تمدد الوريد الوداجي (Jugular Vein Distention) هو فحص بدني سريري يكشف عن بروز وريد كبير في الرقبة بشكل واضح، وعندما يحدث هذا العرَض بشكل مستمر فغالباً ما يكون علامة على مشاكل خطيرة في القلب مثل قصور القلب وغيرها من مشاكل القلب والدورة الدموية، وقد تكون حالة مهددة للحياة أيضاً. وهذا العرَض غير مؤلم، وعند ملاحظته يجب الحصول على الاستشارة الطبية على الفور للكشف عن الحالة الطبية المسببة لانتفاخ الوريد الوداجي، والعمل على معالجتها بشكل مبكر لتفادي تفاقم الحالة.
كيف تعمل الأوردة الوداجية؟
الأوردة الوداجية جزء رئيسي من جهاز الدورة الدموية في الجسم، وتمتد من الرأس نزولاً عبر الرقبة وصولاً إلى أعلى الصدر، وهناك زوجان رئيسيان من الأوردة الوداجية: الأوردة الوداجية الداخلية، والخارجية، وقد يحدث تمدد في أي منهما، ويمكن تفصيل كل منهما كالآتي:
- الأوردة الوداجية الخارجية: تبدأ من الوريد القذالي في مؤخرة الرأس على الجانب الخارجي من الجمجمة، وبينما تمتد للأسفل تمر على جانبي العمود الفقري، وتعرف بالأوردة الخارجية لأنها أقرب إلى الجلد وتبقى فوق عضلات الرقبة.
- الأوردة الوداجية الداخلية: أكبر من الأوردة الوداجية الخارجية، وتبدأ داخل الجمجمة، وتمتد للأسفل على جانبي القصبة الهوائية، وتعرف بالأوردة الداخلية لأنها تمر تحت عضلات الرقبة، وبمجرد وصولها إلى أعلى الصدر تنضم إلى العديد من الأوردة الرئيسية الأخرى لتشكل الوريد الأجوف العلوي، وهو أكبر وريد في الجسم، وينقل الدم مباشرة من الرأس والطرفين العلويين إلى الأذين الأيمن في القلب.
يحدث تمدد الوريد الوداجي عند وجود أي نوع من احتباس الدم في الوريد الأجوف العلوي أو في القلب نفسه، لذا فإن تباطؤ تدفق الدم في القلب أو الوريد الأجوف العلوي قد يؤدي إلى احتباس الدم في الأوردة الوداجية، وهذا يجعل الضغط في الوريد الوداجي أعلى من الطبيعي، مما يؤدي إلى بروز هذا الوريد.
أعراض انتفاخ الوريد الوداجي
العرَض الرئيسي لانتفاخ الوريد الوداجي هو وجود انتفاخ واضح في أوردة الرقبة، مما يشير إلى وجود مشكلة في تدفق الدم إلى القلب. وقد تشمل الأعراض الشائعة الأخرى ما يلي:
- ضيق التنفس، بما في ذلك تراكم السوائل في الرئتين.
- وذمة وتورم في القدمين والساقين واليدين.
- ألم في الصدر.
- اضطراب نظم القلب.
- اضطراب وارتباك في الحالة العقلية.
- سعال مصحوب بدم.
- إرهاق.
ترتبط بعض الحالات بأعراض محددة، فعلى سبيل المثال؛ في حالة وجود هواء حول الرئة في الصدر (استرواح الصدر الضاغط) ستواجه صعوبة في الحصول على كمية كافية من الأكسجين بسبب انضغاط الرئة، وقد تحدث زرقة تسبب لوناً أزرق أو شاحباً في الجلد.
المضاعفات المحتملة
إذا تم تشخيص المريض بقصور القلب أو أي سبب محتمل لتمدد الوريد الوداجي فيجب المتابعة مع طبيب القلب لمتابعة الحالة جيداً وتقليل احتمالية حدوث مضاعفات، وقد تؤدي مشاكل الدورة الدموية إلى التعب ومشاكل في التفكير والذاكرة، وقد تعاني أيضاً من مشاكل في الكبد والكلى. وقد يشمل العلاج الطويل الأمد لقصور القلب الحاجة إلى أدوية ومدرات بولية ومقويات القلب الدوائية أو الآلية، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض لاستخدام مضخة صناعية للحفاظ على تدفق الدم بمعدل صحي، وتتطلب الحالات الأكثر خطورة عملية زرع قلب.
أسباب تمدد الوريد الوداجي
تمدد الوريد الوداجي هو ارتفاع غير طبيعي في الضغط في الأذين الأيمن، وهو الحجرة العلوية اليمنى من القلب وفي الوريد الأجوف العلوي، ويحدث هذا الضغط المرتفع مع العديد من الحالات الصحية، فإذا كنت تعاني من انتفاخ الوريد الوداجي وانخفاض ضغط الدم فهذه علامة على حالات تهدد الحياة مثل:
- الجلطة القلبية.
- انهيار الرئة (استرواح الصدر الضاغط).
- الانسداد الرئوي.
- من الأسباب المحتملة الأخرى لانتفاخ الوريد الوداجي ما يلي:
- قصور القلب.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- التهاب التامور الضيق.
- مرض الصمام الثلاثي الشرفات (تضيق أو ارتجاع) وأمراض صمامات القلب الأخرى.
