ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو ارتفاع ضغط دم ناتج عن وجود حالة مرَضية أخرى، ويمكن أن يكون سببه وجود أمراض تؤثر على الكلى أو الشرايين أو القلب أو جهاز الغدد الصماء، ويمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم الثانوي أيضاً أثناء الحمل. ويختلف هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم عن النوع المعتاد (ارتفاع ضغط الدم الأساسي)، والذي يطلق عليه ببساطة اسم ارتفاع ضغط الدم، إذ يمكن للعلاج المناسب لسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي التحكم في ارتفاع ضغط الدم والحالة التي تسببه، ويقلل العلاج الفعال من خطر حدوث مضاعفات خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب وفشل الكلى والسكتة الدماغية.
ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي ؟
هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم هو ارتفاع ناتج عن وجود حالة أو مرض آخر، وهناك العديد من الحالات أو الأمراض المختلفة التي يمكن أن تسبب هذه الحالة بما في ذلك:
- أمراض الكلى: يمكن أن تؤدي إصابة الكلى أو تضيق شرايينها إلى ضعف إمدادها بالدم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى أن تنتج الكلية مزيداً من هرمون يسمى الرينين (Renin)، ويؤدي هذا الهرمون إلى إنتاج مواد في الجسم (مثل جزيء البروتين أنجيوتنسين 2) يمكن أن ترفع ضغط الدم.
- أمراض الغدة الكظرية: تقع الغدد الكظرية فوق الكلى، وتنتج هرمونات قوية، وعندما تحدث مشكلة في هذه الغدد تصبح هذه الهرمونات في الجسم غير متوازنة، وتسبب العديد من الحالات، والتي قد تشمل:
- ورم القواتم (ورم في الغدة الكظرية ينتج كثيراً من الأدرينالين والنورأدرينالين _ هرمونات القتال أو الهروب).
- متلازمة كون أو الألدوستيرونية الأولية (حالة ينتج فيها الجسم الكثير من الألدوستيرون).
- متلازمة كوشينغ، حالة يكون فيها الكثير من هرمون الكورتيزول، وهو منظم لعملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات وضغط الدم.
- فرط نشاط الغدد جارة الدرقية: في هذه الحالة تفرز الغدد جارة الدرقية (الموجودة في الرقبة) هرمونات تنظم مستويات الكالسيوم في الدم، وقد تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل الغدة الدرقية: قد تؤدي وظيفة الغدة الدرقية غير الطبيعية أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم.
- تضيق الشريان الأورطي: الشريان الأورطي هو الشريان الرئيسي الصادر عن البطين الأيسر في القلب، ويقيد تضيقه تدفق الدم الطبيعي، ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في مناطق الجسم قبل مكان التضيق في الأبهر.
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم: في هذه الحالة يستيقظ الشخص من النوم بشكل متكرر ويتوقف عن التنفس أثناء النوم بسبب انسداد الممرات في مجرى الهواء العلوي.
- يمكن أن تساهم الآثار الجانبية لبعض الأدوية والأغذية أيضاً في ارتفاع ضغط الدم الثانوي، ومن هذه الأدوية والأغذية:
- موانع الحمل الهرمونية (حبوب منع الحمل).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- حبوب الحمية.
- المنشطات.
- مضادات الاكتئاب.
- مثبطات الجهاز المناعي.
- مزيلات الاحتقان.
- الإفراط في تناول شراب السوس.
- الإفراط في تناول الملح والأغذية المالحة والمحفوظة في الملح مثل المخللات والمكسرات والأجبان والزيتون.
ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم الثانوي ؟
يمكن أن تختلف الأعراض حسب نوع الحالة أو المرض الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى ذلك قد تكون هناك صعوبة في ضبط ارتفاع ضغط الدم باستخدام دواء واحد أو اثنين فقط، وتحدد إرشادات جمعية القلب الأمريكية الآن ارتفاع ضغط الدم على أنه قراءة ضغط الدم 130/80 أو أعلى من ذلك، ويمكن أن تشمل أمثلة الأعراض لبعض الحالات ما يلي:
- ورم القواتم: التعرق، زيادة أو قوة ضربات القلب، الصداع، القلق.
- متلازمة كوشينغ: زيادة الوزن، الضعف، النمو غير الطبيعي لشعر الجسم أو فقدان الدورة الشهرية (عند النساء)، ظهور خطوط أرجوانية على جلد البطن.
