هل تخافين من العقم ومن تأخر الحمل والخوف من المستقبل؟ بحسب منظمة الصحة العالمية، يؤثر العُقمُ على ملايين الأشخاص في العالم، وتشير التقديرات إلى أن شخصاً واحداً تقريباً من كل ستة أشخاص في سن الإنجاب يُصاب بالعُقم أثناء حياته في جميع أنحاء العالم.
لنتعرف في هذه الحلقة من "صحتك والحياة" على العقم وأسبابه وأعراضه، وطرق تشخيصه، وسبل علاجه.
ما هو العقم ؟
كما هو معروف طبياً فإن العُقمَ هو مرضٌ يصيب الجهازَ التناسليَ الذكريَ أو الأنثوي، ويُعرّف بكونه العجزَ عن الوصول إلى الحمل بعد ممارسة الجماع المنتظمِ بدون استخدامِ وسيلة لمنع الحمل لمدة اثني عشر شهراً أو أكثر.
أسباب العقم
هناك الكثيرُ من عوامل العقم وأسبابه التي تتعلق بنمط الحياةِ، ومن بينها: التدخينُ، والسمنةُ، وإدمانُ الكحول. وقد ينجم العُقمُ عن عدةِ عواملَ مختلفةٍ في الجهازِ التناسليِ الذكري أو الأنثوي، ولو أنه يصعب أحياناً معرفةُ أسبابِ العقم في بعض الحالات.
أسبابُ إصابة الجهازِ التناسلي الأنثوي بالعُقم:
- الاضطراباتُ في البوقين مثل انسدادِ قناتَي فالوب.
- اضطراباتُ الرحمِ التي قد تكون التهابيةً، أو خَلقية، أو حميدة.
- اضطراباتُ المبيض.
- اضطراباتُ نظامِ الغدد الصمّاء التي تسبب اختلالاتٍ في الهرموناتِ الإنجابية.
أسبابُ إصابةِ الجهاز التناسلي الذكري بالعُقم:
- انسدادُ المسالكِ التناسليةِ واختلالُ وظيفةِ قذفِ السائل المنوي.
- اضطراباتٌ في الهرموناتِ تسبب تغيراتٍ في الهرمونات التي تنتجها الغدّةُ النخاميةُ ومنطقةُ ما تحت المِهاد في الدماغ والخصيتين، تؤثر على الهرمونات الجنسية التي تنظم إنتاجَ الحيوانات المنوية.
- عجزُ الخصيتين عن إنتاج الحيوانات المنوية.
- اعتلالُ وظيفةِ إنتاجِ الحيوانات المنويةِ وجودتِها.
أعراض العقم
الدلالةُ الأولى الواضحةُ على العقمِ هي عدمُ حدوثِ حملٍ خلال الأشهر الأولى من الزواج دون استخدام مانعات الحمل. قد تعاني بعضُ النساء من خللٍ في دورات الحيض، وبعضُ الرجال قد تظهر عليهم أعراضُ مشكلاتٍ هرمونية، مثل التغيراتِ في نمو الشعر أو القدرة الجنسية.
لكن الأهمَّ في هذه المرحلة هي استشارةُ طبيبِ مختصٍ لتحديد الأسباب، والعملِ على خطةِ علاج مناسبة.
تشخيص العقم
بدايةً يجب على الطبيبِ مراجعةُ السجلِ المرضي والعائلي للمريض والزوج، ويعمل بعدها على طلب مجموعةٍ من الفحوصات لكل من الزوجين مثل:
- فحصٌ للحيوانات المنوية من حيثِ العددِ والحركة والشكل.
- فحوصاتٌ لتقييم الإباضة.
- فحصُ الرحم والبوقين، من خلال تصوير الرحم بالأمواج فوق الصوتية.
- فحصُ انتقال الحيوانات المنوية في مخاط عنق الرحم (Cervical mucus).
- تنظير البطن (Laparoscopy).
تتضمن اختباراتُ الخصوبة بالنسبة للنساء:
- اختبارَ الإباضة.
- فحصَ وظائفِ الغدة الدرقية.
- تصويرَ الرحمِ والبوقين.
- فحصَ مخزونِ المبيض.
- اختباراتٍ هرمونيةً أخرى.
الاختباراتِ التصويريةَ: في بعضِ الحالات قد يُطلب منكِ اختبارُ تنظير الرحم، وتنظيرِ البطن.
أما فيما يخص اختباراتِ الخصوبة فقد تشمل:
- تحليلَ السائل المنوي.
- اختبارَ الهرمونات.
- الاختبارات الوراثية.
- خزعةَ الخصية.
- اختباراتِ التصوير.
علاج العقم
على الرغم من وجود الكثير من الحالات المعروفة بالعقم غير المبرر عندما يصاب بعض الأزواج بالعقم دون سبب واضح، فإنه يمكن علاجُ العقم بشكل عام من خلال:
- زيادةِ عدد مرات الجماع، خصوصًا خلال فترة الإباضة.
- إجراءِ الإخصاب في المختبر (In vitro fertilization – IVF) للحصول على أطفال الأنابيب.
- جراحةِ تنظير البطن، وذلك في حال وجود انسدادات في البوقين.
- تنظيمِ وتحريض الإباضة عن طريق الأدوية، مثل الكلوميفين (Clomiphene)، أو حقن الهرمونات المحفزة للغدد التناسلية، والتي يتم إنتاجُ معظمها اليوم بواسطة تقنيات الهندسة الوراثية.
- التلقيحِ الاصطناعي بوضع نطاف الزوج داخل رحم الزوجة.
- يمكن زيادة احتمالات نجاح فرص الحمل من خلال الدمج بين العلاج الدوائي والتلقيح داخل الرحم (Intrauterine insemination) أي التلقيح الاصطناعي.
