هناك الكثير من البقع الجلدية غير السرطانية التي قد تثير القلق لدى المصابين بها نتيجة ظنهم أنها قد تكون عرَضًا على إصابتهم بسرطان الجلد، وهذا ينطبق خصوصًا على الأشخاص الذين قضوا ويقضون بعض الوقت تحت أشعة الشمس. وتختلف ألوان البقع الجلدية غير السرطانية فهناك البنّية أو السمراء أو البيضاء، وتتوزع هنا وهناك على الأماكن المكشوفة من الجسم. تعالوا معنا في جولة توضيحية للتعرف على أهم البقع الجلدية غير السرطانية.
أنواع البقع الجلدية غير السرطانية
1. النمَش الشيخوخي أو بقع الكبد
النمش الشيخوخي أو بقع الكبد، هي بقع مستديرة مسطحة غير منتظمة ومتباينة في الحجم، يتراوح لونها ما بين البني الفاتح والبني الداكن، وتشاهد في الأماكن الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس، خاصة على ظهر اليدين والوجه وخط العنق والكتفين. ويحدث النمَش الشيخوخي عند الرجال والنساء على حد سواء الذين تبلغ أعمارهم 40 سنة وما فوق، وهو يعتبر علامة من علامات شيخوخة الجلد، إذ إن ما يقارب 90% ممن قطعوا عتبة ال 60 من العمر يوجد لديهم النمَش الشيخوخي، إلا أن الأشخاص الأصغر سناً قد يشكون منه أيضاً، جراء تعرضهم المفرط لأشعة الشمس. قد يبدو النمش الشيخوخي وكأنه نمو سرطاني، ولكنه في الواقع هو اضطراب حميد هدفه حماية الجلد نفسه من خطر التعرض إلى المزيد من الضرر.
ما يجب أن تعرفه عن النمش الشيخوخي:
- إنه اضطراب حميد يحدث بسبب فرط نشاط الخلايا الصبغية الملونة للبشرة.
- يمكن لعدد من بقع النمش الشيخوخي أن تتجمع مع بعضها البعض لتعطي مظهراً مبرقشاً يبدو أكثر وضوحاً.
- يشيع حدوث النمش الشيخوخي عند أصحاب البشرة الفاتحة الذين يتعرضون للشمس.
- لا حاجة لعلاج النمش الشيخوخي، ولكن يمكن تفتيحه أو إزالته لتحسين المظهر الجمالي للبشرة.
- يمكن لتجنب أشعة الشمس أو لوضع الواقيات الشمسية أن يساعدا على منع ظهور النمش الشيخوخي.
- إذا تحول لون بقع النمش الشيخوخي إلى اللون الأسود أو كبر حجمها أو تغير شكلها، فإن استشارة طبيب الجلدية من أجل تقييمها وإعطاء القول الفصل في أمرها.
2. النمش الطفولي
قد يظهر النمش أثناء فترة الطفولة، ويعتبر الأطفال من ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأحمر الأكثر عرضة له، ويميل هذا النوع من النمش إلى الحدوث عائلياً نظراً لوجود عوامل وراثية تدلو بدلوها، ويساهم التعرض المتكرر لأشعة الشمس في ظهور النمش إلى العلن.
ما يجب أن تعرفه عن نمش الطفولة:
- يمكن أن يبدأ نمش الطفولة في عمر 2 إلى 3 سنوات، ويزداد حدة في سنوات المراهقة.
- يمكن أن يتلاشى نمش الطفولة مع التقدم في مشوار العمر.
- إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالنمش فليس بالضرورة أن يصاب الطفل به.
- يكون الطفل المصاب بالنمش أكثر عرضة لحروق الشمس.
- نمش الأطفال ليس خطيراً، ولا يشكل أي خطورة على صحة الطفل.
- يجب حماية الطفل من التعرض للشمس لفترات طويلة، واستعمال واقي شمسي يتناسب وعمر الطفل.
- قد يكون النمش مزعجاً للغاية في حال امتداده على مساحات واسعة.
- يمكن للطفل المصاب بالنمش أن يتعرض للسخرية والمضايقات من قبل أقرانه من الأطفال.
- لا يتحول النمش إلى السرطان إطلاقاً.
- لا يحتاج النمش عند الأطفال إلى العلاج، إلا إذا كان منتشراً على مساحة واسعة وكان مصدر إزعاج كبير للطفل المصاب.
3. الكلَف
يتميز الكلَف بظهور بقع داكنة غير منتظمة في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، وهو أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال. وغالباً ما يحدث الكلف بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس، وهو قد يزداد شدة بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات المرتبطة بوسائل منع الحمل أو الحمل أو العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث. كما يمكن للمستويات المنخفضة من هرمون الغدة الدرقية أن تساهم في ظهور الكلَف.
