صحــــتك

بطانة الرحم المهاجرة .. هل للتغذية دور في العلاج؟

الصورة
حمدي المهدي
ما سبب إصابتي بـ بطانة الرحم المهاجرة؟

بطانة الرحم المهاجرة أو انتباذ بطانة الرحم حالة طبية شائعة جدًا يحدث فيها نمو نسيج البطانة الداخلية للرحم خارج الرحم، وهي ليست خطيرة بشكل عام، إلا أن تفاقم هذا المرض يسبب للمريضة الألم والنزيف وعدم انتظام الدورة الشهرية إضافة إلى مشكلات الخصوبة.

ما هو مرض بطانة الرحم المهاجرة ؟

بطانة الرحم المهاجرة مرض التهابي وحالة طويلة الأمد، حيث ينمو فيه النسيج الذي يغطي السطح الداخلي للرحم (بطانة الرحم) في مكان ما خارج الرحم، الأمر الذي يُعرف بهجرة بطانة الرحم إلى خارج تجويف الرحم. يتكون نسيج بطانة الرحم من الغدد وخلايا الدم والنسيج الضام الذي ينمو بشكل طبيعي في الرحم، والتي تلعب دورًا في تهيئة بطانة الرحم لانغراس البويضة في الرحم بعد تلقیحها. غالبًا ما یتسبب مرض الانتباذ البطاني الرحمي بالآلام، فهو یشمل المبيضين وقناتي فالوب والأنسجة المبطنة للسطح داخل الحوض، كما يمكن أن ينتشر في حالاتٍ نادرة خارج أعضاء الحوض.

قد تشمل الأعراض ألم الحوض، وزيادة الألم أثناء الدورة الشهرية والجماع، وألمًا أثناء حركات الأمعاء والتبول، وفترات غزيرة أو نزيفًا بين الدورات الشهرية، والتعب، والإسهال، والانتفاخ وآلام أسفل الظهر.

النساء في أي عمر معرَّضات لخطر الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، إلا أنه في الغالب يصيب النساء بين 25 و40 عامًا، يوجد حوالي 10 بالمائة من النساء في الولايات المتحدة بين سن 25 و40 مصابات بهجرة بطانة الرحم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا ​​يوجد علاج حاليًا لهذه الحالة، ولكن يمكن إدارتها برعاية شاملة. يجب أن تشمل الرعاية خطة لإدارة الألم وأسلوب حياة صحية مع التغذية الجيدة وممارسة الرياضة.

العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والنظام الغذائي

يمكن أن يؤدي الالتهاب وارتفاع مستويات هرمون الإستروجين إلى تفاقم أعراض بطانة الرحم، ويمكن أن يؤثر نظامك الغذائي على كلا العاملين. يلعب الطعام دورًا مهمًا في مساعدة جسمك على محاربة الالتهاب وموازنة هرمون الإستروجين، لذلك فإن النظام الغذائي الصحيح يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض بطانة الرحم.

الأطعمة التي قد تؤثر بشكل إيجابي على بطانة الرحم المهاجرة

لمحاربة الالتهاب والألم الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة من الأفضل تناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية ومليء بالفيتامينات والمعادن، أضيفي الأطعمة الآتية إلى نظامك الغذائي:

الأطعمة الغنية بالألياف

يعتبر هرمون الإستروجين هرمونًا أساسيًا، ولكن الكثير من هرمون الإستروجين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض بطانة الرحم. وهنا يأتي دور الطعام والألياف، ويتخلص جسمك من هرمون الإستروجين الزائد في البراز، فمن المحتمل إن كنت تعانين من الإمساك، فقد يؤدى ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين.

يمكن التخلص من الإمساك والإستروجين الزائد عن طريق تناول الألياف.

يمكنك تعزيز الألياف عن طريق تناول المزيد من:

  • الفواكه والخضراوات.
  • بذور الكتان المطحونة، والتي يمكنك إضافتها إلى العصائر أو الأطعمة المخبوزة في المنزل.
  • البقوليات، مثل الفاصوليا والعدس والحمص.
  • الحبوب الكاملة، مثل المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل والأرز البني.

