من المعتقدات الخاطئة أن الرضاعة الطبيعية سهلة، إذ تتطلب الرضاعة الطبيعية وقتاً وممارسة لكل من الأم والطفل، وتواجه العديد من الأمهات تحديات في الرضاعة الطبيعية، لكن الدعم المناسب ومعرفة طريقة حل هذه المشكلات تساعد في التغلب على هذه التحديات، فإذا كنت تعانين من صعوبات الرضاعة الطبيعية فتواصلي مع القابلة أو طبيب التوليد للحصول على المشورة والدعم، وإليك في هذا المقال شرحاً لبعض صعوبات الرضاعة الطبيعية والنصائح والحلول التي يمكن أن تساعدك في مواجهتها.
ما صعوبات الرضاعة الطبيعية ؟
تواجه العديد من الأمهات المرضعات صعوبات خاصة عند بداية الإرضاع، ويعانينَ من مشاكل وتحديات في الرضاعة مثل التهاب الحلمات أو احتقان الثدي وغيرها من المشكلات، وفيما يلي بعض صعوبات الرضاعة الطبيعية بالإضافة إلى بعض النصائح حول كيفية معالجتها.
-
تشقق الحلمات
عادة ما يحدث تقرح وتشقق الحلمات بسبب عدم ثبات وضعية الطفل خلال الرضاعة، وعدم ارتباطه الجيد مع حلمة الثدي، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الألم أو الشعور بالانزعاج، لذا من المهم طلب المساعدة والاستشارة الطبية من القابلة أو الطبيبة النسائية عند حدوث هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، ومن أهم النصائح لتفادي هذه المشكلة هي التأكد من أن طفلك يمسك بالثدي جيداً. حاولي وضع القليل من حليب الثدي على الحلمة بعد الرضاعة لأن حليب الثدي يمتلك خصائص علاجية تساعد على تخفيف الألم.
-
حليب الثدي غير كافٍ
في بداية الرضاعة قد تقلق الأم حول عدم حصول طفلها على كفايته من الحليب، وقد يستغرق هذا بعض الوقت حتى تتعلم الأم علامات شبع الطفل وأخذه ما يكفي من الحليب، لذا حاولي تقديم كلا الثديين لطفلك في كل رضعة، مع التبديل بين الثديين لتحفيز إدرار الحليب لديك، كما أن إبقاء الطفل قريباً منك وضمه إلى الجلد سيساعد على إدرار الحليب.
نصائح لزيادة إدرار الحليب
من التحديات الشائعة لدى الأمهات خاصة الجدد هو عدم إدرار ما يكفي من حليب الرضاعة لتغذية الطفل بشكل جيد، لذا نقدم لك بعض النصائح لزيادة إدرار الحليب والتخلص من إحدى صعوبات الرضاعة الطبيعية وتتلخص هذه النصائح كما يلي:
- إرضاع الطفل رضاعة طبيعية بشكل متكرر (8 مرات على الأقل خلال 24 ساعة) إذ إن كثرة الرضاعة تنتج المزيد من الحليب.
- قدّمي الرضاعة من كلا الثديين في كل رضعة.
- اعتني بنفسك واستريحي قدر الإمكان، وتناولي طعاماً صحياً واشربي الكثير من الماء وتجنبي شرب الكحوليات والتدخين.
- اعصري الحليب يدوياً أو اسحبيه بالشفاط بعد أكبر قدر ممكن من الرضعات.
- إذا كنت ما تزالين غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الحليب فاستشيري الطبيب، فقد يصف لك دومبيريدون (موتيليوم)، وهو دواء آمن يصرف بوصفة طبية يزيد من إدرار الحليب.
- تجنبي المستحضرات العشبية لزيادة إدرار الحليب (مثل الحلبة) إذ لم يتم إثبات فعاليتها وسلامتها بعد.
-
احتقان الثدي
احتقان الثدي هو امتلاء الثدي بالحليب بشكل مفرط، فقد تشعر الأم بشدته وصلابته وآلامه، وقد يحدث احتقان الثدي في الأيام الأولى عندما تكونين أنت وطفلك في مرحلة التعود على الرضاعة الطبيعية، وقد يستغرق الأمر عدة أيام حتى يلبي مخزون الحليب احتياجات طفلك، وقد يحدث احتقان الثدي أيضاً عندما يكبر الطفل ويصبح غير معتمد على حليب الثدي بشكل كامل، ويبدأ بتناول الأطعمة الصلبة وتقل رضعاته.
