صحــــتك

تناول مضادات الصرع أثناء الحمل .. هل من مخاطر على الجنين؟

تناول مضادات الصرع أثناء الحمل قد يكون أحد القرارات الصعبة التي تواجه الأطباء، فمن جهة عليهم توخي الحذر لتجنب أي اختلاجات عند الأم والتي قد تضر الجنين أيضًا، ومن جهة أخرى عليهم التفكير بالتأثيرات الجانبية التي قد تحدث نتيجة تناول مضادات الصرع أثناء الحمل.

تناول مضادات الصرع أثناء الحمل

يعتبر الصرع حالة مرَضية ناشئة عن خلل في النشاط الكهربائي للدماغ، مما يؤدي إلى حدوث حالات من النوبات التشنجية مصحوبة بفقدان قصير الأمد للوعي. ووجد أنه فيما يقرب من 50 بالمئة من الحالات يكون الصرع فيها عرَضاً من أعراض مرض أو حالات معينة تصيب الدماغ. ويثير الصرع أثناء الحمل مخاوف شديدة لدى السيدات المصابات به، فبينما تلد أغلب النساء المصابات بالصرع أطفالاً أصحاء، إلا أنهن يحتجنَ إلى رعاية خاصة أثناء الحمل.

كما أن بعض أدوية مضادات الصرع قد تؤدي إلى إصابة الجنين بتشوهات خَلقية، لذلك يجب على السيدة إخبار طبيبها مسبقاً بعزمها على الحمل، فقد يلجأ إلى استبدال مضادات الصرع التي تتناولها بأدوية أخرى أكثر أماناً على الجنين.

كيف يؤثر الصرع على الحمل؟

وجدت بعض الدراسات أن عدد نوبات الصرع يظل كما هو تقريبًا، أو تصبح النوبات أقل تكرارًا، إلا إنه لدى أخريات -وخاصة اللاتي يعانين من اضطرابات النوم أو لا يتناولن الأدوية حسب التوجيهات، يمكن أن يؤدي الحمل إلى زيادة عدد النوبات. كما أكدت الدراسات عن احتمالية حدوث المشكلات التالية المرافقة للصرع أثناء الحمل:

  • تباطؤ معدل ضربات قلب الجنين.
  • انخفاض الأكسجين الواصل للجنين.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض وزن المولود عند الولادة.
  • حدوث صدمة للأم مثل السقوط، والتي قد تؤدي إلى إصابة الجنين، أو انفصال المشيمة عن الرحم قبل الأوان، أو حتى وفاة الجنين.

ما الآثار الجانبية جراء تناول مضادات الصرع أثناء الحمل ؟

أظهرت الأبحاث أن هناك خطرًا متزايدًا لعدم نمو طفلك بشكل طبيعي عند تناول مضادات الصرع أثناء الحمل بما في ذلك أدوية:

  • فالبروات الصوديوم.
  • حمض الفالبرويك.
  • كاربامازيبين.
  • فينوباربيتال.
  • فينيتوين.
  • توبيراميت.

قد تسبب هذه الأدوية بعض العيوب الخَلقية، مثل السنسَنة المشقوقة، أو الشفة الأرنبية، أو تشوهات القلب. كما قد تزيد من احتمال إصابة الطفل بمشكلات في نمو الدماغ، مثل تأخر تطور الكلام واللغة، ومشكلات في الذاكرة والانتباه.

لتقليل هذه المخاطر، يحتاج الأمر إلى استشارة طبيب الأعصاب حول الأدوية قبل الحمل إذا كانت السيدة تخطط للحمل، فقد يلجأ إلى استخدام علاج بديل مثل أدوية لاموتريجين وليفيتراسيتام اللذان يعتبران من الأدوية الأكثر أمانًا لتناولها أثناء الحمل. ينصح الأطباء عادة بإجراء تغييرات على مضادات الصرع قبل حدوث الحمل وليس أثناءه.

ومن الجدير بالذكر أنه باستطاعة الأمهات اللواتي يتناولن الأدوية المضادة للتشنجات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، إذ إن نسبة ضئيلة جداً من هذه الأدوية تمر عبر حليب الأم إلى الطفل، ولا تشكل خطراً عليه. غير أنه في حال تناول الأم لجرعات عالية من عقار فينوباربيتون أو عقار اثيسوكسامايد فهنا يجب عليها استشارة الطبيب.

