اكتُشفت بكتيريا السالمونيلا عام 1885 من قبل العالم دانيال سالمون، وهي تسبب قلقاً عالمياً نظراً لسرعة انتشارها وتأثيرها على الصحة العامة، فهي واحدة من أبرز مسببات التسمم الغذائي. تعيش هذه البكتيريا عادة في الأمعاء، وتنتقل بشكل رئيسي من خلال الطعام. تزول أعراض هذه البكتيريا عادة خلال أيام، ولكنك ستحتاج للاعتناء بصحتك جيداً خلال هذه الأيام للحد من خطر مضاعفاتها. نطرح في هذا المقال الأسباب والأعراض لعدوى السالمونيلا مع طرق العلاج والوقاية المتاحة.
كيف تنتقل السالمونيلا للإنسان؟
يتعرض الإنسان لبكتيريا السالمونيلا بعدة طرق متعلقة بالطعام والتلامس المباشر، ما قد يؤدي لظهور العديد من الأعراض المزعجة، لذا من المهم معرفة أسباب عدوى السالمونيلا حتى يتمكن الشخص من تجنبها قدر الإمكان. تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان من خلال:
-
الطعام الملوث
يعتبر الطعام النيء الملوث أحد أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بهذه العدوى، ولكن هناك العديد من الطرق الأخرى المتعلقة بالطعام، فعلى سبيل المثال؛ يعتبر صيد المأكولات البحرية في المياه الملوثة سبباً شائعاً للإصابة بالسالمونيلا. تشمل هذه الأطعمة أيضاً:
- اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً.
- البيض النيء أو غير المطهو جيداً.
- الحليب غير المبستر ومنتجاته.
- الخضراوات والفواكه الملوثة.
-
التلامس مع الحيوانات المصابة
تعتبر الحيوانات، وبشكل خاص الزواحف والبرمائيات (كالسلاحف والضفادع)، من الحيوانات التي تحمل جراثيم السالمونيلا في أحشائها من دون الإصابة بأي مرض، ثم تلقيها إلى الخارج عن طريق البراز، ما يجعل خطر انتقالها أكبر. قد تنتقل هذه البكتيريا عبر التلامس مع المحيط بما في ذلك الأسطح والأثاث وغيرها، لذا من المهم تجنب الاحتفاظ بالزواحف الأليفة داخل المنزل، خاصة مع وجود أطفال، أو مَن هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
-
إهمال النظافة الشخصية
تحدث العدوى في أكثر الأحيان بسبب قلة النظافة، وخاصة في مثل هذه الحالات المتعلقة بالانتقال عبر الطعام، لذلك إذا لم يتم غسل الأواني جيداً بعد استخدامها وغسل اليدين فإنه يصبح من السهل انتشار البكتيريا. وهنا ننبه الأمهات وبشكل خاص بعد تغيير الحفاضات لأطفالهن بغسل أيديهن جيداً في الماء الدافئ والصابون منعاً لانتشار البكتيريا.
-
المياه الملوثة
إذا كانت مياه الشرب ملوثة بالبراز البشري أو الحيواني المحتوي على السالمونيلا، أو تم استخدام مياه ملوثة لغسل الطعام أو تحضير المشروبات.
ما هي أعراض السالمونيلا ؟
تظهر الأعراض عادة خلال ساعات إلى بضعة أيام من التعرض للسالمونيلا التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي لتظهر العديد من الأعراض التي تشمل:
- إسهالًا (قد يكون مصاحباً للدم).
- تشنجات وآلامًا في المعدة.
- حمى
- غثيانًا أو قيئًا.
- صداعًا.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسالمونيلا؟
لا تختص الإصابة بالسالمونيلا بحالات معينة، ولكن بعض الفئات قد تكون أكثر عرضة من غيرها لهذه الإصابة، وترتبط ببعض العوامل كالعمر والحالة الصحة. تشمل عوامل التي تؤثر على الإصابة بالسالمونيلا ما يلي:
- الاقتراب بشكل يومي من أماكن مليئة بالزواحف والبرمائيات.
- تناول مضادات الحموضة أو المضادات الحيوية التي تقلل من حموضة المعدة، ما يسمح للسالمونيلا بالبقاء فترة أطول في المعدة.
- الإصابة بمرض التهاب الأمعاء.
- الأطفال ما دون 5 سنوات، وذلك لعدم اكتمال نمو جهازهم المناعي.
- كبار السن (فوق 65 عامًا) بسبب ضعف جهازهم المناعي.
- ضعف جهاز المناعة، بسبب الأمراض كفيروس نقص المناعة البشرية أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة.
- الإصابة بمرض الخلايا المنجلية الذي يسبب التهاب العظم والنقي، وهو أحد المضاعفات النادرة للسالمونيلا.
