تكلسات الثدي لا تسبب أعراضاً، فقد يلاحظها الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية أثناء تصوير الثدي بالأشعة السينية، وتظهر على شكل نقاط بيضاء، ولا تظهر في فحوصات الثدي الأخرى مثل الموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، وقد تحتاجين لعلاج تكلسات الثدي فقط إذا كان ذلك ضرورياً لعلاج حالة كامنة. وهذه التكلسات عبارة عن رواسب كالسيوم صغيرة تتجمع في الثديين ولا يستطيع الطبيب تشخيصها عن طريق فحص الثدي الروتيني، ومن المرجح أن تظهر هذه التكلسات بعد انقطاع الطمث. ومعظم تكلسات الثدي حميدة، ومع ذلك؛ فإن مجموعات من رواسب الكالسيوم الناعمة يمكن أن تشير إلى وجود سرطان الثدي المبكر، وهذه التكلسات ذاتها لا تتطور إلى سرطان، ولكن قد تشير إلى عملية أساسية لها علاقة بسرطان الثدي.
أشكال تكلسات الثدي
يمكن أن يظهر نوعان من التكلسات عند فحص الثدي عن طريق الأشعة السينية (mammograms)، وغالباً ما يتم اكتشاف هذه التكلسات عن طريق الصدفة. ويشمل هذا التكلسات الكبيرة والدقيقة، وبعض الناس لديهم مزيج من النوعين، ويمكن تفصيل هذين النوعين على النحو الآتي:
- التكلسات الكبيرة (Macrocalcifications): تظهر التكلسات الكبيرة على شكل نقاط بيضاء كبيرة تتوزع بشكل عشوائي في جميع أنحاء أنسجة الثدي، ويبلغ قطرها أكبر من 0.5 ملم، وعادة ما تكون التكلسات الكبيرة غير سرطانية، ونتيجة لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من تكلسات كبيرة في الثدي لا يحتاجون عادة إلى إجراء اختبارات متابعة.
- التكلسات الدقيقة (Microcalcifications): تظهر التكلسات الدقيقة على شكل بقع أو حبيبات بيضاء صغيرة، والعديد من حالات التكيسات الدقيقة تكون حميدة، ومع ذلك؛ إذا كان لها خصائص معينة فقد تشير إلى وجود عملية سرطانية كامنة، وعادة ما يعتبر الأطباء التكلسات الدقيقة مشبوهة وتحتاج المزيد من التدقيق إذا كان:
- قطرها أقل من 0.5 ملم.
- تختلف في الحجم والشكل.
- تحدث في مجموعات في منطقة واحدة من الثدي. وعلى الرغم من أن الرقم ليس دقيقًا، لكن المجموعة الواحدة تتكون من ثلاثة تكلسات على الأقل.
تكلسات خارج أنسجة الثدي الرئيسية
في بعض الحالات قد يُظهر تصوير الثدي بالأشعة السينية وجود تكلسات خارج أنسجة الثدي الرئيسية، فقد تظهر على الجلد أو داخل الأوعية الدموية، وقد تتسبب مزيلات العرق والمستحضرات وبقايا البودرة في ظهور نقاط بيضاء على نتائج الأشعة السينية، لهذا السبب يجب على الأشخاص تجنب تطبيق أي منتجات جلدية قبل الفحص، فإذا أكد أخصائي الأشعة أن الموقع خارج أنسجة الثدي فإن هذه التكلسات لا تتطلب المزيد من الاختبارات.
أسباب وعوامل تكلسات الثدي
لا توجد معرفة واضحة لدى الباحثين عن أسباب التكلسات، ولكن توجد عدة تفسيرات محتملة، وتتشكل رواسب الكالسيوم استجابة لعمليات مختلفة تؤثر على أنسجة الثدي. ترتبط تكلسات الثدي الحميدة بما يلي:
- العدوى.
- التعرض لإصابة أو الخضوع لجراحة.
- تراكم الكالسيوم في الثدي، على غرار تصلب الشرايين في الأوعية الدموية.
- الخراجات، هي أكياس مملوءة بالسوائل القيحية في الثدي.
- توسع قنوات الثدي أو انسداد قنوات الحليب.
- تنخر الدهون، أو الخلايا الدهنية الميتة.
- الورم الغدي الليفي (ورم حميد في الثدي).
- العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي.
- سرطان الثدي الغازي (invasive breast cancer).
- سرطان الأقنية اللابد DCIS (السرطان الكامن في باطن أقنية الحليب) وهو سرطان الخلايا التي تبطن قنوات الحليب.
عوامل الخطر
تشير مقالة عام 2021 أيضاً إلى وجود صلة بين الرضاعة الطبيعية، خاصة تلك التي تستمر لأكثر من عام واحد، وبين تطور مجموعات التكلسات الدقيقة، ويمكن أن تزيد عوامل الخطر لسرطان الثدي أيضاً من احتمالية وجود تكلسات الثدي، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي.
