تحدث هالات الصداع النصفي لدى حوالي 25% من الأشخاص، وقد تحدث الهالات قبل أو أثناء نوبة الصداع، ويمكن أن تسبب هالات الصداع النصفي تغيرات في الرؤية أو الإحساس أو حاسة الشم أو الكلام، وتستمر عادةً من 20 إلى 60 دقيقة. يمكن أن تكون هالات الصداع النصفي علامة تحذير بأن نوبة صداع الشقيقة قريبة، ولكنها يمكن أن تبدأ أثناء النوبة، وقد لا تحدث مع كل نوبة صداع نصفي. نتحدث فيما يلي عن أنواع هالات الصداع النصفي والفرق بينها.
هالات الصداع النصفي البصرية
تُعرّف الهالة البصرية بأنها هالة الصداع النصفي المصحوبة بأعراض بصرية، وهي النوع الأكثر شيوعًا، إذ تشكل في 90 إلى 99% من هالات الصداع النصفي، وهي أيضاً الهالة الأكثر تنوعًا، فهي تشمل الكثير من الأعراض أو الخصائص المختلفة، ومنها:
- رؤية ومضات من الضوء الساطع.
- رؤية ضبابية.
- الرؤية بخطوط متعرجة.
- رؤية بقع عمياء.
- ظهور نقاط مضيئة صغيرة ساطعة.
- الشعور وكأنك ترى الأشياء من خلال موجات الحرارة أو الماء.
هالات الصداع النصفي الحسية
تنطوي الهالة الحسية على اضطرابات حسية، ويمثل هذا النوع من الهالات حوالي 36% من هالات الصداع النصفي، ويمكن أن تحدث هذه الاضطرابات الحسية مع هالة بصرية أو بدونها. تشمل الأعراض الرئيسية للهالات الحسية الشعور بالخدر أو الوخز في أحد الذراعين الذي ينتقل بعد ذلك إلى جانب واحد من الوجه أو الشفتين أو اللسان، ومن الأعراض الأخرى الشعور بوخز في المناطق المتأثرة.
هالات الصداع النصفي الكلامية
تتضمن هالات الصداع النصفي الكلامية اضطرابات في الكلام واللغة، وتشكل حوالي 10% من هالات الصداع النصفي، وقد تشمل الأعراض ما يلي:
- التلعثم في الكلام.
- الغمغمة والتكلم بكلام غير مفهوم.
- عدم القدرة على تكوين الكلمات الصحيحة.
هالات الصداع النصفي الشمية
تُعد هالات الصداع النصفي الشمية أقل الأنواع شيوعًا، وتتمثل في زيادة حاسة الشم والإحساس بروائح غير موجودة، وقد وجَد بحث أن الأشخاص عند إصابتهم بالهالة الشمية قد يشموّن دخان السجائر، من بين روائح أخرى غير محببة مثل البنزين.
هالات الصداع النصفي الحركية
تُعد الهالات الحركية أثناء الصداع النصفي نادرة، وعادة ما تحدث في نفس الوقت الذي تحدث فيه الأشكال الأخرى من هالات الصداع النصفي، وتتضمن هالات الصداع النصفي الحركية عادةً الإحساس بالضعف في جانب واحد من الجسم. قد يبدأ الضعف الناتج عن الهالة الحركية في اليدين وينتشر إلى الذراع والوجه، كما يمكن لهذا الإحساس أن ينتقل من جانب إلى آخر في الجسم قبل وأثناء النوبة.
هالات جذع الدماغ
تحدث هالات جذع الدماغ مع الصداع النصفي القاعدي، وهي أيضاً نوع نادر من الهالات تسبب ظهور أعراض اضطراب في جذع الدماغ أو في كلا جانبي الدماغ، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- الدوار.
- عسر التلفّظ (تداخل الكلام).
- طنين الأذن.
- ضعف السمع.
- عدم التناسق.
- الارتباك.
- الإغماء أحياناً.
الأعراض الأخرى للصداع النصفي
قد تصاحب نوبات الصداع النصفي العديد من الأعراض الأخرى بالإضافة إلى الهالات، وقد تختلف هذه الأعراض حسب مرحلة نوبة الصداع النصفي، وتتباين أيضاً بين الأفراد وبين كل نوبة والأخرى. تنقسم نوبة الصداع النصفي إلى 3 مراحل، ولكل منها أعراض مختلفة.
المرحلة السابقة للصداع
قد تستمر المرحلة السابقة للصداع، والتي تعرف أيضاً باسم البادرة، لبضع ساعات أو حتى عدة أيام، ويمر معظم الأشخاص المصابين بالصداع النصفي بهذه المرحلة، ولكن قد لا تحدث مع كل نوبة صداع نصفي. قد يساعد تناول الأدوية المسكنة وتجنب المحفزات المعروفة وتجربة تقنيات الاسترخاء في هذه مرحلة في منع ألم الصداع والانتقال إلى المرحلة التالية. قد تشمل الأعراض الشائعة للمرحلة السابقة للصداع ما يلي:
- التعب.
