صرير الأسنان هو حالة طبية شائعة جدًا يتم من خلالها القيام بالضغط على الأسنان بصورة محكمة، أي إطباق الفكين على بعضهما البعض، حيث تحتك الأسنان. وقد يصرّ الناس أسنانهم أو يضغطون عليها أثناء النهار أو الليل. وفقًا لجمعية صرير الأسنان في المملكة المتحدة، فإن 8-10% من السكان يعانون من هذه الحالة.
علامات صرير الأسنان أثناء النوم
هو نوع من اضطرابات النوم، وتشمل أعراض صرير الأسنان أثناء النوم التي قد يلاحظها الأشخاص أثناء اليقظة ما يلي:
- ألم في الوجه.
- ألم وتيبس الفك.
- أصوات طقطقة أو فرقعة أو صرّ عند تحريك الفك.
- صداع خفيف.
- أسنان حساسة أو فضفاضة أو مكسورة.
- أسنان مهترئة.
- حشوات مكسورة أو فضفاضة.
قد يعاني الأشخاص أيضًا من آلام الأذن لأن المفصل الصدغي الفكي، الذي يسمح للفك بالفتح والإغلاق، قريب جدًا من الأذن. وقد يعاني الأشخاص أيضًا من الألم في مكان آخر، وهو ألم يحدث عندما يشعر شخص ما بالألم في مكان آخر غير مصدره.
على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان أثناء النوم لا يشعرون في كثير من الأحيان بأنهم يضغطون على أسنانهم أو يصرّونها، فإن الأشخاص الذين ينامون بالقرب منهم قد يتمكنون من سماع الضوضاء التي يسببونها.
صرير الأسنان أثناء اليقظة
يختلف صرير الأسنان أثناء اليقظة عن ذلك الذي يحدث أثناء النوم، لأنه ليس اضطرابًا في النوم، بل يحدث بصورة غير إرادية. وفي كثير من الأحيان، لا يؤدي إلى اصدار صوت. بدلاً من ذلك، يكون الأشخاص أكثر عرضة لشد أسنانهم أو شد العضلات المحيطة بالفك بدون إصدار صوت. ويحدث عندما يكون الشخص مركِّزا على أمر ما أو متوترًا.
ما هي أسباب صرير الأسنان؟
لا يوجد دائمًا سبب واحد وراء المشكلة، ولكن هناك عدد من العوامل المرتبطة به:
-
صرير الأسنان الأولي
يحدث من تلقاء نفسه ولا ينتج عن حالة أخرى، وتشمل بعض العوامل المعروفة التي تساهم في حدوثه ما يلي:
- الأسنان النامية: يعتبر صرير الأسنان شائعًا بين الأطفال الصغار، إذ يعاني منه ما يصل إلى 40% منهم، وعادةً ما يحدث ذلك أثناء نمو أسنانهم.
- العضة غير المتوازنة: قد يحدث صرير الأسنان لدى بعض الأشخاص إما لأن عضة الشخص غير متوازنة أو لأن أسنانه مفقودة. كما قد يساهم تهيج الفم في صرير الأسنان أو شدها.
- الإجهاد: يعد الإجهاد أحد الأسباب الرئيسية لصرير الأسنان لدى البالغين، سواء حدث أثناء النوم أم أثناء اليقظة.
- التدخين والكحول والكافيين: وجدت مراجعة أجريت عام 2016 للأبحاث السابقة أن استخدام هذه المواد كان مرتبطًا أيضًا بصرير الأسنان.
-
صرير الأسنان الثانوي
يحدث نتيجة لحالة طبية أخرى، مثل:
- الحالات الصحية العقلية: يرتبط القلق والاكتئاب بصرير الأسنان، وقد يكون هذا الارتباط ناتجًا جزئيًا عن التوتر، الذي قد يساهم في حدوث هذه الحالات.
- الحالات العصبية: يمكن لحالات مثل مرض هنتنغتون ومرض باركنسون أن تسبب الحركة أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى صرير الأسنان.
