عملية استئصال البواسير هي إجراء جراحي لإزالة البواسير، والبواسير هي أوعية دموية متضخمة في فتحة الشرج، وقد تسبب أعراضاً مزعجة مثل ألم الشرج والنزيف، والبواسير هي حالة شائعة، وغالباً ما تكون غير ضارة، ومعظمها لا يتطلب أي علاج طبي أو عمليات جراحية، ولكن في بعض الحالات يكون استئصال البواسير جراحياً هو الخيار الأمثل لبعض أنواعها.
متى يتم اللجوء إلى عملية استئصال البواسير ؟
يوصي الطبيب بإجراء عملية استئصال البواسير إذا كانت البواسير معقدة أو تسبب مضاعفات للمريض، وتشمل المضاعفات التي تستدعي العملية ما يلي:
- التدلي: وهذا يعني أن البواسير قد سقطت من داخل فتحة الشرج وبرزت من الفتحة حيث تكون أكثر عرضة للتهيج أو النزيف أو الإصابة، والتدلي عملية تدريجية تتفاقم مع مرور الوقت. في البداية قد لا تبرز البواسير من فتحة الشرج إلا لفترة وجيزة أثناء التبرز (بواسير من الدرجة الثانية)، ولكن إذا احتجت إلى إعادتها يدوياً (بواسير من الدرجة الثالثة) أو إذا لم تعد إلى مكانها على الإطلاق (بواسير من الدرجة الرابعة) فقد يوصي الطبيب بإزالتها.
- التخثر: وهذا عندما تصبح البواسير منتفخة جداً لدرجة أن الدم بداخلها يتجلط مما يقطع حركة الدورة الدموية فيها، وتتميز البواسير المتخثرة بلون أزرق أرجواني، وقد تكون مؤلمة للغاية، وفي بعض الأحيان قد تتمزق مما يسبب نزيفاً حاداً، وإذا لم تطلب العلاج على الفور فسوف تشفى في النهاية من تلقاء نفسها، ولكن إذا استمر الألم لأكثر من 72 ساعة فيفضل إزالتها جراحياً.
- الاختناق: تسمى البواسير من الدرجة الرابعة التي تدلت ولن تعود مرة أخرى بالبواسير المحبوسة، وهي معرّضة لخطر الاختناق، وهذا يعني أنها محصورة في مكان ضيق وقد تم الضغط على دورتها الدموية، وهذه حالة طارئة ولن يختفي الاختناق من تلقاء نفسه إذ تموت الأنسجة المختنقة في النهاية مما يسبب الغرغرينا فيها.
- الانتكاس: أحياناً لا تزول البواسير أو أنها تعود بعد علاجات أقل تدخلاً، وهذا يؤثر سلباً على جودة حياتك على المدى الطويل، وفي حال فشل العلاجات الأخرى تصل نسبة نجاح عملية استئصال البواسير إلى 95%، وحتى لو لم تكن لديك أي مضاعفات أخرى فقد تختار استئصال البواسير لعلاج هذه البواسير نهائياً.
الاستعداد لعملية استئصال البواسير
سيقوم طبيب الجراحة بمناقشة مخاطر وفوائد العملية، وسيناقش معك الأدوية التي تتناولها حالياً والأدوية التي يجب التوقف عن تناولها قبل الجراحة، وسيطلب منك التوقف عن الأكل والشرب مدة ثماني ساعات قبل العملية، ويجب أن تكون القناة الشرجية لديك نظيفة، لذا إذا كنت تعاني من الإمساك فقد يعطيك الطبيب حقنة شرجية قبل العملية.
ماذا يحدث أثناء عملية استئصال البواسير ؟
ستخضع للتخدير العام أثناء العملية، لذا لن تشعر أو تتذكر ما يحدث، وسيقوم الجراح بتحديد موقع البواسير ويقطع الأنسجة ويغلق الأوعية الدموية المصابة، وقد يغلق الجراح الجروح بضم أطراف الجرح (استئصال البواسير المغلق)، أو يتركها مفتوحة (استئصال البواسير المفتوح) وذلك حسب موقعها واتساعها.
يَستخدم الجراحون طرقاً مختلفة لاستئصال الأنسجة والأوعية الدموية وإعادة إغلاقها، والطريقة التقليدية هي القطع بالمشرط وإغلاق الأوعية الدموية وإغلاق الجرح بغرز قابلة للذوبان، وفي الآونة الأخيرة بدأ الجراحون باستخدام جهاز حراري كهربائي لقطع وإغلاق الأنسجة والأوعية الدموية حيث تعزز الطاقة الحرارية الكهربائية التئام الأنسجة مما يسرع التعافي. ويمكن إزالة البواسير بوضع شريط مطاطي حولها، أو إزالتها بالتبريد أو بأشعة الليزر.
مرحلة التعافي بعد العملية
يمكنك العودة إلى المنزل في يوم الجراحة نفسه، ولكنك ستحتاج لشخص يرافقك، وسيستغرق الأمر بضع ساعات حتى يزول تأثير التخدير تماماً، ومع زواله ستشعر بالألم، ويمكنك تناول مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية، أو قد يصف لك الطبيب مسكنات أقوى، وستحصل من الطبيب أيضاً على تعليمات مفصلة للعناية بنفسك خلال فترة النقاهة.
مميزات عملية استئصال البواسير
الميزة الرئيسية هي أنها فعالة، وعادة لا تعود البواسير التي يتم إزالتها جراحياً، ورغم أن فترة التعافي أطول من العلاجات الأخرى فإن الجراحة ستمنحك راحة دائمة في النهاية، ويعد استئصال البواسير أيضاً خياراً مهماً في حالات الطوارئ، وإذا كنت تعاني من بواسير مختنقة أو متخثرة فيمكن للجراحة علاجها على وجه السرعة ومنع حدوث مضاعفات أسوأ.
