صحــــتك

موزة خضراء يومياً تقلل من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي

الصورة
محمد شعبان
موزة خضراء يوميا تقلل من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي

أفادت دراسة بحثية جديدة نشرت في دورية "كانسر بريفنشن ريسرش" (Cancer Prevention Research) في 25 من يوليو/تموز الماضي أن تناول أحد المكملات الغذائية المحتوية على النشا المقاوم قد قلل من الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي بنسبة وصلت لأكثر من النصف.

والنشا المقاوم (Resistant Starch) هو أحد أنواع النشا الذي لا يستطيع الجسم تكسيره إلا بعد مرور بعض من الوقت. إذ يمر النشا المقاوم خلال الأمعاء الدقيقة دون أن يتم هضمه حتى يصل إلى الأمعاء الغليظة التي تعمل على تخميره بواسطة الميكروبات المعوية، مما يوفر طعاما لهذه البكتيريا المفيدة. الأمر الذي ينتج المزيد من هذه البكتيريا الجيدة ويقلل من البكتيريا الضارة في الأمعاء.

ويوجد النشا المقاوم بشكل طبيعي في مجموعة من الأطعمة مثل:

  • الموز الأخضر: عندما ينضج الموز يتغير النشا المقاوم إلى نشا عادي.
  • الفاصوليا والبازلاء والعدس: الفاصوليا البيضاء والعدس هما الأعلى في نسبة النشا المقاوم.
  • الحبوب الكاملة بما في ذلك الشوفان والشعير.
  • الأرز المطبوخ المُبَرَّد.

فوائد النشا المقاوم

عندما تُهضَم النشويات، فإنها تتحلل عادة إلى جلوكوز (الشكل السائد والرئيس للسكر في الجسم). ولأن النشا المقاوم لا يتم هضمه في الأمعاء الدقيقة، فإنه لا يزيد من مستوى الجلوكوز. ولأن هضم النشا المقاوم يحدث في الأمعاء الغليظة، فإنه يزيد من البكتيريا المفيدة والتي تساعد بدورها الجسمَ على التحكم في نسبة السكر في الدم.

وهناك فوائد أخرى للنشا المقاوم من بينها:

  • تحفيز الشعور بالشبع والامتلاء.
  • الوقاية والعلاج من الإمساك.
  • خفض نسبة الكوليسترول.
  • تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • يُنتِج غازات أقل من الألياف الأخرى نظرا لعملية تخمره البطيئة في الأمعاء الغليظة.

وقد أضافت الدراسة الجديدة فائدة أخرى للنشا المقاوم. إذ يشير الدكتور جون مازرز -أستاذ التغذية البشرية ومدير مركز أبحاث التغذية البشرية في جامعة نيوكاسل- في البيان الصحافي الذي نشرته الجامعة أن "الدراسة قد أظهرت أن النشا المقاوم قلل من مجموعة من السرطانات بنسبة زادت على 60%. وقد كان هذا الأثر جليا في السرطانات المتعلقة بالجزء العلوي من القناة الهضمية بما في ذلك سرطان المريء والمعدة وقناة المرارة (القناة الصفراوية) والبنكرياس والاثني عشر. ويعد هذا أمرا مهما، وذلك لصعوبة تشخيص سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، إضافة إلى صعوبة اكتشافها في المراحل المبكرة من المرض".

 

وقاية من سرطانات الجهاز الهضمي العلوي

ويعمل النشا المقاوم كألياف غذائية في الجهاز الهضمي. لذا، فإن له العديد من الفوائد الصحية، إضافة إلى أنه يمد الجسم بسعرات حرارية أقل من النشا العادي.

ويضيف الدكتور مازرز: "إننا نعتقد أن النشا المقاوم يقلل من تطور السرطان وذلك بتغييره لطريقة التمثيل الغذائي التي تقوم بها البكتيريا للأحماض الصفراوية. إذ تُتلِف تلك الأنواع من الأحماض الصفراوية الحمض النووي الخاص بنا مما يسبب السرطان في النهاية. وما زلنا بحاجة لمزيد من البحث بخصوص هذا الأمر".

وقد بدأ الفريق الدراسة منذ أكثر من 20 عاما، معتمداً على نتائج بعض الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن الأسبيرين يقلل من سرطان الأمعاء الغليظة بنسبة 50%. لذا، فقد اعتقد الفريق أن الأشخاص الذين لديهم احتمال وراثي للإصابة بسرطان القولون قد يساعدونهم في اختبار إمكانية تقليل خطر الإصابة بالسرطان باستخدام الأسبرين أو النشا المقاوم.

يذكر أستاذ علم الوراثة السريرية في جامعة ومستشفيات نيوكاسل السير جون بورن: "استنادا إلى تجربتنا، يوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية في المملكة المتحدة الآن الأشخاص الأكثر عرضة وراثيا للإصابة بالسرطان بتناول الأسبرين. الفائدة واضحة، فالأسبرين والنشا المقاوم يمكنهما القيام بذلك".

وتعادل الجرعة المستخدمة في التجربة تناول ثمرة موز واحدة يوميا. ولكن من المهم أن يكون الموز أخضر (أي قبل أن ينضج ويصبح طريا جدا) حتى يقاوم النشا الموجود في الموز التحلل ويمكنه الوصول إلى الأمعاء حيث يمكنه تغيير نوع البكتيريا التي تعيش هناك.

دراسة طويلة الأمد

وقد شملت هذه التجربة الدولية - المعروفة باسم (CAPP2) - ما يقرب من ألف مريض مصابين بمتلازمة لينش (وهي حالة وراثية تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان بطانة الرحم والعديد من أنواع السرطان الأخرى) وذلك في الفترة بين 1999 و2005. وقد اختير هؤلاء الأشخاص وقسموا إلى مجموعتين بشكل عشوائي؛ تَعَيَّن على أحدهما (463 شخصا) تناول 30 غراما من النشا المقاوم يوميا لمدة تصل إلى 4 سنوات، بينما أعطيت المجموعة والأخرى (455 شخصا) علاجا وهميا. وقد تبعت مرحلة العلاج هذه فترة متابعة مدتها 10 سنوات، دُعِمَت ببيانات من السجل الوطني الشامل للسرطان الخاصة بـ369 من هؤلاء المشاركين طيلة 20 عاما.

وفي نهاية العلاج، لم يلحظ الباحثون أي تغير في حدوث سرطان القولون والمستقيم بين مجموعتي الدراسة. غير أن 5 من المشاركين ممن تناولوا النشا المقاوم قد اكتشف فيهم حدوث سرطانات الجهاز الهضمي العلوي مقارنة بــ 21 حالة في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.

ويذكر الدكتور تيم بيشوب، أستاذ علم الأوبئة الجينية في جامعة ليدز والمشارك في الدراسة أن "هذه النتائج مثيرة، إذ إن حجم التأثير الوقائي في الجهاز الهضمي العلوي كان غير متوقع".

ويُجرِي الفريق الآن تجربة دولية مع أكثر من 1800 شخص مصابين بمتلازمة لينش للتحقق ممّا إذا كان استخدام جرعات صغيرة من الأسبرين يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.

                                                                                                     

المصادر

Cancer Prevention with Resistant Starch in Lynch Syndrome Patients in the CAPP2-Randomized Placebo Controlled Trial: Planned 10-Year Follow-up 

WHAT IS RESISTANT STARCH?

آخر تعديل بتاريخ
18 أغسطس 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.