فقط تأكد من زيادة تناولك للألياف تدريجيًا. إضافة الكثير من الألياف دفعة واحدة يمكن أن يسبب الانتفاخ والغازات وعدم الراحة الهضمية، ويجب على البالغين تناول 35 غرامًا من الألياف يوميًا.

الأطعمة الغنية بالحديد

إذا كنت تعانين من بطانة الرحم المهاجرة لا تنسي اتباع نظام غذائي غني بالحديد. من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من هذا المعدن الكبد واللحوم والبيض والأسماك، وكذلك البقوليات مثل الفول والعدس والحمص، والخبز الداكن، والأفوكادو، وبذور اليقطين، والشيا، والسمسم، والمشمش المجفف، والزبيب، وقطيفة، وكينوا، والخضراوات الورقية الداكنة، والبروكلي والفاصوليا.

الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3

بطانة الرحم المهاجرة حالة التهابية، لذا فإن الالتهاب يجعل الأعراض أسوأ. يمكن للدهون أوميجا 3 تهدئة الالتهاب الناتج عن الانتباذ البطاني الرحمي، وتشير مراجعة لعدة دراسات أجريت عام 2021 إلى أن دهون أوميغا 3 قد تكون لها خصائص مضادة للالتهابات، وقد تساعد في تشجيع تراجع أعراض الانتباذ البطاني الرحمي.

علاوة على ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن النساء اللاتي لديهن أعلى مستويات من أحماض أوميجا 3 الدهنية كنّ أقل عرضة للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي بنسبة 22% مقارنة بمن كانت لديهن مستويات أقل. ومع ذلك، على الرغم من أن زيادة تناول دهون أوميجا 3 من الأطعمة أو المكملات الغذائية قد يكون مفيدًا، فإن الأدلة غير قاطعة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحثتشمل المصادر الغذائية الجيدة لأوميجا 3:

  • الأسماك الدهنية، مثل السلمون والسردين والتونة.
  • المكسرات والبذور، مثل الجوز وبذور الشيا وبذور الكتان.
  • الزيوت النباتية، مثل زيت بذور الكتان وزيت الكانولا.
  • كما تتمتع الدهون الأحادية غير المشبعة بقوة مضادة للالتهابات، وهي موجودة في:
    • الأفوكادو والمكسرات.
    • البذور وزيت الزيتون.
    • زبدة الفول السوداني وزيت القرطم.

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة

وجدت إحدى الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة من الفيتامينات أ، ج، هـ كان مرتبطًا بنشاط إنزيمي مضاد للأكسدة أعلى وانخفاض الإجهاد التأكسدي، وهو شائع في الانتباذ البطاني الرحمي.

تشمل المصادر الغنية بمضادات الأكسدة الفواكه والخضراوات الملونة، مثل البرتقال والتوت والجوافة والبابايا والبطيخ والسبانخ والبنجر الملفوف الأحمر والفلفل الأصفر والشوكولاتة الداكنة.

الأطعمة التي قد تؤثر سلبًا على بطانة الرحم المهاجرة

على الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لربط بعض الأطعمة أو عادات نمط الحياة بشكل كامل بتطور أو تفاقم هذه الحالة، فإن العوامل الآتية قد تؤثر سلبًا على بطانة الرحم:

  • اتباع نظام غذائي غني بالدهون المتحولة

توجد الدهون المتحولة أو الأحماض الدهنية غير المشبعة بشكل أساسي في الأطعمة المقلية والمعالجة، بما في ذلك معظم الأطعمة السريعة. وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن المشاركات اللاتي لديهن أعلى استهلاك من الدهون المتحولة كنّ أكثر عرضة للإصابة بانتباذ بطانة الرحم بنسبة 48٪.

  • استهلاك اللحوم الحمراء

تم ربط اللحوم الحمراء، وخاصة اللحوم المصنعة، بارتفاع خطر الإصابة بأمراض معينة. علاوة على ذلك، قد يساهم تناول اللحوم الحمراء والمصنعة المتزايد في الالتهاب، والذي غالبًا ما يرتبط بالانتباذ البطاني الرحمي.

