صحــــتك

كيف تتعامل مع نصائح التغذية المنتشرة على السوشيال ميديا؟

نصائح التغذية على السوشيال ميديا: كيف تميز بين العلم والبدع

أصبحت التغذية موضوعاً ساخناً للنقاش عبر جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي تقريباً، وفي الواقع، يبدو في هذه الأيام أنّ من المستحيل تقريباً فتح أي تطبيق لوسائل التواصل الاجتماعي دون مشاهدة المحتوى المدعوم من المؤثرين الذين يروجون لمكمل جديد أو برنامج نظام غذائي أو نظام تمرين يبدو جيداً في كثير من الأحيان لدرجة يصعب تصديقها.

على الرغم من أنه قد يكون من الصعب التمييز بين الحقائق و"الأخبار المزيفة" الموجودة هناك، إلا أن معرفة ما الذي تبحث عنه يمكن أن يسهل الأمر كثيراً.

ستلقي هذه المقالة نظرة فاحصة على مخاطر بعض بدع وسائل التواصل الاجتماعي الشائعة وبعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتخلص من النصائح السيئة.

نصائح التغذية آخذة في الارتفاع عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي

في السنوات الأخيرة، يبدو أن النظام الغذائي والتغذية قد احتلا مركز الصدارة على العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

من المكملات الغذائية والأنظمة الغذائية الجديدة، إلى مواد التنظيف والوصفات وإجراء التمارين الرياضية ومقاطع فيديو "ما أتناوله في اليوم" ، هناك تركيز أكبر على الغذاء والصحة والتغذية أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، يبدو أن الكثير من هذا المحتوى يأتي من أفراد قد لا يكونون مؤهلين تماماً لتقديم النصائح الغذائية، بمن فيهم المشاهير والمؤثرون عبر الإنترنت.

حلّلت إحدى الدراسات نحو 1.2 مليون تغريدة على مدار 16 شهراً، ووجدت أن الحديث عن النظام الغذائي والتغذية كان يهيمن عليه إلى حد كبير المتخصصون غير الصحيين.

وجدت دراسة أخرى عُرضت في المؤتمر الأوروبي للبدانة أن واحداً فقط من التسعة الأكثر تأثيراً في خسارة الوزن في المملكة المتحدة قدّم نصائح غذائية جديرة بالثقة وذات مصداقية.

على الرغم من أن هذا قد يبدو مزعجاً، ضع في اعتبارك أنه ليست كل المعلومات الموجودة على الإنترنت ضارة، وأن مجموعة متنوعة من الموارد ذات السمعة الطيبة يمكن أن تقدم مشورة دقيقة وقائمة على الأدلة لمساعدتك في معرفة المزيد عن صحتك.

ومع ذلك، قد يمثل تحديد المصادر الجديرة بالثقة والموثوقية تحدياً، وخاصة إذا لم تكن متأكداً مما تبحث عنه وما الذي يجب تجنبه.

 

مخاطر نصائح التغذية على وسائل التواصل الاجتماعي

على الرغم من أن بعض القصص أو المنشورات أو مقاطع الفيديو قد تبدو بريئة بدرجة كافية، إلا أن العديد من الحميات الغذائية والمكملات الغذائية التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون لها عواقب وخيمة. وعلى سبيل المثال، حثّ المسؤولون من الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) أخيراً إنستغرام Instagram على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحسابات التي تروج وتبيع Apetamin، وهو منشط للشهية غالباً ما يروج له مؤثرو السوشيال ميديا. ووفقاً لـ NHS، لم يُتَّخَذ أي إجراء ضد العشرات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت تبيع الدواء بشكل غير قانوني، والذي لم تجرِ الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء، والذي رُبط بالعديد من الآثار الجانبية الشديدة، بما في ذلك تسمم الكبد.

غالباً ما يروّج المؤثرون عبر الإنترنت لـ "شاي التخلص من السموم detox teas,"، ويزعمون أنه يمكن أن يساعد في زيادة التمثيل الغذائي، وتعزيز حرق الدهون، أو إزالة السموم الضارة من الجسم.

في عام 2020، قدمت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) شكوى على مسوق شاي شهير  للتخلص من السموم، مشيرة إلى أن الشركة قدمت ادعاءات صحية مختلفة لم تكن مدعومة بأدلة، مثل أن عبوة التخلص من السموم يمكن أن تساعد في مكافحة السرطان أو انسداد الشرايين.

علاوة على ذلك، أرسلت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) رسائل تحذير إلى 10 من أصحاب النفوذ الذين لم يفصحوا بشكل كافٍ عن حصولهم على أموال مقابل الترويج للمنتج.