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.
- الاستعداد الوراثي للإصابة بسرطان الثدي مثل وجود طفرة BRCA1 وBRCA2.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم لا تسبب تكلسات الثدي.
تشخيص سبب تكلسات الثدي
إذا ظهرت التكلسات في تصوير الثدي بالأشعة السينية؛ سيقرر أخصائي الأشعة ما إذا كان من الضروري إجراء المزيد من الفحوصات، وبشكل عام لا يعتبر الخبراء أن هناك حاجة إلى المزيد من الفحوصات في حالة التكلسات الكبيرة، أما إذا كانت هذه التكلسات ذات حجم وقياس ثابتين فمن غير المرجح أن تحتاج المريضة للمزيد من المتابعة، ومع ذلك قد يطلب أخصائي الأشعة المزيد من الاختبارات في حالة وجود تكلسات كبيرة مع تكلسات دقيقة، وإذا اعتبروا أن التكلسات مشبوهة فقد يطلب الأخصائي الفحوصات التالية:
- إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية مرة أخرى لعرض التكلسات عن كثب.
- التحقق من صور الماموجرام السابقة للبحث عن تغييرات في التكلسات.
- إحالة الحالة إلى طبيب آخر حسب الاشتباه في التشخيص، ويمكن أن يقوم الطبيب بالإجراءات التالية:
- مراجعة صور الأشعة السينية.
- أخذ خزعة من الثدي لفحص أنسجة الثدي بحثاً عن علامات السرطان.
- يوصي بالتصوير باستخدام الرنين المغناطيسي للثدي.
- يوصي بإجراء فحص كل 6 أشهر للتحقق من التغييرات في التكلسات.
إذا حدد الطبيب التكلسات على تصوير الثدي بالأشعة السينية لامرأة لديها تاريخ من الإصابة بسرطان الثدي، أو كانت معرَّضة لخطر الإصابة بالسرطان، فسوف يأخذ في الاعتبار عوامل الخطر هذه عند اتخاذ قرار بشأن إجراء المزيد من الاختبارات.
علاج تكلسات الثدي
التكلسات الحميدة لا تحتاج عادة إلى أي علاج، ومع ذلك؛ إذا كانت بسبب وجود حالة طبية أخرى فسيقدم الطبيب معلومات حول الحالة الأساسية وخيارات العلاج، وإذا كانت التكلسات تشير إلى سرطان الثدي فإن هذه الحالة تحتاج إلى علاج، ويهدف العلاج عادة إلى قتل الخلايا السرطانية ووقف انتشار السرطان، ويعتمد نوع العلاج على نوع سرطان الثدي وحجمه ومرحلته وعوامل أخرى، وتشمل العلاجات المحتملة لسرطان الثدي:
- الجراحة.
- الإشعاع.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الهرموني.
الأسئلة الشائعة
هل تكلسات الثدي تسبب ألمًا؟
تكلسات الثدي هي رواسب الكالسيوم التي تتطور عادة في أنسجة الثدي، وهي غير مؤلمة، وصغيرة جداً بحيث لا يمكنكِ الشعور بها بأصابعك، فمن المحتمل أنك لن تعرفي بوجودها إلا إذا ظهرت في تصوير الثدي بالأشعة السينية.
هل تختفي تكلسات الثدي ؟
يعتبر اختفاء تكلسات الثدي تلقائياً أمراً نادراً، ولم يتم الإبلاغ عن ذلك، وليس من الوارد أن تختفي التكلسات وتشفى تلقائياً.
هل تكلسات الثدي الحميدة تتحول إلى خبيثة؟
معظم تكلسات الثدي تكون حميدة ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومع ذلك إذا كانت التكلسات ناتجة عن تغير غير واضح فقد يؤدي ذلك إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.
نصيحة من موقع صحتك
تكلسات الثدي هي عبارة عن رواسب صغيرة من الكالسيوم في أنسجة الثدي، والتي قد تظهر في تصوير الثدي بالأشعة السينية، وعلى الرغم من أنها عادة ما تكون حميدة فإن هذه التكلسات قد تشير في بعض الأحيان إلى حالة كامنة مثل سرطان الثدي. وإذا كانت تكلسات الثدي حميدة؛ فإنها لا تتطلب متابعة أو علاجًا خاصًا. وإذا رأى أخصائي الأشعة أن التكلسات مشبوهة فقد تحتاج الحالة إلى مزيد من الاختبارات لتحديد السبب الأساسي لوجودها، ويعتمد العلاج على الحالة المسببة للتكلسات، فإذا ظهرت لديك هذه التكلسات خلال الفحص الدوري للثدي بالماموجرام، فيجب استشارة الطبيب وتوضيح التاريخ الشخصي والعائلي للطبيب للحصول على تشخيص صحيح.