صحــــتك

الفطر السحري ونشوة ممزوجة بالمخاطر

الفطر السحري ونشوة ممزوجة بالمخاطر
ينتمي الفطر السحري Magic mushroom، لمجموعة فطور عيش الغراب البري أو المزروع التي تحتوي على مادة البسيلوسيبين Psilocybin، المهلوسة التي يتناولها عدد من الناس في أوروبا وأميركا الجنوبية والمكسيك والولايات المتحدة بهدف الحصول على "النشوة الروحية الخاصة"، ولكن وجد الباحثون أن هذه النشوة ممزوجة بالعديد من المخاطر والآثار الجانبية الخطيرة التي تضرّ أكثر مما تنفع، سنتعرف في هذا المقال إلى تفاصيل أكثر حول الفطر السحري وآثاره.

* كيفية التعرف إلى الفطر السحري

يُعرف الفطر السحري بأسماء متعددة مثل: البلسم الأزرق، والقمم الذهبية، وقبعات الحرية، وحجر الفيلسوف، والحريات، والأماني، والأغار.

يوجد الفطر السحري بشكلين: طازج له سيقان طويلة نحيلة ذات لون رمادي مائل للبياض وقبعات بنية داكنة مع لون بني فاتح أو أبيض في المنتصف، ومجفف لونه بني صدئ مع مناطق معزولة بيضاء مصفرة.

يمكن تناول الفطر السحري أو خلطه بالطعام أو تخميره مثل الشاي للشرب، وقد يمزجه البعض مع التبغ ويدخنه، ويتوفر أيضاً البسيلوسيبين بشكل سائل مستخلص لونه بني نقي ويوضع في قنينة صغيرة.

ويقوم المصنعون أيضاً بسحق الفطر المجفف إلى مسحوق وإعداده في شكل كبسولة، وبعض الناس الذين يستهلكون هذا الفطر يغطونه بالشوكولاتة، وعندما تؤكل قبعات الفطر السحري نيئة فإن لها طعما ترابيا قويا وملمسا يشبه المطاط، ما يجعلها صعبة المضغ، ولا يشبه مذاق الفطر السحري طعم الفطر الصحي الذي تطبخه في المنزل، وقد يحاول بعض الناس إخفاء النكهة بوضعه في العجة أو في الشاي، ولا يميل الناس إلى تناول الفطر النيء لأنه قد يجعلك تشعر بالغثيان.

* ما هو البسيلوسيبين؟

هو المادة المهلوسة التي توجد في الفطر السحري، وهي تعمل عن طريق تنشيط مستقبلات السيروتونين، الموجودة غالباً في قشرة الفص الجبهي، ويؤثر هذا الجزء من الدماغ على الحالة المزاجية والإدراك والمعرفة.

تعمل المهلوسات في مناطق أخرى من الدماغ لتنظيم استجابات اليقظة والذعر، ولا يسبب البسيلوسيبين دائماً هلوسات بصرية أو سمعية نشطة، وبعد أن تبتلع القناة الهضمية البسيلوسيبين وتمتصه، يقوم الجسم بتحويله إلى سيلوسين. تحدث التأثيرات المهلوسة للبسيلوسيبين عادة في غضون 30 دقيقة من الابتلاع، وتستمر ما بين 4 - 6 ساعات.

ويمكن أن تستمر التغييرات - لدى بعض الأفراد - في الإدراك الحسي وأنماط التفكير لعدة أيام، والفطر الذي يحتوي على البسيلوسيبين يكون صغير الحجم وعادة ما يكون لونه بنياً أو أسمر، وفي البرية، غالباً ما يخلط الناس بين الفطر السحري المحتوي على البسيلوسيبين وعدد من أنواع عيش الغراب الأخرى السامة.

تعتمد قوة تأثير الفطر السحري على:
  1. النوع.
  2. الأصل.
  3. ظروف النمو.
  4. فترة الحصاد.
  5. ما إذا كان الإنسان يأكله طازجاً أو مجففاً.
  6. كمية المكونات النشطة في الفطر المجفف أعلى بحوالي 10 مرات من الكمية الموجودة في نظائره الطازجة.
يحتوي الفطر السحري المجفف على حوالي 0.2% - 0.4% بسيلوسيبين وكميات ضئيلة فقط من السيلوسين.

* ماذا يقول الخبراء عن الفطر السحري؟

أشارت الدراسة الاستقصائية الوطنية في الولايات المتحدة، حول تعاطي المخدرات والصحة، إلى أنه بين عامي 2009 - 2015، أفاد حوالي 8.5% من الأشخاص عن استخدام البسيلوسيبين في مرحلة ما من حياتهم، وعندما يستخدم الناس البسيلوسيبين، فإنه عادة ما يكون في نوادي الرقص أو في مجموعات مختارة من الناس الذين يبحثون عن تجربة روحية فائقة.

في الأوساط الطبية، اختبر الأطباء البسيلوسيبين لاستخدامه في علاج الصداع العنقودي، والقلق من السرطان في نهاية المرحلة، والاكتئاب، واضطرابات القلق الأخرى، ومع ذلك، شكك العلماء في فعاليته وسلامته كإجراء علاجي.

