طفح الحفاض هو حالة جلدية شائعة تظهر في الجزء السفلي من جسم الأطفال الرضع، ويمكن أيضاً أن يصيب البالغين الذين يرتدون الحفاض لأسباب مرَضية. يحدث طفح الحفاض أو التهاب الجلد التماسي نتيجة عدة عوامل مهيجة للجلد، أهمها ملامسة الجلد للبول والبراز لفترة طويلة، وهي حالة شائعة جداً عند الأطفال الرضّع، إذ يصاب ما يقارب واحد من كل أربعة بهذه الحالة، وتبلغ ذروة الإصابة بالتهاب الجلد الحفاضي من 6 إلى 18 شهراً، ويتأثر كلا الجنسين بالتساوي.
أعراض طفح الحفاض أو التهاب الجلد التماسي
قد يتطور طفح الحفاض تدريجياً أو قد يحدث فجأة، وذلك اعتماداً على السبب، وعادة ما ينتشر الطفح الجلدي خارج المناطق التي تغطيها الحفاضة، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
- انتفاخ الجلد واحمراره وحساسيته عند المقعد والفخذين والأعضاء التناسلية.
- قشور وبثور وتقرحات، وقد تحدث خدوش عند الأطفال الأكبر سناً عند إزالة الحفاض.
- الطفل يبدو منزعجًا أكثر من المعتاد، وخاصة أثناء تغيير الحفاض، وغالبًا ما ينفعل الطفل المصاب بطفح الحفاض أو يبكي عند غسل منطقة الحفاض أو لمسها.
وقد يصاب طفح الحفاض الشديد بالعدوى الثانوية بالمبيضات البيضاء أو المكورات العنقودية الذهبية أو بكتيريا أخرى.
أنواع طفح الحفاض
هناك عدة أنواع من التهاب منطقة الحفاض بناء على المسبب، وتشمل الأنواع الأكثر شيوعاً لطفح الحفاض ما يلي:
- الطفح المتهيج: طفح الحفاض المتهيج أو التهاب الجلد الحفاضي هو النوع الأكثر شيوعاً في الطفح الذي يسببه الحفاض، ويحدث ذلك عندما تحتوي على الكثير من الرطوبة أو ملامسة الجلد الطويلة للبول والبراز.
-
التهاب الحفاض الفطري: يبدأ التهاب الحفاض بسيطاً في الجلد، وقد ينتشر إلى المنطقة المحيطة به، وتكون المنطقة التي يغطيها الحفاض، أي المؤخرة والفخذين والأعضاء التناسلية، معرّضة بشكل خاص لهذا الالتهاب لأنها دافئة ورطبة ما يجعلها تربة خصبة مثالية للبكتيريا والفطريات، ويمكن أن يحدث هذا الطفح داخل ثنيات الجلد، فقد تظهَر نقاط حمراء منتشرة حول الثنيات.
-
التهاب الحفاض البكتيري: في حالات نادرة يمكن أن يحدث طفح الحفاض بسبب وجود عدوى بكتيرية، وهذا ما يسمى أيضاً القوباء، كما يمكن لأنواع معينة من البكتيريا (مثل المكورات العنقودية) أن تسبب طفح الحفاض أو تجعل الطفح الموجود أكثر سوءًا، ويمكن أن يكون الجلد الأحمر الفاتح حول فتحة الشرج دليلاً على الإصابة بالبكتيريا العُقَدية، ويمكن أن تكون القشور الصفراء أو البثور دليلاً على الإصابة بالمكورات العنقودية. يجب العلم أن أي عدوى في منطقة الحفاض تحتاج إلى تشخيص وعلاج من قِبل طبيب الأطفال.
أسباب طفح الحفاض
السبب الأكثر شيوعاً لطفح الحفاض هو ارتداء حفاضات غير نظيفة لفترة طويلة جداً، وعلى الرغم من أن الحساسية أو العدوى قد تكون السبب أيضاً. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:
-
التعرض لفترات طويلة للبراز والبول
يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة لأي من البول أو البراز إلى تهيج جلد الطفل الحساس، وقد يكون الطفل أكثر عرضة لطفح الحفاض إذا كان يعاني من كثرة التغوط، كما في حالات الإسهال، لأن البراز يسبب تهيج الجلد أكثر من البول.
-
موعد فطام الطفل وتناوله الأطعمة الصلبة
مع بدء تناول الأطفال للأطعمة الصلبة يتغير محتوى البراز، ما يزيد من احتمالية حدوث طفح الحفاض كما يمكن أن تؤدي التغيرات في النظام الغذائي للطفل إلى زيادة وتيرة البراز، ما يمكن أن يؤدي إلى طفح الحفاض، أما إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية، فإنه قد يصاب بطفح الحفاض كرد فعل لشيء ما تناولته الأم.
