أمراض العيون هو تعبير شامل للأمراض التي تصيب العين بأجزائها الداخلية والخارجية، بما في ذلك الأجزاء الملاصقة للعين، والتي تؤثر عليها بشكل مباشر. بعض هذه الأمراض يكون حاداً ويتطور بشكل سريع، فيما يعتبر البعض الآخر من الأمراض المزمنة التي تتطور بشكل بطيء، ولكن تأثيرها واستمراريتها طويل الأمد. نطرح في هذا المقال مجموعة من أمراض العيون الشائعة وأبرز أسبابها وعلاجاتها.
ما هي أمراض العيون ؟
هي مجموعة من الحالات التي تؤثر بشكل كبير على صحة العين ووظيفتها. قد تؤثر هذه الحالات على أي جزء في العين أو الأماكن المحيطة بها بشكل مباشر. قد تكون بعض هذه الأمراض خفيفة وعلاجها سهل، فيما قد يكون البعض الآخر أشد خطورة ويصل إلى حد فقدان النظر. تحدث معظم أمراض العيون في المُقلة، ولكن هذا لأنها المكان الوحيد المعني بالإصابة، وقد تتضرر أجزاء أخرى من العين بما في ذلك العضلات أو الجفون أو الجلد والعضلات المحيطة بالعينين.
ما هي أكثر أمراض العيون شيوعاً؟
هناك العديد من الأمراض التي تصيب العيون التي يمكن تصنيفها بحسب العديد من العوامل. قد يكون المرض ناتجاً عن إصابة جزء من العين بشكل خاص، أو قد يكون نتاجاً لحالة صحية أخرى أثرت عليه. تعتبر بعض هذه الأمراض حادة ولكنها قصيرة المدى، فيما تعتبر أمراض أخرى مزمنة وتحتاج لمدة طويلة للشفاء، قد تصل لأشهر أو ربما سنوات. تشمل الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً للعيون ما يلي:
- قصر النظر، وهي الصعوبة في رؤية الأشياء البعيدة بوضوح.
- طول النظر، وهي الصعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح.
- اللابؤرية وهي التشوه في الرؤية بسبب تقوس (انحناء) غير منتظم للقرنية.
- الماء الأبيض (الكاتاراكت)، وهي حالة تؤدي إلى تعتم عدسة العين ما يؤدي إلى ضعف في الرؤية.
- الماء الأزرق (الغلوكوما)، وهي زيادة ضغط العين مما يؤدي إلى تلف العصب البصري.
- التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو تدهور الجزء المركزي من الشبكية مما يؤثر على الرؤية المركزية.
- اعتلال الشبكية السكري، وهي تلف الأوعية الدموية في الشبكية نتيجة مرض السكري.
- اعتلال الشبكية بسبب ارتفاع ضغط الدم.
- العدوى، الالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
ما هي أعراض أمراض العيون؟
هناك العديد من الأعراض أو العلامات المتنوعة التي تدل على وجود مشكلة صحية في العيون، ويمكن تصنيف هذه الأعراض بناءً على العديد من العوامل، والتي تشتمل على:
- ما تشعر به: كالألم أو التهيج أو تعب العين أو إجهادها.
- تغيرات في وظائف العين كالعين الدامعة (فرط إفراز الدموع)، أو صعوبة التحكم في رمش العين أو حركتها.
- تغيرات في مظهر العين كاصفرار بياض العين أو احمرارها أو تضيق حدقة العين.
- تغيرات في حركة العين كالحول الداخلي أو الحول الخارجي
- تغيرات في الطريقة التي ترى بها كالرؤية المزدوجة أو عدو وضوح الرؤية أو الرؤية النفَقية.
ما هي أكثر الأسباب المرتبطة بأمراض العيون ؟
كثيرة هي أسباب أمراض العيون وتعتمد بشكل مباشر على نوع المرض والعوامل المؤثرة به، كالوراثة ونمط الحياة وغيرها. نذكر هنا أهم أسباب أمراض العيون وأكثرها انتشاراً وهي:
- أسباب وراثية: تاريخ عائلي لأمراض العيون أو الحول مثلاً.
- كيفية تطور عيون الجنين داخل الرحم بسبب التغيرات الهرمونية.
- العوامل البيئية: التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو الغبار أو الدخان الناتج عن التلوث.
- الأمراض المُعدية: التعرض لبكتيريا أو فيروس أو حتى العدوى الطفيلية.
- الأمراض المزمنة: مرض السكري الذي يؤدي إلى مضاعفات منها اعتلال الشبكية السكري، أو ارتفاع ضغط الدم الذي يسبب انسداداً في شرايين شبكية العين.
- إصابات العين المباشرة كالصدمات الجسدية أو غير المباشرة كالجروح أو الحروق الناتجة عن التعرض لمواد كيميائية.
- بعض العوامل المجهولة: قد يعجز الطبيب في بعض الأحيان عن معرفة السبب الرئيسي للمرض فيقوم بربطها بعوامل تؤثر على العيون بشكل أو بآخر.
كيف يتم تشخيص الأمراض التي تصيب العيون ؟
يقوم الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات والصور الدقيقة لتحديد المشكلة، ويتم الاختيار فيما بينها بناءً على أعراض المريض. يقوم الطبيب عموماً بالحصول على التاريخ الطبي الشخصي للمريض (الأعراض ومدتها والحالة الصحية العامة)، وما إذا كان المريض يتناول أي دواء بشكل مستمر، أو ما إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من أمراض في العيون الوراثية كالغلوكوما. تشمل بعض فحوصات أمراض العيون ما يلي:
- فحص النظر: لقياس مدى وضوح الرؤية في كل عين باستخدام لوحة أرقام وأحرف بأحجام مختلفة.
