التهاب الغشاء المخاطي الفموي هو أحد الحالات المَرَضية التي تنتج غالبًا من تعرُّض الفم لبعض أنواع العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي للسرطان، وقد تسمّى أيضًا هذه الحالة باسم التهاب الغشاء المخاطي الفموي التقرحي، أو تقرحات الفم.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
يُعد الأطفال والبالغون الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي الفموي، ولكن قد يشفى المصابون به أيضًا بشكل أسرع من البالغين الأكبر سنًا، وذلك لأن الأشخاص الأصغر سنًا يتخلصون من الخلايا ويكتسبون خلايا جديدة بشكل أسرع. تنصح مؤسسة سرطان الفم بأنه إذا كنت تتلقى علاجًا للسرطان، فقد تكون معرَّضًا لخطر أكبر للإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي الفموي إذا كنت:
- تدخن أو تمضغ التبغ.
- تشرب الكحول.
- مصابًا بالجفاف.
- تعاني من سوء تغذية.
- تعاني من ضعف صحة الأسنان والفم.
- مصابًا بمرض السكري.
- مصابًا بأمراض الكلى.
- مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية.
- أنثى، إذ إنّ هذا الفيروس أكثر شيوعًا بين النساء منه بين الرجال.
أسباب أخرى وراء التهاب الغشاء المخاطي الفموي
تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب الغشاء المخاطي الفموي ما يلي:
- القلاع: يحدث هذا النوع من العدوى نتيجة لفرط نمو الخميرة في الفم وعلى اللسان.
- التهاب الفم: هو عبارة عن تقرحات أو عدوى تصيب الشفاه أو داخل الفم.
- مرض اليد والقدم والفم: هذا المرض الفيروسي الشديد العدوى يسببه فيروس كوكساكي، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال دون سن 5 سنوات.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي من الرجال.
- العمر: المرضى الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي من المرضى الأكبر سنًا.
- عدم شرب كمية كافية من السوائل.
- جفاف الفم.
أعراض التهاب الغشاء المخاطي للفم
قد يؤدي التهاب الفم إلى صعوبة تناول الطعام أو الشراب، وفي بعض الحالات، قد يوصي طبيبك بإبطاء العلاج أو إيقافه لفترة قصيرة للمساعدة في التئام القروح. يمكن أن يستمر التهاب الغشاء المخاطي الفموي الناتج عن العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي من 7 إلى 98 يومًا. تؤثر عوامل -مثل نوع العلاج وتكرار العلاج- على أعراض التهاب الغشاء المخاطي الفموي وشدته وطول مدته. بعد اكتمال العلاج، تلتئم القروح الناتجة عن التهاب الغشاء المخاطي عادةً في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ويمكن أن تحدث القروح الفموية في أي مكان في الفم، بما في ذلك:
- الجزء الداخلي من الشفتين.
- اللسان.
- اللثة.
- داخل الخدين أو جانبي الفم.
- سقف الفم.
يمكن أن يسبب التهاب الغشاء المخاطي الفموي ما يلي:
- ألم.
- انزعاج أو حرقة.
- تورم.
- نزيف.
- التهاب الحلق.
- لثة حمراء أو لامعة.
- صعوبة في تناول الطعام وتذوقه.
- صعوبة في المضغ.
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في الكلام.
- طعم سيئ في الفم.
- مخاط ولعاب أكثر سمكًا.
- بقع بيضاء أو صديد.
التهاب الغشاء المخاطي المتجمع
تُعرف الحالة الخطيرة جدًا من التهاب الغشاء المخاطي الفموي باسم التهاب الغشاء المخاطي المتجمع، ويمكن أن يؤدي التهاب الغشاء المخاطي إلى:
- عدوى الفم.
- طبقة بيضاء سميكة في الفم.
- أنسجة ميتة في بعض أجزاء الفم.
- سوء التغذية وفقدان الوزن.
علاجات التهاب الغشاء المخاطي الفموي
قد يوصي طبيبك بعلاج واحد أو مجموعة من العلاجات لعلاج التهاب الغشاء المخاطي الفموي، وتشمل هذه العلاجات:
- المضادات الحيوية.
- الأدوية المضادة للفطريات.
- المراهم أو المواد الهلامية لعلاج تقرحات الفم.
- المواد الهلامية المخدرة.
- غسول الفم المضاد للالتهابات.
- غسول فم المورفين.
- العلاج بالليزر.
- اللعاب الاصطناعي.
- العلاج بالتبريد (العلاج بالتخدير البارد).
- العلاج بالضوء الأحمر.
