العشى الليلي المعروف أيضاً باسم العمى الليلي أو عمى الليل (Night Blindness) هو صعوبة في الرؤية في الأماكن الخافتة أو المظلمة، وقد يحدث إذا واجهَت عيناك صعوبة في التكيف بسرعة مع تغيرات الإضاءة، أو واجهت صعوبة في استشعار الضوء. والعمى الليلي هو عرَض لحالات أخرى وليس مرضاً قائماً بذاته، فيمكن أن يحدث مع مجموعة واسعة من الحالات التي يمكن أن تؤثر على أجزاء مختلفة من العين، وبعض أشكاله تظهر في مرحلة الطفولة، بينما قد لا تظهر أشكال أخرى إلا بعد البلوغ.
كيف يحدث العشى الليلي؟
تعتمد القدرة على الرؤية في الإضاءة الخافتة (مثل الغرف ذات الإضاءة الخافتة أو في الليل) بشكل أساسي على بنيتَين في العينين هما:
-
شبَكية العين
تحتوي شبكية العين في الجزء الخلفي من العين على نوعَين من الخلايا الكاشفة للضوء (المستقبلة للضوء)، وهما المخاريط والقضبان، إذ تتولى المخاريط رؤية الألوان والتفاصيل الدقيقة، أما القضبان فتتولى الرؤية بشكل رئيسي في الضوء الخافت، وتشكل القضبان نحو 95% من مستقبلات الضوء في شبكية العين وتساعد القزحية في ضبط مدى اتساعها وتضييقها.
-
القزَحية
تحتوي القزحية على عضلات توسع أو تضيق فتحة الحدقة لضبط كمية الضوء التي تدخل العين، وإذا لم تضيق القزحية بسرعة أو بدرجة كافية فقد يدخل الكثير من الضوء إلى العين ويرهق خلايا شبكية العين، ويسبب هذا حساسية للضوء، وقد يصعّب الرؤية بوضوح في الضوء الساطع، وإذا لم تعمل القزحية بشكل صحيح مما يجعل حدقة العين صغيرة فقد تمنع وصول كمية كافية من الضوء إلى شبكية العين، وهذا يمنع من الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة.
ولكن قد يحدث العشى الليلي أيضاً مع حالات تؤثر على كيفية مرور الضوء عبر العينين لأنه يجب أن تكون الأنسجة التي تشكل الأجزاء الأمامية من العين صافية حتى يمر الضوء من خلالها، فعندما لا تكون صافية أو لا تسمح بمرور الضوء بشكل صحيح فإن ذلك يحدّ من كمية الضوء التي تصل إلى شبكية العين، وقد يسبب صعوبات في الرؤية في الضوء الخافت.
ما أعراض العشى الليلي؟
هناك طريقتان أساسيتان لحدوث العشى الليلي، وكل طريقة تظهر معها أعراض وطريقة رؤية مختلفة، ويمكن تفصيل هذه الأعراض على النحو التالي:
- قلة وصول الضوء إلى شبكية العين: في هذه الحالة قد تشعر بأن العالم الذي تراه أغمق أو أكثر ضبابية أو يصعب عليك التركيز عليه، وقد يحدث ذلك بسبب مشاكل في بنية العين التي يفترض أن تكون صافية، أو حالات تؤثر على شبكية العين، أو عندما لا تتسع القزحية كما ينبغي في الضوء الخافت.
- خلايا الشبكية لا تتفاعل مع الضوء بشكل صحيح: شبكية العين هي طبقة استشعار للضوء في العين، إذ تستشعر الخلايا الضوء الوارد وتحوله إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ في العصب البصري، وبعض الحالات تشبه تلف جهاز الاستشعار أو احتراقه، مما يعني أن الخلايا تتفاعل بشكل ضعيف جداً أو لا تتفاعل على الإطلاق.
- وتشمل أهم الأعراض الأخرى ما يلي:
- حساسية الضوء.
- رؤية وهج أو هالات حول الأضواء.
- صعوبة في رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة أو تمييز الوجوه في الإضاءة الخافتة.
- عدم القدرة على رؤية النجوم ليلاً.
- فقدان البصر كلياً عند دخول غرفة مظلمة، ويستمر ذلك لأكثر من بضع دقائق.
ما أسباب العشى الليلي ؟
تنقسم الحالات التي قد تسبب العمى الليلي عادة إلى فئتَين رئيسيتَين: عدم وصول كمية كافية من الضوء إلى شبكية العين، أو عدم عمل شبكية العين بشكل صحيح.
