شاع في كثير من البلدان تناول الأسبيرين أثناء الحمل من دون وصفة طبية، ظنا من مستخدميه أنه يساعد في منع التجلط أثناء الحمل دون استشارة طبيب أو وجود أي سبب طبي خلف ذلك، فهل هذه الممارسة صحيحة أم أنها خطرة؟ وما الحالات التي يمكن فيها تناول الأسبيرين أثناء الحمل وتلك التي يمنع فيها؟ للتعرف على التفاصيل المستندة للأدلة العلمية تابعوا مقالنا هذا.
هل من الآمن تناول الأسبيرين أثناء الحمل ؟
تُنصح بعض النساء الحوامل باستخدام جرعة منخفضة من الأسبيرين، وهذا ما يطلق عليه اسم أسبيرين الأطفال، ولكن ضمن المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد. تشمل هذه المعايير الحالة الصحية للحامل وما تعانيه من أعراض بالإضافة إلى تاريخ الحمل.
ما الحالات الطبية التي يسمح بتناول الأسبيرين أثناء الحمل فيها؟
توصي منظمة الصحة العالمية بتناول الأسبيرين أثناء الحمل ولكن بجرعات منخفضة بشكل خاص للنساء اللواتي لديهن عوامل خطورة مرتفعة للإصابة بتسمم الحمل، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- وجود تاريخ سابق لتسمم الحمل.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- السكري قبل الحمل.
- أمراض كلوية مزمنة.
متى تبدأ الحامل بأخذ الأسبرين وما الجرعة المناسبة؟
يَنصح الأطباء النساء الحوامل بتناول الأسبيرين مع بداية الثلث الثاني من الحمل، أي مع بداية الأسبوع 14 من الحمل، والاستمرار في تناوله حتى الولادة. وهنا قد يختلف بعض الأطباء؛ إذ يرى البعض أنه آمن تماماً لحين موعد الولادة، فيما يفضل البعض الآخر من الأطباء الامتناع عن تناول الأسبيرين بعد الأسبوع 36 للوقاية من خطر النزيف. من المهم التذكير أن أسبيرين الحمل يؤخذ بجرعات منخفضة جداً أي حوالي 75-81 ملغ مرة واحدة يومياً.
ما مخاطر تناول الأسبيرين أثناء الحمل بجرعات عالية؟
تختلف مخاطر تناول الأسبيرين بجرعات عالية بحسب المرحلة من الحمل، لذلك تم تصنيف المخاطر إلى ثلاث تصنيفات، وتشمل:
-
تناول الأسبيرين خلال الثلث الأول من الحمل بجرعات عالية
خلال الثلث الأول من الحمل، قد تزيد الجرعات العالية من الأسبرين من خطر الإجهاض، كما قد يزيد تناول جرعة عالية من الأسبرين من خطر إصابة الطفل بحالات طبية موجودة عند الولادة (مشاكل طفولية).
-
تناول الأسبيرين خلال الثلث الثاني من الحمل بجرعات عالية
تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الحوامل بعدم تناول الأسبرين أو الإيبوبروفين (أدفيل، موترين آي بي، وغيرهما) أو نابروكسين الصوديوم (أليف) بعد الأسبوع التاسع عشر من الحمل، فقد يُسبب تناول هذه الأدوية أمراضًا نادرة ولكنها خطيرة في الكلى لدى الجنين، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي، ويُسبب مشاكل أكبر للجنين.
-
تناول الأسبيرين خلال الثلث الثالث من الحمل بجرعات عالية
إلى جانب المخاطر الأخرى، يزيد تناول جرعات أعلى من الأسبرين خلال الثلث الثالث من الحمل من خطر انسداد أحد أوعية قلب الجنين مبكرًا. إذا كنتِ مضطرة لتناول الأسبرين خلال الثلث الثالث من الحمل، فقد تحتاجين إلى مواعيد طبية متكررة للاطمئنان على صحة الجنين. يزيد تناول الأسبرين بجرعات عالية لفترات طويلة خلال أي مرحلة من مراحل الحمل من خطر حدوث نزيف في دماغ الأطفال الخدج.
الأسئلة الشائعة
ما فوائد الأسبرين للنساء الحوامل؟
يقدم تناول الأسبيرين للحامل بجرعات منخفضة فوائد متعددة أهمها:
- الوقاية من تسمم الحمل.
- انفصال المشيمة المبكر.
- تقليل خطر الولادة المبكرة.
- الحد من خطر الإجهاض.
في أي شهر تترك الحامل الأسبرين؟
على الرغم من أن بعض الأطباء يعتبرون أن تناول الأسبيرين بجرعات منخفضة آمن حتى الولادة؛ إلا أن أكثر الأطباء يفضلون ترك تناول الأسبيرين للحامل بعد الأسبوع 36، أي مع نهاية الشعر الثامن للحد من خطر النزيف أثناء الولادة.
هل الأسبرين يساعد على تثبيت الحمل؟
يوصي بعض الأطباء بتناول الأسبيرين لضمان سير الحمل بشكل صحي، وخاصة مَن كانت تعاني من إجهاضات متكررة، أي أنه قد يعمل بمثابة مساعد على تثبيت الحمل.
هل يتعارض حمض الفوليك مع الأسبرين؟
لا توجد أي أدلة علمية على وجود تفاعل دوائي سلبي بين حمض الفوليك والأسبيرين، ولا على امتصاص أي منهما، لذا يمكن للحامل تناول هذه الحبوب بشكل آمن ولا يتعارض أي منهما مع الآخر.
متى يؤخذ الأسبرين: صباحا أم مساء؟
ينصح بأخذ جرعة الأسبيرين بنفس الوقت كل يوم، ويفضِّل الكثير من الأطباء تناولها مساء مع الطعام لتقليل احتمالية اضطراب المعدة.
نصيحة من موقع صحتك
يعتبر تناول الأسبيرين أثناء الحمل من الخطوات التي يطرحها الطبيب للحد من خطر التسمم الحملي وغيرها من الحالات الطبية الأخرى طالما أنه يؤخذ بجرعات منخفضة وبالتوقيت المناسب، لذا من المهم الالتزام بكل الاحتياطات والتدابير عند تناول الأسبيرين، وذلك حرصاً على سلامة الحامل والجنين معا.
