكون هذا لأن الإجهاد والتوتر يزيد من حموضة المعدة.

قد تكون قرحة الإجهاد مهددة للحياة لأنها تميل إلى إصابة الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، بينما نادراً ما تكون قرحة المعدة العادية خطيرة. تُنتج المعدة حمضاً طبيعياً للمساعدة في هضم الطعام، وعندما تتغير البيئة الحمضية للمعدة أو تصبح شديدة الحموضة قد يصاب الشخص بأعراض القرحة.

ولدى الأشخاص الذين يعانون من تغيرات فسيولوجية شديدة قد تنشأ القرحة عن تغيرات في درجة حموضة الجسم، وتزيد عدوى بكتيريا الملوية البابية (H. pylori) من خطر الإصابة بجميع أنواع القرحات، بما في ذلك قرحة الإجهاد، وفي حالات نادرة قد يؤدي الضغط النفسي الشديد إلى قرحة الإجهاد، وتزيد بعض العوامل الصحية ونمط الحياة من تضرر بطانة المعدة والأمعاء، وتزيد العوامل التالية من احتمالية إصابة الشخص بقرحة هضمية، بما في ذلك القرحة المرتبطة بالإجهاد:

في الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة أو حالات صحية طارئة قد يزيد تاريخ الإصابة بالقرحة أيضاً من خطر الإصابة بقرحة الإجهاد.

جدار المعدة الطبيعي
القرحة الهضمية

التوتر والقرحة 

يتخذ التوتر أشكالاً مختلفة، فهناك توتر عقلي أو نفسي، وهناك أيضاً توتر أو إجهاد جسدي، وقد تؤثّر أنواع معينة من التوتر بشكل أكبر على أنواع مختلفة من القرحات الهضمية. يختلف كثيرون في المجال الطبي حول الدور الفعلي للتوتر العقلي أو النفسي في حدوث القرحة الهضمية من أي نوع، ولم تتمكن الكثير من الأبحاث والتجارب التي أجريت حتى الآن من الإجابة بوضوح على هذا السؤال.

لكن الأبحاث مستمرة، ويوجد فهم متزايد لتفاعل الأمعاء والدماغ مع بعضهما البعض على مستويات مختلفة، كما أن هناك أبحاثاً جارية حول كيفية تفاعل التوتر مع الجهاز المناعة في الجسم، مما قد يؤثّر على الشفاء، ويُعتقد أن نوع القرحة الذي يشار إليه عادة بقرحة التوتر أو الإجهاد ينشأ عن توتر جسدي، وقد يأتي التوتر الجسدي في بعض الأشكال التالية:

  • مرض خطير طويل الأمد.
  • إجراء جراحي.
  • صدمة تصيب الدماغ أو الجسم.
  • حروق خطيرة.
  • إصابة الجهاز العصبي المركزي.

أعراض قرحة الإجهاد

تسبب قرحة الإجهاد سلسلة متواصلة من الأعراض، ولا تسبب القرحات البسيطة عادة أي أعراض على الإطلاق، بينما قد تسبب القرحات الشديدة ألماً شديداً ومضاعفات خطيرة، ولأن المصابين بقرحات الإجهاد يكونون مرضى بالفعل أصلاً، فقد يصعب تمييز أعراض القرحة عن أعراض مرض آخر. وتشمل أعراض قرحة الإجهاد ما يلي:

  • ألم في الجزء العلوي من المعدة.
  • ألم يخف أو يتفاقم مع الطعام.
  • شعور بالانتفاخ أو الامتلاء بشكل غير طبيعي.
  • غثيان أو قيء.
  • أعراض فقر الدم مثل ضيق التنفس وشحوب الجلد.

تنزف بعض القرحات الهضمية بغزارة مما يسبب فقداناً خطيراً في الدم، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من إصابات خطيرة يكون فقدان الدم هذا مهدداً للحياة. وتشمل أعراض القرحة سريعة النزيف ما يلي:

  • قيء أحمر أو قيء يشبه حبيبات القهوة.
  • براز أحمر أو كستاني.
  • براز داكن جداً.
  • الشعور بالدوار أو الإغماء في حالات النزف الشديد المفاجئ.