- مرض الرئة الخلالي.
- متلازمة الوريد الأجوف العلوي.
- وجود ورم ضاغط على الوريد الوداجي في أعلى الصدر.
أسباب غير مرَضية
هناك طرق تسبب تمدد الوريد الوداجي لفترات وجيزة حتى لو لم تكن تعاني من حالة مرضية مزمنة، وذلك عن طريق رفع الضغط داخل الوريد، ومن الطرق الشائعة لحدوث ذلك استخدام جهاز تنفس صناعي بضغط إيجابي مثل جهاز ضغط مجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) لمساعدتك على التنفس أثناء النوم، وذلك لأن هذه الأجهزة تدفع الهواء إلى الرئتين، مما يرفع الضغط داخل الصدر، وهذا قد يسبب تمدد الوريد الوداجي.
وقد يحدث ذلك أيضاً عند الاستلقاء على طاولة مائلة مع رفع القدمين فوق الرأس (وضعية ترندلنبورغ)، وقد يقوم الطبيب أثناء إجراء الفحص البدني بالضغط على الكبد، ويساعد هذا الاختبار في تشخيص بعض الحالات التي تسبب هذه الأعراض.
عوامل خطر انتفاخ الوريد الوداجي
قد يشير انتفاخ الوريد الوداجي إلى حالة خطيرة، بما في ذلك قصور القلب، وقد يصيب قصور القلب أي شخص، ولكن قد يكون الشخص أكثر عرضة للخطر إذا كان عمره يزيد عن 65 عاماً، أو كان يعاني من:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض الشريان التاجي ومشاكل قلبية أخرى.
- داء السكري.
- التدخين.
- تاريخ من الإفراط في تعاطي الكحوليات.
- نظام غذائي غني بالملح والدهون والكوليسترول.
- قلة ممارسة الرياضة.
- وبالإضافة إلى انتفاخ الوريد الوداجي قد يعاني الشخص من:
- ضيق في التنفس.
- صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
- تورم في الأطراف السفلية أو البطن بسبب احتباس السوائل.
- إرهاق.
تشخيص تمدد الوريد الوداجي
يشخص انتفاخ الوريد الوداجي بناء على انتفاخ أوردة الرقبة في المقام الأول، وسيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني ومراقبة النبضات في أوردة الرقبة والتحقق من كيفية تغيرها في أوضاع مختلفة، أو ما إذا كان هناك أي تغيير في نمط التنفس، وفي حال تأكيد وجود تمدد في الوريد الوداجي يمكن قياسه بالسنتيمتر، وتؤخذ هذه القيمة بالاعتبار بالإضافة إلى التاريخ الصحي العام للمريض والحالات المرضية التي قد تسبب انتفاخ الوريد الوداجي، بالإضافة إلى أي أعراض أخرى وقد تشمل الفحوصات الأخرى ما يلي:
- التصوير: مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- اختبار غازات الدم الشرياني: الذي يقيس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم الشرياني.
- اختبارات وظائف القلب: مثل تخطيط صدى القلب (الموجات فوق الصوتية للقلب).
ويجب العلم أن تشخيص انتفاخ الوريد الوداجي قد يشير إلى سبب كامن آخر، وقد تكون بعض الفحوصات مثل قسطرة القلب ضرورية لتشخيص حالات محددة مثل ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
علاج الوريد الوداجي
تمدد الوريد الوداجي ليس خطيراً في حد ذاته، ولكن قد تسببه حالات خطيرة أو مهددة للحياة، ولذلك يركّز العلاج على السبب، ويساعد علاج السبب الكامن على تخفيف هذه الأعراض أو إيقافها تماماً، وبناء على السبب الكامن تتراوح العلاجات بين عدم الحاجة إلى العلاج تماماً والاقتصار على الأدوية، أو ربما اللجوء إلى الجراحة، والطبيب هو الشخص المناسب الذي سيحدد خيارات العلاج وما يمكنك توقعه من هذه العلاجات.
كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة؟
نظراً لأن توسع الوريد الوداجي ينشأ بسبب وجود حالات مرَضية أخرى؛ فلا يمكن الوقاية منه مباشرة، إلا إذا أمكن تطبيق الوقاية من سبب حدوثه.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من تمدد الوريد الوداجي فعليك استشارة الطبيب، وذلك لأن هذه الأعراض غالباً ما تكون مرتبطة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية قد تكون خطيرة، ويجب عليك الذهاب إلى المستشفى إذا كنت تعتقد أنك تعاني من تمدد الوريد الوداجي وتعاني من أعراض انخفاض ضغط الدم مثل الدوخة أو الإغماء أو ضيق التنفس. ويحدث هذا المزيج من الأعراض مع الحالات التالية المهددة للحياة:
- انسداد القلب.
- انهيار الرئة.
- الانسداد الرئوي.
نصيحة من موقع صحتك
يعد تمدد الوريد الوداجي علامة رئيسية على قصور القلب والعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، ومع أن هذا العرَض ليس مؤلماً أو خطيراً بحد ذاته؛ فإنه يَحدث مع بعض الحالات الشديدة والمهددة للحياة، فإذا كنت تشك بإصابتك بهذه الحالة فعليك استشارة الطبيب بشأن مخاوفك، وسيخبرك الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلة خطيرة، ويوضح لك الخيارات المتاحة للعلاج.