ما الآثار الجانبية لعملية البواسير؟
تشمل المخاطر القصيرة المدى لجراحة استئصال البواسير ما يلي:
- جلطات الدم.
- ردود الفعل السلبية للتخدير.
- التهاب الجرح.
- نزيف حاد.
- وتشمل المضاعفات المحتملة أثناء التعافي ما يلي:
- بطء التئام الجرح.
- ألم شديد رغم تناول الأدوية.
- احتباس البول بسبب الألم عند التبول.
- إمساك بسبب الألم عند التبرز.
- وتشكل المضاعفات الطويلة المدى المحتملة ما يلي:
- تضيق القناة الشرجية بسبب التندب المفرط.
- صعوبة في حبس البراز بسبب ضعف العضلات أو الأعصاب (سَلَس البراز).
ولكن مع إجراء عملية دقيقة نادراً ما تحدث المضاعفات خطيرة.
حالات لا تستلزم الخضوع لعملية استئصال البواسير
قد لا ينصح الطبيب باستئصال البواسير إذا كنت تعاني من حالات طبية معينة قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة نتيجة العملية، وتشمل هذه الحالات:
- تثبيط المناعة.
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD).
- اضطرابات النزيف.
- ارتفاع ضغط الدم البابي في حالات تشمع الكبد.
تعليمات لتسريع الشفاء من عملية استئصال البواسير
يستغرق التعافي من عملية استئصال البواسير وقتاً، ولكن يمكن تسريع العملية بالعناية الجيدة بالجرح والجسم خلال فترة التعافي، لذا يوصي الأطباء باتباع التعليمات الآتية:
- حمامات المقعد: انقع مؤخرتك في ماء دافئ بعمق 7.5 إلى 9 سم عدة مرات يومياً.
- الثلج: ضع كيساً من الثلج ملفوفاً بمنشفة على منطقة الجرح لمدة 10 دقائق عدة مرات يومياً.
- الأدوية: سيصف لك الطبيب مزيجاً من مسكنات الألم الفموية والموضعية.
- الراحة: لا ترهق نفسك بالاستعجال في العودة إلى أنشطتك المعتادة وامنح نفسك وقتاً للتعافي.
- الوقاية من الإمساك: استخدم كل الوسائل المتاحة للوقاية من الإمساك.
- التغييرات طويلة المدى: اجعل استراتيجيات الوقاية من الإمساك عادة لمنع ظهور بواسير جديدة.
الأسئلة الشائعة
كم تستغرق عملية استئصال البواسير؟
تستغرق عملية استئصال البواسير عادة ما بين 30 دقيقة وساعة، وقد يختلف الوقت حسب تعقيد الحالة ونوع الجراحة، ويمكن إجراء بعض العمليات مثل ربط البواسير بالشريط المطاطي في عيادة الطبيب وتستغرق حوالي 30 دقيقة.
كم من الوقت يستغرق الشفاء التام بعد جراحة البواسير؟
متوسط فترة التعافي من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويقول معظم المرضى إن الألم يزول بعد أسبوعين، وقد يستغرق الألم من ستة إلى ثمانية أسابيع حتى تتمكن من استئناف التمارين الشاقة أو العمل اليدوي، وقد تستغرق فترة التعافي وقتاً أطول إذا كنت تعاني من مضاعفات مثل العدوى أو النزيف المفرط، لذا يجب اتباع تعليمات العناية بالجرح لمنع حدوث المضاعفات وتسريع عملية الشفاء.
أيهما أفضل عملية البواسير بالليزر أم الجراحة؟
غالباً ما تعتبر جراحة البواسير بالليزر أفضل من الجراحة التقليدية نظراً لطبيعتها الأقل توغلاً والألم المنخفض وتقليل النزيف وسرعة التعافي منها، إذ يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية خلال 3-5 أيام بينما الجراحة التقليدية قد تحتاج لأسابيع، بالإضافة إلى عدم وجود خياطة أو ندبات بعد العلاج بالليزر.
هل عملية إزالة البواسير مؤلمة؟
تتراوح درجات الألم بين المتوسط والشديد، والألم نسبي للغاية، وقد يختلف شعور الأشخاص به، وليس هناك سبب واضح لذلك، وعادة يحدث الألم الأكثر شدة مع أول حركة أمعاء بعد عملية استئصال البواسير، وعادةً ما يتحسن الألم بعد ثلاثة أيام ويستمر في التحسن خلال الأسبوعين التاليين.
نصيحة من موقع صحتك
تُعرف عملية استئصال البواسير بصعوبتها على المريض، مما يجعل من الصعب التفكير بها، ولكن إذا كنت مستعداً للتخلص من البواسير نهائياً فالأمر يستحق التفكير بالعملية، وتشهد تجربة استئصال البواسير تحسناً تدريجياً مع تبني الجراحين أساليب وتقنيات جديدة تسهل عملية التعافي. ومع ذلك؛ من المرجح أن تكون صعبة بعض الشيء، لذا معرفة ما سيحدث والاستعداد الجيد لها قد يجعل الأمر يمر بسلاسة قدر الإمكان، وتذكر أن فترة التعافي هي فترة مؤقتة وستمر، بينما التعايش مع ألم البواسير مستمر ولن ينقضي دون عملية جراحية أحياناً، ومعظم الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية قالوا إن الراحة في النهاية تستحق العناء.