العلاقة بين الأم والطفل الحديث الولادة هي من أعظم العلاقات الإنسانية، لكن قد لا تفهمها العديد من الأمهات الجدد، ولا يعرفن كيف يتصرفن مع الكائن الجديد. في الواقع، هناك بعض الأشياء التي قد لا تعرفها الأم عن طفلها، مما يؤدي لتعكير صفو لعلاقة بينهما. وتجد الأم نفسها أحيانًا تتساءل عن بعض التفاصيل، خصوصًا عندما يتعلق الأمر ببعض الأمور المهمة، مثل نمو الطفل والرؤية لديه أو نمو دماغه. وفيما يلي نستعرض وإياكم خمسة منها:
الأم والطفل الحديث الولادة .. 5 أشياء قد لا تعرفينها
1. دماغ الطفل لا يكون مكتملاً عند الولادة
إن دماغ الطفل عند الولادة لا يكون مكتملاً، ويبلغ وزنه حوالي ربع وزن دماغ الشخص البالغ. يتضاعف حجم دماغ الطفل بأكثر من الضعف خلال عامه الأول، ومع حلول السنة الخامسة يتضاعف حجمه ثلاث مرات مقارنة بحجمه عند الولادة.
وتشهد الفترة الواقعة من وقت الولادة حتى سن الثالثة من العمر أسرع تطور للدماغ، ومع ذلك، لن يكتمل نمو الدماغ بشكل كامل حتى سن العشرينات من العمر. يجب أن تحصل كل من الأم والطفل الحديث الولادة على تغذية سليمة لضمان نمو صحي للطفل، وتعافٍ سريع للأم كذلك.
2. يتعرف الطفل بسهولة على صوت أمه
التعرف على صوت الأم هو من أكثر الأشياء المؤثرة في علاقة الأم والطفل الحديث الولادة على المستوى الإنساني، إذ يستطيع الطفل الحديث الولادة التعرف على صوت أمه ولو من خلال مقطع لفظي واحد، ولا عجب في هذا، فالطفل يبدأ في التعرف على صوت أمه منذ الثلث الثالث من الحمل، ويكون الصوت الذي يسمعه وقتها منخفضاً ومكتوماً.
أظهرت الدراسات أنه بعد الولادة بفترة وجيزة يستطيع الطفل التعرف على صوت أمه، ويبذل جهوداً كبيرة لسماعه بشكل أفضل مقارنة بالأصوات الأنثوية الأخرى غير المألوفة، وهذا ما يشير إلى أن التجارب السابقة للولادة تؤثر على قدرة الطفل في التعرف على صوت أمه، وأن التفاعل المستمر معه يجعله أكثر دراية بأصوات أخرى، كصوت والده، وكذلك على أصوات أفراد الأسرة والأصدقاء، ولكن يبقى الصوت المفضل لديه هو صوت أمه وأبيه، لأنه مصدر للهدوء والدفء والحنان، لهذا ينصح دوماً بالتحدث والغناء له بنغمات مليئة بالحب.
3. يفضل الطفل رائحة أمه
تعد الرائحة من أقوى الإشارات التي قد تشكل رابطاً عاطفيا قوياً بين الأم والطفل الحديث الولادة، إذ يستخدمها الطفل الحديث الولادة فور مجيئه إلى هذه الدنيا للتواصل مع أمه، فابتداء من اليوم الخامس من الولادة يمكن للطفل التعرف إلى رائحة أمه، ويعتقد العلماء أن بذور هذه العملية تبدأ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إذ يدرك الطفل الروائح، ويتعلم من رائحة السائل الأمنيوسي الخاص به.
كشفت التجارب أن الطفل ينجذب جداً إلى رائحة السائل الأمنيوسي التي تبقى عالقة بجسمه، وقد تبين أن الطفل ينجذب إلى ثدي أمه بعيد مسحه بالقليل من السائل الأمنيوسي. وإذا ما ترك المولود الجديد على صدر أمه بعد الولادة فإنه سيزحف بشكل غريزي بحثاً عن ثدي أمه ليرضع منه.
أكثر من هذا، فإن الطفل سريع التعرف على أمه من خلال رائحة جلدها، ففي إحدى التجارب، تم اختبار الأطفال بعد يوم واحد من ولادتهم، إذ قدم الباحثون لهم نوعين مختلفين من قمصان النوم، نوع ارتدته أمهاتهم سابقاً، والنوع الآخر ارتدته نساء من غير أمهاتهم أنجبن مؤخراً، فكانت النتيجة أن الأطفال شعروا براحة أكبر عند استنشاق رائحة قمصان النوم التي تخص أمهاتهم بالمقارنة مع رائحة القمصان التي ارتدتها نساء ليست أمهاتهم.
وإلى جانب هذا وذاك، وجد العلماء أن الأم التي ترضع طفلها تمنحه الفرصة ليصبح أكثر دراية برائحتها، وفي هذا الإطار، لاحظ الباحثون أن الأطفال قادرون على التمييز بين روائح أمهاتهم المألوفة والروائح التي تنتجها مرضعات غير مألوفات أو نساء لم يلدن قط.
