هل سبق أن سمعت بحالة التوكوفوبيا ، وهو مصطلح مشتق من الكلمتين اليونانيتين "توكوس" وتعني الولادة، و"فوبوس" وتعني الخوف، أما توكوفوبيا مجتمعة فتعني رهاب الولادة أو الخوف الشديد من الحمل والولادة.
من الطبيعي أن تخشى المرأة من فكرة الولادة وأوجاعها، لكن هل من الطبيعي أن تتحول إلى هاجس وخوف يمنعها عن فكرة الأمومة؟ أو ربما قد يتحول الأمر لدى بعض الحوامل ليصبح حالة من الهلع والذعر، فيمنع الأم من الاستمتاع بتجربة الحمل ومحاولة إيجاد طرق لتجنب الولادة.
ما التوكوفوبيا أو رهاب الولادة؟ تعرّفي على الأسباب، والأعراض، وطرق التشخيص والعلاج، في هذه الحلقة من صحتك والحياة مع د. مضر الزيدان استشاري الطب النفسي في مركز ميدكير الطبي.
ما هو رهاب الولادة أو التوكوفوبيا ؟
رهاب الولادة، المعروف أيضًا باسم توكوفوبيا، هو خوف شديد من الولادة. يُصنّف رهاب الولادة أو التوكوفوبيا Tokophobia كأحد اضطرابات القلق، ويعني الخوف الشديد من الولادة، وتُوجد تسميات عدّة لهذه الحالة؛ مثل فوبيا الولادة، أو رهاب الولادة والمخاض.
هناك نوعان من رهاب الولادة: رهاب الولادة الأساسي، وقد تعاني منه السيدات اللواتي لم يسبق لهن تجربة الحمل والولادة ويخشينَ بالتالي من خوض هذه التجربة. ورهاب الولادة الثانوي الذي قد يحدث لدى مَن تعرّضت لتجربة حمل فاشلة ومؤلمة نتيجة ولادة جنين ميت، أو التعرض لصدمة ما أو مضاعفات تفوق قدرتها على التحمل.
أسبابُ رهاب الولادة
أما عن الأسباب فمن بينها:
- الخوف من الألم أو الموت.
- تجارب عاشتها غيرها من النساء تعرضنَ لمضاعفات شديدة أثناء الولادة.
- الخوف والخجل من أن يتم لمسها في مناطق خاصة.
- رهاب الإبر، والخوف من الأطباء ودخول المستشفى.
- الخوف من تجربة الأمومة وتحمل مسؤوليات مستقبلية قد تغيّر من نمط حياتها.
- التعامل مع تغييرات الجسم بعد الولادة.
ما أعراض الخوف من الولادة (رهاب الولادة)؟
من الأعراض المعروفة لمَن تعاني مِن رهاب الولادة، تجنب الجماع والرغبة في الانفصال عن الشريك، وبالتالي عدم التمتع بتجربة الحمل والحصول على طفل، والرغبة الدائمة على الإجهاض، وكحل أخير و آمِن، تلجأ من تواجه التوكوفوبيا إلى الولادة القيصرية على الرغم من إمكانية الولادة الطبيعية.
طرق تشخيص التوكوفوبيا
تلجأ من تعاني من التوكوفوبيا إلى وسائل منع الحمل خوفاً من تجربة الولادة، لكن إذا كانت حاملاً وصولاً إلى وقت الولادة قد نلاحظ نزعتها إلى العنف إذا اقترب منها الطاقم الطبي، وامتناعها عن المخاض والمساعدة فيه مما قد يسبب مشاكل صحية للأم والجنين، وقد يؤدي لتمزقات وجروح، أو حتى نقص الأكسَجة نتيجة نزول الطفل إلى الحوض وبدء الولادة بشكل غير آمن.
ما أبرز سُبل العلاج من رهاب الولادة؟
يُعتبر رهاب الولادة نوعاً من اضطرابات القلق، ويمكن علاجه وفق طرق متعددة من بينها العلاج السلوكي المعرفي الذي يعد الأساس في العلاج، كما يجب العمل مع طبيب نفسي وأخصائي لمعالجه هذا النوع من الحالات. ويمكن اللجوء لاستخدام مضادات الاكتئاب، والعلاج بالتنويم المغناطيسي لترسيخ الشعور بالاسترخاء والتعرف عن كثب على هذه المشكلة. كما يمكن لتقنيات الاسترخاء الأخرى -ومن بينها اليوغا- أن تلعب دوراً مهماً في العلاج لأنها تساعد في تنقية الذهن، وتمنح المرأة شعوراً أكبر بالراحة والمزيد من الثقة بشأن الولادة.
وبحسب الخبراء ومع العلاج الناجح، يمكن التغلب على هذه المشكلة والتنعم بحمل وولادة صحية. ويمكن أن يؤدي وجود شبكة دعم إلى تسهيل التعامل مع رهاب الولادة. حدّدي الأصدقاء والأحبّاء الذين لهم تأثير إيجابي في حياتكِ، واجعليهم موردًا زاخرًا للحصول منهم على الكلمات الطيبة والتشجيع.
كما وينصح أطباء موقع "صحتك" بمعرفة المزيد عن الولادة من خلال:
- حضور تدريبات ما قبل الولادة، إذا كانت متاحة في منطقتكِ، إذ ترشدك هذه الفصول إلى ما يمكن توقعه أثناء الولادة.
- الذهاب إلى المستشفى الذي تنوين الولادة فيه والقيام بجولة للتعرف على أقسامه وطرق الولادة فيه والغرف المتنوعة والتقنيات الموجودة للتعامل مع المشكلات التي قد تلحق بالأم أو الطفل.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم المتوفرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- كما يمكنك زيارة أُمٍّ جديدة للوقوف عن كثب على تجربةٍ حياتية استثنائية ناجحة، وحلم الكثير من النساء إن لم نقل معظمهنّ في الحصول على طفل.
وأنتِ هل سبق أن سمعتِ برهاب الولادة ؟ شاركينا تجربتك.