تشمل الحالات التي تنطوي على مشاكل في مرور الضوء عبر العين ما يلي:
- اعتام عدسة العين.
- الجلوكوما.
- مضاعفات جراحة تصحيح الرؤية بالليزر (مثل الليزك أو الإجراءات المماثلة).
تشمل أسباب العمى الليلي المتعلقة بشبكية العين ما يلي:
- أمراض شبكية نادرة وراثية مثل ضمور المخروط، والتهاب الشبكية الصباغي، أو العمى الليلي الخَلقي الثابت (CSNB).
- نقص الفيتامين أ، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في امتصاص الفيتامين أ بعد عمليات إنقاص الوزن مثل جراحة تحويل مسار المعدة.
علاج العشى الليلي
يتضمن علاج عمى الليل على معالجة السبب، وبعض الحالات قابلة للعلاج أو حتى الشفاء مثل إعتام عدسة العين أو نقص الفيتامين أ، وبعض الحالات التي تسبب العمى الليلي وخاصة الأمراض الوراثية منها غير القابلة للعلاج، وفي هذه الحالات الخيار الوحيد هو محاولة الحد من آثار العمى الليلي أو أعراضه الأخرى. ونظراً لتعدد العوامل التي قد تسبب العشى الليلي أو تساهم فيه؛ فإن العلاجات تختلف اختلافاً كبيراً، وأخصائي العيون هو أفضل من يحدد لك السبب وأساليب العلاج المتاحة.
المضاعفات والمخاطر المحتملة لعدم علاج العمى الليلي
تؤثر العديد من الحالات التي تسبب العشى الليلي على البصر خلال النهار أيضاً، فقد تصعب الرؤية وتتشوش الرؤية وتتشوش رؤية الألوان وغير ذلك، ولذا فإن عدم الرؤية بوضوح قد يسبب اضطرابات خطيرة، وقد لا يتمكن المريض من الرؤية بوضوح كافٍ للقيادة ليلاً، لذا قد تصبح القيادة بعد حلول الظلام خطرة عندما تجد العينين صعوبة في التكيف بين الظلام والضوء، مثل رؤية أضواء الشوارع والمصابيح الأمامية للسيارات الأخرى.
الأسئلة الشائعة
كيف يرى مريض العشى الليلي؟
غالباً ما يواجه المصابون بالعمى الليلي صعوبة في رؤية النجوم في ليلة صافية، أو عند المشي في غرفة مظلمة مثل دار السينما، وغالباً ما تتفاقم هذه المشاكل بعد التواجد في بيئة مضاءة جيداً، أما الحالات الأخف فقد تواجه صعوبة في التكيف مع الظلام.
هل العشى الليلي وراثي؟
العمى الليلي الوراثي يسمى العمى الليلي الخَلقي الثابت (CSNB)، وهو مرض وراثي يصيب الشبكية ويظهر في مرحلة الطفولة.
هل يمكن الشفاء من العشى الليلي؟
تتوفر عادة علاجات للعمى الليلي الناتج عن قصر النظر وإعتام عدسة العين ونقص الفيتامين أ، أما العمى الليلي الوراثي فلا علاج له، لكن يمكن لطبيب العيون العمل على تخفيف الأعراض وتقليل حدوث المضاعفات.
هل يمكن الوقاية من العمى الليلي؟
يمكن الوقاية من بعض أسباب العمى الليلي، على سبيل المثال تناول مكملات الفيتامين أ بعد عمليات تحويل مسار المعدة لتجنب نقص الفيتامين أ.
نصيحة من موقع صحتك
الخوف من الظلام أمر شائع لدى البالغين أيضاً، خاصة عندما لا يستطيعون الرؤية جيداً في الأماكن المظلمة أو الخافتة، ويمكن أن يحدث عمى الليل لأسباب عديدة معظمها قابل للعلاج، فإذا بدأت تلاحظ صعوبة في الرؤية ليلاً أو في الأماكن المظلمة فتحدث إلى أخصائي العيون الذي يمكنه تحديد سبب المشكلة ومساعدتك على إيجاد طرق لعلاج السبب أو التغلب على آثاره، والأهم من ذلك يمكنه مساعدتك في إيجاد طرق للتغلب على الأعراض والوقاية من حدوث مضاعفات.