4. تكون رؤية الطفل ضبابية
يستطيع المولود الجديد أن يرى بشكل أفضل على بعد 20 إلى 38 سم، أما المسافة الأبعد من ذلك فتكون الرؤية عنده ضبابية وغير واضحة، لأنه بكل بساطة يعاني من قصر النظر. تكون عيون الطفل حساسة للضوء الساطع، لذا نراه يغلقها، في المقابل فهو يفتحها في الضوء الخافت. قد تبدو عيون الطفل بأنها تتقاطع أو تتجه إلى الخارج، وهذا أمر طبيعي ريثما تقوى عضلات العين وتتحسن الرؤية لديه.
وإلى جانب قصر النظر، فإن المولود الجديد لا يستطيع التمييز بين جميع الألوان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، فبعد الولادة مباشرة يرى العالم بلونَين، هما الأبيض والأسود مع ظلال باللون الرمادي، وبعد ذلك بأشهر قليلة يبدأ بتطوير رؤية الألوان.
5. تكون معدة الطفل صغيرة جداً
من أكبر التحديات في علاقة الأم والطفل الحديث الولادة هي الشبع، فقد تظن أغلب الأمهات أن بكاء الطفل المستمر يعود لعدم شعوره بالشبع. لكن في الحقيقة تكون معدة الطفل الحديث الولادة في يومه الأول صغيرة للغاية (بحجم حبة البندق) لا تتسع لأكثر من ملعقة واحدة من الحليب (أي حوالي 5 إلى 7 ميليلترات)، وهذا ما يفسر لماذا لا يستطيع الطفل الرضيع شرب الكثير من الحليب في المرة الواحدة، لأن معدته لا تستوعب الكميات الفائضة من الحليب.
لذا فالطفل بحاجة إلى الرضاعة بشكل متكرر بمعدل يصل أحياناً 8 إلى 12 مرة موزعة على مدار اليوم بحسب رغبة الطفل، أي عندما يكون جائعاً. ولكن، أثناء الرضاعة قد يبلع الطفل فقاعات هواء يمكنها أن تشغل حيزاً من جوف المعدة، فتكون سبباً في مغص الطفل وبكائه ورفضه الرضاعة، لهذا يحتاج الطفل إلى التجشؤ لطرد هذه الفقاعات المزعجة.
وخلال الشهر الأول تتطور معدة الرضيع بسرعة كبيرة، فمع حلول اليوم الثالث من العمر، تتسع معدته أكثر فأكثر لتصبح بحجم حبة الجوز بحيث تستوعب حوالي 30 ميليلتراً من الحليب. وفي نهاية الأسبوع الأول، يصل حجم المعدة حجم حبة المشمش تقريباً، إذ تبدأ في استيعاب كمية أكبر من الحليب تقارب 60 ميليلتراً. ومع انقضاء الشهر الأول من العمر يبلغ حجم المعدة حجم بيضة الدجاج الكبيرة فتصبح قادرة على استيعاب كمية أكبر من الحليب تصل 150 ميليلتراً.
نصيحة من موقع صحتك
عندما تكونين أمًا جديدة، قد تشعرين بالكثير من التحديات والقلق، خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة. تمر الأم والطفل الحديث الولادة بتجربة جديدة تمامًا، وعليكِ أن تعرفي بعض الأمور التي قد تساعدك على التكيف وتخفف من مشاعر الصدمة أو الإحباط:
- استيعاب التغيرات النفسية والجسدية: بعد الولادة، يمر جسمكِ بتغيرات هائلة قد تؤثر على حالتك النفسية. من المهم أن تدركي أن هذه التغيرات طبيعية، ولكن إذا شعرتِ بالاكتئاب أو القلق المفرط، لا تترددي في طلب الدعم.
- العناية بالتغذية: تأكدي من أن الأم والطفل الحديث الولادة يحصلان على التغذية السليمة. تعتبر رضاعة الطفل خطوة أساسية، سواء كانت طبيعية أم صناعية. تأكدي من راحة طفلكِ عند الرضاعة، وكوني مستعدة لتلبية احتياجاته.
- الحصول على الراحة: لا تهملي نفسكِ؛ بعد الولادة تحتاجين إلى الراحة. حاولي النوم عندما ينام الطفل واطلبي المساعدة من عائلتكِ أو أصدقائكِ.
- التواصل مع الطفل: الطفل الحديث الولادة يحتاج إلى التواصل الحسي، مثل الحضن، والعناق، والحديث بصوت هادئ، فذلك يساعد في بناء علاقة وثيقة ويسهم في تطور الطفل العاطفي.
- الصبر على التغيرات: الأم والطفل الحديث الولادة سيتعرضان لتجربة تعلم مستمرة، وقد لا تسير الأمور دائمًا كما تتوقعين، لكن يجب عليكِ التحلي بالصبر والاستماع إلى احتياجاتك واحتياجات طفلك.
- الاستشارة الطبية: إذا كنتِ تشعرين بالحيرة بشأن صحة طفلكِ أو أي أمر متعلق به، لا تترددي في استشارة الطبيب المختص. هذه الفترة قد تكون صعبة، لكن الدعم المهني سيساعدكِ على فهم كل ما هو طبيعي وغير طبيعي.
اتبعي هذه النصائح لتحظي بتجربة أمومة أكثر سلاسة وأقل إجهادًا.