عشبة الإكنيشيا أو المسماة بالقنفذية البنفسجية أو الردبكية أو الإخيناسيا تعد من أكثر الأعشاب الطبية شيوعاً حول العالم، وقد استخدمها سكان أميركا الأصليون لقرون عديدة لمعالجة أمراض مختلفة، أما اليوم فعشبة الإكنيشيا تعتبر من الأدوية النباتية شائعة الاستخدام لحالة البرد أو الأنفلونزا، ولتسكين الألم والالتهاب وغيرها من الأمراض، لذا نفصل الحديث عن هذه العشبة القنفذية ونتعرف إلى طريقة استخدامها بأمان.
ما هي عشبة الإكنيشيا؟
تعتبر عشبة الإكنيشيا اسماً يطلق على مجموعة من النباتات المزهرة والتي تنتمي إلى عائلة الأقحوانات. هناك تسعةُ أنواع معروفة من الإكنيشيا ويُعتقد أن أكثر هذه الأنواع استخداماً، وهو الإكنيشيا الأرجوانية Echinacea purpur، هو الأكثر فعالية.
كما يعود أصلها إلى شمال أميركا حيث تنتشر المروج والغابات الواسعة, وتعد من الأعشاب المعمرة، أي تستمر حياتها لفترة طويلة، ويصل ارتفاعها إلى 1-2 قدم أو ما يعادل 30-60 سم عند نضوجها، ولها أشواك خفيفة وأزهار كبيرة ملونة تراوح بين اللون البنفسجي والوردي وذلك باختلاف أنواعها. كما تحتوي الزهرة في مركزها على بذرة مخروطية الشكل بلون بني محمر.
تعتبر عشبة الإكنيشيا الأرجوانية (القنفذية) حاليا من أشهر وأهم النباتات الطبية التي تستخدم لتقوية جهاز المناعة ولمحاربة الأمراض (بما فيها أنواع معينة من السرطان). وهي تعد مضادا حيويا طبيعيا وفعالا في علاج الالتهابات (خاصة التهابات الجهاز التنفسي) ومقاومة الميكروبات .
ويكفي أن نعلم بأن هذه النبتة كانت تستخدم منذ قديم الزمن في الطب البديل كمضاد حيوي قبل تصنيع المضادات الحيوية الحديثة. وقد عادت هذه النبتة للظهور بقوة مجددا بعد ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية. وأيضا لتفادي الآثار الجانبية العديدة للمضادات الحيوية المصنعة. وأيضا بسبب فعاليتها في مقاومة البكتيريا والفيروسات والفطريات.
المكونات الفعالة في عشبة الإكنيشيا
المواد الكيميائية الموجودة في الجذور تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك الموجودة في الجزء العلوي من النبات.
جذور الإكنيشيا من الزهور الممتلئة بالمغذيات وكذلك الإنزيمات المضادة للالتهابات، ومضادة للبكتيريا، والتي تجعل للعشب الكثير من الفوائد. الإكنيشيا عنصر غني بالبروتينات والحديد والنحاس ومحمل بالفيتامينات مثل فيتامين ج، فيتامين هـ، فيتامين أ، وكذلك الأحماض الدهنية. تتميز الإكنيشيا برائحة قوية بسبب الزيوت العطرية الموجودة بداخلها وبولياستيليس والسكاريد، وهي المكونات الرئيسية التي تجعل للإكنيشيا خصائص طبية قوية.
يتم تحميل النباتات القنفذية بمركبات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة.
مضادات الأكسدة هي جزيئات تساعد في الدفاع عن خلاياك ضد الإجهاد التأكسدي، بعض مضادات الأكسدة هذه هي الفلافونويد وحمض السيكوريك وحمض الروزمارينيك.
يبدو أن مضادات الأكسدة هذه أعلى في مستخلصات ثمار وأزهار النباتات، مقارنة بالأجزاء الأخرى، مثل الأوراق والجذر.
مستخلص الإكنيشيا
تتضمن مجموعة عشبة الإكنيشيا تسعة أنواع, ولكن تستخدم منها ثلاثة أنواع فقط في المكملات الطبية، وهي Echinacea purpurea, Echinacea angustifolia, و Echinacea pallidaويستخدم جزء النبات العلوي وكذلك الجذور ليتم تحضيرها بشكل مضغوطات أو صبغات أو خلاصات أو شاي الإكنيشيا.
فوائد الإكنيشيا (القنفذية)
تأثير إيجابي على وظائف الجهاز المناعي
تشتهر عشبة الإكنيشيا Echinacea بتأثيراتها الإيجابية على وظائف الجهاز المناعي، حيث وجدت دراسات عديدة أنَّ عشبة Echinacea تساعد الجهاز المناعي على محاربة العدوات الجرثومية والفيروسية، ما يسرع الشفاء من الأمراض التي تسببها هذه الميكروبات، ولهذا توصف مكملات عشبة الإكنيشيا لعلاج نزلات البرد وحالات الزكام والأنفلونزا.
وجدت 14 دراسة علمية أنَّ تناول مكملات عشبة الإكنيشيا يخفف من خطر استمرار حالة الزكام بنسبة أكبر من 50%، كما يقلل مدة الإصابة لحوالي يوم ونصف على الأكثر.
ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات حول هذا الموضوع سيئة التصميم ولا تظهر أي فائدة حقيقية. هذا يجعل من الصعب معرفة ما إذا كانت أي فوائد لنزلات البرد ناتجة عن تناول الإكنيشيا أو ببساطة عن طريق الصدفة.
باختصار، في حين أن الإكنيشيا قد تعزز المناعة، فإن آثاره على نزلات البرد غير واضحة.
قد تخفض مستويات السكر في الدم
إن ارتفاع تراكيز السكر في الدم يشكل عامل خطورة لحدوث مشاكل صحية متعددة، وأهمها مرض السكري من النمط الثاني، والأمراض القلبية، وارتفاع الضغط والشحوم، وغيرها من الأمراض المزمنة.
أثبتت التجارب التي أجربت في المخابر أن عشبة الإكنيشيا يمكن أن تخفض من تراكيز السكر في الدم, حيث وجدت إحدى الدراسات أنَّ خلاصة العشبة من النوع Echinacea purpurea ذي اللون البنفسجي أظهرت قدرتها على تثبيط الأنزيمات التي تفكك الكربوهيدرات، وهذا يقلل من كمية السكر التي تدخل إلى الدم عند استهلاكه.
وجدت دراسات أخرى أجريت على أنابيب الاختبار أن مستخلصات الإكنيشيا جعلت الخلايا أكثر حساسية لتأثيرات الأنسولين عن طريق تنشيط مستقبلPPAR-y ، وهو هدف شائع لأدوية مرض السكري.
يعمل هذا المستقبل الخاص عن طريق إزالة الدهون الزائدة في الدم، والتي تعد عامل خطر لمقاومة الأنسولين. هذا يجعل من السهل على الخلايا الاستجابة للأنسولين والسكر.
ومع ذلك، لا تزال الأبحاث المستندة إلى الإنسان حول تأثيرات الإكنيشيا على نسبة السكر في الدم غير متوفرة.
قد يقلل تناول العشبة من الشعور بالقلق
يعد القلق من المشاكل الصحية شائع الانتشار بين الناس حول العالم، وأخيراً أظهرت الدراسات فائدة محتملة لعشبة الإكنيشيا في ما يتعلق بعلاج مشكلة القلق، حيث وجدت الدراسات أن مركبات الألكيل أميد وحمض الروزماريك وحمض الكافييك الموجودة في عشبة الإكنيشيا تساعد على التخفيف من الشعور بالقلق.
ما يؤكد تأثير عشبة الإكنيشيا في تخفيف القلق هو أن معظم الدراسات حول هذا الموضوع أُجريت على الفئران، وعلى البشر أيضاً، وأعطت نتائج إيجابية، وهذا ما قد يجعل العشبة علاجاً واعداً لمشكلة القلق بعد إجراء المزيد من الدراسات.
تتميز العشبة بخصائص مضادة للالتهاب
يعتبر الالتهاب وسيلة طبيعية في الجسم ليدافع عن نفسه تجاه الأذيات المختلفة، ولكن قد تخرج العملية الالتهابية عن السيطرة، وتستمر لفترة أطول مما هو متوقع، وهو ما يزيد خطر حدوث العديد من الأمراض المزمنة بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى.
أظهرت دراسات علمية عديدة قدرة عشبة الإكنيشيا على تخفيف الحالة الالتهابية وذلك عبر خفض إنتاج العديد من الوسائط الالتهابية، حيث وجدت مثلاً إحدى الدراسات والتي استمرت لمدة 30 يوماً أن تناول المكمل المحتوي على عشبة الإكنيشيا لدى مرضى بالغين مصابين بمرض الفصال العظمي قد ساعد على تخفيف الالتهاب، كما خفف ذلك من التورم والشعور بالألم المزمن لديهم، وعشبة الإكنيشيا أيضاً، وما كان لافتاً في هذه الدراسة هو استجابة المرضى للمكملات الحاوية على عشبة الإكنيشيا بشكل أكبر من استجابتهم لأدوية مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs .
قد تعالج عشبة الإكنيشيا عدة حالات جلدية
تساعد خلاصة هذه العشبة في علاج مشاكل جلدية متعددة، ولكن يتم استخدامها بشكل أفضل وأكثر أماناً في المنتجات الجلدية ذات الصلاحية القصيرة فقط، ومن أهم المشاكل الجلدية التي تساعد في علاجها نذكر حب الشباب والأكزيما وغيرها.
بسبب خصائص عشبة الإكنيشيا المضادة للالتهاب والمضادة للبكتيريا، وجدت إحدى الدراسات أن هذه العشبة تثبط نمو البكتيريا المسببة لحالة حب الشباب الشائعة بكثرة.
أظهرت دراسة أخرى أن منتجات العناية بالبشرة والتي تحتوي على خلاصة عشبة الإكنيشيا في مكوناتها تساعد على تخفيف مشاكل جفاف الجلد، كما أنها تقلل من ظهور التجاعيد، وقد أظهر كريم يحتوي على خلاصة عشبة Echincea Purpurea في دراسة أخرى قدرته على تخفيف مشكلة الأكزيما الجلدية.