إلى جانب تقديم ادعاءات صحية غير واقعية، يمكن أن يكون لهذه الأنواع من المنتجات آثار جانبية خطيرة. وعلى سبيل المثال، تناول تقرير حالة واحد بالتفصيل علاج امرأة تبلغ من العمر 51 عاماً عانت من نقص حاد في صوديوم الدم - مستويات منخفضة من الصوديوم في الدم - بعد استخدام منتج شاي "التخلص من السموم" بدون وصفة طبية. وبالمثل، عانت امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً من فشل كبدي حاد - بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض مثل اليرقان والضعف وتدهور الحالة العقلية - بعد شرب شاي "التخلص من السموم" ثلاث مرات يومياً لمدة أسبوعين.

يمكن أن تعزز الأنظمة الغذائية المقيدة الأكل المضطرب وتحديات الصحة العقلية

بالإضافة إلى المكملات الغذائية، رُوِّج كثيراً للحميات الغذائية المقيدة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يمكن هذه البرامج فقط أن تزيد من مخاطر نقص التغذية والمشاكل الصحية الأخرى، ولكنها قد تؤثر أيضاً سلباً بالصحة العقلية مع تعزيز علاقة غير صحية مع الطعام.

في الواقع، يميل المحتوى الذي يقدمه العديد من المشهورين إلى إضفاء بريق على اضطرابات الأكل والوجبات الغذائية الخطرة والعادات غير الصحية الأخرى، مثل الصيام الطويل، أو تناول المكملات المشكوك فيها، أو اعتماد أنظمة تمرين قاسية من أجل إنقاص الوزن بسرعة.

على سبيل المثال، تصدرت كيم كارداشيان عناوين الصحف أخيراً، بعد أن قالت إنها فقدت قدراً من الوزن المثير للقلق في وقت قصير لتلائم فستاناً ارتدته في الأصل مارلين مونرو لحضور حفل Met Gala، ما أرسل رسالة خطيرة إلى ملايين الأشخاص، حيث كان معدل فقدان الوزن المزعوم لكارداشيان أسرع بكثير من المعدل الموصى به من قبل المتخصصين، وهو 1/2 رطل إلى 2 رطل في الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، إن فقدان الوزن لحدث معين، رمز لثقافة النظام الغذائي والضغط لإعطاء الأولوية للنحافة الجمالية على صحة الجسم بالكامل، حيث يُستدعى أيضاً المشاهير مثل كارداشيان لنشر صورهم بعد تعديلها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعزيز معايير جمال غير واقعية.

علاوة على ذلك، يمكن العديد من اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي - مثل مقاطع الفيديو "ما أتناوله في اليوم" في جميع أنحاء TikTok - أن تضع توقعات غير واقعية، وتروج لثقافة النظام الغذائي، وتديم الهوس غير الصحي بالأكل "النظيف"، وخاصة عند الشباب.

 

انتبه جيداً

قد تبدو محاولة "التغذية بشكل صحيح" مغرية، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، وإذا كنت مشغولاً بالطعام أو وزنك، أو تشعر بالخجل من اختياراتك الغذائية، أو انخرطت بشكل روتيني في أنظمة غذائية تقييدية، ففكر في الحصول على الدعم، حيث قد تشير هذه السلوكيات إلى علاقة مضطربة مع الطعام أو اضطرابات الأكل. التي يمكن أن تؤثر بأي شخص، بغضّ النظر عن الهوية الجنسية أو العرق أو العمر أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية أو الهويات الأخرى، التي يمكن أن تكون ناجمة عن مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية والبيئية - وليس فقط من طريق التعرض لثقافة النظام الغذائي، وفي هذه الحالة يمكنك التحدث مع اختصاصي رعاية صحية مؤهل، مثل اختصاصي تغذية مسجل.

كيفية التخلص من النصائح السيئة

ليست كل معلومات التغذية على الإنترنت جديرة بالثقة، ويمكن الاعتماد عليها. إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار لمساعدتك على التمييز بين النصائح الجيدة والسيئة عبر الإنترنت.

1. تحقق من أوراق الاعتماد

بدلاً من الوثوق بالمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يروجون للمكملات الغذائية أو منتجات إنقاص الوزن، من الأفضل الحصول على نصائح التغذية الخاصة بك مباشرةً من المتخصصين ذوي التعليم والخبرة والتدريب. على سبيل المثال، يجب أن يحصل اختصاصيو التغذية المسجلون على درجة البكالوريوس من مؤسسة معتمدة، وأن يكملوا تدريباً في مجال التغذية أو برنامجاً منسقاً مع ممارسة التغذية الخاضعة للإشراف، واجتياز اختبار تحريري. من ناحية أخرى، التدريب الرسمي ليس مطلوباً لاختصاصيي التغذية في العديد من الدول والبلدان، ما يعني أنه يمكن أي شخص استخدام هذا العنوان، بغضّ النظر عن خبرته أو تعليمه.

