أعلن الموسيقي بيلي جويل البالغ من العمر 76 عاماً عن إلغاء جميع حفلاته الموسيقية القادمة بعد تشخيص إصابته بمرض استسقاء الدماغ ذي الضغط الطبيعي، قائلاً إن حفلاته الأخيرة فاقمت مشاكل السمع والرؤية والتوازن لديه. ويخضع جويل حالياً للعلاج الطبيعي، وقد نُصح بالامتناع عن أداء حفلاته الموسيقية خلال فترة تعافيه.
ما استسقاء الدماغ ذو الضغط الطبيعي؟
استسقاء الدماغ ذو الضغط الطبيعي هو حالة نادرة يحدث فيها تجمع مفرط للسائل النخاعي داخل تجاويف الدماغ (البطينات الدماغية)، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على أنسجة الدماغ. يلعب هذا السائل دورًا حيويًا في حماية الدماغ وتغذيته، ولكن قد تؤدي زيادته إلى مشكلات صحية خطيرة.
وغالبا ما يؤثر هذا المرض على كبار السن فوق سن الستين، ويسمى "استسقاء الدماغ ذو الضغط الطبيعي"، لأنه على عكس معظم أنواع استسقاء الدماغ الأخرى، لا يرفع الضغط داخل الدماغ، لكنه ما يزال يؤثر على وظائف الدماغ.
ما أعراض استسقاء الدماغ ذي الضغط الطبيعي؟
- الخلل المعرفي.
- اختلال التوازن عند المشي.
- سَلَس البول والبراز.
قد يعاني بعض المرضى من الأعراض الثلاثة جميعها؛ وقد يعاني البعض الآخر من واحد أو اثنين فقط. عادةً، يكون تطور المرض تدريجياً، بداية خفية، ثم تقدم بطيء جداً.
كيف يتم تشخيصه؟
هناك الكثير من الأمراض التي تؤثّر على كبار السن وتسبب نفس الأعراض المذكورة أعلاه، مما يصعب تشخيص هذا المرض كثيراً، لكن، يوصى بإجراء تصوير للدماغ بالأشعة المقطعية في البداية لاستبعاد الأسباب الأخرى، ويتم بعدها اللجوء لفحص الرنين المغناطيسي الذي يظهر عادة تضخم بطينات الدماغ ويشخص الحالة.
أيضا، هناك بعض تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة التي يمكن أن تكشف تدفق السائل النخاعي الشوكي عبر بطينات الدماغ.
كيف يتم علاج استسقاء الدماغ ذي الضغط الطبيعي؟
العلاج الوحيد يتم بتحويل السائل النخاعي الشوكي (وضع تحويلة صناعية في الدماغ). لكن، قبل اللجوء لهذا الإجراء؛ سيتم اختبار ما إذا كان المريض سيتحسن أو يستجيب لإجراء التحويلة أم لا، ويتم ذلك بطريقتين:
- إجراء بزل قَطَني لتصريف 30 إلى 50 مل من السائل النخاعي الشوكي، ثم مراقبة تحسن المريض، وما إذا كان يشعر بتحسن، وهل أصبحت مشيته أفضل؟ وهل يشعر بمزيد من الثبات في مشيته؟
- الطريقة الأخرى تستغرق وقتاً أطول قليلاً، وفيها يدخل المريض المستشفى، ويوضع أنبوب تصريف صناعي مؤقت في المنطقة تحت العنكبوتية القَطَنية. وهو نظام تصريف لمدة 3 إلى 4 أيام، يتم فيه تصريف القليل من السائل النخاعي الشوكي كل ساعة. خلال ذلك الوقت، يتم مراقبة تحسن المريض كل يوم، لمعرفة التحسن وهل هناك حاجة لتصريف المزيد أم لا.
إذا تحسن المريض مع تصريف السائل النخاعي الشوكي، سيتم اللجوء لوضع تحويلة صناعية دائمة في الدماغ، أما إذا لم يتحسن، فإن احتمالية أن تساعد التحويلة في السيطرة على المرض ستكون أقل بكثير. وعلى الرغم من أن عملية وضع التحويلة ليست معقدة أو خطيرة، لكنها تبقى عملية جراحية لها مخاطرها، مثل حدوث العدوى والنزيف في الدماغ.
ما دور العلاج الطبيعي؟
يلعب العلاج الطبيعي دوراً عن طريق:
- إذا تم تشخيص المريض باستسقاء الدماغ ذي الضغط الطبيعي في مراحله الأولى، ولم يرغب المريض بإجراء جراحة لوضع تحويلة صناعية في الدماغ، فقد يكون العلاج الطبيعي للحفاظ على التوازن والسيطرة على المثانة هو الحل الأمثل، لكنه حل مؤقت وليس دائما.
- الدور الآخر للعلاج الطبيعي سيكون بعد وضع التحويلة. قد يكون بعض المرضى ضعفاء جداً، ويحتاجون للتأهيل للعودة لحياتهم، واستعادة توازنهم وقوة عضلاتهم، ويمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد في ذلك.
لماذا يكون استسقاء الدماغ ذو الضغط الطبيعي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً؟
لا يعرف بالضبط لماذا يحدث ذلك، وهناك نظريات مختلفة، لكن لم يثبت صحة أيٍّ منها.
