تعتبر آلام الرقبة من الشكاوى الشائعة، فالأعضاء المتعددة التي تتشكل منها الرقبة (بما فيها عضلات الرقبة وأوتارها، والعمود الفقري الرقبي) عليها واجب حمل جسم ثقيل صباح مساء، ألا وهو الرأس. وتعرف آلام الرقبة على أنها ألم في العمود الفقري أو ألم حول منطقة أسفل الرأس، وتعرف منطقة الرقبة باسم العمود الفقري العنقي. ويمكن أن تعطل آلام الرقبة أنشطتك اليومية وتقلل من جودة الحياة إذا لم يتم علاجها، ولحسن الحظ فإن آلام الرقبة تتحسن مع الأدوية وممارسة الرياضة وتخفيف التوتر، وهنا سنوضح لك أهم علاجات ألم الرقبة الدوائية والطبيعية.
علاجات ألم الرقبة
تهدف علاجات ألم الرقبة إلى تخفيف الأعراض وأهمها الألم وتحسين حركة الرقبة، ومعظم الأعراض تتحسن مع العلاج، ويمكن علاجها في المنزل، وسيقدم لك الطبيب بعض الاقتراحات للعلاج ومنها:
-
أدوية الألم ومرخيات العضلات: من أهم علاجات ألم الرقبة وأكثرها شيوعاً لتخفيف الألم هي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف آلام الرقبة والتهابها، واستخدام مرخيات العضلات لمساعدة عضلات الرقبة على الشفاء، وأهم هذه الأدوية ibuprofen، ويمكن تجريب مسكن خفيف مثل acetaminophen.
-
العلاج الطبيعي: يمكن العمل مع معالج فيزيائي أو مدرب لياقة بدنية لتعلم التمارين والحركات التي تقوي العضلات والأوتار في الرقبة وتحسن المرونة.
- تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد (TENS): يتم فيها تطبيق تيار كهربائي منخفض المستوى عبر الجلد بالقرب من الأعصاب لتثبيط إشارة الألم، ويتم هذا الإجراء من قبل الطبيب في عيادة متخصصة.
- حقن الستيرويد: يمكن حقن أدوية الستيرويد بالقرب من جذور الأعصاب لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
- العلاجات البديلة: وتشمل هذه العلاجات الوخز بالإبر التي قد تعمل على تخفيف الألم، أو التدليك للمساعدة على ارتخاء العضلات المشدودة، وقد تزور طبيب العظام أو مقوم العظام لمحاذاة العمود الفقري.
- الجراحة: معظم أسباب آلام الرقبة لا تتطلب عملية جراحية، ومع ذلك؛ قد تحتاج إلى عملية جراحية إذا تحركت واحدة أو أكثر من فقرات العمود الفقري من مكانها أو كانت تضغط على الأعصاب.
- لَبْس طوق رقبي طبي: إن الطوق الطبي، بأشكاله المختلفة، الذي يوصف أحيانا لآلام الرقبة cervical collar لا يؤمّن الكثير من الدعم للعمود الفقري الرقبي، ووظيفة الطوق هي تذكرة المصاب بتجنب الحركة الزائدة للرقبة، كما أنه يوفر بعض الدفء لعضلات الرقبة، لكنه يجب ألا يستعمل إلا لفترات وجيزة، لأن استخدامه الطويل الأمد قد يزيد من آلام الرقبة بدل تخفيفها، وذلك لأنه يوحي للمصاب بأن عليه تجنب تحريك الرقبة، بينما يحتاج شفاء حالات توتر عضلات الرقبة لمواصلة تمرينها.
علاج آلام الرقبة في المنزل
تشمل علاجات ألم الرقبة علاجات طبية وطبيعية، فبالإضافة إلى تناول أدوية تسكين الألم والأدوية المضادة للالتهاب، يمكن اتخاذ بعض الخطوات في المنزل لتخفيف الألم بما في ذلك:
- العلاج الساخن: خذ حماماً دافئاً أو ضع منشفة ساخنة أو وسادة تدفئة على مكان الألم لمدة 15 دقيقة كل بضع ساعات، إذ تعمل الحرارة على ارتخاء العضلات وتعزيز تدفق الدم.
- العلاج البارد: ضع كمادة باردة أو كيساً من الخضار المجمدة (احرص على لف الكيس بمنشفة رقيقة لحماية البشرة) لمدة 15 دقيقة كل بضع ساعات، إذ تعمل البرودة على تضييق الأوعية الدموية مما يقلل الالتهاب والتورم، وبعد التعرض لإصابة استخدم البرودة بدلاً من الحرارة.
- التمرين: تعلم من المتخصص بعض تمارين الرقبة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم وتحسين الحركة ومرونة الرقبة، ولا تحاول ممارسة الرياضة إذا كنت تعاني من إصابة خطيرة في الرقبة.
- تقنيات الحد من التوتر: يمكن أن تساعد اليقظة الذهنية والتأمل وتمارين التنفس واليوجا في تخفيف التوتر في الجسم، ويعتبر التوتر من العوامل المسببة لآلام الرقبة.
