يعتبر الفحص الطبي قبل الزواج إلزامياً في العديد من البلدان، لكن العديد من الأشخاص لا يعرفون معناه وأهميته أو الفحوصات المطلوبة، وقد يكون الفحص الطبي قبل الزواج شيئاً جديداً لدى الكثيرين، ولكنه في الواقع اختبار بالغ الأهمية للأزواج للوقاية من عدد من الأمراض واكتشافها بسرعة، بما في ذلك العوامل المسببة للعقم والأمراض الوراثية للأطفال في المستقبل. لذا فإن إجراء هذه الفحوصات ستحدد لك كيفية حماية الصحة الإنجابية وعلاج المشاكل التي يتم اكتشافها في وقت مبكر، وكذلك حماية صحة أطفالهم والوقاية من الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل بين الزوجين.
ما الفحص الطبي قبل الزواج ؟
يعرّف الأطباء الفحص الطبي قبل الزواج بالفحص البدني، وهو فحص يجرى لمساعدة الأطباء على تحديد الحالة الصحية العامة، وخاصة أمراض الخصوبة لدى كل من الرجل والمرأة. ويعد الفحص الجيني أيضاً قبل الزواج أمراً بالغ الأهمية، إلا أن الكثيرين لا يولونه اهتماماً، فعند خضوع كل من الزوج والزوجة لفحص طبي قبل الزواج وفحص الأمراض المعدية وفحص الأمراض الوراثية يمكن تقييم الصحة الإنجابية والفحص الجيني للأطفال المستقبليين.
وفي عصرنا هذا؛ يشهد المجتمع تطوراً متزايداً، ومع انتشار الإنترنت وسرعة الوصول إلى المعلومات الطبية برزت أهمية الفحص الطبي قبل الزواج، وهذا الفحص يعتبر توصية لجميع الأزواج، وحتى لو كنت تشعر أنك بصحة جيدة فلا بأس بإجراء فحص قبل الزواج، لأن المخاطر المحتملة يصعب اكتشافها مع أنها قد تهدد الصحة بشكل خفي. لذا، تعتبر هذه الفحوصات أفضل طريقة لتحديد المخاطر والآثار المحتملة على صحتهم في المستقبل بشكل أفضل، ويعد تحديد هذه المخاطر منذ البداية عاملاً مهماً للأطباء لاتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية الأكثر فعالية.
الغرض من إجراء فحوصات قبل الزواج
تشمل فحوصات ما قبل الزواج فحص الخصوبة والنشاط الجنسي وفحص الأمراض المنقولة جنسياً والأمراض الوراثية، وبناء على ذلك سينصح الطبيب بإجراءات الخصوبة والرعاية الصحية، وتشمل أهداف فحوصات قبل الزواج ما يلي:
- الكشف المبكر عن الأسباب المحتملة للعقم.
- فحص التاريخ الطبي الشخصي والوراثي.
- يشمل الفحص الطبي العام قياس الطول الوزن وضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس.
- الموجات فوق الصوتية للصحة العامة: تصوير الصفراء، والكبد والكلى والحالب والمثانة.
- بالنسبة للنساء، سيُجرين فحوصات نسائية مثل فحص المبايض، والرحم وتصوير الثدي بالأشعة السينية.
- وسيحتاج الرجال إلى فحص غدة البروستاتا بالموجات فوق الصوتية وفحص السائل المنوي، ويمكن لهذا الفحص تقييم جودة الحيوانات المنوية وتحديد إذا كانت الخصوبة جيدة أم لا.
- تشمل الفحوصات الأخرى فحوصات الدم وتحليل البول واختبارات الهرمونات الجنسية وتقييم وظائف الكلى والكبد.
أهم الفحوصات الطبية قبل الزواج
أهم ما يجب أخذه بعين الاعتبار لفحوصات قبل الزواج هو معرفة الفحوصات المطلوبة والاستعداد الجيد مسبقاً، وتحديد وقت مناسب لإجرائه، وبناء على ذلك يشمل الفحص الطبي قبل الزواج الفئات الرئيسية التالية:
-
فحص الأمراض المعدية
الأمراض المنقولة جنسياً الشائعة حالياً مثل التهاب الكبد الوبائي أ، ب وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هي أمراض تحدث دون أعراض واضحة، لذا يصعب ظهورها في مرحلة مبكرة، وإذا وصل المرض إلى مراحل خطيرة أو انتقل إلى أحد الزوجين أو من الأم إلى الطفل فسيؤثر ذلك بشكل كبير على صحة الأسرة ومسؤولياتها.
وفي حالة إصابة أحد الزوجين بهذه الأمراض وهو أمر نادر يمكن للزوجين تجنب انتقال العدوى بينهما من خلال فحص ما قبل الزواج، وبناء على نتائج الفحص يقدم الطبيب إجراءات علاجية وتعليمات حول كيفية حماية كل منهما الآخر، وبفضل الكشف المبكر والبدء في العلاج يمكن السيطرة على المرض مبكراً.
-
اختبار الصحة الإنجابية
وفقاً للإحصاءات الطبية يعزى ثلث أسباب العقم لدى الرجال وثلثها لدى النساء، والباقي إلى الأم والأب معاً، أو إلى بعض الأسباب غير المحددة. وبالإضافة إلى العوامل المسببة للعقم الناتجة عن العيوب الخلقية؛ تعد ظروف المعيشة غير الملائمة والتلوث البيئي من الأسباب المؤثرة على الصحة الإنجابية للنساء والرجال.