-
منتجات العناية المستخدمة للطفل
يمكن أن يؤدي استخدام المناديل المبللة المخصصة للاستعمال مرة واحدة، أو نوع جديد من الحفاضات الجاهزة، أو استعمال منظف أو مادة تبييض أو منعّم للنسيج في غسل الحفاضات القماش إلى تهيج مؤخرة الطفل الحساسة، وتشمل المواد الأخرى التي يمكن أن تزيد من حدة المشكلة المكونات الموجودة في بعض مستحضرات غسول الأطفال أو المساحيق أو الزيوت المخصصة للأطفال.
-
البشرة الحساسة
قد يكون الأطفال المصابون بحالات مرضية في الجلد، مثل التهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis أو الإكزيما (seborrheic dermatitis (eczema، أكثر عرضة للإصابة بطفح الحفاض، ولكن تهيج الجلد الناتج عن التهاب الجلد التأتبي (التحسسي) أو الإكزيما يؤثر أولاً على مناطق أخرى غير منطقة الحفاض.
-
الاستخدام المطول للمضادات الحيوية
المضادات الحيوية تقتل البكتيريا، سواء الأنواع المفيدة منها أو الضارة، وعندما يتناول الطفل المضادات الحيوية، قد تُستنفد البكتيريا التي تتحكم في نمو الفطريات، ما يؤدي إلى ظهور طفح الحفاض بسبب عدوى الخميرة، كما يكون الأطفال الذين تتناول أمهاتهم المضادات الحيوية معرّضين لخطر ظهور العدوى.
ما هو علاج طفح الحفاضات؟
أول وأفضل خطوة لعلاج التهاب الحفاض هو الحفاظ على جلد الطفل جافاً ونظيفاً، ويمكن اتباع الخطوات التالية عند تغيير الحفاض للطفل:
- ضعي كريم أو مرهم الحفاضات.
- اشطفي منطقة الحفاضة بالماء الدافئ واتركيها حتى تجف دون فرك المنطقة.
- استخدمي الصابون الطبي أو المخصص للأطفال الخالي من الكيماويات والمواد العطرية إذا لم ينظف البراز عن الجلد بسهولة.
- إذا كان يعاني الطفل من ألم في المنطقة فيمكن استخدام زجاجة رذاذ لغسل وتنظيف الجلد دون الحاجة لفرك الجلد الملتهب.
- دعي مؤخرة الطفل تجف في الهواء أو باستخدام منشفة ناعمة، وتجفيف الجلد باستخدام الطبطبة على الجلد دون فركه، ولا تستخدمي بودرة التلك التي يمكن أن تكون ضارة إذا تنفسها الطفل.
- غيري حفاض الطفل بشكل دوري كلما شعرت أنها تبللت أو أنها غير نظيفة، ولا تتركي الطفل يرتدي حفاضات متسخة لفترة طويلة.
-
كريم طفح الحفاضات
تشكل هذه الكريمات حاجزاً على جلد الطفل وتمنع البول والبراز من ملامسة جلد الطفل. تحتوي هذه الكريمات على كمية زيوت أقل من المراهم، لذا يمكن فردها على الجلد وامتصاصها بسهولة، وتحتوي معظم هذه الكريمات على مادة أكسيد الزنك والتي تشكل طبقة مقاومة للماء على الجلد، كما يعمل على تسريع شفاء الجلد. وننصحك بتجنب استخدام كريمات الستيرويد (الهيدروكورتيزون) المتوفر في الصيدليات إلا من خلال وصفة طبيب، كما أن كريمات الستيرويد يمكن أن تُسبب تهيج جلد الطفل إذا لم تستخدم بطريقة صحيحة.
-
مرهم طفح الحفاضات
مراهم الحفاضات تكون ذات قوام أثقل وتحتوي على زيت أكثر من الكريمات، ويتم فردها على الجلد وامتصاصها بسهولة أقل من الكريمات، ولكنها تشكل حاجزاً أقوى ضد مهيجات الجلد، وفي نفس الوقت تسمح للهواء بالتدفق فتمنح تهوية جيدة للجلد، ويمكن استخدام الفازلين الأبيض كمرهم فعال لحالات التهاب الحفاض، بالإضافة إلى مراهم طبية عديدة مخصصة لطفح الحفاض التي تتوفر في الصيدليات.
