ولادة طفل جديد في المنزل قد تغمركِ بالفرح والحماس، بل وربما بعض القلق أيضاً. لذا، مع تنامي غرائزكِ الأمومية، احرصي على بذل كل ما في وسعكِ لتهيئة بيئة نوم آمنة لطفلكِ الجديد، وحمايته من متلازمة الموت المفاجئ للرضيع (SIDS). يعتبر الموت المفاجئ للرضيع أحد أكثر الأسباب شيوعاً لوفاة الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العام. رغم عدم معرفة الأسباب؛ فهناك العديد من عوامل الخطرة المثبتة، فما هذه الأسباب، وكيف يمكن تجنبها للحد من خطر موت الرضيع المفاجئ؟ للتعرف على التفاصيل تابعوا مقالنا هذا.
متلازمة الموت المفاجئ للرضيع.. ما هي؟
متلازمة الموت المفاجئ للرضيع (SIDS) هي موت مفاجئ وغير مبرر لطفل سليم، عادةً ما يكون عمره أقل من عام واحد، ويحدث أثناء نومه. في حين أنه لا يوجد سبب قاطع لمتلازمة موت الرضع المفاجئ، فقد أظهرت الأبحاث أن هذه المتلازمة قد ترتبط بمشاكل في دماغ الطفل تتحكم في التنفس أثناء النوم، هذا بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي ثبت تأثيرها فيما يخص هذه المتلازمة وتشمل:
- أمراض الجهاز التنفسي أو العدوى: إذا كان طفلكِ مصابًا بنزلة برد أو مرض تنفسي، فقد يكون التنفس أثناء النوم أكثر صعوبة.
- انخفاض الوزن عند الولادة: إذا وُلد طفلكِ قبل أوانه أو في ولادة متعددة (توأم، ثلاثة توائم)، فمن المحتمل أن دماغه لم ينضج تمامًا ولا يستطيع التحكم في التنفس وفي معدل ضربات القلب بشكل صحيح أثناء النوم.
- استنشاق الدخان السلبي: إذا كان الوالدان من المدخنين، فإن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في التنفس.
- مخاطر تتعلق بالأم أثناء الحمل: إذا أساءت الأم استخدام المخدرات أو الكحوليات، أو دخنت السجائر، أو لم تتمكن من الحصول على رعاية مناسبة أثناء الحمل، فإن هذا يزيد أيضًا من خطر إصابة طفلك بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
لماذا نحتاج إلى مزيد الوعي حول متلازمة الموت المفاجئ للرضيع؟
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يموت أكثر من حوالي 3400 طفل سنويًا لأسباب تتعلق بالنوم، وهذا عدد كبير جدًا. ولكنه يمثل انخفاضًا هائلاً مقارنةً بما كان عليه الحال قبل 25 عامًا عندما أطلقت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مبادرة "العودة إلى النوم"، وحثّت الأهل على وضع أطفالهم على ظهورهم أثناء النوم. وعلى الرغم من انخفاض عدد وفيات متلازمة الموت المفاجئ للرضيع فإن الأعداد ما تزال مرتفعة في بعض المناطق، لذا فهي ما تزال تُشكل خطرًا، ويجب على كل من يرعى طفلًا رضيعًا أن يتوخى الحذر بشأنها.
ما التوصيات الطبية للوقاية من الموت المفاجئ للرضيع؟
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من متلازمة موت الرضع المفاجئ ولكن هناك خطوات بسيطة قد تساهم في تقليل خطر إصابة طفلك بها وتشمل ما يلي:
-
اتبعي إرشادات "النوم على الظهر".
حتى بلوغ طفلك عامه الأول، ضعيه دائمًا على ظهره فوق مرتبة ثابتة أثناء القيلولة وفي الليل. هذه الوضعية تُسهّل عليه التنفس. فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين ينامون على ظهورهم أقل عرضة للوفاة بسبب متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS) مقارنةً بالأطفال الذين ينامون على بطونهم.
ولكن بمجرد أن يتمكّن الأطفال من التقلب دون مساعدة (عادةً في حوالي 6 أشهر)، لا بأس من تركهم ينامون على جانبهم أو بطونهم أي إذا انتقلوا إلى هذه الوضعية بمفردهم.
تأكدي من أن طفلك ينام على بطنه "وقت البطن" لبضع دقائق يوميًا بعد حوالي شهر من عمره عندما يكون مستيقظًا، لمساعدته في تعزيز نموه الحركي والوقاية من متلازمة الرأس المسطَّح.