- تغيرات المزاج.
- العطش.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- التهيج.
- التثاؤب.
- ألم الرقبة.
- الإمساك.
مرحلة الصداع
تُعد مرحلة الصداع هي المرحلة التي يتخيلها الناس عند سماع كلمة الصداع النصفي، وتتميز هذه المرحلة بصداع يصيب أحد جانبي الرأس أو كلا الجانبين، ويمكن أن تستمر نوبة الصداع في هذه المرحلة من بضع ساعات إلى 3 أيام. قد يختلف الصداع من شخص لآخر، بل وقد تختلف عند الشخص نفسه بين نوبة وأخرى. تشمل الأعراض في هذه المرحلة بالإضافة إلى الصداع ما يلي:
- حساسية عالية للضوء أو الأصوات أو الروائح.
- الغثيان أو التقيؤ.
- ألم في البطن أو حرقة في المعدة.
- فقدان الشهية.
- ضبابية الرؤية.
- الدوار.
- الإغماء.
- تفاقم الألم مع النشاط البدني.
المرحلة التالية للصداع
يُطلق على المرحلة التالية للصداع أيضاً اسم المرحلة ما بعد الشقيقة، وتأتي هذه المرحلة بعد الصداع، ولكن ليس بالضرورة أن كل من يعاني من الصداع النصفي يمر بمرحلة ما بعد الصداع. قد تشمل أعراض في هذه المرحلة ما يلي:
- التعب.
- آلام الجسم.
- صعوبة في التركيز.
- الحساسية للضوء.
- الدوخة.
متى يجب زيارة الطبيب إن كنت مصاباً بالصداع النصفي
تواصل مع الطبيب إذا كان الصداع أو نوبات الصداع النصفي تتداخل مع حياتك اليومية، أو تؤثر على أداء وظائفك وأعمالك اليومية بشكل طبيعي، ومن الضروري تلقي العلاج في هذه الحالة، والذي قد يشمل مزيجاً من الأدوية إذا كنت تعاني من الصداع النصفي المصحوب بالهالات. يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان سبب الهالات لديك هو الصداع النصفي أو أي شيء آخر، ويمكن أن يساعدك التشخيص الدقيق في الحصول على العلاج المناسب لتتمكن من التعامل والتعايش مع الصداع النصفي دونما تأثير على سير حياتك بشكل طبيعي. من الضروري مراجعة الطبيب فوراً إذا:
- ظهرت أعراض الصداع النصفي بشكل مفاجئ.
- استمرت الأعراض لأكثر من ساعة.
- لا تزول الأعراض تمامًا بين النوبة والأخرى.
الأسئلة الشائعة
ما هي أنواع الهالات المختلفة التي تظهر أثناء نوبات الصداع النصفي؟
توجد العديد من أنواع الهالات التي قد تصيب الشخص أثناء نوبة الصداع النصفي، ومنها الهالات البصرية والهالات الحسية والهالات الشمية والهالات الحركية وهالات جذع الدماغ.
هل من حالات مشابهة يمكن الاعتقاد أنها من هالات الصداع النصفي؟
يمكن لحالات أخرى مثل الصرع القذالي أن تشبه إلى حد كبير هالات الصداع النصفي، ولكن نوبات الصرع تمتد لفترات زمنية أقصر، وتحدث بشكل مجموعات، وقد تتطور أحيانًا إلى الفص الصدغي أو تصبح عامة. مع ذلك، قد يكون التشخيص التفريقي بين الصداع النصفي والصرع القذالي معقدًا، لأن نوبات الصرع قد تكون مصحوبة بصداع نصفي.
متى تقلق بشأن هالات الصداع النصفي؟
يُنصح بزيارة طبيبك فوراً إذا ظهرت عليك علامات وأعراض جديدة للصداع النصفي المصحوب بهالات لم يسبق أن أصابتك، مثل فقدان الرؤية المؤقت، وصعوبة في الكلام أو اللغة، وضعف العضلات في جانب واحد من الجسم. يقوم الطبيب في هذه الحالة باستبعاد الحالات أخرى غير الصداع النصفي التي قد تكون سبباً في هذه المشكلات، وعادة ما تكون أكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية.
نصيحة من موقع صحتك
لا يعاني جميع المصابين بالصداع النصفي من الهالات، وحتى أولئك الذين يصابون بها، فقد تكون هناك اختلافات كثيرة بينهم، فقد لا تصاب بالهالات مع كل نوبة صداع نصفي، ويمكن أن تختلف الأعراض، قد تكون الهالات المرافقة للصداع النصفي بصرية أو حسية أو شمية أو حركية أو مؤثرة في جذع الدماغ. قد تساعدك معرفة أعراض كل منها في وصفها للطبيب بشكل أدق، والحصول على العلاج المناسب لها.