السرطان اسم يثير الرعب في القلوب، ويقلق كثيرون من أن يصابوا به، وقد لا يعلمون ما هي أعراض مرض السرطان التي يمكن أن تنبهنا لضرورة اتخاذ الإجراءات الطبية سريعًا. يمثل السرطان مجموعة كبيرة من الأمراض وليس مرضاً واحداً، ويختلف نوع السرطان بحسب نوع العضو الذي ظهر فيه، وكذلك نوع النسيج الذي نمى منه.
ما هو مرض السرطان بشكل عام؟
للتحدث عن السرطان، لا بد أن نتكلم عن الأمراض، فهو ورم تتكاثر فيه الخلايا بشكل يحارب الجسم، وبالتالي هناك نوعان من الورم، ورم يسمى حميدًا وورم يسمى خبيثًا، والنوعان هما تكاثر الخلايا. أما الثاني فلديه إمكانية الانتشار المحلي، وينتشر حوالي الأنسجة المحيطة به، أو ينتقل من مكان إلى مكان آخر وإلى عضو آخر.
هل السرطان موجود في جسم كل إنسان؟
لا يمكن القول إن المرض موجود، ولكن هل أي إنسان مُعرَّض لمرض السرطان، الجواب نعم، أي إنسان مُعرَّض لهذا المرض، وليس بالضرورة أن يكون داخل جسم كل إنسان.
كيف يؤثر مرض السرطان على الإنسان؟
كتأثير أي مرض هو تأثير على الخلايا والأنسجة، وعلى وظيفة الأعضاء في الجسم، والأهم التأثير النفسي والاقتصادي والتأثير على المحيط، لكن ينبغي علينا أن نعمل على تخفيف هذه التأثيرات السلبية والصحية والفيزيولوجية.
برأيك من هم الأشخاص الأكثر عرضة للسرطان؟
السبب لهذا المرض هو خلل في الجينات، ونحن نملك في أجسامنا ثلاثة أنواع من الخلايا، هناك خلايا تتكاثر مع الحياة دائماً، وهناك خلايا لا تتكاثر إلا إذا حصل معها أي خلل مثل خلايا الكبد، لأنها لا تتكاثر إلا في أسباب معينة، والنوع الثالث الذي لا يتكاثر أبداً، مثل الخلايا العصبية، لأنها تُخلق مع الإنسان، ويبقى العدد كما هو.
وبالعودة إلى تفاصيل السؤال، هناك دائماً جينات هي المسؤولة عن تكاثر الخلايا، وعندما يحصل أي عُطب على هذا الجين، فهو يؤدي إلى تكاثر غير محدود، وبالتالي إذا أردنا الكلام عن الشخص المُعرَّض لهذا المرض، فهو الذي يُصبح لديه عُطل في الجينات، وهو ما يسمى مرض السرطان.
هل هناك أعراض خفية للسرطان؟
إن خطورة مرض السرطان ليست فقط بالتكاثر، إنما من خلال عدم وجود أعراض واضحة، لأن المريض عندما يتوجه إلى الطبيب تكون لديه أعراض واضحة، فإذا افترضنا توجه مريض إلى طبيب جهاز هضمي، لأن المريض يعاني عن ألم في معدته، فالطبيب يصف الدواء لتخفيف الأوجاع، وفي حال لم ينتهِ الوجع، عندها يطلب الطبيب تنظير داخل المعدة، ليتفاجأ بوجود ورم، والأعراض كانت فقط وجعًا داخل المعدة، فالأعراض متشابهة.
ولهذا؛ لا توجد أعراض واضحة وظاهرة للسرطان، والأمر كذلك ينطبق على موضوع الرواية، لأن المريض عندما يتوجه إلى الطبيب لأنه يعاني من سعال وضيق تنفس، فالطبيب يتوقع أن هناك التهابات في القصبة الهوائية، عندها يصف الطبيب الدواء، وفي حال لم يتحسن المريض، يطلب الطبيب صورة، وعندها يفاجأ بوجود ورم منتشر، هذا كله دليل أنه لا أعراض ثابتة وظاهرة لمرض السرطان.