وجدت دراسة موسعة أجريت عام 2018 وجود صلة بين زيادة استهلاك اللحوم الحمراء والإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، وجدت الدراسة أن النساء اللاتي تناولن أكثر من حصتين يوميًا من اللحوم الحمراء لديهن خطر أعلى بنسبة 56٪ للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي مقارنة باللاتي تناولن حصة واحدة أو أقل في الأسبوع. وتشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن تناول المزيد من اللحوم الحمراء يمكن أن يزيد من مستويات هرمون الإستروجين في الدم.

  • الغلوتين

هناك بعض الأدلة على أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين قد يفيد الأشخاص المصابين ببطانة الرحم. في دراسة أجريت عام 2021 حول التدخلات الغذائية المختلفة، وجد المشاركون أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة 6 أشهر ساعد في تخفيف آلام بطانة الرحم بدرجة 6.4 من 10.

تشير دراسة أجريت عام 2012 إلى أن 75 بالمائة من 156 امرأة شاركن في الدراسة أبلغن عن انخفاض في الأعراض المؤلمة بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة 12 شهرًا.

كما أظهرت إحدى الدراسات التي شملت 207 امرأة مصابة ببطانة الرحم أن 75 بالمائة منهن شعرن بانخفاض في الألم بعد إزالة الغلوتين من النظام الغذائي.

  • الأطعمة الغنية بالفودماب

إن النظام الغذائي المنخفض الفودماب عبارة عن حمية منخفضة السكريات، قليلة التعدد، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات. وقد يكون النظام الغذائي المنخفض الفودماب مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من بطانة الرحم.

وجدت دراسة أجريت على أشخاص مصابين بمتلازمة القولون العصبي أو القولون العصبي وبطانة الرحم أن النظام الغذائي المنخفض الفودماب يحسن أعراض القولون العصبي بنسبة 72٪ من المصابين ببطانة الرحم ومتلازمة القولون العصبي، مقارنة بنسبة 49٪ لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي وحدها.

  • الكافيين والكحول

غالبًا ما يوصي المتخصصون في مجال الصحة المصابات ببطانة الرحم بتقليل تناولهن للكافيين والكحول، وجدت العديد من الدراسات أن المصابات ببطانة الرحم يمِلن إلى استهلاك كميات أكبر من الكافيين والكحول مقارنة باللاتي لا يعانين من هذه الحالة.

المكملات الغذائية التي يمكنك تناولها لتحسين حالة بطانة الرحم

بالإضافة إلى تناول نظام غذائي صحي، قد تكون المكملات الغذائية مفيدة أيضًاشملت إحدى الدراسات الصغيرة 59 امرأة مصابة ببطانة الرحم. تناولت المشاركات مكملات غذائية تحتوي على 1200 وحدة دولية من الفيتامين هـ و1000 وحدة دولية من الفيتامين ج. أظهرت النتائج انخفاضًا في معدل الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي وانخفاضا في الالتهاب.

أظهرت دراسة أخرى أن النساء المصابات ببطانة الرحم اللاتي تناولن مكملات الزنك والفيتامينات أ، ج، هـ. انخفاضًا في علامات الإجهاد التأكسدي وعززت علامات مضادات الأكسدة، وقد يساعد الكركمين أيضًا في إدارة بطانة الرحم. وجدت إحدى الدراسات أن الكركمين يثبط خلايا بطانة الرحم عن طريق تقليل إنتاج الإستراديول.

أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي لديهن مستوى أعلى من الفيتامين د واللاتي تناولن كمية أكبر من منتجات الألبان في نظامهن الغذائي كان لديهن معدل أقل من الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي. بالإضافة إلى الفيتامين د، قد يكون الكالسيوم والمغنيسيوم من الأطعمة أو المكملات الغذائية مفيدًا أيضًا.

نصيحة من موقع صحتك

بطانة الرحم هي حالة معقدة في إدارتها، وما تزال هناك الكثير من الأبحاث التي يتعين القيام بها حول هذا المرض. لا يوجد علاج للانتباذ البطاني الرحمي، وتظل العلاجات الجراحية أو الطبية هي الطرق الأكثر فعالية لإدارة الحالة.

ومع ذلك، فإن تعديل نظامك الغذائي عن طريق تجنب بعض الأطعمة وإضافة أطعمة أخرى يمكن أن يساعد بعض المصابات في إدارة أعراضهن.

آخر تعديل بتاريخ
02 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.