أمراض الكبد مصطلح عام يشير إلى وجود مشكلة في الكبد تؤثر على وظيفته، وتتنوع هذه الأمراض في الشدة والعلاج، فبعضها قد لا يكون خطيراً ويكون علاجه سهلًا، فيما يكون البعض الآخر أكثر تعقيداً ويتطلب العلاج بالأدوية وربما الجراحة، لذا من المهم إجراء الفحوصات الدورية ومن ضمنها فحوصات الكبد، فكلما كان العلاج مبكراً كان العلاج أسهل. نطرح في هذا المقال أكثر أمراض الكبد شيوعاً مع ذكر الأعراض والعلاجات المتاحة .
ما هو الكبد وما هي وظيفته ؟
الكبد هو عضو كبير يقع في الجانب العلوي الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز مباشرة. يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الأساسية في الجسم، فهو يساهم في هضم الطعام من خلال إنتاجه للعصارة الصفراوية، كما أنه يخزّن الجلوكوز على شكل جليكوجين، ويصدر الطاقة التي يحتاجها الإنسان للقيام بالمهام اليومية، هذا بالإضافة إلى واحدة من أبرز المهام، وهي تصفية السموم من الدم. على الرغم من أن طبيعة الكبد تساعده في القيام بهذه المهام الدقيقة فإن السموم والالتهابات والعدوى والأورام قد تؤثر بشكل سلبي على موارد الكبد وقدرته على العمل، مما قد يؤدي إلى مشكلات مؤقتة أو مزمنة بالكبد.
ما هي أسباب أمراض الكبد؟
كثيرة ومتنوعة هي أسباب أمراض الكبد ، بعضها قد يكون ناتجاً عن عدوى، فيما يكون البعض الآخر متعلقاً بالتغذية ونمط الحياة أو الأمراض الوراثية. تشمل الأسباب المتعلقة بأمراض الكبد ما يلي:
- العدوى الفيروسية والبكتيرية والفطرية والطفيليات.
- التهاب الكبد الناجم عن تناول الكحول.
- التهاب الكبد السُميّ.
- الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول.
- الركود الصفراوي.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الاضطرابات الأيضية الموروثة.
- أمراض القلب.
- سوء التغذية.
- أورام الكبد.
ما هي مراحل أمراض الكبد المزمنة؟
يتطور مرض الكبد بمراحل متدرجة تبدأ من التلف البسيط إلى الفشل الحاد ثم الفشل المزمن، هذا في حال لم يخضع المريض للعلاج في مراحل المرض الأولى. تشمل مراحل أمراض الكبد أربع مراحل هي:
-
التهاب الكبد
يحدث التهاب الكبد استجابة لوجود عدوى بكتيرية أو فيروسية أو بسبب السموم (الكحول) أو بعض الأدوية، وهي مرحلة محاولة الجسم للخلاص من العدوى أو السموم. غالباً ما تتم هذه العملية بنجاح، ولكن إن استمر التسمم فإن الالتهاب يستمر أيضاً مسبباً التهاب الكبد المزمن. قد لا تظهر أعراضه لدى كثيرين، فيما تعتبر أولى علامات أمراض الكبد التعب والغثيان مع ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
-
تليف الكبد
وهي حالة متقدمة من أمراض الكبد، حيث تستبدل الأنسجة السليمة بالأنسجة النَّدبية (الليفية) ما يعوق وصول الدم بالشكل المطلوب إلى الكبد، وبالتالي يصبح الكبد عاجزاً عن أداء وظائفه بشكل سليم. كثيرة هي أسباب تليف الكبد بما في ذلك الكبد الدهني الناتج عن السمنة أو مرض السكري، أو ربما تعاطي الكحول والأمراض الوراثية كداء ويلسون وأمراض المناعة الذاتية وغيرها. ولكن من الجدير بالذكر أنه في هذه المرحلة يمكن عكس التليف أي تجدد الخلايا من جديد إذا تم العلاج بالشكل المبكر المناسب.
-
تشمع الكبد
هي حالة خطرة تصيب الكبد، وهي المرحلة المتقدمة من التليف، أي أنها الحالة التي لا يعود فيها إصلاح التليف متاحاً، فقد أصبحت الندبات شديدة ودائمة. في هذه المرحلة يمكن للأطباء العمل على إبطاء الضرر أو إيقافه في هذه المرحلة. قد يوصي الأطباء في بعض الحالات المتقدمة بزراعة الكبد. تظهر في هذه المرحلة العديد من الأعراض بما في ذلك:
- اليرقان.
- البول الداكن اللون.
- خسارة الوزن والكتلة العضلية.
- الحكة المزعجة دون وجود طفح جلدي.
