ما إن يَعرف الناسُ بحَمل إحداهِن، حتى تبدأ التكهناتُ والاجتهاداتُ لمعرفة جنسِ المولود، وعلى مرِ العصور، اختَرعت المجتمعاتُ عشراتِ الطرقِ بشأن توقعِ جنسِ الجنين، ووقعنا في فخ تصديق خرافات عن توقع جنس الجنين. فما أشهرُ تلك الطرق؟ وهل هي صحيحةٌ أم محضُ خرافةٍ؟ وما الطرق العلمية الصحيحة للتعرف على جنس المولود؟ هذا ما سنعرفُه اليومَ في هذه الحلقةِ من برنامج إكسير.
خرافات عن توقع جنس الجنين طالما سمعناها
لطالما سمعنا من الجدات ونساء الحارة والجارات خرافات عن توقع جنس الجنين فقد تتعرّضين في مجلسٍ ما إلى التمحيص والتفحص ونظرات السيدات حول شكل البطن والمظهر العام وشكل الوجه وغيرها، فتقول فلانة أنت حامل بولد، وأخرى تقول لا لا هذه علامات الحمل بأنثى! تعرّفي معنا على أشهر خرافات توقع جنس الجنين التي يمكن أن تسمعيها:
-
شكل بطن الحامل
يعتقدُ البعضُ أن شكلَ انتفاخِ بطنِ الحاملِ له دلالةٌ على نوعِ الجنين، ففي حالِ بروزِ بطنِ الحاملِ على شكلِ كرةٍ يكون الجنينُ ذكراً، بينما إذا توزعَ الانتفاخُ حولَ الوسطِ يكون أنثى، لكن الحقيقة أن هذا الاستدلالُ لا يصح، إذ إن شكلَ انتفاخِ البطنِ يعتمدُ بالأساسِ على شكلِ جسمِ الأم ووزنِ الجنينِ ووضعيتِه، بغض النظرِ عن جنسِه.
-
الوحام واشتهاء الطعام
تنتشر بين الناسِ أقاويلُ حول الأطعمةِ التي تشتهيها الحاملُ، إذ يُعتقد أن اشتهاءَها الأطعمةَ المالحةَ أو الحامضةَ يشير إلى أن الجنينَ ذكراً، في حين أنها إذا اشتهت الحلوياتِ ومنتجات الألبانِ تكون حاملاً بأنثى، وعلمياً، هذا استدلالٌ لا أساسَ له من الصحة، إذ لا توجد علاقةٌ بين نوعِ الطعامِ الذي تشتهيه الحاملُ وجنسِ الجنين.
-
مظهر الحامل
اخترَع البعضُ استدلالاً آخر، وهو مظهرُ الحامل، إذ يقول فريقٌ منهم إنّ الأنثى تسرقُ جمالَ أمِّها، لذا يكون مظهرُ الحاملِ بأنثى باهتاً، ويكون جلدُها وشعرُها بحالةٍ سيئة، بينما يذهب فريقٌ آخرُ إلى الاعتقاد أن تألقَ مظهرِ الحاملِ ونعومةَ جلدِها يدلان على أن الجنينَ ذكر.
والحقيقةُ، لا هذا ولا ذاك صحيحان؛ إذ إن تغيرَ مظهرِ الحاملِ يرجعُ أساساً إلى زيادةِ إفرازاتِ الغددِ الدهنية في الجلدِ، والتي تَحدثُ بسبب التغيراتِ الهرمونيةِ أثناء الحمل، وكذلك زيادةِ احمرارِ الجلدِ التي تَحدث بسبب زيادةِ حجمِ الدمِ وتدفقِه أثناء الحمل، ولا صلةَ لهذه التغيراتِ كلِّها بكون الجنينِ ذكراً أم أنثى.
-
الخط الأسود
أيضاً هناك اعتقادٌ شائعٌ حولَ الخطِ الغامقِ الذي قد يتشكّل على جلدِ بطنِ الحامل الذي يُعرف بالخطِ الأسود، إذ يقال إن امتدادَ الخطِ الأسودِ فوق السرةِ يعني أن الجنينَ ذكرٌ، بينما امتدادُه أسفلَ السرةِ يعني أنها أنثى، أما الحقيقةُ فهي أنه ليس ثمةَ دليلٌ علميٌ يربط بين موضعِ هذا الخطِ من السرةِ وجنسِ الجنين، وأن الخطَّ الأسودَ يظهر لدى خمسٍ وسبعين بالمئةِ من النساءِ الحوامل، وقد يمتدُ من عظمِ العانةِ حتى أعلى السُرة.
-
حرقة الفؤاد أو حرقة المعدة
استدلالٌ آخرَ يعتمدُ على شعورِ الحاملِ بالحموضةِ في فمِ المعدة، والتي تُعرف بحرقةِ الفؤاد، إذ يعتقد البعضُ أن شعورَها بحموضةِ المعدةِ يعني أنها ستلدُ بنتاً ذاتَ شعرٍ غزير! علمياً، أثبتت دراسةٌ أجراها باحثون في جامعة جون هوبكنز الأمريكية عدم وجودَ علاقةٍ بين زيادةِ حرقةِ الفؤادِ وغزارةِ شعرِ الجنين، سواء كان الجنينُ ذكراً أم أنثى، لذا فإن الاستدلالَ بهذا الشعورِ لتحديدِ جنسِ المولودِ غيرُ صحيح.
الطرق العلمية الصحيحة
إذاً، ما الطرقُ العلميةُ الصحيحةُ لمعرفةِ جنسِ الجنين؟ الطريقةُ الأوثقُ هي إجراءُ فحصِ الموجاتِ فوقِ الصوتية بعد الأسبوعِ الثامنِ عشرَ من الحمل حين يمكن رؤيةُ الأعضاءِ التناسليةِ الخارجيةِ للجنين ومعرفةُ جنسه، وقد يتطلبُ الأمرُ إجراءَ هذا الفحصِ عدةَ مرات لأن وضعيةَ الجنينِ داخلَ الرحمِ قد لا تسمحُ أحياناً برؤيةِ الأعضاءِ التناسلية.
وثمةَ طريقةٌ ثانيةٌ تقوم على إجراءِ تحليلٍ للدم لمعرفةِ نوعِ الجنين، ويكون ذلك في الأسبوعِ العاشرِ من الحمل، وتتطلب النتيجةُ سبعةَ أيامٍ إلى عشرةٍ كي تظهَر، إلا أن هذا النوعَ من فحصِ الدمِ ليس متاحاً في كلِّ الدول بسبب كلفتِه العالية. أخبرونا أنتم: ما الخرافاتُ المنتشرةُ في مجتمعِكم حول معرفةِ نوعِ الجنين؟