-
استخدمي سطح نوم آمنًا وسريرًا خاليًا من الفوضى
تجنبي وضع أي شيء في سرير الأطفال سوى الطفل نفسه، ولا تستخدمي بطانيات أو ملاءات فضفاضة. كما يُمنع وضع الأشياء الناعمة مثل الألعاب المحشوة، والوسائد في سرير طفلك. إذا كانت الغرفة باردة، فأعطي طفلك بطانية قابلة للارتداء (تُسمى أيضاً كيس نوم).
-
شاركي الغرفة مع طفلك وليس معك في السرير
قد يكون مغرياً لبعض الأمهات وضع طفلها إلى جانبها في السرير ليلاً أثناء النوم، لكن عليها مقاومة هذا الإغراء، فقد يسبب التعب الذي تعانيه الأم وضع جسمها فوق الرضيع دون الشعور بذلك. إذا أردت فعلاً العناية بطفلك شاركي طفلك الغرفة، أي قومي بتجهيز مكان خاص لطفلك (سرير منفصل إلى جانبك) بحيث يتيح لك هذا السرير مراقبة طفلك بشكل مستمر.
-
حافظي على الرضاعة الطبيعية
أرضعي طفلكِ رضاعة طبيعية لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة على الأقل. تُظهر الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية تُقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضيع بنسبة تصل إلى 50%.
حاولي الرضاعة الطبيعية حصريًا، ولكن إذا كنتِ بحاجة إلى إدخال الحليب الصناعي، فلا داعي للقلق. ليست كل النساء يستطعن الرضاعة الطبيعية.
-
ابتعدي عن التدخين قرب الطفل
حاولي تجنب التدخين أثناء الحمل وفي منزلكِ بعد ولادة طفلكِ، لأنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرضيع. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن العديد من الأطفال الذين يموتون بسبب متلازمة الموت المفاجئ للرضيع لديهم مستويات أعلى من النيكوتين في دمهم، بالإضافة إلى الكوتينين، وهو مؤشر بيولوجي يشير إلى التعرض للتدخين السلبي. لا تتناولي الكحول أو أي مخدرات أخرى أثناء الحمل أو بعد الولادة، فهي تزيد من خطر الولادة المبكرة وغيره من الأمراض الطفولية.
-
أعطي طفلكِ اللهاية
يبدو أن استخدام اللهاية يوفر بعض الحماية من متلازمة الموت المفاجئ للرضيع، لكن ليس عليكِ إجبار طفلكِ على استخدامها، ولا بأس إذا سقطَتْ أثناء النوم. إذا كان طفلكِ خداجًا، فإن خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرضيع يكون لديه أعلى بثلاث مرات، لذا من الضروري اتباع هذه النصائح الوقائية. هذه التوصيات بالغة الأهمية خلال السنة الأولى من العمر، وعلى جميع الآباء الانتباه إليها جيدًا للحد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
الأسئلة الشائعة
ما أسباب الموت المفاجئ عند الرضع؟
رغم أن الأطباء لم يؤكدوا أسبابًا محددة للموت المفاجئ للرضيع فهناك العديد من العوامل التي تؤدي إليه، بما في ذلك وضعية النوم (على البطن مثلاً) التي قد تسبب اختناق الطفل، أو وضع وسائد أو ألعاب إسفنجية بالقرب من الطفل الرضيع الذي لا يستطيع التحكم بما يلامس وجهه.
متى يزول خطر الموت المفاجئ للرضيع؟
يزول خطر الموت المفاجئ للرضيع بشكل كبير بعد مرور سنة من عمره، وذلك لأن الطفل في هذا العمر يصبح قادراً على نزع الأشياء عن وجهه أو التقلب أو رفع رأسه وتحريكه كيفما يريد.
نصيحة من موقع صحتك
يُعتبر الموت المفاجئ للرضيع من أخطر وأصعب ما قد يعانيه الأهل بعد الشعور بفرح الولادة، لذا من المهم أخذ الحذر الشديد خاصة خلال السنة الأولى من حياة الرضيع. انتبهوا جيداً لوضعية نوم الطفل ونوعية فراشه والبيئة المحيطة به. يَنصح الأطباء أن يشارك الرضيع أهله في الغرفة أثناء النوم، لكن في سرير منفصل حتى يتسنى لهم مراقبته عن كثب.