-
فشل الكبد
وهي المرحلة الأخيرة، إذ يصبح الكبد عاجزاً تماماً عن القيام بمهامه، وهو ما يسمى أيضاً تليف الكبد غير التعويضي، إذ لا يمكن تعويض الخسائر الناتجة عنه، ما يترك آثاراً جسيمة على الصحة الجسدية والعقلية، بما في ذلك الارتباك الذهني (اعتلال الدماغ الكبدي) والنزيف الشديد وانخفاض مستويات الوعي. في الحالات الشديدة قد تكون زراعة الكبد هي الخيار الوحيد.
ما هي أولى علامات مرض الكبد؟
قد لا تظهر أي أعراض في مراحل المرض الأولى، ولكن في بعض الحالات المرتبطة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية قد تظهر بعض الأعراض، بما في ذلك الحمى وآلام المعدة والغثيان وفقد الشهية. تعتبر أعراض أمراض الكبد الأولى غامضة وليست مختصة بالكبد فقط، ولكنها قد تشمل:
- ألمًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- الغثيان وفقد الشهية.
- التعب أو الشعور بالضيق.
ما هي أعراض وجود مشكلات في الكبد ؟
مع تقدم مشكلات الكبد وتطور المرض يبدأ الكبد بخسارة قدرته على القيام بوظائفه، بما في ذلك توقف تدفق الصفراء في القناة الصفراوية، مما يؤدي إلى تسربها في مجرى الدم، وهذا ما يسبب العديد من الأعراض بما في ذلك:
- ضعف في وظائف الدماغ.
- براز أبيض اللون.
- رائحة فم كريهة.
- حكة من دون طفح جلدي.
- صعوبة في الهضم.
- فقد الشهية.
كيف يتم تشخيص أمراض الكبد ؟
يبدأ الطبيب عادة بالحصول على المعلومات المهمة من المريض، بما في ذلك الأعراض والنظام الغذائي ونمط الحياة الذي يتبعه بالمريض، بالإضافة إلى تاريخه الطبي (أمراض أخرى)، وبعد أن يُجرى الفحص السريري يطلب الطبيب العديد من الفحوصات والصور بما في ذلك:
- فحوصات الدم مثل فحص إنزيمات الكبد ومستوى البيليروبين وبروتينات الكبد.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي.
- التنظير الداخلي العلوي.
- خزعة الكبد.
كيف يتم علاج أمراض الكبد ؟
يعتمد الطبيب في علاجه على حالة المريض الصحية ومرحلة المرض وبالتأكيد على السبب الأساسي له، فإذا كان المريض يعاني من التهاب الكبد الناتج عن عدوى فإنه يوصي باستخدام أدوية مضادة للفيروسات، بينما يرجح استخدام أدوية الكورتيكوستيرويدات وأدوية تثبيط المناعة في حال وجود أمراض متعلقة بالمناعة الذاتية. عموماً فإن أكثر توصيات الطبيب تعتمد على تغيير نمط الحياة من خلال:
- التغذية السليمة.
- تجنب الكحول والسموم.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ضبط الأمراض المزمنة.
- اللقاحات المناسبة.
الأسئلة الشائعة
ما هي أمراض الكبد الخطيرة؟
هناك العديد من الأمراض التي تعتبر خطيرة على الحياة، بما في ذلك تشمع الكبد، والفشل الكبدي الحاد، وداء ويلسون، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلِّب الأولي، وسرطان الكبد.
ما هي أشهر أمراض الكبد ؟
تشمل أمراض الكبد الأكثر شيوعاً ما يلي:
- التهاب الكبد الفيروسي.
- الكبد الدهني.
- تشمع الكبد.
- الكبد الكحولي.
- سرطان الكبد والطرق الصفراوية.
ما هو أكثر ما يدمر الكبد؟
تعتبر المشروبات الكحولية العامل الأساسي لتليف الكبد، والذي يتأثر تبعاً للعديد من العوامل، بما في ذلك السمنة، وترتبط به بالعديد من الأمراض كمرض التهاب الكبد غير الناجم عن الكحول.
ما هو المشروب الذي يقوّي الكبد؟
يعتبر الشاي الأخضر أحد الخيارات الممتازة لتنقية الكبد، فهو يشتهر بخواصه المضادة للأكسدة التي تعمل على تحسين وتحفيز وظائف الكبد .
نصيحة من موقع صحتك
يعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم نظراً للوظائف المتعددة التي يقوم بها، وقد يكون من الصعب تشخيص أمراض الكبد إلا في مراحل متقدمة، ولكن يمكنك الحفاظ على سلامة الكبد من خلال تحسين نمط الحياة والحفاظ على التغذية السليمة والوزن الصحي وبالتأكيد الابتعاد عن الكحول والسموم. يمكنك أيضاً القيام بالفحوصات الدورية لوظائف الكبد للتأكد من عدم وجود أي مشكلة تستدعي تدخلاً طبياً.