وترتبط معظم حالات دخول المستشفى المتعلقة باستخدام الفطر السحري بما يُعرف بشكل شائع باسم "الرحلة السيئة".

* الأسماء الشائعة الأخرى للبسيلوسيبين

نادراً ما يبيع تجار المخدرات البسيلوسيبين باسمه الحقيقي، وبدلاً من ذلك، يمكن أن تباع الجرعة وفق أحد الأسماء الآتية:
  1. فطر سحري.
  2. الفطر.
  3. بومرز.
  4. الزووم.
  5. فطائر.
  6. سيمون البسيط.
  7. قليل الدخان.
  8. الفطر المقدس.
  9. العاطفي الأرجواني.
  10. حساء الفطر.
  11. مكعبات.

* التأثيرات الجانبية للفطر السحري

تتشابه تأثيرات تناول البسيلوسيبين الموجود في الفطر السحري بشكل عام مع تأثيرات LSD، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية آثاراً جسدية وعقلية:
  • التأثيرات الجسدية

  1. اتساع حدقة العين.
  2. النعاس.
  3. الصداع.
  4. زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة.
  5. عدم التنسيق.
  6. ضعف العضلات.
  7. غثيان.
  8. تثاؤب.
  • التأثيرات العقلية

  1. إحساس مشوه بالزمان والمكان والواقع.
  2. النشوة.
  3. الهلوسة (بصرية أو سمعية).
  4. امتلاك تجارب استبطانية (روحية).
  5. ردود فعل الذعر.
  6. جنون العظمة.
  7. ذهان.
  8. العصبية.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول الآثار الجانبية طويلة الأمد والدائمة للفطر السحري، ولكن تم الإبلاغ عن أنه يمكن للمستخدمين تجربة تغييرات طويلة المدى في الشخصية، وكذلك ظهور ذكريات الماضي بعد فترة طويلة من تناول الفطر.

يمكن أن تختلف تأثيرات البسيلوسيبين بين الأشخاص، بناءً على اختلافات عقلية وشخصية المستخدم والبيئة، وإذا واجه المستخدم مشكلات تتعلق بالصحة العقلية أو شعر بالقلق بشأن استخدام مادة الهلوسة، فسيواجه خطراً أكبر بالتعرض لما يسمى بالرحلة سيئة.

الضيق النفسي هو الحدث الضار الذي يتم الإبلاغ عنه غالباً بعد الاستخدام الترفيهي للبسيلوسيبين، ويمكن أن يتخذ هذا الضيق شكل القلق الشديد أو الذهان قصير المدى.

يمكن أن تشمل الآثار الأخرى ما يأتي:

  1. تكثيف المشاعر والخبرات الحسية.
  2. فقدان الشهية.
  3. فم جاف.
  4. مشاكل في النوم.
  5. الحواس المختلطة (مثل "رؤية" الأصوات أو "سماع" الألوان).
  6. الشعور بالاسترخاء أو الانفصال عن الذات/ البيئة.

* استخدام الفطر السحري كعلاج للاكتئاب

المناقشات جارية حول ما إذا كان المتخصصون النفسيون يمكنهم استخدام البسيلوسيبين في الفطر السحري ومسببات الهلوسة المماثلة كعلاج للاكتئاب.

نظرت دراستان حديثتان إلى استخدام البسيلوسيبين كعلاج، وفحصت إحدى الدراسات قدرة البسيلوسيبين على تقليل أعراض الاكتئاب دون تهدئة المشاعر، وقيّمت الدراسة الأخرى العلاقة بين أي نتائج علاجية إيجابية، وطبيعة الهلوسة التي يسببها البسيلوسيبين.

بينما يبحث بعض الباحثين في بعض الاستخدامات العلاجية للبسيلوسيبين، ولا يزالون، في الوقت الحالي، يعتبرون البسيلوسيبين غير آمن وغير قانوني.

وقد أوصى باحثون، في عام 2018، من جامعة جون هوبكنز، بإعادة تصنيف الدواء من الجدول الأول إلى الجدول الرابع للسماح بالاستخدام الطبي، وتشير الدراسات إلى أنه يمكن استخدام البسيلوسيبين لعلاج الضيق النفسي المرتبط بالسرطان والاكتئاب والقلق وإدمان النيكوتين واضطرابات تعاطي المخدرات.

* مخاطر تناول الفطر السحري

قد ينخرط الأشخاص الذين تناولوا الفطر السحري في أماكن غير خاضعة للرقابة في سلوك متهور، مثل القيادة أثناء السُّكر، وقد يعاني بعض الأشخاص من تغييرات مستمرة ومزعجة في الطريقة التي يرون بها العالم، وغالباً ما تكون هذه التأثيرات مرئية ويمكن أن تستمر من أي مكان من أسابيع إلى سنوات بعد تناول الفطر السحري.