كيف يتم اكتشاف السالمونيلا ؟
بعد أن يقيّم الطبيب حالة المريض الصحية بما في ذلك ما قد تناوله من طعام مؤخراً، بالإضافة إلى الأعراض التي يشتكي منها، يقوم بإجراء الفحوصات المخبرية لتحديد وجود البكتيريا. يشمل تحليل السالمونيلا:
- زراعة البراز.
- اختبارات الدم.
- فحوصات أخرى (تحليل البول مثلاً أو السائل النخاعي، خاصة مع وجود مضاعفات شديدة).
كيف يتم علاج السالمونيلا؟
لا تتطلب الإصابة بالسالمونيلا علاجاً في معظم الحالات، ويتحسن الشخص في غضون أيام، ولكن قد تحتاج بعض الحالات تدخلاً طبياً، خاصة مع وجود مضاعفات شديدة. تشمل خطة علاج بكتيريا السالمونيلا على ما يلي:
-
تعويض السوائل
قد يسبب الإسهال الشديد والقيء أيضاً جفافاً شديداً في الجسم، لذا من المهم تعويض النقص الحاصل في السوائل من خلال شرب كميات كافية من المياه، أو ربما قد تقتضي الحاجة لتلقي السوائل عبر الوريد.
-
الأدوية المضادة للإسهال
قد يلجأ الطبيب لاستخدام أدوية لعلاج الاسهال الشديد وتخفيف حدته، ولكن في حالات قليلة جداً مع حذر شديد، نظراً لما قد ينتج عن تناولها من إطالة مدة الأعراض .
-
المضادات الحيوية
في بعض الحالات قد يتم استخدام المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب، بما في ذلك عند إصابة الرضع وكبار السن أو من يعانون من ضعف المناعة. تشمل المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج عدوى السالمونيلا:
- سيبروفلوكساسين Ciprofloxacin
- تريمثوبريم trimethoprim
- أزيثرومايسين Azithromycin
كيف يمكنك حماية نفسك من السالمونيلا؟
هناك العديد من الخطوات الوقائية التي تساعدك في حماية نفسك من عدوى السالمونيلا والحفاظ على الصحة العامة. تشمل هذه الخطوات الوقائية:
- غسل اليدين بانتظام بالماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة مع لمس أسطح أو أماكن ملوثة (تنظيف فضلات الحيوانات أو تغيير حفاضات الرضع مثلا).
- التعامل الصحي مع الأطعمة، بما في ذلك تقطيع الطعام وتخزينه بشكل منفصل، أو طهوه بشكل جيد (الحفاظ على الحرارة المطلوبة لقتل السالمونيلا) وغسل الفواكه والخضار جيداً قبل استعمالها.
- تجنب تناول الحليب غير المبستر ومنتجاته.
- التأكد من أن المياه آمنة ونظيفة قبل استخدامها (ينصح بغليها أولًا في حال الشك بنظافتها).
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف يتم القضاء على السالمونيلا؟
قد يلجأ الطبيب لوصف المضادات الحيوية لتخفيف أعراض السالمونيلا، خاصة في حالات معينة (الأطفال أو كبار السن)، ولكن عادة تزول أعراض هذه العدوى من دون أي تدخل طبي.
هل السالمونيلا مُعدية للإنسان؟
نعم تعتبر السالمونيلا من الأمراض المُعدية، قد تنتقل العدوى بالسالمونيلا من شخص لآخر أو بسبب تلامس مع حيوان أليف مصاب في بيتك، وقد تصاب نتيجة ملامسة أطعمة ملوثة أيضاً مع إهمال التنظيف الشخصي.
ما هي إجراءات إزالة التلوث من السالمونيلا؟
إذا أردت التخلص من التلوث الناجم عن السالمونيلا قم بالخطوات التالية:
- اغسل جميع الأواني وألواح التقطيع التي لامست الطعام الملوث جيداً، ثم عقّمه بمحلول مضاد للجراثيم (مع ماء ساخن).
- قم بتجفيفها جميعاً بشكل جيد واحفظها في مكان نظيف.
هل الخل يقضي على السالمونيلا؟
يُستخدم الخل عادة بشكل كبير في تحضير الأطعمة الحيوانية كالدجاج واللحوم للسيطرة على بكتيريا السالمونيلا.
نصيحة من موقع صحتك
تعتبر الإصابة بالسالمونيلا من أنواع الجراثيم التي تصيب أعضاء في الجهاز الهضمي مسببة ظهور العديد من الأعراض المزعجة. لا يلجأ الطبيب عادة لاستخدام أي دواء لعلاجها، وتقتصر توجيهاته على شرب السوائل لتعويض النقص الحاصل بسبب الإسهال والقيء، ولكن في حالات أخرى قد يلجأ الطبيب لوصف مضادات حيوية تحت إشرافه، أي ليس بشكل عشوائي. إذا تفاقمت حدة الأعراض لديك قم بزيارة مباشرة للطبيب حتى لا تتطور حالتك لما هو أخطر وأشد. مع تمنياتنا لكم بالشفاء العاجل.