بعد الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء نهاية العام الماضي، تطمح الآن شركة إيلي ليلي للأدوية بتسويق علاجها الجديد للسمنة، دواء زيباوند لعلاج انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وذلك بعدما أشارت دراستان جديدتان أن دواء زيباوند أحد أحدث وأقوى الأدوية المعتمدة حاليًا لعلاج السمنة قد يكون علاجًا فعالًا لأنواع معينة من انقطاع التنفس أثناء النوم. قبل الدخول في تفاصيل هذه الدراسات، دعونا أولًا نلقي نظرة سريعة على اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم ودواء زيباوند.
ما هو انقطاع النفس الانسدادي النومي؟
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم هو حالة مرَضية ينقطع فيها التنفس بسبب انسداد مؤقت في مجرى الهواء أثناء النوم، مما يمنع الهواء من التحرك عبر القصبة الهوائية أثناء النوم، ويعد النوع الأكثر شيوعًا لانقطاع التنفس أثناء النوم. يحدث انقطاع التنفس بشكل متكرر مما يؤثر سلبًا على جودة نوم المريض، فهو يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وبالتالي إيقاظ المريض للتنفس مرة أخرى.
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم غير شائع ولكنه منتشر، إذ يُؤثر على حوالي 5٪ إلى 10٪ من الناس في جميع أنحاء العالم. يمكن أن يحدث انقطاع التنفس أثناء النوم لأي شخص، ولكنه أكثر شيوعًا في كبار السن (65 عامًا وما فوق)، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. قد يؤدي انقطاع النفس أثناء النوم إلى مشكلات خطيرة إذا تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلي السكري والخرف.
أعراض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم دون ظهور أي أعراض، ويعتبر الشخير هو أحد أكبر الأعراض الشائعة لانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- النعاس والنوم بشكل متكرر أثناء النهار.
- الشعور بالتعب أو حتى الإرهاق مع صداع عند الاستيقاظ.
- سهولة الانفعال.
- الاضطرار إلى الاستيقاظ أثناء الليل للتبول عدة مرات.
- الاكتئاب وتغيرات المزاج.
- اضطرابات في وظائف المخ.
- التعرق الليلي.
- الشعور بعدم الراحة أثناء النوم.
- الاستيقاظ والشعور بضيق في التنفس.
أسباب انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم
هناك بعض العوامل التي تسبب انقطاع النفس الانسدادي النومي أو تساهم في حدوثه، مثل:
- الوزن الزائد والسمنة.
- الحالات الوراثية، مثل متلازمة داون أو متلازمة برادر- ويلي.
- احتقان الأنف المزمن.
- اضطراب الغدة الدرقية.
- التدخين.
- المريض لديه رقبة كبيرة أو سميكة.
- تضخم اللوزتين والناميات عند الأطفال.
ما هو دواء زيباوند؟
دواء زيباوند من أهم الأدوية المستخدمة حديثًا في علاج زيادة الوزن والسمنة، فهو عبارة عن حقنة أسبوعية تُعطى تحت الجلد وتوصف للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد، ويعانون أيضًا من مشكلات طبية مرتبطة بالوزن الزائد. حصل زيباوند على موافقة هيئة الغذاء والدواء في نوفمبر العام الماضي لإنقاص الوزن وعلاج السمنة لدى البالغين. يجب استخدام حقن زيباوند مع اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.
آلية عمل حقن زيباوند
يحتوي دواء زيباوند على المادة الفعالة تيرزيباتيد التي تعمل عن طريق تنشيط هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1) ومستقبلات هرمون GIP. يعمل زيباوند على إنقاص الوزن عن طريق تقليل الشهية وإبطاء حركة الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى الشبع وعدم الحاجة إلى الطعام.
دراسة تأثير زيباوند في تقليل خطر انقطاع التنفس أثناء النوم
ركزت هذه الدراسة على استخدام تيرزباتايد (زيباوند) لعلاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة لدى البالغين المصابين الذين يعانون من السمنة، وضمت التجربة 469 مشاركًا في الدراسة من عدة دول.
الدراسة الأولى: قارنت الدراسة الأولى بين الحقن الأسبوعي لدواء زيباوند وحقن دواء وهمي لدى البالغين الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، ولم يستخدموا جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP).
الدراسة الثانية: اختبرت الدراسة الثانية دواء زيباوند على المرضى البالغين الذين يعانون من نفس حالات الدراسة الأولى، ولكن كانوا يخططون لمواصلة استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر.
في كلتا الدراستين، تلقى المشاركون إما جرعة من تيرزباتيد (زيباوند) أو دواء وهميًا لمدة 52 أسبوعًا.
نتائج الدراسة:
كانت هناك الكثير من النتائج الواعدة:
- الأشخاص الذين استخدموا دواء زيباوند لم يتعرضوا لنوبات انقطاع التنفس أثناء النوم، واختفت أعراضها مقارنةً بالأشخاص الذين يعانون من السمنة ولا يستخدمون هذا الدواء.