- الأدوية: يمكن أن يكون صرير الأسنان أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
- انقطاع النفس أثناء النوم: وهو حالة تتسبب في توقف التنفس مؤقتًا أثناء النوم، ويمكن أن يقلل من جودة النوم ويسبب الاستيقاظ المتكرر، وقد يكون هذا سببًا في كونه عامل خطر لصرير الأسنان.
- عادات نمط الحياة: الأشخاص الذين يدخنون ويشربون الكحول ويستهلكون الكثير من الكافيين (أكثر من ستة أكواب من القهوة يوميًا) هم أكثر عرضة لصرّ أسنانهم بمرتين من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.
ما هي الآثار الطويلة المدى؟
- حساسية الأسنان، بسبب تآكل مينا الأسنان.
- التهاب اللثة أو نزيفها.
- أسنان فضفاضة.
- أضرار في الأسنان، مثل التيجان والحشوات.
- أسنان مسطحة أو قصيرة.
- كسور الأسنان.
- متلازمة المفصل الصدغي الفكي، والتي تسبب الألم والتوتر وصعوبة المضغ.
تشخيص صرير الأسنان
يمكن لطبيب الأسنان تشخيص الحالة عن طريق إجراء فحص للأسنان. قد يلاحظ:
- تآكل مينا الأسنان.
- أسنانًا مسطحة أو مكسورة أو متشققة.
- تيجانًا وحشوات فضفاضة أو تالفة.
- عضلات الفك المتضخمة.
علاج صرير الأسنان
واقي الفم أو جبيرة الفم
قد يوصي طبيب الأسنان بارتداء جبيرة الفم أو واقي الفم أثناء النوم لحماية الأسنان من التلف. يمكن أن تساعد هذه الأجهزة في موازنة الضغط عبر الفك، وتوفير حاجز مادي بين الأسنان، وتقليل ضجيج صرير الأسنان.
تتكون واقيات الفم عادةً من مطاط مرن أو بلاستيك، ويمكن لطبيب الأسنان أن يصنع واقيًا يناسب أسنان الفرد، أو يمكن للشخص شراء واقي فم متاح دون وصفة طبية. وقد تكون الواقيات الفموية المتاحة دون وصفة طبية أقل راحة.
عادة ما تكون جبائر الفم مصنوعة من البلاستيك الصلب وتثبت مباشرة على الأسنان. بعض الجبائر تثبت فوق الأسنان العلوية، بينما تثبت الأخرى فوق الأسنان السفلية. اعتمادًا على التصميم، تعمل الجبيرة على إبقاء الفك في وضع أكثر استرخاءً أو توفر حاجزًا بحيث تتعرض الجبائر، وليس الأسنان، لأي ضرر. لا يُنصح باستخدام واقيات الفم العامة أثناء ممارسة الرياضة، لأنها قد تكون ضخمة وتسبب انزعاجًا كبيرًا.
الأدوية
قد يساعد تناول دواء مضاد للالتهابات غير الستيرويدية (NSAID)، مثل الإيبوبروفين، في تخفيف أي ألم أو تورم مرتبطين بصرير الأسنان. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام دواء قصير المدى لإرخاء العضلات وإيقاف دورة صرير الأسنان. يمنح هذا النهج عضلات الفك فرصة للراحة، مما قد يقلل الأعراض.
العلاج النفسي السلوكي
يتم تعليم المريض على تقنيات تساعده على إدراك الوظائف الجسدية اللاإرادية، مثل التنفس أو معدل ضربات القلب، وتعلمه كيفية التحكم بها. لكن، لا توجد الكثير من الأبحاث حول فعالية هذا النوع من العلاجات.
البوتوكس
في الحالات الشديدة من صرير الأسنان، يمكن لحقن البوتوكس أن تشل العضلات المسؤولة عن صرير الأسنان أثناء النوم لمنع صرير الأسنان. ومع ذلك، قد يكون البوتوكس مكلفًا، والحقن المنتظمة ضرورية للحفاظ على التأثيرات.
