كشفت تجربة جديدة أن دواء سيماجلوتايد وأدوية ناهضات GLP-1 قد تساعد في تقليل آلام الفُصال العظمي للركبة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، وذلك مع زيادة الأبحاث التي تنظر في الفوائد الأخرى المحتملة التي قد تقدمها هذه الأنواع من الأدوية، بصرف النظر عن فقدان الوزن وعلاج مرض السكري من النوع الثاني. فعلى سبيل المثال، أفادت دراسات حديثة أن دواء سيماجلوتايد وأدوية إنقاص الوزن الأخرى من نوع ناهضات GLP-1 قد يكون لها فوائد عصبية، وقد تقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، بالإضافة إلى توفير الحماية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية.
دراسة: دواء سيماجلوتايد يقلل آلام الفصال العظمي في الركبة
ضمت الدراسة 407 مرضى بمتوسط عمر 56 عامًا ومؤشر كتلة الجسم 40.3 (يشير إلى السمنة المفرطة) لتقييم تأثير استخدام دواء سيماجلوتايد على آلام الركبة، وكان متوسط درجة الألم لدى المشاركين 70.9 على مقياس من 0 إلى 100، إذ تشير الأرقام الأعلى إلى زيادة الألم.
تلقى المشاركون بالدراسة جرعة 2.4 مجم من دواء سيماجلوتايد مرة واحدة في الأسبوع أو دواء وهميًا، لمدة 68 أسبوعًا.
نتائج الدراسة: فقد الأشخاص الذين استخدموا دواء سيماجلوتايد ما معدله 13.7% من وزن الجسم مقارنةً بفقدان 3.2% فقط من الوزن لدى الذين تناولوا الدواء الوهمي على مدى الدراسة التي استمرت 68 أسبوعًا، كما شهد المرضى الذين استخدموا دواء سيماجلوتيد انخفاضًا متوسطًا في درجة آلام الركبة لديهم بمقدار 41.7 نقطة، في حين كان متوسط الانخفاض بمقدار 27.5 نقطة لدى المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
كيف يخفف دواء سيماجلوتايد من آلام الركبة؟
مع نتائج الدراسة، قد تتساءل عن العلاقة التي تربط بين سيماجلوتايد، الذي يُستخدم في الأساس لعلاج السكري، بآلام الركبة والفصال العظمي، والبحث عن طريقة عمله في تقليل الألم. بدايةً، تجب معرفة أن السمنة هي أحد أسباب الفصال العظمي بسبب الضغط الذي يفرضه الوزن الزائد على المفاصل، وخاصة الركبتين.
السبب الأكبر وراء قدرة سيماجلوتايد، المعروف بالاسم التجاري أوزمبك، على تخفيف الألم يتلخص في تقليل الوزن، فكلما فقد المريض الوزن، قل الضغط على مفاصل الركبة وقل الألم، وهذا ما تم توضيحه في الدراسة. قد تكون هناك أيضًا عوامل أخرى لها دور في تخفيف آلام الركبة، فعلى سبيل المثال؛ هناك دراسات أخرى أوضحت أن سيماجلوتايد وأدوية إنقاص الوزن الأخرى قد تكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات ربما تساعد في تخفيف آلام الركبة. تعتبر الالتهابات عاملًا رئيسيًا في الفصال العظمي، وقد تؤدي إلى آلام المفاصل واهترائها.
يعمل سيماجلوتيد أيضًا على ضبط نسبة السكر في الدم، وهذا يمكن أن يقلل الالتهاب. جميع هذه العوامل من تقليل ضغط المفاصل، وتقليل الالتهابات، وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم يمكن أن تكون السبب الذي يعمل بواسطته دواء السيماجلوتايد في تخفيف أعراض الفصال العظمي.
لماذا يستخدم سيماجلوتايد؟
تستخدم حقن سيماجلوتايد Semaglutide (أوزمبيك) لتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم للبالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.
يُستخدم سيماجلوتايد أيضًا لإنقاص الوزن للبالغين المصابين بالسمنة أو البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن، والذين قد يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، جنبًا إلى جنب مع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية.