الآثار الجانبية ومضاعفات التهاب الغشاء المخاطي الفموي
يعد التهاب الغشاء المخاطي الفموي أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لعلاج السرطان، وقد يكون أحد أكثر المضاعفات إعاقة. هناك مضاعفات محتملة يجب على المرضى ومقدمي الرعاية أن يضعوها في الاعتبار، بما في ذلك:
-
مشكلات التغذية
يمكن أن يؤدي الألم والمخاط واللعاب الكثيف والكمية الزائدة أو القليلة من اللعاب إلى صعوبة أو استحالة تناول الطعام والشراب، وقد لا ترغب في تناول الطعام والشراب، ولكن هذا قد يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية والجفاف.
-
زيادة خطر الإصابة بالعدوى
نظرًا لوجود تقرحات مفتوحة في فمك، فقد يكون لدى البكتيريا والفيروسات والفطريات طريقة أسهل لغزو جسمك، مما يتسبب في حدوث عدوى في الفم أو أجزاء أخرى من الجسم.
-
زيادة خطر الإصابة بالإنتان
المرضى الذين يعانون من نقص العدلات (عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم البيضاء) هم أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بالإنتان (تسمم الدم) من المرضى الآخرين. الإنتان هو أحد المضاعفات التي تحدث أحيانًا عندما يقاوم جسمك عدوى. تتسبب استجابة جسمك للعدوى في حدوث التهاب واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم مما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء وفشلها والوفاة.
-
انقطاع العلاج
إذا أصبح التهاب الغشاء المخاطي شديدًا، فقد يتعين إيقاف علاجك لفترة من الوقت أو قد يلزم تعديل جرعات علاجك.
-
جودة الحياة
يمكن أن يؤدي التهاب الغشاء المخاطي الفموي إلى تقليل جودة حياتك بشكل كبير، فغالبًا ما يقول المرضى إن التهاب الغشاء المخاطي كان من أصعب الآثار الجانبية لعلاجهم، والخبر السار هو أنه مؤقت. ولكن إذا كنت تعاني في أي وقت من الآثار الجسدية أو العاطفية لالتهاب الغشاء المخاطي، فيرجى استشارة فريقك الطبي على الفور.
نصائح قبل البدء في علاج السرطان
على الرغم من أن معظم مرضى سرطان الرأس والرقبة سوف يعانون من درجة ما من التهاب الغشاء المخاطي أثناء العلاج، فإن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها قبل بدء العلاج لتقليل احتمالية إصابتك بهذه الحالة:
- احصل على توصية أو إحالة إلى طبيب أسنان يتمتع بالمعرفة والخبرة في التعامل مع مرضى السرطان، واخضع للفحص.
- تأكد من تصحيح أي مشكلات في الأسنان قبل بدء العلاج، وإذا كنت بحاجة إلى أي علاج في الأسنان، بما في ذلك الحشوات أو الخلع، فقم بعمل الإجراءات قبل 4-6 أسابيع من بدء العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
- إذا كنت ترتدي أطقم أسنان اصطناعية، فتأكد من ملاءمتها بشكل صحيح.
- اسأل فريقك الطبي عن الأدوية أو العلاجات التي قد تقلل من خطر الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي الفموي. قد تشمل هذه الأدوية أو العلاجات ما يلي:
- العلاج بالتعديل الضوئي الحيوي: نوع من العلاج بالضوء قد يمنع التهاب الغشاء المخاطي الفموي إذا تم استخدامه قبل بدء علاج السرطان، وهذا العلاج جديد في إرشادات علاج التهاب الغشاء المخاطي، ويبدو واعدًا جدًا بدون آثار جانبية.
- أميفوستين (إيثيول): دواء يحمي الغدد اللعابية والغشاء المخاطي للفم من الضرر الناتج عن الإشعاع.
- بنزيدامين: دواء قد يمنع التهاب الغشاء المخاطي لدى المرضى الذين يتلقون جرعات معتدلة من الإشعاع.
اسأل طبيبك عن إمكانية تركيب أنبوب تغذية قبل بدء العلاج، وبهذه الطريقة، يكون الأنبوب جاهزًا بالفعل عندما يصبح تناول الطعام صعبًا للغاية أو إذا أصبح كذلك. لكن تذكر: إن وجود أنبوب تغذية لا يعني بالضرورة ضرورة استخدامه. يمكنك الاستمرار في تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي طالما كنت قادرًا على ذلك، ويمكن إزالة الأنبوب بسهولة بمجرد زوال خطر الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي.
التعامل مع التهاب الغشاء المخاطي الفموي أثناء العلاج وبعده
بمجرد بدء الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي الفموي، هناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في تخفيف الألم والأعراض. تتضمن بعض النصائح الأساسية ما يلي:
- التوقف عن التدخين و/أو استخدام منتجات التبغ.