- مشاكل الغدة الدرقية: التعب (الإرهاق)، زيادة الوزن أو فقدان الوزن، عدم تحمل الحرارة أو البرودة.
- متلازمة كون: ضعف بسبب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم.
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم: التعب المفرط أو النعاس أثناء النهار، الشخير، توقف التنفس أثناء النوم.
مَن يجب أن يخضع لفحوصات التشخيص؟
نظراً لأن ارتفاع ضغط الدم الثانوي نادر نسبياً، وقد يكون فحص الأسباب مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً، فلن يتم فحص كل مريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم بحثاً عن هذه الحالة، لكن الطبيب سيقوم بإجراء الفحوصات إذا شعر بوجود حالة محتملة قوية خاصة عند الشباب، وهناك العديد من العوامل التي تساعد في تحديد ما إذا كان يجب الفحص لتحديد ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:
- العمر: المرضى الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم دون وجود تاريخ عائلي أو عوامل خطر أخرى لارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية: يعاني المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم من ارتفاع ضغط دم لم يتحسن على الرغم من تناول ثلاثة أنواع على الأقل من أدوية ضغط الدم.
- السمنة: المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم الذي لا يستجيب للعلاج بمرور الوقت.
- علامات أو أعراض تشير إلى وجود حالة كامنة.
- شذوذ الفحوصات المخبرية: مثل انخفاض البوتاسيوم أو ارتفاع الكالسيوم.
ما هي فحوصات تشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي؟
سيركز الطبيب على أعراض وعلامات الحالات التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وقد تشمل العلامات الجسدية:
- تغيرًا في وزن الجسم.
- تراكم السوائل (التورم).
- نمو الشعر غير الطبيعي.
- علامات تمدد على جلد البطن.
- تدفق الدم غير الطبيعي إلى الكلى.
- وقد يتم إجراء اختبارات الدم أيضاً وقد تشمل هذه الاختبارات:
- اختبارات الكرياتينين ونيتروجين اليوريا في الدم (BUN) لفحص وظائف الكلى.
- مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم.
- اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
- وقد يتم إجراء اختبارات التصوير أيضاً للنظر في حجم وبنية الأعضاء، وقد تشمل هذه الاختبارات:
- الموجات فوق الصوتية للكلى للتحقق من حجمها وتدفق الدم فيها.
- فحص التصوير الشعاعي المقطعي (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص الغدد الكظرية، أو تصوير الشرايين لتتبع تدفق الدم إلى الكلى.
- وسيتم أيضاً مراقبة ضغط الدم لمعرفة ما إذا كان ينخفض في أوقات مختلفة من النهار أو الليل.
علاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يعتمد العلاج على الحالة الثانوية التي يشخصها الطبيب، ويستمر ارتفاع ضغط الدم طالما كنت تعاني من الحالة التي سببت ارتفاع الضغط، ومن الأفضل اتباع العديد من النصائح لضبط ارتفاع ضغط الدم أثناء العلاج، وتتضمن هذه النصائح:
- تناول نظام غذائي منخفض الصوديوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الحد من تناول الكحوليات.
في الحالات التي يكشف فيها أن وجود ورم هو سبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج هذه الحالة، وبالنسبة لاختلال التوازن الهرموني والحالات الأخرى يمكن استخدام الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
هل هناك سبل للوقاية؟
لا يمكن الوقاية من بعض أسباب ارتفاع ضغط الدم مثل الأورام أو أمراض الأوعية الدموية، ويمكن الوقاية من أسباب أخرى لهذه الحالة مثل استخدام الأدوية أو زيادة وزن الجسم من خلال تغيير نمط الحياة والوعي بالآثار الجانبية المحتملة للأدوية، ولا يجب عليك التوقف عن تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
نصيحة من موقع صحتك
ارتفاع ضغط الدم الثانوي يمكن أن يتحسن بشكل تام مع العلاج، لذا ننصح بالسعي إلى الحصول على تشخيص مبكر والبدء في العلاج لتقليل احتمالية حدوث أضرار جسيمة بسبب وجود مرض في الأوعية الدموية أو الأورام، ويمكن أن يصبح ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً مع تقدم المرضى في السن، وقد يحتاج المرضى إلى العلاج المستمر لارتفاع ضغط الدم حتى بعد علاج الحالة الأساسية لارتفاع ضغط الدم الثانوي لديهم.