ومن أفضل العلاجات لهذه الحالة هو الرضاعة الطبيعية أو شفط الحليب وتفريغ الثديين تماماً من الحليب، وإذا استمر الألم في الثديين بعد الرضاعة وشفط الحليب، ضعي كمادات باردة لمدة 15 دقيقة كل ساعة حسب الحاجة لتخفيف الاحتقان، ويمكن اتباع وصفة شعبية قديمة من خلال وضع أوراق الملفوف الخضراء المبرَّدة على الثديين وليس على الحلمات لمدة 20 دقيقة لتخفيف الألم والاحتقان.
-
الطفل لا يلتقط الثدي بشكل صحيح
الرضاعة الطبيعية مهارة يجب أن تتعلميها أنت وطفلك معاً، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لإتقانها. إذا كنتِ تواجهينَ صعوبات وتجدينَ أن الرضاعة الطبيعية مؤلمة أو لا يبدو طفلك راضياً بعد الرضعات فربما لا يلتقط الثدي بشكل صحيح.
-
فرط إدرار الحليب
أحياناً ينتج الثدي لدى بعض النساء كمية كبيرة من الحليب، ما يصعّب على أطفالهنّ التكيف معه، لذا يمكنك استشارة القابلة أو الطبيب لتعلم وضعيات مختلفة لمساعدة الطفل على التكيف مع كميات الحليب الكبيرة.
-
عدوى القلاع في الثدي
قد تَحدث عدوى القلاع أحياناً عندما تتشقق حلمات الثدي أو تتضرر، وهذا يعني أن فطريات المبيضات التي تسبب مرض القلاع قد تصل إلى الحلمة أو الثدي، وقد تسبب عدوى القلاع حرقة في الحلمات، وتقشر الجلد حول الحلمات، والهالة المحيطة بها، وألمًا حادًا في الثديين. والعلاج الشائع لمرض القلاع هو تناول دواء مضاد للفطريات، كما ينصح بغسل اليدين وتعقيم كل ما يلامس فم الطفل، وارتداء حمالات صدر قطنية، وشرب الكثير من الماء، وترك الحلمات تجف تماماً بين جلسات الرضاعة.
-
انسداد قنوات الحليب
اذا استمر احتقان الثدي فقد يؤدي ذلك إلى انسداد قناة الحليب، وقد تشعرين بوجود كتلة صغيرة مؤلمة في الثدي، وقد تساعد الرضاعة المتكررة من الثدي في تقليل الاحتقان ومنع حدوث الانسداد، وإن أمكن ضعي طفلك بحيث تكون ذقنه متجهة نحو الكتلة ليتمكن من الرضاعة من ذلك الجزء من الثدي.
ويمكن وضع كمادات دافئة قبل الرضاعة، أو استحمي بماء دافئ ودلّكي الثديين وجرّبي وضعيات رضاعة مختلفة، وإذا كنتِ معرّضة لانسداد قنوات الحليب فاستشيري الطبيب لأن قنوات الحليب المسدودة المتروكة دون علاج يمكن أن تتحول إلى التهاب الضرع، وهو عدوى تتطلب عادة أخذ مضادات حيوية، لذا من المهم علاجها قبل حدوثها.
-
التهاب الثدي
هو ألم أو كتلة في الثدي تحدث غالباً بسبب وجود انسداد في قنوات الحليب لم يتم علاجها، وقد تطورت إلى عدوى بكتيرية مسببة التهاب الثدي أو التهاب الضرع، وينتج عن هذا الالتهاب الأعراض التالية:
- حمى أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الشعور بالإرهاق أو الألم الشديد.
- غثيان.
- تقيؤ.
- إفرازات صفراء من الحلمة تشبه اللبأ.
- ثديان دافئان أو ساخنان عند اللمس ويبدوان ورديين أو مُحمرّين.
عادة ما تحدث هذه العدوى في ثدي واحد فقط، وليس من السهل التمييز بين عدوى الثدي وانسداد القناة لأن كليهما لهما أعراض متشابهة، ويمكن أن يتحسنا في غضون 24 إلى 48 ساعة، ولكن بعض التهابات الثدي لا تتحسن من تلقاء نفسها، وقد تحتاج إلى العلاج بأدوية موصوفة من الطبيب.
