تحاول الأم جاهدة وخاصة في الأيام الأولى بعد الولادة أن تعتني بأدق التفاصيل المتعلقة بطفلها، وبالتأكيد يشمل ذلك سرة الرضيع التي قد لا يكون منظرها ممتعاً لك، لكن جذع السرة الصغير المتدلي هو آخر ما تبقى من ذاكرة تسعة شهور، وقد أوشك على السقوط. نعم تتساءل كثير من الأمهات كيف أعتني بسرة طفلي حتى تسقط بأمان؟ وماذا أفعل بعد ذلك؟ نقدم إليك في هذا المقال كافة الإرشادات المطلوبة للعناية بسرة المولود منعاً لحدوث أي مضاعفات فيها.
سرة الرضيع كيف أعتني بها قبل السقوط؟
تظهر سرة الرضيع بعد قطع حبل السرة بلونها الأصفر اللامع الذي يتحول مع الأيام إلى أسود داكن، عندها تصبح السرة جافة متيبسة وقد أوشكت على السقوط. لكن، إن كان ينتابك الشعور بتحريكها لتسريع عملية السقوط، لا تفعلي هذا، واتركي الأمر يأخذ مجراه الطبيعي. اشتهر استخدام المسحات الكحولية برفق حتى تقع السرة، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الدراسات الجديدة قد أبعدت تطبيق هذه الطريقة واستبدلتها بخطوات عناية بسيطة وسهلة تهدف إلى تجفيفها، وذلك لأن المسحات الكحولية قد تقتل البكتيريا التي تعمل على جفاف الحبل السري وانفصاله. كل ما عليك فعله هو تجفيف الحبل السري والحفاظ على نظافته حتى يسقط، إليك أهم التعليمات:
- استخدمي قطعة قطن أو منشفة مبللة بالماء (والصابون إذا لزم الأمر) لمسح أي دم أو إفرازات. لا تقلقي، بضع قطرات من الدم والإفرازات الشفافة لا بأس بها، المنطقة تلتئم.
- جفّفي المنطقة بلطف، لا توجد نهايات عصبية في الحبل السري، لذا لن يشعر طفلك بأي ألم.
احرصي على طي الجزء الأمامي من حفاض طفلك بحيث يكون الحبل خارج الحفاض (أو استخدمي حفاضات بها ثقب في موضع الحبل السري) بحيث تكون المنطقة مفتوحة للهواء. - ألبسي طفلك ملابس فضفاضة بحيث يكون الحبل السري مكشوفًا ويمكن أن يجف.
- التزمي بحمامات الإسفنج لتسهيل الحفاظ على الحبل السري جافًا، ولا تضعي طفلك في حوض الاستحمام المغمور بالماء فهذا يرطب الحبل.
متى تسقط سرة الرضيع ؟
يسقط الحبل السري عادة وبشكل متوسط في غضون 5-15 يوماً، لكن في بعض الأحيان قد يسقط قبل ذلك أو بعد ذلك بقليل، لذا لا داعي للقلق، كل هذا طبيعي جداً.
ماذا أفعل بعد سقوط سرة الرضيع ؟
في لحظة لا تتوقعينها، تجدين أن الحبل السري المتيبس قد سقط. يمكنك الآن إظهار الفرحة بإحدى مراحل نمو طفلك وظهور سرته الصغيرة تلك. انتهى الجزء الأكبر الآن، وأصبحت العناية بتلك المنطقة سهلة جداً، وذلك بأن:
- تمسحي أي إفرازات متبقية بقطعة قماش مبللة وتجففيها.
- استمري في تحميم طفلك بالإسفنجة لبضعة أيام أخرى، ثم اتركيه يستمتع بالاستحمام في حوض الاستحمام.
- النزيف الطفيف أمر طبيعي تمامًا، هذا جزء من عملية الشفاء. قد تلاحظين أيضًا بعض الأنسجة الندبية الوردية أو القليل من الإفرازات الصفراء الشفافة، هذا أيضًا أمر طبيعي تمامًا.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
من المهم معرفة أن إصابة سرة المولود بأنواع العدوى أمر نادر جداً (1 من كل 200 طفل)، ولكن نظراً لحساسية جسم الرضيع يقترح الأطباء مراقبة منطقة سرة طفلك بعناية خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، خاصة إذا كان طفلك خداجًا، أو كان وزنه منخفضًا عند الولادة، أو سقط الحبل السري مبكرًا.
إذا لاحظت وجود كتل حمراء في مكان سقوط الحبل السري حافظي على المنطقة نظيفة وجافة، وأخبري طبيب الأطفال ليساعدك في علاج الحبيبات في منطقة السرة ومنع العدوى. اتصلي بالطبيب إذا لاحظت وجود أي من الأعراض الآتية:
- احمرار وتورم منطقة السرة.
- وجود كتلة على الحبل السري أو بالقرب منه.
- ظهور قيح بدلًا من إفرازات شفافة قليلة في المنطقة.
- وجود نزيف بدلًا من القليل من الدم الجاف.
- التهيج أو رفض الأكل أو الحمى لدى طفلك.
الأسئلة الشائعة
كيف يكون شكل سرة المولود بعد سقوطها؟
خلال مرحلة الشفاء قد تظهر سرة الرضيع بلون وردي أو أحمر فاتح، وقد يظهر عليها بعض السوائل الشفافة أو بقع دم جاف قليلة جداً. كما قد تلاحظين قشورًا جافة حول المنطقة.
هل طبيعي بروز سرة الرضيع؟
بروز سرة الرضيع أمر طبيعي وشائع جداً. في معظم الأحيان يكون هذا البروز أو الفتق السري غير مؤلم ولا يترك أي مضاعفات، وينغلق بنفسه بين عمر 12-18 شهراً، لكن في حال استمر لعمر 2-3 سنوات فقد يتطلب تدخلاً جراحياً بسيطاً لإصلاحه.
ما هو شكل السرة الطبيعي؟
قد تكون سرة الطفل غائرة وهي الأكثر شيوعاً، وتكون السرة غائرة داخل البطن، وقد تكون بارزة بروزاً خفيفاً، وهذا طبيعي أيضاً إن لم تكن هناك أي علامات لفتق أو التهابات. يكون لون السرة عادة متناسقاً مع لون البطن.
نصيحة من موقع صحتك
العناية الجافة في الحبل السري من شأنها أن تسرع انفصاله، وهي الطريقة الأفضل بلا منازع. إن اتباع أسلوب عدم التدخل في العناية بالحبل السري من شأنه أن يمنحك المزيد من الوقت للاستمتاع بوقتك مع طفلك الجديد. لا تخافي، فقط حافظي على نظافة الموضع وجفافه قدر الإمكان.