وبناء على ذلك، يفضل أن يقوم كل من الرجال والنساء بهذه الفحوصات، ولا تقتصر على طرف دون الآخر، وبفضل تطور الطب الحديث أتيحت اليوم فرصٌ عديدة للأزواج الذين يعانون من العقم ليصبحوا آباء، ولكن لتحقيق ذلك يعد الفحص المبكر قبل الزواج والحمل وفحص الخصوبة مهمًا لزيادة فعالية العلاج وتحسين فرص الإنجاب.
-
فحوصات الدم
يعد فحص الدم من الفحوصات الأساسية، فهو يلعب دوراً مهماً في صحة المرأة والأجنة في المستقبل، فمن خلال فحص الدم يمكن للطبيب معرفة نوعية خلايا الدم وتقييم فقر الدم لدى الأم والتخطيط الجيد للحمل المستقبلي، ويمكن لفحص الدم أيضاً تقييم توافق فصيلة دم الزوج، فإذا كانت فصيلة دم الزوجة (-) عند الزواج وفصيلة دم زوجها (+)، فمن الضروري المتابعة والاهتمام الدقيق أثناء الحمل، وهذا لأن الأجسام المضادة في دم الأم قد تُلحق الضرر بخلايا دم الجنين، مما يزيد من خطر الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
-
فحص الحالات الوراثية والتشوهات الخلقية
في الحالات التي يعاني فيها أحد الوالدين من مرض وراثي ذي جين سائد تبلغ نسبة الأطفال المولودين المعرّضين لخطر الإصابة بالمرض 50%، وفي الحالات التي يحمل بها أحد الوالدين جينات متنحية يولد الطفل مع خطر 25% للإصابة بمرض وراثي من كلا الوالدين، بينما تبلغ نسبة الأطفال الأصحاء 25% فقط. وبالنسبة للمشاكل المتعلقة بالأمراض الوراثية تختلف معدلات الإصابة بين الذكور والإناث، ومن أشهر هذه الأمراض الثلاسيميا والهيموفيليا وعمى الألوان، وجميع هذه الأمراض مرتبطة بطفرة جينية في الكروموسوم الجنسي.
وإذا اجتمعت العوامل البيئية والوراثية فسيزيد ذلك من خطر إصابة الأطفال بأمراض القلب الخلقية والحنك المشقوق، مما يؤثر على صحة الطفل ونموه، ولكن إذا أجرى الوالدان الفحص الطبي قبل الزواج فسيجري الطبيب فحص الكروموسومات لتقييم شجرة عائلة الزوج والزوجة، وهذا هو الأساس للكشف عن أي تشوهات كروموسومية لتحديد احتمالية إنجاب أطفال مصابين بأمراض وراثية من الوالدين أو عيوب خلقية، وبناء على ذلك سيقدم الطبيب النصح والمساعدة للأزواج للاستعداد والمراقبة، وتطبيق أساليب التدخل في الوقت المناسب.
-
الكشف عن الأمراض المزمنة
في حالة إصابة الزوجين بأمراض مناعية فمن الضروري مراقبة تطور المرض بانتظام، وإجراء فحوصات دورية، وتناول العلاجات بانتظام للسيطرة عليها بشكل جيد، وتعد فحوصات الأمراض المزمنة بالغة الأهمية للنساء، لأن أمراضاً مثل أمراض القلب والسكري تشكل خطراً كبيراً، وقد تهدد حياة وصحة الأم والطفل أثناء الحمل.
مخاطر تجاهل فحص ما قبل الزواج
في حال تجاهل الزوجين الفحوصات الطبية قبل الزواج قد تنشأ مشاكل صحية تشمل ما يلي:
- عدم وجود خطة عائلية مناسبة لإنجاب الأطفال.
- إضاعة الوقت في علاج الحالات التي تؤثر على الخصوبة، مع أنه كان من الممكن اكتشافها وعلاجها مبكراً.
- زيادة احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، مثل فقر الدم وداء السكري واضطرابات الغدة الدرقية وتسمم الحمل، وهو من مضاعفات الحمل المهددة للحياة، والذي يتلخص في ارتفاع ضغط الدم ووجود بروتين في البول ونوبات صرع وغيبوبة.
- مضاعفات الأجنة مثل ضعف النمو والتطور والإجهاض والولادة المبكرة.
- خطر الأمراض المنقولة جنسياً، والتي يمكن أن تكون خطيرة.
- اختلاف العامل الرايزيسي بين الزوجين، والذي قد يهدد صحة وسلامة الجنين إذا لم يتم معرفته بشكل مبكر.
- خطر الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء.
نصيحة من موقع صحتك
يعتبر الفحص الطبي قبل الزواج من الفحوصات بالغة الأهمية، والتي يجب تثقيف المقبلين على الزواج بأهميتها وأهدافها، فكشْف الأمراض الكامنة والمعدية والوراثية بشكل مبكر يساعد بشكل كبير في الوقاية والعلاج وتداركها قبل الانتقال بين الزوجين أو إلى الأطفال في المستقبل، مما يقلل من نسبة هذه الأمراض في المجتمع، والتي قد تكون عبئاً كبيراً على الأسر والمجتمع بحد سواء، كما تساعد هذه الفحوصات على تهيئة كلا الوالدين للإنجاب ودعم الصحة الإنجابية، وكذلك إنجاب أطفال أصحاء وبناء أسرة صحية ومستقرة.