يشخص الأطباء الآن هذه الحالة على أنها اضطراب الإدراك المستمر المهلوس (HPPD)، والمعروف أيضاً باسم الـ"لفلاش باك"، وهو استدعاء مؤلم لتجربة مزعجة للغاية.. إن تذكر هذه التجربة المزعجة أثناء استخدام المهلوسات سيكون رحلة سيئة، أو هلوسة تأخذ منعطفاً مزعجاً.

يعاني بعض الأفراد من تأثيرات مزعجة أكثر من الهلوسة، مثل الخوف والاضطراب والارتباك والهذيان والذهان والمتلازمات التي تشبه الفصام، وهو ما يتطلب الذهاب إلى غرفة الطوارئ.

في معظم الحالات، يعالج الطبيب هذه الآثار بالأدوية، مثل البنزوديازيبينات، وغالباً ما تنتهي هذه التأثيرات في غضون 6 - 8 ساعات حيث تتلاشى آثار الدواء، ومع أن الخطر ضئيل، إلا أن بعض مستهلكي الفطر السحري يخاطرون بالتسمم العرضي من تناول فطر عيش الغراب السام والشبيه بالفطر السحري عن طريق الخطأ. وقد تشمل أعراض التسمم بالفطر التشنجات العضلية والارتباك والهذيان، وقم بزيارة غرفة الطوارئ على الفور في حال حدوث هذه الأعراض.

نظرًا لأن الفطر المهلوس والفطر السام الآخر شائع في معظم بيئات المعيشة، يجب على الشخص إزالة جميع أنواع الفطر بانتظام من المناطق التي يوجد فيها الأطفال بشكل روتيني لمنع الاستهلاك العرضي. فقد تنتج عن ابتلاع الفطر العرضي أمراض معدية معوية طفيفة، وتتطلب الحالات الشديدة فقط عناية طبية.

* إساءة الاستخدام

لا يسبب البسيلوسيبين الإدمان الكيميائي، ولا تظهر أي أعراض جسدية بعد التوقف عن استخدامه، ومع ذلك، يمكن أن يسبب الاستخدام المنتظم للفرد اعتياداً على تأثيرات البسيلوسيبين. وقد يحدث تحمل متبادل أيضاً مع أدوية أخرى، بما في ذلك LSD والميسكالين. يجب على الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية الانتظار عدة أيام على الأقل بين الجرعات لتجربة التأثير الكامل.

بعد عدة أيام من استخدام البسيلوسيبين، قد يعاني الأفراد من الانسحاب النفسي ويواجهون صعوبة في التكيف مع الواقع.

* ما مدى احتمال أن تكون لدى من يتناول الفطر السحري "رحلة سيئة"؟

يمكن أن تشمل "الرحلة السيئة" الشعور باليأس والارتباك والبارانويا والقلق والذعر، ويمكن أن تستمر هذه المشاعر لساعات وقد تمتد لأيام.

لتجنب ذلك، عليك عدم تناول الفطر، وإذا كان الفطر يحتوي على جرعة أعلى وأقوى من المتوقع وتناولته، فقد يزيد ذلك من فرصتك في الحصول على رحلة سلبية، وبالنسبة لشخص يمر بأزمة شخصية أو يستخدم الفطر في بيئة غير آمنة وغير داعمة، تزداد فرص حصوله على "رحلة سيئة"، ولا توجد ضمانات مع الفطر لأنه منتج نباتي غير معالج، وقد يجعل الشخص يعاني من الذعر أو القلق أو أي خطر لإيذاء نفسه أو الآخرين، فعليه طلب المساعدة الطبية على الفور.

ونظراً لأن كمية البسيلوسيبين والسيلوسين الموجودة في أي فطر سحري غير معروفة، وتختلف الفطور بشكل كبير في كميات المحتويات ذات التأثير النفساني، وهذا يعني أنه من الصعب للغاية معرفة طول وكثافة ونوع "الرحلة" التي سيختبرها الشخص.

* الأساطير الشائعة

هناك العديد من الأساطير حول الفطر السحري، ويعتقد بعض الناس أنه "أكثر أماناً" وينتج رحلة "أكثر اعتدالاً" من مسببات الهلوسة الأخرى، وفي الواقع، بالإضافة إلى قدرته على تسميم أي شخص يتناوله، فإن تأثير الفطر السحري لا يمكن التنبؤ به مثل الأدوية الأخرى. أبلغ بعض الناس عن هلوسات مخيفة بعد تناول الفطر السحري أكثر من الهلوسة على LSD.

* خلاصة القول

مهما بلغ الفطر السحري من قوة سحره فلا يُنصح بتناوله أو تعاطيه بأي شكلٍ كان دون إشراف طبيب، فهو يحتوي على مادة البسيلوسيبين، وهو مركب طبيعي التأثير ومسبب للهلوسة، ويعتبر البسيلوسيبين أحد أكثر الأدوية المخدرة شهرة، ولا يزال يخضع للتجارب العلمية لإثبات كفاءته في علاج بعض الحالات الصحية.


المصادر
What are magic mushrooms and psilocybin?
What to Know About Magic Mushroom Use
Magic mushrooms
Psilocybin (Magic Mushrooms)

آخر تعديل بتاريخ
20 فبراير 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.