- وُجد أن 43% من المرضى في الدراسة الأولى و51.5% في الدراسة الثانية الذين تناولوا أعلى جرعة من زيباوند (15 مجم) قد تم شفاؤهم من هذا المرض ولم يتعرضوا لنوبات انقطاع التنفس أثناء النوم أو أنها حدثت بمعدل أقل، هذا مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا دواء وهميًا، إذ كانت نسبة الشفاء لديهم 14.9% و13.6% في الدراستين على التوالي.
ما الفوائد المحتملة الأخرى لدواء زيباوند؟
لم تكمن فوائد زيباوند في علاج السمنة فقط أو التقليل من خطر انقطاع التنفس أثناء النوم فحسب، فقد يكون لهذا الدواء أثرًا لطيفًا على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بناءً على قياسات ضغط الدم وتقليل الالتهاب التي تم قياسها من خلال فحص الدم.
لماذا قد يُستخدم زيباوند لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم؟
يرتبط انقطاع النفس الانسدادي النومي ارتباطًا وثيقًا بالسمنة، إذ ينتشر بشكل شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. مريض السمنة عادةً ما يكون لديه لسان أو رقبة سميكة بسبب الدهون الزائدة، تلك الرواسب الدهنية في الجهاز التنفسي العلوي –التي تكون أكثر شيوعًا لدي المصابين بالسمنة– يمكن أن تضيق مجرى الهواء، وبالتالي يعاني المريض من انقطاع التنفس أثناء النوم.
فقدان الوزن يُحسن من انقطاع التنفس أثناء النوم، وهذا يجعل النتائج الإيجابية للتجربة السريرية لشركة إيلي ليلي متوقعة، وهذا ما يُفسر إمكانية نجاح حقن زيباوند في علاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. فعلى الرغم من أن هذه النتائج تعتبر تأثيرًا ثانويًا لفقدان الوزن وليس بسبب تأثير مباشر لدواء زيباوند، فأي شكل من أشكال فقدان الوزن يحسن من انقطاع النفس الانسدادي النومي، إلا أن زيباوند قد يكون خيارًا فعالًا لفعاليته الكبيرة في إنقاص الوزن وعلاج السمنة. كما وُجد أن انخفاض الوزن بنسبة 10% يقلل من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم بنحو 11 حالة في الساعة.
هل دواء زيباوند سيعالج كل حالات انقطاع التنفس أثناء النوم؟
دواء زيباوند لن يكون فعالًا لكل حالات انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، بل سيكون فعالًا في الحالات الناتجة عن الوزن الزائد فقط، إذ توجد عوامل خطر أخرى غير زيادة الوزن قد تؤدي إلى انقطاع التنفس، منها:
- مشكلات تشريحية في مجرى الهواء العلوي.
- مشكلات في التنفس عن طريق الأنف.
- مشكلات عصبية.
- زيادة العمر.
ما هي الآثار الجانبية المتوقعة لدواء زيباوند؟
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء زيباوند ما يلي:
- آلام البطن.
- عسر الهضم.
- الإمساك.
- الإسهال.
- التعب والإرهاق.
- تساقط الشعر.
- حساسية مكان الحقن.
- الشعور بالغثيان والقيء.
هل يمكن الشفاء من انقطاع النفس أثناء النوم؟
لا يوجد علاج نهائي لانقطاع النفس أثناء النوم، لكن هناك العديد من الطرق للعلاج اعتمادًا على النوع المحدد من انقطاع النفس أثناء النوم ومدى شدته. يمكن أن تساعد هذه الطرق في منع حدوث انقطاع النفس أو تقليل تكرار حدوثه أو شدته، وتشمل:
- فقدان الوزن.
- تحسين وضعية النوم، واستخدام أدوات مساعدة على النوم.
- استخدام بخاخات الأنف والشرائط اللاصقة التي تحسن التنفس.
- أجهزة الضغط الإيجابي المستمر.
- الأجهزة الفموية.
- تجنب شرب الكحول والأدوية المنومة.
- الإقلاع عن التدخين.
- علاج حساسية الأنف.
- تحفيز الأعصاب.
- الجراحة.
في النهاية، دفعت النتائج الإيجابية لهذه الدراسة شركة إيلي ليلي بالتقدم بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء لتسويق حقن زيباوند لعلاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، ومن المتوقع صدور القرار بحلول نهاية العام. زيباوند قد يصبح أول دواء لعلاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم إذا تمت الموافقة عليه، وسيقدم علاجًا بديلًا لأجهزة مثل أجهزة الضغط الإيجابي المستمر (CPAP) التي تعد حاليًا العلاج الأكثر شيوعًا والأكثر فعالية لدى معظم الحالات.