-
علاجات الوصفة الطبية
إذا لم تكن الرعاية المنزلية ذات فائدة جيدة واستمر التهاب الحفاض فقد يصف طبيب الأطفال ما يلي:
- كريم مضاد للفطريات إذا كان سبب الطفح هو التهاب فطري.
- المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية إذا كان الطفل يعاني من التهاب بكتيري.
- كريم ستيرويدي خفيف للمساعدة على شفاء الجلد وتخفيف الالتهاب.
العلاجات المنزلية لطفح الحفاض
تحاول بعض الأمهات استخدام الوصفات المنزلية لعلاج التهاب الحفاض بدلاً من المنتجات التجارية، ولكن يجب العلم أنه ليس جميع هذه الوصفات فعالة، والبعض منها يمكن أن يجعل المشكلة أسوأ، لذا ننصح بمراجعة طبيب الأطفال قبل تجربة أي علاج منزلي. ومن أشهر الوصفات المنزلية الشائعة ما يلي:
- حليب الثدي: يعتبر وضع حليب ثدي الأم على جلد الطفل آمناً، ولكن لم يتم تأكيد فعاليته بعد، وهناك بعض الدراسات التي وجدت أنه فعال مع استخدام مرهم هيدروكورتيزون خفيف، ولكن دراسات أخرى وجدت أن كريمات أكسيد الزنك جاءت بنتائج أفضل.
- نشا الذرة: تجنبي استخدام نشا الذرة على التهاب الحفاض لأنه يمكن أن يهيج الجلد كما ثبت أنه غير فعال.
- زيت جوز الهند: يعتبر زيت جوز الهند مرطباً طبيعيًا لطيفًا على الجلد على الرغم أنه لا يوجد حتى الآن أدلة كافية على فعاليته في علاج طفح الحفاضات، وقد لا يكون وحده كافياً للعلاج، فإذا لم تظهر أي نتائج لاستخدامه فجربي استخدام المنتجات التي تحتوي على المواد البترولية أو أكسيد الزنك.
- عشبة بندق الساحرة: وجدت الدراسات أن المراهم المصنوعة من عشبة بندق الساحرة يساعد في علاج وتخفيف طفَح الحفاضات، ولكن ننوه إلى عدم استخدام بندق الساحرة المقطر مباشرة على الطفح الجلدي لأنه ذو درجة حامضية عالية، ويمكن أن يهيج جلد الطفل.
- صودا الخبز: يمكن نقع مؤخرة الطفل في ماء دافئ مع ملعقتين كبيرتين من صودا الخبز لمدة 10 دقائق، ويمكن تكرار ذلك ثلاث مرات يومياً، ولكن يجب عدم وضع صودا الخبز مباشرة على منطقة الطفح الجلدي أو خلطها مع الكريمات والمراهم.
الأسئلة الشائعة
هل الاستحمام مفيد لطفح الحفاضات؟
يمكن استخدام فوطة مبللة بالماء الدافئ لتنظيف المنطقة المصابة بالطفح من آثار البول والبراز، كما يعد الاستحمام بالماء الدافئ مفيداً بشرط تجفيف المنطقة المصابة بشكل جيد وبدون فرك، مع تجنب استخدام المنتجات التي قد تهيج الجلد.
كيفية تهوية طفح الحفاضات؟
يمكن تعريض الطفل للهواء لبعض الوقت من خلال وضعه على بطانية على الأرض دون ارتداء الحفاض، إذ إن تعريضه للهواء يمكن أن يسرع عملية الشفاء.
ما هو شكل طفح الحفاض؟
في الطفح الجلدي الخفيف قد يكون لون الجلد ورديًا وجافًا، أما الطفح الشديد فقد يغطي مناطق أكبر من الجلد، ويكون لون الجلد محمراً، وفي بعض الحالات يصبح الطفح الجلدي نازفاً ومؤلماً.
نصيحة من موقع صحتك
طفح الحفاض هو الحالة الجلدية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، وللوقاية من حدوث هذا الطفح تأكدي من إبقاء الطفل جافاً ونظيفاً، وتغيير الحفاض بشكل متكرر. ويجب العلم أن بشرة الأطفال الرضع حساسة، وعلى الرغم من بذل جميع الجهود لمنع التهاب الحفاض يمكن أن يصاب به الطفل حتى لو مرة واحدة على الأقل. ولحسن الحظ؛ يمكن علاج هذه المشكلة من خلال العلاجات المنزلية في غضون أيام قليلة، وفي حال لم تتحسن فيجب استشارة طبيب الأطفال.