كما يمكن استخدامه أيضًا لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، أو الوفاة للبالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، أو يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
ماذا يفعل السيماجلوتيد لجسمك؟
ينتمي السيماجلوتايد إلى فئة من الأدوية تسمى محاكيات الإنكرتين أو ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 (GLP-1)، والتي تعمل عن طريق زيادة مستويات الإنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم، كما تعمل على تقليل كمية السكر التي يتم إطلاقها في الدم.
يؤثر دواء سيماجلوتايد وناهضات GLP-1 على إبطاء عملية الهضم وإفراغ المعدة، وبالتالي زيادة شعورك بالشبع بعد الأكل، فهذه الأدوية تعمل عن طريق محاكاة هرمون GLP-1، الذي يُعتقد أنه يؤثر أيضًا على مناطق في الدماغ تتحكم بشعور الجوع والشبع.
ما هو الفُصال العظمي؟
يعتبر الفُصال العظمي (Osteoarthritis) النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، ويحدث عندما يتآكل ويتلف الغضروف الذي يبطّن ويحمي المفاصل بمرور الوقت، مما يسبب ألمًا وتيبسًا واهتراء في المفاصل بسبب احتكاكها ببعضها البعض. غالبًا ما يؤثر الفصال العظمي على مفاصل الركبتين، والوركين، والمفاصل الصغيرة في اليدين، والعمود الفقري.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا يعانون من الفُصال العظمي، حتى لو لم تظهر أي أعراض على بعضهم، لكن حوالي 60% من الأشخاص المصابين بالفُصال العظمي يعانون من أعراض واضحة.
ما هي أعراض الفصال العظمى؟
تختلف شدة أعراض الفصال العظمي أو ما يُسمى التهاب المفاصل التنكسي بشكل كبير من شخص لآخر، وتختلف أيضًا مع اختلاف المفاصل المصابة، فقد تكون الأعراض خفيفة عند بعض الأشخاص، وقد تأتي وتختفي. ويمكن أن يعاني أشخاص آخرون من مشكلات أكثر استمرارية وشدة قد تؤثر على قيامهم بالأنشطة اليومية.
غالبًا ما تبدأ أعراض الفُصال العظمي ببطء وعادةً ما تبدأ بمفصل واحد أو عدة مفاصل، تشمل أعراض الفصال العظمي الأكثر شيوعًا ما يلي:
- ألم عند استخدام المفصل، وقد يتحسن مع الراحة.
- تيبس المفصل، وعادةً ما يستمر في الصباح لأقل من 30 دقيقة، أو بعد الراحة لفترة من الوقت.
- مشكلات في تحريك المفصل.
- تورم في المفصل وحوله.
- الشعور بأن المفصل مُرتَخٍ أو غير مستقر.
نصيحة من موقع صحتك
الفصال العظمي في الركبة المرتبط بالسمنة عبارة عن حالة متقدمة من التهاب المفاصل واهترائها، يمكن أن تؤدي إلى ألم وتيبس الركبة وضعف الوظائف اليومية المهمة مثل الحركة أو المشي. كما أن خطر الإصابة بهذه الحالة أعلى بأربع مرات لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، وذلك لأن الوزن الزائد -كما ذكرنا- يضع المزيد من الضغط على الركبة، مما يسبب تآكل الغضروف.
لهذا يُنصح بالتخلص من الوزن الزائد لعلاج الفصال العظمي في الركبة، ولكن قد يكون من الصعب تحقيق ذلك من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة وحدهما. كما أن خيار الجراحة رغم نجاحها مع معظم الناس، فإنها عالية التكلفة، وقد تترافق باختلاطات صعبة، وهذا ما يجعلنا بحاجة ماسة لخيارات علاجية غير جراحية، وطريقة فعالة لعلاج آلام الركبة المرتبطة بهذا المرض.
أظهرت نتائج الدراسة أن دواء السيماجلوتايد يمكن أن يكون بديلًا معقولًا لجراحة استبدال مفصل الركبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة مع تفاقم أعراض الفُصال العظمي في الركبة، لكن ما زال من المبكر جدًا استخدام أو وصف دواء سيماجلوتايد (أوزمبيك) لعلاج الفصال العظامي.
