قِلةٌ منا لا يحبون السكر، لكن معظمَنا يظن أنه مصدرٌ للسعادة، وعادة ما نقدمه كمكافأةٍ صغيرةٍ لأطفالِنا على عملٍ جيد، هذا هو الجانبُ المشرق، لكن كيف يكون العيشُ مع سكري الأطفال ؟ وهل هو خَطِرٌ حقاً على حياةِ أطفالنا؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذه الحلقة من "صحتك والحياة" بمداخلة قيمة مع دكتورة الأطفال فرح اللقيس.
ما هو مرضُ سكري الأطفال من النوع الأول؟
داءُ السكري من النوع الأول، والذي كان يُعرَف في السابق بداء سكري اليافعين أو داء السكري المعتمِد على الإنسولين، هو حالةٌ مرَضيةٌ مزمنة، يُنتج فيها البنكرياسُ كميةً صغيرةً من الإنسولين، أو يتوقف خلالَها جسمُ الطفلِ عن إنتاجِ هرمون الإنسولين الذي يحتاجه الأطفالُ للبقاءِ على قيدِ الحياة. الإنسولين هو هرمونٌ يستخدمُه الجسمُ للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاجِ الطاقة.
ما هي أسباب سكري الأطفال ؟
قد تؤدي عواملُ مختلفةٌ، منها الخصائصُ الوراثيةُ وبعضُ الفيروسات، إلى الإصابةِ بداءِ السكري من النوع الأول. يمكن أن يصابَ طفلُك بداء السكري من النوع الأول، حتى لو كان رضيعًا، أو طفلًا صغيرًا أو مراهقًا. لكن، في أغلب الأحيان، يظهر هذا المرضُ بعد سن الخامسة.
ما هي أعراض سكري الأطفال ؟
إذا أصبح طفلُك فجأةً يميلُ أكثرَ إلى النعاس أو يشكو من العطشِ أكثرَ من المعتاد، فقد يكونُ ذلك من أعراض السكري من النوع الأول، الذي يُعرف أيضاً بالسكري الشبابي. يختلفُ داءُ السكري من النوع الأول عن داءِ السكري من النوع الثاني الذي غالبًا ما يرتبط بالسمنة، ويظهر عند البالغين. تشمل أعراض سكري الأطفال ما يلي:
- العطش المستمر.
- التبول بشكل متكرر.
- فرط الجوع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- التعب.
- الرؤية الضبابية.
كيف يتم تشخيص سكري الأطفال؟
هناك العديدُ من تحاليل الدمِ المخصصةِ للكشف عن داءِ السكري من النوع الأول لدى الأطفال. تُستخدم التحاليلُ التاليةُ لتشخيصِ مرضِ السكري ومتابعةِ علاجِه:
- تحليلُ سكرِ الدمِ العشوائي، وهو الفحصُ الأساسيُ للكشفِ عن داء السكريِ من النوعِ الأول.
- تحليلُ الهيموغلوبين السكري، يوضح هذا الاختبارُ متوسطَ مستوى سكرِ الدم لدى الطفلِ خلال آخر 3 أشهر.
- تحليلُ سكرِ الدم بعد الامتناع عن الطعام، تُسحب عينةُ دمٍ بعد امتناع الطفل عن الأكل لثماني ساعات على الأقل أو طوال الليل.
ما هو علاج سكري الأطفال؟
يحتاج جميعُ المصابين بداء السكري من النوع الأول إلى العلاج بحقن الإنسولين، ونظرًا لأن إنزيمات المعدة الهاضمة تفكك الإنسولين المتناول عن طريق الفم، فإن إعطاءَ الإنسولين عن طريق الفم ليس خيارًا علاجيًّا في خفض نسبةِ السكر بالدم. تتوفر العديدُ من أنواع الإنسولين، منها ما هو سريعُ المفعول، وقصيرُ المفعول، وطويلُ المفعول (مديد)، ومتوسطُ المفعول.
وتبعًا لنوع علاج الإنسولين الذي يحتاجه طفلُك، فقد تحتاج للتحقق من مستوى سكر الدم لديه ثلاثَ مرات على الأقل يوميًا، وربما أكثر من ذلك، ويتطلب هذا تكرارَ وخزِ الإصبع، إلا إذا تم استخدامُ مستشعرٍ مديدٍ لقياس السكر على مدى أسبوعين أو أكثر. كما أن استخدامَ مضخةِ الإنسولين تقدم للطفل المصاب بالسكري من النوع الأول ولأهله ضبطًا جيدًا لسكر الدم، وراحةً نفسية أفضل، ونومًا مريحًا.