-
رفض الطفل الرضاعة
من أهم صعوبات الرضاعة الطبيعية التي تواجه الأم المرضعة هو رفض الطفل للرضاعة الطبيعية والإضراب عن الرضاعة، ويحدث ذلك عندما يرضع الطفل رضاعة طبيعية لأشهر ثم يبدأ فجأة برفض الثدي، وقد يعني ذلك بأن طفلك يحاول إخبارك بوجود مشكلة ما، وهذا لا يعني أن الطفل مستعد للفطام. لا يتفاعل جميع الأطفال بنفس الطريقة مع العوامل المختلفة التي قد تسبب رفض الرضاعة، فقد يستمر بعض الأطفال بالرضاعة، وآخرون قد يشعرون بالانزعاج، والبعض الآخر قد يرفض الرضاعة تماماً، وفيما يلي بعض أسباب إضراب الطفل عن الرضاعة:
- ألم في الفم ناتج عن التسنين أو بسبب عدوى فطرية مثل القلاع أو قرحة البرد.
- التهاب الأذن الذي يسبب ألماً أثناء المص أو ضغطاً أثناء الاستلقاء على جانب واحد.
- ألم من وضعية رضاعة معينة أو ألم ناتج عن التطعيم.
- الانزعاج من الانفصال الطويل عن الأم أو تغييرًا كبيرًا في نظام الرضاعة والنوم.
- الإصابة بنزلة برد أو انسداد في الأنف مما يجعل التنفس أثناء الرضاعة صعباً.
- قلة حليب الأم بعد إدخال زجاجة الرضاعة أو الإفراط في استخدام اللهاية.
- رد فعل الأم القوي إذا عضها الطفل أثناء الرضاعة.
الأسئلة الشائعة
ما سبب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة؟
قد يشعر الطفل بالانزعاج ويبدو عصبياً أثناء الرضاعة من الثدي إذا لم يكن مجرى الهواء لديهم مفتوحاً، أو إذا لم يشعروا أنهم في وضعية مستقرة، ومن الأمور التي يمكن تجربتها السماح للطفل بالتحكم في رأسه والانحناء للخلف حتى يحتضنك بكامل جسده، كما أن الضغط على لوحي كتفيه أو دعمهما قد يساعد أيضاً.
ما أسباب بكاء طفلي أثناء الرضاعة؟
الثديان الممتلئان باستمرار ويتدفق منهما الحليب بسرعة قد يجعلان الرضاعة غير مريحة، إذ يبتلع الطفل ريقه ويتقيأ ويحاول التقاط أنفاسه ثم يبدأ بالصراخ والبكاء، وكذلك قلة إدراد الحليب تجعل الطفل يبتعد عن الثدي ويبدأ بالبكاء، وقد يكون سبب البكاء هو أن الطفل يعاني من المغص أو الغازات التي تجعله منزعجاً ولا يستطيع الرضاعة.
ما علامات عدم شبع الطفل من الرضاعة الطبيعية؟
من علامات عدم شبع الطفل ترك الثدي بشكل متكرر، ويحرك الرأس من جانب إلى آخر أثناء الرضاعة، ويبدو غير مرتاح أثناء الرضاعة، ويبكي أثناء الرضاعة، والبكاء المتواصل بعد الرضاعة، وزيادة فترة الرضاعة بشكل غير طبيعي، ونقص في الوزن أو عدم زيادته بشكل ملحوظ.
نصيحة من موقع صحتك
الرضاعة الطبيعية ليست أمراً سهلاً كما يعتقد البعض، وتحتاج إلى التدريب والتمرين والتعود بمرور الوقت للأم والطفل، وقد تواجه الأمهات المرضعات بعض التحديات والصعوبات مثل الالتهاب أو تشقق الحلمات أو رفض الطفل للرضاعة وغيرها من صعوبات الرضاعة الطبيعية. ويمكن التغلب عليها بالصبر وقوة التحمل، والبعض يحتاج إلى تدخل الطبيب والحصول على مشورته، وقد تحتاج بعض الحالات علاجات موصوفة من قبل الطبيب، لكن معظم هذه الحالات شائعة ولا تستدعي القلق، ويمكنك التعامل معها بسهولة.