- فحص المصباح الشقي: يكشف عن مشكلات في العدسة أو القرنية باستخدام آلة طبية مكبرة ومضيئة.
- قياس ضغط العين: للكشف عن احتمالية الإصابة بالغلوكوما من خلال قياس ضغط السائل داخل العين.
- توسيع حدقة العين: لفحص الشبكية والعصب البصري من خلال استخدام قطرات موسعة للحدقة.
- تصوير الشبكية: للكشف عن اعتلال الشبكية السكري أو التنكس البقعي من خلال التصوير المقطعي البصري
- تصوير الأوعية الدموية بالفلورسين: لتشخيص مشكلات الأوعية الدموية كاعتلال الشبكية السكري أو انسداد الشريان الشبكي
كيف يتم علاج أمراض العيون ؟
يتطلب اختيار العلاج المناسب لأمراض العيون النظر في العديد من العوامل، منها السبب الرئيسي لهذا المرض، وحالة المريض الصحية، أي شدة أعراضه، وبالتأكيد نوع المرض. قد يكون علاج بعض الأمراض سهلاً وسريعاً، فيما يحتاج علاج أمراض أخرى الوقت الطويل مع العلاج الدقيق، وقد يتطلب في أحيان معينة تدخلاً جراحياً. تشمل أهم علاجات الأمراض المرتبطة بالعيون:
-
النظارات الطبية
وهي عبارة عن أداة لعلاج مشكلات النظر، بما في ذلك قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية، وهي طريقة آمنة وبسيطة في تصحيح الرؤية. لا يميل بعض الناس لارتداء النظارات الطبية لأسباب شخصية، لذا قد يتم استبدالها بالعدسات اللاصقة الطبية، وهنا ننبه للحاجة الملحة في العناية التامة بها وتنظيفها حتى لا تسبب أي أمراض مُعدية في العين.
-
العلاج بالليزر
اشتهر استخدام الليزر لعلاج العديد من المشكلات في العين كقصر النظر أو طوله واللابؤرية، وكذلك في علاج الجلوكوما من خلال المساهمة في تصريف السائل المسبب لارتفاع ضغط العين، بالإضافة إلى علاج اعتلال الشبكية السكري من خلال إغلاق أوعية دموية نازفة.
-
الجراحة
يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في حال عدم توفر إمكانية لتصحيح المشكلة بالدواء أو بالليزر، وهي تُستخدم عادة لإزالة الماء البيضاء، وهي جراحة بسيطة وفعالة تستخدم لاستبدال العدسة المتعتمة بعدسة صناعية. كما أنها تستخدم لعلاج الجلوكوما من خلال تصريف السائل الزائد وتخفض ضغط العين من خلال زراعة قناة تصريف للعين. يمكن إجراء جراحة لعلاج انفصال الشبكية، كما أنها تستخدم لزراعة القرنية.
-
العلاج الدوائي
يلجأ الطبيب لاستخدام قطرات العين، وهي إما قطرات مضادة للالتهاب أو قطرات مرطِّبة (لعلاج جفاف العين) أو قطرات خافضة لضغط العين. كما أنه قد يستعين بالأدوية الموضعية أو الحبوب المضادة للبكتيريا والفيروسات، وحتى الكورتيكوستيرويدات في الحالات القصوى. بالإضافة إلى العلاج بالحقن داخل العين، وخاصة في حالات التنكس البقعي المرتبط بالعمر من خلال أدوية مضادة لعامل النمو في الأوعية الدموية مما يساعد على تحسين الرؤية.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف يمكن العناية بالعيون؟
هناك العديد من الخطوات التي يمكنك القيام بها للوقاية من كثير من الأمراض العيون وهي:
- زيارة طبيب العيون بشكل دوري، خاصة بعد سن الأربعين، أو مع وجود تاريخ عائلي لأمراض العيون.
- حماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية.
- التغذية الصحية للحصول على الفيتامينات الأساسية لصحة العينين.
- تقليل إجهاد العين من خلال اتباع قاعدة 20-20-20.
- العناية بنظافة العينين.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ علة وزن صحي.
- الوقاية من العدوى.
- السيطرة على الأمراض المزمنة.
- النوم الكافي.
كيف أعرف أني مصاب بالمياه الزرقاء؟
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المصاب بالمياه الزرقاء منها:
- ألم حاد في العين.
- احمرار العين.
- غثيان وقيء.
- رؤية مشوشة.
نصيحة من موقع صحتك
كثيرة هي الأمراض المرتبطة بالعيون، بعضها قد يكون خفيفًا وسهل العلاج، فيما يعتبر البعض الآخر أكثر جدية نظراً لمضاعفاته في حال الإهمال. هناك العديد من الفحوصات التي تستخدم لتشخيص أمراض العيون واختيار العلاج المناسب، لذا وفي حال شعرت بأي عارض غريب في عينيك وشعرت بالقلق لا تتردد بزيارة الطبيب. يمكنك الحفاظ على صحة عيونك، فلا تمتنع عن الحصول على التغذية السليمة والزيارة الدورية للطبيب، واتباع النصائح التي ذكرناها في مقالنا هذا.