- تجنب الكحول نهائياً.
- اشرب الكثير من السوائل.
- تأكد من أن نظامك الغذائي يحتوي على الكثير من البروتين، الذي يساعد جسمك على إعادة البناء وإصلاح نفسه.
- الأكل والشرب.
الأطعمة الصديقة لمرضى التهاب الغشاء المخاطي الفموي
على الرغم من أن الأمر قد يكون مؤلمًا، فمن المهم التأكد من أنك تأكل وتشرب ما يكفي. لتقليل الألم وعدم الراحة أثناء الأكل، اختر الأطعمة التي تهدئ الفم، مثل:
- الأطعمة الباردة، بما في ذلك المصاصات والفواكه المجمدة والآيس كريم.
- الأطعمة الطرية الخفيفة مثل الجبن القريش والعصائر والزبادي.
- الوجبات الطرية المطبوخة جيدًا مثل البطاطس، والمعكرونة والجبن، والطواجن، واليخنات، والمعكرونة في الصلصة البيضاء.
- اشرب من خلال القشة لتجنب ظهور البقع المؤلمة.
- بلل الطعام بالصلصات أو المرق أو التوابل لتسهيل تناوله.
أطعمة يجب تجنبها
ابتعد عن الأطعمة التي قد تسبب تهيجًا في فمك أو تعزز نمو البكتيريا، بما في ذلك:
- الأطعمة الحمضية، مثل الفواكه الحمضية والطماطم والخل.
- الأطعمة الحارة، مثل الفلفل الحار.
- الأطعمة المقرمشة أو الصلبة مثل الخبز المقرمش، والبريتزل، ورقائق البطاطس.
- الأطعمة الساخنة.
- الكحول والمشروبات الغازية.
- الوجبات الخفيفة السكرية.
العناية بالفم
من المهم العناية بفمك بشكل يومي، وخاصة أثناء العلاج، وأيضًا في حالة ظهور التهاب الغشاء المخاطي.
- يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة على ترطيب الفم، كما يساعد على منع العدوى.
- استخدم معجون أسنان لطيفًا وخفيف المذاق يحتوي على نسبة من الفلورايد بوصفة طبية.
- لا تستخدم معاجين الأسنان المبيضة.
- إذا كانت معاجين الأسنان المنكهة تسبب تهيجًا لفمك، فاستخدم صودا الخبز العادية.
- استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة.
- إذا كانت معاجين الأسنان المنكهة تسبب تهيج فمك، فاستخدم صودا الخبز العادية.
- استخدم خيط الأسنان برفق مرة واحدة يوميًا.
- اشطف فمك بشكل متكرر لمنع العدوى، كما يوفر الماء المالح العديد من الفوائد نفسها للترطيب والتنظيف.
- احرص على تجنب غسولات الفم التي تحتوي على الكحول لأن الكحول يمكن أن يجفف ويهيج أنسجة الفم.
- تجنب استخدام أعواد الأسنان التي يمكن أن تجرح فمك.
- استخدم بلسم الشفاه أو المرطب للحفاظ على شفتيك رطبتين.
- تجنب استخدام الفازلين لأنه يمكن أن يعزز نمو البكتيريا.
- اغسل فمك قبل وبعد تناول الطعام وقبل النوم باستخدام غسول صودا الخبز لتخفيف الألم وتنظيف المخاط المتراكم.
- إذا كنت ترتدي طقم أسنان اصطناعيًا، فقم بإزالته كلما أمكنك حتى تتعرض لثتك للهواء.
ما يمكن لطبيبك فعله
يمكن أن يتراوح الألم الناتج عن التهاب الغشاء المخاطي من خفيف إلى شديد، وللمساعدة في إدارة الألم، جرّب ما يلي.
- امتص قطع الثلج، وتناول المشروبات الباردة بشكل متكرر طوال اليوم.
- قد توفر مسكنات الألم الموضعية، بما في ذلك الليدوكايين أو البنزوكائين أو هيدروكلوريد الديكلونين راحة مؤقتة.
- تأكد من تنظيف أسنانك وفمك بعد تناول الطعام وقبل وضع أي طلاء موضعي أو دواء لتسكين الألم.
- في الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى وصفة طبية لدواء مسكن للألم.
- تقترح العديد من المصادر استخدام "غسول الفم السحري"، وهو مزيج من الليدوكايين (مسكن للألم)، والديفينهيدرامين (مضاد للهيستامين ومضاد للالتهابات)، ومالوكس. يجب استخدام "غسول الفم السحري" بحذر، لأن مالوكس يمكن أن يسبب جفاف بطانة الفم، مما قد يؤدي إلى تفاقم التهاب الغشاء المخاطي.