  • فالبروات الصوديوم وحمض الفالبرويك

يعتبر فالبروات الصوديوم ضارًا بالجنين، إذ يمكن أن يؤدي تناول فالبروات الصوديوم أثناء الحمل إلى إصابة الطفل بحالة تسمى متلازمة فالبروات الجنينية (FVS). يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة فالبروات الجنينية من عيوب خَلقية معينة وتغيرات مدى الحياة في التعلم والسلوك، وقد يعاني آخرون من عيوب خَلقية أكثر خطورة أو صعوبات في التعلم.

لذلك حظرت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام أدوية فالبروات أثناء الحمل لعلاج الصداع النصفي، أو الاضطراب الثنائي القطب، أو لعلاج الصرع ما لم يكن هناك علاج فعال آخر متاح. تلخص هذه النشرة الدراسات العلمية المتعلقة بتأثيرات فالبروات الصوديوم على الطفل في الرحم، لذلك يجب أخذ هذه المعلومات في الاعتبار إذا كنت تخططين للحمل.

  • لاموتريجين

لا يوجد حاليًا أي دليل موثوق يشير إلى زيادة خطر الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة أو ولادة أطفال صغار الحجم بالنسبة لعمر الحمل بعد التعرض لدواء لاموتريجين. البيانات المتعلقة بالنتائج السلبية للنمو العصبي بعد التعرض قبل الولادة لدواء لاموتريجين مطمئنة بشكل عام، فلا توجد حاليًا أي دراسات تقدم دليلاً على زيادة معدل تشخيص التوحد بعد التعرض قبل الولادة لدواء لاموتريجين. ومع ذلك، أفادت بعض الدراسات بزيادة معدل ظهور أعراض التوحد، مما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد أو دحض هذا الاكتشاف.

اللاموتريجين هو مضاد ضعيف لحمض الفوليك، وقد أفادت دراسة واحدة بحدوث زيادة كبيرة إحصائيًا في خطر التشوهات الشاملة لدى الأطفال المولودين لأمهات يتناولن اللاموتريجين، واللاتي وصِف لهن حمض الفوليك بجرعة أقل من 5 ملغ يوميًا. لذلك، تنص إرشادات المملكة المتحدة على أنه يجب وصف حمض الفوليك بجرعة عالية (5 ملغ) للنساء اللاتي يتناولن أي دواء مضاد للصرع.

قد يرتبط استخدام أي دواء يعمل مركزيًا طوال فترة الحمل أو بالقرب من الولادة بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التكيف الضعيف للمواليد الجدد (PNAS)، فمن المرجح أن تكون هذه الأعراض أكثر شدة لدى الرضع المعرَّضين في الرحم لأكثر من دواء يعمل على الجهاز العصبي المركزي.

كما أثبت الدراسات أن تركيزات دواء لاموتريجين في البلازما تنخفض مع تقدم الحمل، ولذلك يوصى بإجراء مراجعة سريرية منتظمة للنساء اللاتي يتناولن لاموتريجين. قد تكون هناك حاجة لزيادة جرعة لاموتريجين على أساس مراقبة تركيز الدواء في البلازما، أو وفقًا للاستجابة السريرية للحفاظ على السيطرة على النوبات، وخاصة في أواخر الحمل.

يَنصح الأطباء السيدات الحوامل اللاتي يتناولن مضادات الصرع بتناول 5 مليجرامات (5 مجم) من حمض الفوليك مرة واحدة يوميًا بمجرد التخطيط للحمل. يساعد حمض الفوليك في منع حدوث مشكلات خطيرة في المخ والحبل الشوكي تسمى عيوب الأنبوب العصبي. توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء المصابات بالصرع بتناول فيتامينات متعددة يوميًا تحتوي على نسبة من حمض الفوليك.

كما يوصى في الشهر الأخير من الحمل بإعطاء الأم فيتامين K، وإعطاء هذا الفيتامين أيضًا للوليد، وذلك لأن بعض أنواع الأدوية المضادة للتشنجات تقلل من مستوى الفيتامين K في الجسم، وهذا قد يؤدي بدوره إلى حدوث نزيف في دماغ الطفل أثناء الولادة.

آخر تعديل بتاريخ
29 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.