قد يكون لعشبة الإكنيشيا تأثير واق ضد السرطان
يعتبر السرطان حالة مرضية تعبر عن نمو غير مضبوط لخلايا الجسم، وقد أظهرت عدة دراسات مخبرية أن خلاصات عشبة الإكنيشيا يمكن أن تثبط نمو الخلايا السرطانية، وقد تسبب موتها أيضا.
وجدت إحدى الدراسات المخبرية أن خلاصات عشبة Echinacea بأنواعها الطبية الثلاثة Purpurea و angustifoliaو Pallidaقد قتلت خلايا سرطانية بشرية معزولة من البنكرياس والقولون.
الآثار الجانبية لعشب الإكنيشيا
لحسن الحظ، الإكنيشيا آمنة وليست لها أعراض جانبية إذا تم تناولها بالشكل السليم. ومع ذلك، فإن تناول الإكنيشيا بكثرة يمكن أن يتسبب في رد فعل تحسسي إذا كان لديك حساسية للنباتات القطيفة، البانونج، أقحوان، راجويد.
الآثار الجانبية الشائعة للإفراط في تناول الإكنيشيا تشمل الشعور باضطراب في المعدة، أو الشعور بدوار خفيف مؤقت، وقد يكون هناك إحساس بالغثيان، في بعض الحالات النادرة يظهر طفح جلدي وصعوبة تنفس.
الأشخاص المحظور عليهم تناول نبتة الإكنيشيا
الأشخاص المصابون بفشل كبدي، أو فشل كلوي. والمصابون بأمراض اضطراب المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء، أو مرض التصلب المتعدد. كما لا تعطى القنفذية لمرضى الربو. أيضا وبسبب قلة الأبحاث لم تثبت سلامة الإكنيشيا للحوامل أو المرضعات .
جرعة الإكنيشيا وطريقة الاستخدام
توجد الإكنيشيا في الصيدليات على شكل كبسولات أو أقراص أو سائل للشراب. ومن المهم أن نقرأ التعليمات المدونة على العبوة.
وعموما ترواح جرعة عشبة الإكنيشيا ما بين 300 و500 ملغ في الأقراص أو الكبسولات، تؤخذ ثلاث مرات يوميا، وهذه هي جرعة البالغين (من هم أكبر من 12 سنة) .
ويمكن إعطاؤها للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن السنتين، حيث تكون الجرعة لمن هم في عمر سنتين إلى خمس سنوات (2.5) مللي ثلاث مرات يوميا. أما الأعمار ما بين 6 سنوات و12 سنة فالجرعة (5) مللي ثلاث مرات يوميا .
والأفضل أن تؤخذ على معدة فارغة، لكن إذا سببت مشاكل للمعدة فتؤخذ بعد الوجبات. أما الأطفال فالجرعة دائما تكون بعد الطعام. ولم يعرف لها حتى الآن أي تداخل مع أي دواء .
ويفضل أن لا يتم تناولها لأكثر من أربعة أسابيع متتالية حتى لا يحدث نشاط زائد غير طبيعي للجهاز المناعي.
الخلاصة
- لقد ثبت أن عشبة الإكنيشيا تحسن المناعة، وسكر الدم، والقلق، والالتهابات، وصحة الجلد. قد تكون لها حتى خصائص مضادة للسرطان. ومع ذلك، فإن البحث القائم على الإنسان غالبا ما يكون محدودا.
- تعتبر آمنة وجيدة التحمل للاستخدام قصير المدى.
- تختلف الجرعات المقترحة اعتمادا على شكل الإكنيشيا الذي تستخدمه.
- على الرغم من استخدامها بشكل شائع لعلاج نزلات البرد، إلا أن النتائج في هذه المنطقة مختلطة. بينما أظهرت الأبحاث أنها قد تساعد في منع نزلات البرد أو تقصير مدتها أو تخفيف الأعراض، فقد تم تصميم العديد من الدراسات بشكل سيئ أو لم تظهر أي فائدة حقيقية.
- ومع ذلك، لا توجد العديد من المنتجات مثل الإكنيشيا ذات تأثيرات محتملة مماثلة في تعزيز المناعة، لذلك قد يكون من المفيد تجربتها.
المصادر
Echinacea - Uses, Side Effects, And More (WebMD).
Echinacea: Benefits, Uses, Side Effects and Dosage (Healthline).
Propolis as an alternative treatment for cutaneous warts (Int. J Dermatol).
An evaluation of Echinacea angustifolia in experimental rhinovirus infections (N Engl J Med).
Effect of drying and storage conditions on caffeic acid derivatives and total phenolics of Echinacea Purpurea grown in Taiwan (Food Chemistry).
Antioxidant activity of cichoric acid and alkamides from Echinacea purpurea, alone and in combination (Food Chemistry).
Study on antioxidant activity of Echinacea purpurea L. extracts and its impact on cell viability (African Journal of Biotechnology).
Allergic Cross-Reactivity between Echinacea and Ragweed (Allergic and Clinical Immunology)