علاج الحالات الكامنة
إذا كان الشخص المصاب بصرير الأسنان يعاني أيضًا من التوتر أو القلق أو الاكتئاب، فقد يساعد طلب المساعدة لهذه الحالات في التخلص من صرير الأسنان. عادةً ما يتضمن علاج هذه الحالات الصحية العقلية مزيجًا من العلاج بالكلام والأدوية لتقليل الأعراض، ولكن نظرًا لأن بعض مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية يمكن أن تسبب صرير الأسنان كأثر جانبي، فقد يرغب الشخص في البدء بالعلاج أولاً.
تقنيات تخفيف التوتر
إن إيجاد طرق لإدارة التوتر قد يقلل من أعراض صرير الأسنان، وهذا يشمل مجموعة واسعة من العلاجات مثل التأمل وممارسة الرياضة والعلاج السلوكي المعرفي.
تغييرات نمط الحياة
تقليل تناولك اليومي للكافيين والشاي والمنبهات قد تساعد أيضًا، وإذا كنت تدخن، فإن الإقلاع عن التدخين قد يساعدك ويمنحك نومًا أفضل.
الوقاية
قد يتمكن الأشخاص المصابون بصرير الأسنان الأولي من تقليل الأعراض أو منعها من خلال تجربة:
- تجنب الكحول والتبغ والكافيين.
- الامتناع عن مضغ العلكة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التآكل أو تشجيع المزيد من الصرّ.
- تطبيق حرارة لطيفة على الفك لتخفيف الألم والتوتر.
- تقليل التوتر الذي يمكن تجنبه واتخاذ خطوات لإدارة التوتر الذي لا يمكن تجنبه.
- ممارسة اليقظة الذهنية لتقليل التوتر اليومي.
- إجراء فحوصات الأسنان بشكل منتظم. يمكن لطبيب الأسنان علاج أي ضرر في الأسنان قبل أن يتفاقم.
هل يمكن أن يؤدي صرير الأسنان إلى طنين الأذن؟
من الممكن أن يكون هناك ارتباط بين صرير الأسنان والطنين. وفقًا للجمعية الأمريكية لطنين الأذن، يمكن أن يحدث طنين الأذن إذا تعرض المفصل الصدغي الفكي للتلف. ولأن صرير الأسنان يؤثر بشكل مباشر على هذا المفصل، فقد يؤدي إلى طنين الأذن.
هل صرير الأسنان وراثي؟
خلصت مراجعة قديمة لأبحاث سابقة إلى وجود بعض الأدلة على أنه قد يكون وراثيًا. ومع ذلك، لم تحدد أي دراسة جينات محددة مرتبطة به، ومن المرجح أن تكون الجينات واحدة فقط من بين العديد من العوامل المساهمة.
ما هي التوقعات بالنسبة للأشخاص الذين يصرّون أسنانهم؟
كل شخص يختلف عن الآخر، ولكن التوقعات جيدة بشكل عام. غالبًا ما يتغلب الأطفال على صرير الأسنان بحلول سن المراهقة. بالنسبة لصرّ الأسنان لدى البالغين، يمكن أن تساعد واقيات الفم في ذلك. إذا حصلت على واحدة، فتأكد من ارتدائها بانتظام. في كثير من الحالات، يختفي صرير الأسنان في النهاية.
هل صرير الأسنان مشكلة خطيرة؟
يعتمد الأمر على السبب، وإذا كنت تصر على أسنانك من حين لآخر، فربما لا يشكل ذلك مشكلة كبيرة، ولكن إذا كنت تفعل ذلك كثيرًا لفترة طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية في المستقبل، بما في ذلك الأسنان المتشققة، والصداع، واضطراب المفصل الصدغي الفكي، وطنين الأذن، وغيرها من الحالات.