ما يجب معرفته عن الكلَف:
- هو شكل من أشكال فرط التصبغ الذي يسبب بقعاً داكنة على الجلد.
- يظهر الكلف على الوجه، خاصة الخدين وجسر الأنف والجبهة والشفة العليا، وفي بعض الأحيان قد يشاهد في أماكن أخرى مثل الساعدين.
- يصيب النساء والرجال، ولكنه أكثر شيوعاً عند بنات حواء.
- الكلف ليس خطيراً بأي حال من الأحوال، ولكنه قد يسبب إزعاجاً جمالياً كبيراً عندما يكون مرئياً بشدة.
- لا توجد طريقة تسمح بالتخلص كلياً من الكلف، ولكن هناك علاجات لا تخفى على مقدم الرعاية الصحية، تسمح في التخفيف من حدته ووطأته.
4. نقص التصبغ الجلدي النقطي
قد يلاحظ العائدون من إجازتهم الصيفية أن هناك بقعاً جلدية ناعمة بيضاء تتناثر على بشرة جلدهم، خاصة على الوجه واليدين والساقين أو على أجزاء أخرى من الجسم التي تعرضت لأشعة الشمس، وتعرف هذه البقع علمياً باسم نقص التصبغ الجلدي النقطي، أما لدى عامة الناس، فهم يسمونها بقع الشمس.
ما يجب معرفته عن نقص التصبغ النقطي:
- يحدث في مناطق الجسم التي تتعرض للشمس، ويصيب النساء أكثر من الرجال.
- تنتج بقع الجلد البيضاء في نقص التصبغ الجلدي النقطي عن تلف الخلايا الصباغية (خلايا الميلانين) لأسباب ما زالت غير معروفة.
- لا تدعو البقع الجلدية البيضاء الناتجة عن نقص التصبغ الجلدي النقطي إلى القلق، فهي لا تسبب مشكلات تذكر، سوى إمكانية تعرضها لحروق الشمس بسبب فقدانها للخلايا الصبغية.
- لا تحتاج بقع الجلد البيضاء الناتجة عن نقص التصبغ النقطي إلى العلاج إلا إذا كان مظهرها مزعجاً بالنسبة للبعض، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب علاجات موضعية تساعد على تقشير الجلد.
5. التقرّن الدهني
وهو حالة جلدية تتجلى بنمو مفرط في الطبقة القَرنية التي تقع في سطح البشرة. ويتظاهر التقرّن الجلدي على شكل نتوءات شمعية خشنة متقشرة غير مؤلمة، ذات لون بني داكن أو فاتح أو أسود، يطلق عليها الناس في الولايات المتحدة الأميركية اسم "حشيشة الجلد"، وفي فرنسا اسم "زهور المقابر". تميل بقع التقرّن الدهني إلى الزيادة في الحجم والشكل مع مرور الوقت.
ما يجب أن تعرفه عن فرط التقرن الدهني:
- لا يزال سبب التقرن الدهني غير معروف. .
- يصيب معظم الناس في منتصف العمر أو بعده.
- يظهر التقرن الدهني في أي مكان في الجسم إلا أنه يكثر في الأماكن الغنية بالزهم، سواء على الوجه أو العنق أو الظهر.
- التقرن الدهني ليس آفة سرطانية ولا يتحول أبداً إلى سرطان.
- لا يحتاج التقرن الدهني إلى العلاج إلا إذا كان يسبب الإزعاج أو كان كثير العدد، وفي هذه الحالة يمكن للأطباء اجتثاثه بعدة طرق، من بينها التجميد أو أشعة الليزر.
كلمة من موقع صحتك حول البقع الجلدية غير السرطانية
البقع الجلدية غير السرطانية التي أتينا على ذكرها أعلاه، لا تدعو إلى القلق في الغالبية العظمى من الحالات، وهي لا تتحول إلى السرطان، وبالتالي فإنه يمكن تركها دون علاج، إلا إذا كانت سبباً في زعزعة الثقة بالنفس، أو في حدوث مشكلات صحية، أو بكل بساطة لأغراض تجميلية. وفي هذا الخصوص، فإنه لا بد من الحذر من استعمال مستحضرات تصرف من دون وصفة طبية يتم الترويج لها بأنها تقلل من ظهور البقع الجلدية غير السرطانية أو تحسن من لون البشرة، لأنه لا توجد قرائن علمية تثبت فعاليتها. وفي المقابل، فإن أطباء الأمراض الجلدية يمتلكون تقنيات معتمدة لعلاج البقع الجلدية الداكنة والفاتحة مثل التقشير الكيميائي، والمراهم، وأشعة الليزر. عدا هذا وذاك، فإن فحص البشرة من قبل مقدم الرعاية المختص ضروري للتمييز بين البقع الجلدية الحميدة وتلك التي تتطلب عناية طبية.