ما هي أبرز أسباب السرطان؟
السبب الأساسي للمرض -كما ذكرنا- هو خلل في الجينات، أما عن العوامل التي تؤدي إلى هذا الخلل، فهي مختلفة جداً ومتشعبة، وهناك نظريات مختلفة عن العوامل التي أدت لهذا الخلل، والأهم منها هي تأثير المواد الكيميائية مثل التدخين، الذي هو عنصر أساسي ومحفز لمرض السرطان، والمشروبات الكحولية، وأي مواد كيميائية نتعرض لها داخل الوظيفة أو العمل الطويل. وأيضاً هناك عوامل فيزيائية مثل الأشعة، كما حصل في تشرنوبل، أو هيروشيما، والتلوث البيئي وتلوث المياه، وهناك أسباب أخرى، مثل الأسباب البيولوجية من خلال بعض أنواع الفيروسات، كلها أسباب تؤدي إلى الخلل في الجينات.
برأيك هل السرطان هو مرض؟ أم أنه عامل نفسي ومعيشي؟
إن طريقة عيش الإنسان هي التي تؤثر في حدوث السرطان، وفي نفس الوقت في حال الإصابة بالسرطان تساعد على تخفيف الأعراض السلبية التي تحصل وتساعده على الشفاء. لذلك فإن العامل النفسي والبيئي مهم جداً، لذلك يجب على كل إنسان اتباع طريقة حياة صحية، من خلال الأكل الجيد وممارسة الرياضة، وأن يبتعد عن التدخين وتناول المشروبات، كل هذا يخفف من احتمالية حصول مرض السرطان. كما يجب الابتعاد عن التلوث، فإذا كان الإنسان يعيش في بيئة ملوثة، مثل تلوث التربة والمياه والهواء، فمثلًا إن كان في إحدى المناطق المسموح عالمياً به هو 40 مليغراما في اللتر من النيترات، إن كان في المياه أو التربة، فكيف إذا كان الكمية 440 مليغرامًا في الليتر! وبالتالي للبيئة تأثير كبير.
ما هو أخطر أنواع السرطان؟
ليس هناك أخطر نوع من السرطان، لأن ذلك مرتبط بوقت تشخيص المرض، ففي حال تم تشخيص المرض في مراحله الأولى والثانية، يكون العلاج سهلًا، أما إذا كانت المراحل ثالثة أو رابعة، فسيكون هناك عجز في العلاج مِن أن يكون فعّالًا، وهناك حالات مثل سرطان البنكرياس لا تعطي أي عوارض، وعندما يتم التشخيص يكون المرض في مراحل متقدمة جداً، أو سرطان الرئة يمكن ألا يتفاعل مع العلاج، لذا كلما كان التشخيص مبكرًا كلما كان العلاج فعالًا.
ما هي النصيحة للمصاب بهذا المرض؟
أريد أن أقول لمريض السرطان، إننا تقدمنا في العلاجات كثيراً، والدليل على ذلك أين كنا منذ 10 سنوات وأين أصبحنا اليوم، وهناك أنواع من السرطان كانت قديماً بدون أي علاج، أما اليوم فإننا نعتبرها من الأمراض المزمنة، مثل سرطان الدم والبروستات والغدة الدرقية وسرطان الثدي، لذلك على مريض السرطان ألا يحد من حيوته، ومن عمله ومحيطه، والعلاج أصبح متقدماً، والنتائج التي نحصل عليها مبهرة، وعلينا الانتباه إلى العامِل النفسي، لأنه نصف العلاج، ويجب على مريض أن يعيش حياته بشكل طبيعي، والأمل موجود، وليس المرض مَن يخوّفنا، فمرض السرطان هو مرض مزمن مثل أي مرض آخر.