علاج القرحة التوترية 

لتشخيص القرحة يحتاج الطبيب إلى فحص الجهاز الهضمي، وقد يستخدم منظاراً داخلياً لفحص القرحة، كما قد يستخدم اختبارات الدم أو التنفس أو البراز للتحقق من وجود بكتيريا الملوية البوابية التي تعد عامل خطر رئيسياً للإصابة بالقرحة. يعتمد العلاج المناسب على شدة القرحة والأعراض التي تسببها، وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من نزيف حاد إلى نقل دم، والهدف الأساسي من العلاج هو تقليل حموضة المعدة وتقليل خطر الإصابة بالالتهابات الخطيرة والنزيف والصدمة. وتشمل بعض خيارات العلاج:

  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): وهي مجموعة من الأدوية التي تقلل حموضة المعدة، وقد يصاب الأشخاص الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون بارتفاع مستويات الغاسترين، مما قد يزيد من حموضة المعدة إذا توقفوا عن تناول هذا الدواء، ولذلك من المهم الاستمرار في العلاج للمدة التي يوصي بها الطبيب.
  • أدوية حاصرات الهيستامين: مثل فاموتيدين وسيميتيدين. بعض مضادات الهيستامين مضادة للكولين، أي أنها تعاكس نشاط الأستيل كولين الذي يحفز المعدة على إفراز الحمض.

طرق الوقاية 

قرحة الإجهاد شائعة جداً في حالات الطوارئ والعناية المركزة، ويصاب أكثر من 75% من الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بسبب حروق شديدة أو إصابات في الرأس بقرح الإجهاد خلال 72 ساعة من الإصابة، لذلك تعطي بعض المستشفيات هؤلاء المرضى أدوية للوقاية من القرحات، وتجري فحوصات دورية للكشف عنها.

تتشابه استراتيجيات الوقاية من قرحة الإجهاد مع استراتيجيات علاج القرحات الهضمية بشكل عام، فقد تقلل مثبطات مضخة البروتون (PPIs) وحاصرات الهيستامين من خطر الإصابة بقرحة الإجهاد، وتوصي الجمعية الأمريكية صيادلة النظام الصحي بإعطاء العلاج الوقائي للمرضى الذين يستوفون أياً من المعايير التالية:

  • استخدام مميعات الدم.
  • استخدام جهاز التنفس الصناعي لأكثر من 48 ساعة.
  • قرحة هضمية في العام الماضي.
  • نزيف في الجهاز الهضمي في العام الماضي.
  • عدوى جهازية أو تعفن الدم.
  • إقامة في وحدة العناية المركزة لأكثر من أسبوع.
  • نزيف في الجهاز الهضمي لمدة 6 أيام أو أكثر.
  • تناول أكثر من 250 ملليغراما من الهيدروكورتيزون يومياً.

في الماضي؛ كان الأطباء ينصحون الأشخاص الذين لديهم تاريخ من القرحة باتباع نظام غذائي معتدل، وتُظهر أبحاث جديدة أن هذا ليس ضرورياً، ولا تسبب الأطعمة الحارة القرحة الهضمية، مع أن بعض الأشخاص يلاحظون تفاقم أعراضهم بعد تناول أطعمة معينة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

في حال وجود أي نوع من أنواع القرحة الداخلية (القرحة الهضمية، أو قرحة المعدة، أو قرحة الإجهاد) يجب عليك استشارة الطبيب إذا لم يختف الألم بعد العلاج، أو إذا استمر في العودة والتكرار. يجب عليك طلب العناية الطبية الفورية إذا بدأت بتقيؤ الدم أو كان برازك يشبه القطران، أو إذا شعرت بألم حاد مفاجئ لا يزول أو يزداد سوءاً، وفي حال وجود قرحة في الفم يجب عليك استشارة الطبيب إذا لم تُشفَ خلال أسبوعين من علاجها بالأدوية المتاحة دون وصفة طبية، أو إذا أثّر الألم بشكل كبير على قدرتك على تناول الطعام والشراب.

نصيحة من موقع صحتك 

قد تكون قرحة الإجهاد مؤلمة، وقد تكون بعض أعراضها مثل وجود دم في القيء أو البراز مخيفة، وفي بعض الأحيان قد تطيل قرحة الإجهاد مدة إقامتك في المستشفى، أو تؤدي إلى مضاعفات أخرى، ولحسن الحظ هذه الحالة قابلة للعلاج، والمساعدة متوفرة، فإذا ظهرت عليك أعراض القرحة من ألم أو نزيف أو غيره؛ فيجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، وننصحك بالتزام العلاج للمدة الكاملة التي يحددها الطبيب.

آخر تعديل بتاريخ
04 يوليو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.