الوقاية من ألم الرقبة
معظم حالات ألم الرقبة غير خطرة، وبالإمكان السيطرة عليها بإجراءات محافظة يمكن تطبيقها بالبيت، فإذا لم يكن ألم الرقبة لديك حاداً، ولم يكن ناتجاً عن مرض معروف تلزم معالجته لدى الطبيب أو في المستشفى، فستستفيد من التوصيات التالية:
- لا تبق في وضعية واحدة لفترة طويلة، وإذا كنت مضطراً لذلك بحكم مهنتك، فانهض من مكانك وتحرك كل 15-20 دقيقة.
- عدّل من وضعية الوسائل التي تستخدمها في عملك، فإذا كنت مثلاً تعمل على الحاسوب، اجعل الشاشة قريبة من مستوى نظرك (لا أكثر من 20 درجة إلى الأسفل)، واستخدم الوسائل التي تغنيك عن لصق التلفون بأذنك وسنده على كتفك.
- إذا كنت تلبس النظارات، فتأكد أنها ما تزال مناسبة لعينيك ولا حاجة لتجديدها، وذلك بفحص نظرك كل سنة على الأقل.
- لا تنم على أكثر من وسادة واحدة، فوضع وسادات عالية أو كثيرة تحت رأسك سيحد من حريتك في تحريكه، كذلك لا تنم على بطنك.
- اطلب المساعدة في حال كنت مضطراً لتحريك أو دفع أثاث ثقيل في بيتك، وتجنب حمل وزن ثقيل على كتفيك مثل حقائب الكتب وحقائب السفر، وبدلاً من ذلك استخدم الحقائب ذات العجلات.
- خذ قسطك الوافر من النوم، فالحرمان من النوم يؤدي لعدد من المشكلات الصحية، بما فيها الآلام العضلية والمفصلية.
- ابتعد عن كل ما من شأنه تسبيب التوتر النفسي في حياتك، وقد تنفع تمارين الاسترخاء ورياضة اليوغا والمساجات.
- انقطع عن التدخين إن كنت مدخناً، إذ إن التدخين يدمر بنية العظام ويبطئ الشفاء.
- يمكنك أن تجرب وضع كمادات دافئة على منطقة الألم (حوالى 15 دقيقة كل 2-3 ساعات)، وإذا لم تشعر بتحسن، يمكنك استبدالها بكمادات باردة.
- إذا كنت تنام على ظهرك ضع وسادة بين ركبتيك لتخفيف الضغط الإضافي على أسفل الظهر.
- مارس الرياضة المتوسطة الشدة (كالمشي) يوميا، وتمارين التمطط (خاصة للرقبة والكتفين)، وابتعد عن كل رياضة عنيفة قد تزيد من آلام رقبتك، ومن الطبيعي أن تفقد القوة في الجزء العلوي من الظهر مع تقدمك في السن، وتشمل التمارين التي يمكن أن تساعد في تقوية العضلات الباسطة للجزء العلوي من الظهر ما يلي:
- الضغط على الكتف: قم بضم لوحي كتفك معاً 10 مرات.
- تمرين الضغط واقفاً: قم بأداء تمرين الضغط في إطار الباب 10 مرات.
الأسئلة الشائعة
كيف أتخلص من آلام الرقبة؟
بالإضافة إلى استخدام الأدوية المسكنة والمرخية للعضلات، سواء التي تستلزم وصفة طبية أو بدون وصفة طبية، يمكن القيام ببعض الإجراءات مثل ممارسة التمارين والخضوع لجلسات العلاج الطبيعي، وتطبيق الكمادات الباردة والساخنة على مكان الألم، وتغيير وضعية الجلوس والنوم، وأخذ فترات من الراحة.
هل الضغط النفسي يسبب ألمًا في الرقبة؟
الضغط النفسي والتوتر من الأسباب المؤدية لحدوث آلام الرقبة، فيجب اتباع الاستراتيجيات التي تساعد على تخفيف التوتر للتحكم في ألم الرقبة، وإذا كنت تشك أنك مصاب بألم الرقبة الناتج عن التوتر فيجب عليك استشارة الطبيب.
هل من الجيد النوم بدون وسادة لألم الرقبة؟
النوم بدون وسادة يجعل وضعية الرأس أكثر استقراراً وراحة، كما أنه يمنع تلف الأعصاب وتوتر العضلات، وبالتالي يقلل الألم في الرقبة، بينما بعض الوسائد لا تدعم وضعية النوم الجيدة للرقبة وتجعل النوم أسوأ.
نصيحة من موقع صحتك
ألم الرقبة من الأعراض الشائعة التي قد تتعرض لها خلال فترة من فترات حياتك، والرقبة مسؤولة عن دعم وزن الرأس، والحفاظ على محاذاة الرأس مع بقية الجسم، إذ يبلغ وزن الرأس حوالي 10 أرطال، وبمرور الوقت قد تقل قدرة الرقبة على حمل هذا الوزن، مما يؤثر سلباً على الجسم ويسبب آلام الرقبة بالإضافة إلى مجموعة من الأسباب الأخرى مثل إجهاد الرقبة المستمر وغيرها. وتشمل علاجات ألم الرقبة علاجات دوائية وطبيعية، بالإضافة إلى بعض الخطوات الوقائية التي يمكن أن تحمي من ألم الرقبة مثل وضعية الجلوس الجيدة وأخذ فترات راحة متكررة من العمل وغيرها.