الكحة النفَسية هي أحد أسباب السعال المزمن الذي يستمر لأكثر من 4 أسابيع، وتؤثر الكحة النفسية على نوم الأطفال وأدائهم المدرسي تأثيراً كبيراً، كما تتداخل مع قدرتهم على اللعب، وقد ينشأ قدر كبير من القلق لدى الوالدين إذا كان لديهم طفل يعاني من السعال المزمن.
تعريف الكحة النفَسية
هي حالة يصاب فيها الشخص دون وجود أي سبب مرَضي ملموس، وتحدث عادة نتيجة التعرض لبعض الضغوط العاطفية أو النفسية مثل القلق والتوتر والضغوط النفسية. ويمكن أن يشبه هذا السعال الحاد والأجش نباح كلب أو نباح الفقمة، وهو معروف أيضًا باسم السعال المزمّر، والسعال النباحي. وللأسف، يؤثر هذا النوع من الكحة على أداء الطفل المدرسي، نتيجة التغيب لفترات متكررة.
كيف نميز بين الكحة النفسية وأنواع السعال الأخرى؟
غالبًا ما تنطوي الكحة النفسية على ضغوط نفسية واجتماعية من الأقران والعائلة، وتشمل المعايير التي تميز الكحة النفسية عن أشكال السعال الأخرى ما يلي:
- قد لا يعاني المرضى من أعراض ليلية أو تتضاءل بشكل ملحوظ بمجرد النوم.
- قد يسعل أو لا يسعل عند ممارسة النشاط البدني (الرياضة)، بينما يعاني مرضى الكحة الناتجة عن الربو وأمراض أخرى من كحة مستمرة أثناء الإجهاد.
- قد تحدث الأعراض فجأة وحتى أثناء الراحة.
- يمكن للمريض التحدث دون مشكلات.
- عدم الاستجابة للعلاج الدوائي.
أعراض الكحة النفسية
- العرَض الكلاسيكي للكحة النفسية هو السعال القاسي النباحي المتكرر الذي يحدث عدة مرات في الدقيقة لمدة ساعات متواصلة.
- لا يوجد إنتاج للبلغم، ولا يوجد تاريخ لضيق التنفس، ولا تعب، أو بحة الصوت.
- على عكس السعال الناجم عن معظم الأسباب الكامنة، فإن الكحة النفسية عادة ما تتضاءل أو تختفي تمامًا مع النشاط البدني القوي أو الأنشطة الممتعة والنوم.
- قد يُظهر المرضى في كثير من الأحيان عدم الاهتمام بالأعراض.
- غالبًا ما تصبح الكحة النفسية أكثر حدة عندما يكون هناك أشخاص آخرون، مثل الآباء والمعلمين والطبيب. وفي بعض الأحيان يحدث السعال المتكرر على مدار اليوم.
- غالبًا ما يؤثر هذا النوع الكلاسيكي من الكحة النفسية على الفتيات المراهقات أكثر من الفتيان.
- لا ترتبط الكحة النفسية بضيق في التنفس أو الصفير، وإذا ظهرت هذه الأعراض، فمن المحتمل أن يكون السعال مرتبطًا بمرض كامن.
- لا تترافق معها أعراض أخرى للعدوى مثل الحمى أو سيلان الأنف.
- يمكن أن تستمر الكحة النفسية لأسابيع أو حتى أشهر.
- عند الأطفال، غالبًا ما ترتبط الكحة النفسية بالتغيب عن المدرسة وآلام في المعدة.
تشخيص الكحة النفسية
يجب استبعاد المسببات الأخرى للكحة قبل أن يتم تشخيص الكحة النفسية، ويمكن لطبيبك تشخيص الكحة النفسية من خلال التأكد من وجود الأعراض المذكورة أعلاه، واستبعاد أي حالات طبية أساسية يمكن أن تسبب المشكلة. وهذا سوف يتطلب:
- الفحص البدني.
- اختبارات وظائف الرئة.
- اختبار الدم.
- تصوير أشعة سينية للصدر.
علاج الكحة النفسية
- من المهم أن ندرك أنه على الرغم من الطبيعة المزعجة للسعال، وصوته القاسي في كثير من الأحيان، فإن الكحة النفسية ليست حالة خطيرة، وطفلك في الواقع يتمتع بصحة جيدة جسديًا. في بعض الأحيان، تساعد الطمأنينة البسيطة بأن السعال ليس خطيرًا وسيختفي.
- ويمكن أن يؤدي السعال إلى تهيج الشُّعب الهوائية ويؤدي إلى المزيد من السعال، لذلك من المهم محاولة كسر هذه الدورة. يمكن أن يساعد أخذ رشفة من الماء في قمع الرغبة في السعال.
- ومن المهم للوالدين تقديم تعزيز إيجابي على شكل ثناء وتعليقات إيجابية عندما يكون هناك أي دليل على أن السعال يتضاءل.