إلى جانب اختصاصيي التغذية المسجلين، يُعَدّ الأطباء أيضاً مصدراً قيماً للحصول على مشورة صحية موثوقة، بينما يمكن المدربين الشخصيين المعتمدين تقديم معلومات أكثر تفصيلاً عن اللياقة البدنية والتمارين الرياضية.

قد تبدو نصائح التغذية على وسائل التواصل الاجتماعي جذابة لأنها مجانية. ومع ذلك، لا يلزم أن يكون العمل مع محترف مؤهل مكلفاً.

يقبل العديد من المهنيين الصحيين، بمن فيهم اختصاصيو التغذية المسجلون، التأمين الصحي والرعاية الطبية، أو يمكنهم تعديل الرسوم بناءً على مقياس متدرج حسب الحاجة للمساعدة في جعل خدماتهم ميسورة التكلفة.

2. ابتعد عن المحتوى المدعوم

وفقًا لـ FTC، يُطلب من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الكشف عن أي علاقات مالية أو شخصية بعلامة تجارية عند تأييد المنتجات. ويمكن أن تسهل هذه التوصية على المتابعين التفرقة بين المنتجات والأنظمة التي يستخدمها الشخص بالفعل، وبين المنتجات والأنظمة التي دفع له ليروج عنها. وبشكل عام، من الأفضل توخي الحذر عند ظهور محتوى برعاية، وإذا كنت مهتماً بتجربة أو معرفة المزيد عن منتج يؤيده شخص ما، فتأكد من إلقاء نظرة على المراجعات من العملاء الحقيقيين أو المتخصصين في الرعاية الصحية لمحاولة معرفة ما إذا كان المنتج موثوقاً وآمناً.

 

3. احذر من الادعاءات غير الواقعية

العديد من منتجات النظام الغذائي والمكملات الغذائية مدعومة بمزاعم قد تبدو جيدة جداً لدرجة يصعب تصديقها، وهذا غالباً لأنها كذلك. يجب تجنب الأنظمة الغذائية أو الحبوب أو غيرها من المنتجات التي تدعي أنها تساعدك على فقدان كميات كبيرة من الوزن بسرعة بأي ثمن. في الواقع، رُبطَت مكملات إنقاص الوزن والوجبات الغذائية القاسية بقائمة طويلة من الآثار الضارة بالصحة، ومن غير المرجح أن تؤدي إلى فقدان الوزن على المدى الطويل والمستدام. لذا ننصحك بالبحث عن مصطلحات مثل "علاج" أو "حل سريع" أو "نتائج فورية"، وكن حذراً من هذه الادعاءات الصحية التي تبدو غير واقعية أو غير مستدامة أو غير صحية.

4. تجنب الأنظمة الغذائية المقيدة

العديد من برامج الحمية الغذائية شديدة التقييد، وغالباً ما تلغي المكونات المغذية أو مجموعات الطعام بأكملها، وتروج بعض الشركات لهذه الحميات المبتذلة، في محاولة لجني الأرباح من المستهلكين الذين يبحثون عن طريقة سهلة لفقدان الوزن أو تحسين صحتهم.

ومع ذلك، بالإضافة إلى كونها غير فعالة على المدى الطويل، يمكن أن يكون للوجبات الغذائية القاسية بعض العواقب الوخيمة على الصحة، وقد تزيد من مخاطر سلوكيات الأكل المضطربة.

إن تجنب الحميات الغذائية التقييدية بشكل مفرط، والاستمتاع بالأطعمة المفضلة لديك باعتدال كجزء من نمط الأكل المغذي والشامل، نهج أفضل بكثير لتعزيز فقدان الوزن والصحة العامة.

الخلاصة

مع تزايد عدد المشاركات في مجالات الصحة والعافية والتغذية، من المهم أن تبدأ بأن تكون أكثر انتقائية بشأن المكان الذي تحصل منه على معلوماتك، لأن العديد من المنتجات والموضة التي يُروَّج لها على منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة في الصحة.

تأكد من الحصول على معلوماتك من مصادر موثوقة، وتجنب المحتوى المدعوم، وتجنب أي أنظمة غذائية تقييدية أو منتجات يروج الداعمون لها على أنها جيدة جداً ومثالية بشكل يصعب تصديقه.

 

 

المصادر

Nutrition Advice vs. Social Media Fads: How to Distinguish Misinformation from Science

Nutrition Misinformation: How to Identify Fraud and Misleading

Diet in the News – What to Believe? | The Nutrition Source

آخر تعديل بتاريخ
02 يوليو 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.