- وغالبًا ما ترتبط الكحة النفسية بالتوتر أو القلق، وقد يكون طفلك قادرًا على التعامل مع هذا التوتر من خلال تحديد المواقف التي يزداد فيها السعال سوءًا. على سبيل المثال، يعد التنمر في ساحة المدرسة والذهاب من وإلى المدرسة من الأسباب الشائعة للكحة النفسية.
- إذا لم يتحسن طفلك، فقد يقترح طبيبك إحالة طفلك إلى طبيب نفساني للأطفال أو أخصائي صحي مماثل، وقد يوصون بعلاجات مثل الاستشارة والطمأنينة أو الإلهاء. قد يهدف العلاج إلى مساعدة الطفل على تعلم كيفية قمع السعال تدريجيًا حتى يتوقف عن الشعور بالحاجة إلى السعال.
- راجع طبيبك إذا كان طفلك يعاني من سعال مستمر، ويمكن لطبيبك التأكد من عدم وجود سبب جسدي للسعال، وإذا تم تشخيص الكحة النفسية، فيمكنه اقتراح خيارات العلاج الأكثر ملاءمة لطفلك.
- يشمل أحد العلاجات الفعالة للسعال المعتاد لف ملّاءة سرير حول البطن وشدها في كل مرة يشعر فيها المريض أنه قد يحتاج إلى السعال، والعلاج بالإيحاء والاقتراح، إذ يتم إخبار المرضى مرارًا وتكرارًا أنهم يستطيعون السيطرة على السعال.
- غالبًا ما يصف الأطفال الذين أصيبوا بالكحة النفسية وجود دغدغة في الحلق لا يمكنهم السيطرة عليها، وتؤدي إلى السعال. اشرح لهم أنهم عندما يسعلون فإنهم يتسببون في المزيد من تهيج الحلق، وهذه هي الطريقة التي يمكن أن تستمر بها دورة السعال. المفتاح لتعلم كيفية التحكم في السعال هو أن تكون قادرًا على تجاهل الإحساس بالدغدغة في الحلق.
- يمكن أن يساعد التنويم المغناطيسي في تجاهل الحاجة إلى السعال عن طريق تعليم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم، أو معرفة ما إذا كانت هناك مشكلة مرهقة قد تساهم في إطالة أمد السعال، وكيفية التعامل بشكل أفضل مع المشكلة.
هل تعتبر الكحة النفسية مدعاة للقلق؟
لا، فهذه حالة حميدة يتم حلها تلقائيًا. ويجب طمأنة الطفل بأنه ليس مخطئًا. أخبِر الطفل أحيانًا أن جسده يحاول "خداعه" للسعال. يمكننا أن نربط بين هذا وبين شخصية كرتونية أو تلفزيونية تلعب الحيل على الناس، ويمكننا أن نقول للطفل إنه سيتعين علينا خداع جسده من خلال عدم السعال عندما يتوقع منه ذلك.
وقد نشير أيضًا إلى أنه في بعض الأحيان إذا تجاهلنا الحكة، فيمكن أن تختفي دون أذى. كما يجب توفير استراتيجية للمساعدة في كسر الدورة. من الأمثلة هنا أخذ نفَس عميق والبلع، أو العد التنازلي من 5 إلى 1 أثناء الزفير. وينبغي أن يتم ذلك عندما تكون الرغبة في السعال موجودة.
ويمكننا أن نقول للطفل إن هذا سيساعده على التخلص من الشعور بالحاجة إلى السعال، ولا يهم حقًا ما نطلب من الطفل فعله عندما تكون الرغبة في السعال موجودة (طالما أنه طلب ليس معقدًا)، فقط لأنه يجعلهم على دراية بالمحفز ويجعلهم يفهمون أنه يمكنهم السيطرة عليه.
أخيرًا، يجب تعزيز حقيقة أن السعال سوف يختفي، إذْ يمكننا أن نسأل الطفل عما سيفعله بعد زوال السعال، ربما يستطيع الوالدان الترتيب لرحلة في نزهة أو أي نشاط آخر يمكن اعتباره نقطة تركيز يجب استهدافها، أو مكافأة، أو نوعاً من النشاط، فيستفيد من عدم السعال.
الكحة النفسية هي سعال متكرر يحدث في ظل غياب أي مرض أساسي، وتؤثر الكحة النفسية في أغلب الأحيان على الأطفال في سن المدرسة، وعادة ما يكونون في مرحلة لاحقة من المدرسة الابتدائية أو في أوائل المدرسة الثانوية، ويتأثر الأولاد والبنات على حد سواء، ولكن قد يظهر لدى البنات أكثر.
قد تتبع الكحة النفسية مرضًا فيروسيًا، ولكنها يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات في الحالات القصوى. ومع ذلك، هناك علاجات متاحة للمساعدة في الكحة النفسية.